أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مايا جاموس - «وعكة عابرة» لفايز قزق: عن السلطة والبيروقراطية وانهيار المؤسسات














المزيد.....

«وعكة عابرة» لفايز قزق: عن السلطة والبيروقراطية وانهيار المؤسسات


مايا جاموس

الحوار المتمدن-العدد: 2277 - 2008 / 5 / 10 - 08:03
المحور: الادب والفن
    



«وعكة عابرة» هو عنوان مسرحية تقدّم في سوريا منذ عام 2003. وآخر عرض لها كان خلال «مهرجان الكوميديا» في اللاذقية الشهر الماضي، وسيعاد عرضها قريباً في عدد من المدن السورية وفق ما قاله المخرج فايز قزق.
المسرحية التي تشارك فيها مجموعة (24 ممثلاً وممثلة) من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، تقدّم صورةً عن التغييرات التي أصابت المجتمع السوري من خلال قصة ربّ أسرة يصاب بـ«وعكة» فيُنقل إلى المستشفى. هناك، يتوافد أبناؤه وبناته وأصهاره وكنّاته للاطمئنان إليه، بينما تبدأ مشاكلهم بالظهور، حتى تصل أقصى حدودها: الاشتباك والضرب.
يلتمس العرض خطّين أساسيّين للصراع وتحليل الأزمة التي لحقت بالأسرة ـــــ المجتمع. الأوّل يتجلّى في السلطة الذكورية من خلال علاقة الأزواج في ما بينهم: ليلى وزوجها عبد اللطيف، فلك وزوجها عباس، إبراهيم وزوجته، بل حتى مسلّم المعقّد والخانع يهيمن على زوجته. نحن إذاً أمام مجموعة ذكور شرقيين مستبدين، بما يحمله هذا المفهوم من موروث وقيم تبرره، يتجاوز شكل العلاقة بين الذكر والأنثى إلى مفهوم يحكم حياة الأسرة ـــــ المجتمع، إنّه مفهوم الاستبداد، كلٌّ يسعى إلى الاستبداد بالآخر.
يفجّر الطمع بالمال الأزمة في العائلة بين القديم والحديث، وهو الخط الثاني الذي يتناوله العرض. إذ تتكشّف الشخصيّات (الإخوة) عن طمّاعين بإرث الأب قبل مماته. وفي خلفية المشهد، يبقى ربّ الأسرة و«عميدها»حاضراً، متجاوزاً دوره كقوة استبدادية بطريركية على مستوى الأسرة، ليمثّل السلطة السياسية التي تحاشى العرض الخوض المباشر في تأثيرها. هكذا، لا يظهر الأب إلا في مشهدين: الأول هو لحظة دخوله المستشفى، محمولاً على أكتاف الأبناء في مشهد ساخر، يظهر فيه مذهولاً وعارياً إلا من ملابسه الداخلية. أما المشهد الثاني فيتجسد في تلقّي الأسرة خبر رسوب الابن الأصغر. إذ يظهر الأب جالساً على كرسيه مزيناً بالأوسمة محاطاً بأولاده الذين يقبّلون يديه ويدلّكون قدميه. ورغم قلة عدد المشاهد التي يظهر فيها الأب، إلا أنّه يبقى الشخصية المحورية المتحكمة في كلّ التفاصيل حتى وهي غائبة.
يتصاعد الصراع في الأسرة بين معارك جزئية أو كلية، حتى يبلغ حد أن ينهش الإخوة بعضهم، الأب يموت في الظل وهم ينكشفون تدريجاً: نفاق وكذب وطمع وتفكك واستخدام وسائل غير أخلاقية، ليتبين أنّه لا أحد منهم يريد جدياً التبرّع بالدم لأبيه، إنّما الكلّ ينتظر وفاته للتحرر من سلطته وفرض سيطرته مكانها. والجميع بالطبع ينتظر حصته من الكعكة.
هذه هي الحكاية الأساسية، لكن حكاية أخرى ثانوية تتخلّلها من خلال شخصيتَي تركي وأبو محسن المريضين المقيمين في المستشفى، مقدمةً صورةً عن الدمار الذي لحق بهذه المؤسسة كنموذج عن مؤسسات المجتمع، ومظهرةً النتائج السلبية لتراكم العمل البيروقراطي وترهّله. هكذا، بدت الشخصيتان منسيتين، مؤبدتين في المستشفى، بينما تأتي شخصية الطبيب كشخص محايد بارد غير معني بمعاناة مرضاه.
وقد تميز الحوار ببساطته وعفويته وقربه من حديث الحياة اليومية، بعيداً عن المباشرة، رغم تمحوره حول قضايا كبرى. أما ديكور العرض، فبدا فقيراً، إذ اقتصر على كراسي خشبية ضمن الفضاء الواسع. وهذا الاقتصاد في الديكور سمح بتعرية الشخصيات وحواراتها وشدّ الانتباه إليها.

جريدة الأخبار اللبنانية
عدد الثلاثاء ٦ أيار ٢٠٠٨



#مايا_جاموس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إكسترا سياحة – هنا اللاذقية
- وسائل وآليات العمل السياسي المعارض في ظل غياب حريات الرأي وا ...
- العولمة ودور الشباب العربي... الغائب: في ندوات مهرجان دمشق ا ...
- هل نهرول وراء التمويل الأجنبي ؟ أم نجلس ونتفرج؟
- علاقة الشباب السوري بالقراءة: أزمة أم مؤشر أزمة ؟
- تجربة مع سجن مدني
- عندما يحضر الأحباء الغائبون عبر تفاصيل الحياة
- في الذكرى السادسة لخروجه من المعتقل فاتح جاموس _الأب : في ال ...


المزيد.....




- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مايا جاموس - «وعكة عابرة» لفايز قزق: عن السلطة والبيروقراطية وانهيار المؤسسات