أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مايا جاموس - مسرحية (نهارات الغفلة): تكريس صورة نمطية لطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق














المزيد.....

مسرحية (نهارات الغفلة): تكريس صورة نمطية لطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق


مايا جاموس

الحوار المتمدن-العدد: 2702 - 2009 / 7 / 9 - 10:26
المحور: الادب والفن
    


قُدم على خشبة المسرح الدائري في المعهد العالي للفنون المسرحية عرض تخرج طلاب السنة الرابعة - قسم التمثيل بعنوان (نهارات الغفلة).
تضمنت المسرحية مسرحاً داخل مسرح، فهنالك مسرحية إطار شخصياتها مجموعة طلاب المعهد الذين يتدربون ويجرون تدريباتهم (بروفاتهم) من أجل عرض التخرج، أما المسرحيات الأخرى فهي مجموعة مشاهد من مسرحيات عالمية، تجمعها الفكرة، فهي تدور حول الحب والخيانة، وتمثل المشاهد التي سيقدمها الطلاب كعرض تخرج.
لم تنجح فكرة المشهد الواحد لكل ممثل أو ممثلة في إظهار مهارات الطلاب، فالمشاهد التي عُرِضت غلب على الشخصيات فيها طابع النمطية أو الوجه الأحادي، كما أن قِصرَ المشهد واجتزاءه من مسرحيته لم يسمح للممثلين بالمرور في الأطوار المتعددة المتنوعة للشخصية أي في تطوراتها، بحيث بقي لكل ممثل أو ممثلة وجه واحد نمطي. فها هي ذي الخائنة الداعرة، وها هو ذا (ريتشارد) القاتل الوقح ضمن مشهد راسخ في أذهاننا من خلال قراءاتنا ومن خلال ما شاهدناه من مسرحيات وسينما تناولت تلك المسرحية (ريتشارد)، بل حتى اعتمدت المسرحية هنا على الجانب الشكلي للشخصية (ريتشارد)، لتوصل قماءتها وقبحها الداخليين، ومعتمدةً في الوقت ذاته على مخزوننا المعرفي لتلك الشخصية، لا على أداء الممثل. كما هنالك اللئيمة الثرثارة النمّامة، وأنماط أخرى.. وقد قدم هذا كله من خلال مشاهد مفككة لا رابط بينها ولا تصاعد في الأحداث، بحيث تأتي مكمّلةً بعضها، بل تدور في فلك واحد هو تيمة (الخيانة).
ضمن المسرحية الإطار التي تتحدث عن طلبة المعهد (دفعة التخرج) مع الاحتفاظ بالأسماء الحقيقية للممثلين، يبدو الأمر كما قدّمت له د.حنان قصاب حسن عميدة المعهد العالي للفنون المسرحية، على أنه يركّز على العلاقة بين شخصية الممثل الحقيقية والشخصية التي يقوم بأدائها أو (الممثل والدور والأداء المسرحي والتصرف العادي). لكن حقيقة ما يقوم به العرض هو تقديم مجتزأ منقوص وسطحي لحيوات الممثلين (الطلاب) بدا أشبه ما يكون بتمرين على الوقوف على الخشبة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن تلك المشاهد من الحياة الحقيقية (الطبيعية) لطلاب المعهد لم تعد حياةً عادية - كما يريد العرض أن يقدم، أو كما قدمت له د.حنان قصاب حسن. فتلك المشاهد ( وإن كانت حقيقية صادقة) فإنها حين قُدمت لنا كجمهور كانت نتاج بروفات وتمارين طويلة، وعلى الأقل لم تعد تمثل ذلك المستوى حين تُقدم خلال عدد من الأيام ودون تغييرات. ولنفكّر ما الذي قُدم (كتصرف عادي) لطلبة التخرج؟ إنه جملة علاقات عاطفية غير ناضجة ومشوهة تطغى الخيانة عليها. وهنا يمكن لنا أن نفهم أن (الخيانة) هي الرابط بين المستويين. حاول العرض أن يأتي بموضوعات أخرى لكنه لم يأتِ إلا بما يكرّس صورةً نمطيةً لطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية: النميمة بعضهم على بعض، والنميمة على أساتذتهم، العلاقات المنفتحة والمفتوحة إلى أقصى الحدود، السخرية من بعضهم، وجلبَ مثالاً لفتاة بدا أن أبويها منفصلان وتعاني بسبب ذلك ولا تلقى اهتماماً من أمها التي نسيت أنها تحضّر لمسرحية التخرج. كما أحضر مثالاً آخر لشابة ترتاد المراكز الثقافية الأجنبية وتتحدث عن الديمقراطية وتربط تحقيقها لدينا بالانفتاح على ثقافة الآخر الغربي، ليأتي أحد زملائها ويسخر من حديثها باعتباره هذراً ثقافياً ويدعو زملاءه لحضور محاضرة دراسية بدل الاستماع إليها.
ما الذي يريد العرض قوله من تقديم تلك السلبيات؟ هل يريد تكريس صورة لطلاب المعهد؟ هل يريد القول إنهم مجموعة من أولئك الذين يعانون مشاكل الأهل ويجدون في المعهد متنفساً لهم؟ أم أنّ العرض يتبنى تلك الدعوة إلى الانفتاح على ثقافة الغرب؟ أو يتبنى الرأي الثاني بأن ما سبق هو هذر ثقافي، والبديل هو حضور المحاضرة أي الدراسة والعمل على الذات؟ أم يريد التنبيه إلى مستوىً وصل إليه المعهد باختيار طلبة مفرّغين لا هم ثقافياً جدياً لديهم، بل يجدون في المعهد ساحة لإشباع حاجتهم بعلاقات عاطفية؟ أم أنه يريد التعميم من خلالهم أن هذه هي حال الشباب السوري اليوم، ليس لديه ما يشغله سوى الحب والعلاقات العاطفية؟ بكل الأحوال إن كان الاحتمال الأخير أحد مقاصد العرض فإنه يقوم بتقديم وجهة نظر دون معالجة أو تقديمها ضمن سياق تحليلي، إضافة إلى أنها صورة جزئية عن وضع الشباب سواء في المعهد أو خارجه، لأن هنالك الكثير من المسائل التي تهم الشباب السوري وتحدد مصائره، بعيداً عن الحب والعلاقات التي باتت اليوم عكّازاً يستند إليها الفن بما فيه المسرح في سورية.
يبرز في المسرحية مستويان من المدارس الإخراجية (البريختية والإيهامية)، كما هنالك الفصحى والعامية، ولا يوظَّف ذلك ضمن إطار فكري، وإنما من أجل تنبيه المتفرج إلى وجود مستويين، ولهذا السبب جاءت مقحمة تشبه دروساً وتمارين مبسّطة في المدارس الإخراجية.
أخيراً كان من حق الطلاب وحقنا كمتفرجين أن يُقدَّم ما يبرز الإمكانات والمهارات الفعلية لدى الممثلين، لا أن يظهروا كشخصيات متشابهة لا يميزها سوى ملامح النمط، وحرمت من بنية الشخصية وتطورها الدرامي. خاصةً أن عروض المعهد هي فرصة جيدة للطلاب من أجل عرض مهاراتهم أمام مخرجين يحضرون عادةً للتعرف على المواهب واختيارها في أعمالهم الدرامية.
المسرحية تمثيل رنا كرم، يامن الحجلي، ندى العبد الله، لينا دياب، عهد ديب، علا باشا، فاتنة ليلى، مؤيد رومية، نوار يوسف، مي مرهج، جيراير آغاباشيان، وأيضاً محمد ديبو وحنا عيسى ويزن الخليل ومصطفى المصطفى وعامر دهبر. مساعد مشرف ودراماتورج كفاح الخوص، إشراف حسن عويتي.
النور 395 (1/7/2009)



#مايا_جاموس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس الكتّاب المسرحيين السوريين الشباب (2): الهروب والضياع ...
- هواجس الكتّاب المسرحيين السوريين الشباب (1): أسئلة الهوية
- الدراما التلفزيونية .. الرقابة سيّدة الموقف
- الأحلام المتكسّرة تحت السقوف الواطئة .. في مسرحية (ديكور) ال ...
- الفسيفساء السورية في مسرحية (المرود والمكحلة)
- فواز الساجر إلى الذاكرة بعد 21 سنة من التغييب: (سيقتلنا الضي ...
- حين تتحول غرفُنا إلى مسارح..
- الحرب والقمع والمرأة في مهرجان المونودراما الخامس في اللاذقي ...
- مسرحية (البدلة) للمخرجة السورية نائلة الأطرش: عندما يتحول ال ...
- مسرحية الدون كيشوت للمخرج السوري مانويل جيجي: الدونكيشوتية ط ...
- -طقوس الإشارات والتحولات- لسعد الله ونوس: للمرة الأولى على ا ...
- علي فرزات والسلطة... وصراع لا ينتهي
- الكاتبة والروائية سمر يزبك: (الكتابة علاج للخوف)
- تظاهرة (أيام سينما الواقع) DOX BOX 09: السينما التسجيلية وثي ...
- -تيامو-.. مسرحية تجمعُ الفنون، وتكسر نمطيّة التلقي
- مسرحية -الشوكة-/ الحلم ملاذ المهمشين
- «وعكة عابرة» لفايز قزق: عن السلطة والبيروقراطية وانهيار المؤ ...
- إكسترا سياحة – هنا اللاذقية
- وسائل وآليات العمل السياسي المعارض في ظل غياب حريات الرأي وا ...
- العولمة ودور الشباب العربي... الغائب: في ندوات مهرجان دمشق ا ...


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مايا جاموس - مسرحية (نهارات الغفلة): تكريس صورة نمطية لطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق