أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مايا جاموس - مسرحية -الشوكة-/ الحلم ملاذ المهمشين














المزيد.....

مسرحية -الشوكة-/ الحلم ملاذ المهمشين


مايا جاموس

الحوار المتمدن-العدد: 2589 - 2009 / 3 / 18 - 03:41
المحور: الادب والفن
    



تحكي المسرحية حكاية فنانة مسرحية ثانوية ومغمورة، امتلكت الكثير من الأحلام والطموحات تجاه المسرح لكنها لم تتمكن من تحقيقها بسبب تهميشها في المسرح، إذ لم تحصل إلا على أدوار ثانوية وصغيرة، لكنّ هذا لم يمنعها من تحقيق هذه الأحلام، إنما في الخيال لا في الواقع. ورغم تعرضها لحادث سير ألحق بها الأذى، إلا أنها تستمر في الحلم، وتستمر بتأدية أدوار وشخصيات مسرحية هامة في الخيال.
تلتقي هذه الممثلة المسرحية (اليزابيث- زينة ظروف) بشاب (لوسيان- سعد لوستان) يعمل نادلاً في فندق متواضع، يعشق المسرح منذ رأى أول عرض مسرحي جوال قدمته فرقة في بلدته، تكذب عليه وتخبره أنها ممثلة معروفة وأدوارها هامة جداً في المسرح وإنها تترفع على تمثيل أدوار تُعرض عليها من قبل أهم الجهات، كما تخبره أن مستواها المادي جيد وإنها لم تأت إلى هذا الفندق المتواضع إلا رغبة منها في التمرن على دور فتاة فقيرة ستلعبه قريباً. ويصبح هذا الشاب أمل الممثلة في الحياة، ودافعها للعيش وتقديم المسرح، تعتني بثقافته المسرحية عبر حواراتها معه، وتقديم الكتب المسرحية إليه، وتقرر أن تقدم له – وهو جمهورها الوحيد- عرضاً مسرحياً بمشاركة حبيبها الممثل أيضاً (إيفان- محمد مصطفى)، الذي لا يتوقف عن التذمر منها بسبب كذبها وأوهامها، فلا يتمكن من التمثيل معها، ليتابعه عامل الفندق بمهارة وتنتهي المسرحية وهو يقول لإليزابيث إنها ستنجح. ونكتشف أن المسرح يسكن اليزابيث ويتغلغل في روحها، وأنها حقاً ممثلة موهوبة لكنها لم تحظَ بالفرصة المناسبة. ولنعرف أيضاً أن المسرح كالحياة يمكن لأي شخص أن يحيا فيه إن كان محباً له، ووجد من يسانده ويدعمه.

إذاً تجد هذه الممثلة المغمورة في العامل الشاب من يحتضنها ويوفر لها الفرصة لتقديم دور مسرحي رئيسي، من هنا قد نجد أن الحكاية مطروحة ومكرورة مرات عديدة في الفن، لكنّ القضية ليست محصورة بدور في المسرح فحسب، بل تتجاوزه لتعمَّم على الحياة، ليقول العرض إن الإنسان حين لا يتمكن من تجاوز مراكز القوة التي تحجب عنه فرصه التي يستحقها في الحياة، فإنه يضطر إلى الكذب، وإلى الحلم. ورغم أن المسرحية لا تطرح الأسباب التي يمكن أن تودي بالإنسان إلى وضع مهمّش ومهمل كالذي عاشته هذه الممثلة، ليبدو الأمر وكأنها استساغت الكذب وعدم السعي لتحقيق ما هو أفضل، إلا أن السبب ليس ذاتياً يتعلق بمستوى الطموح والمهارة، بل هو وكما ذكرت مسألة مجتمع وعلاقات وقوى مسيطرة.
تقدم المسرحية في داخلها مسرحية أخرى هي العرض الذي تقدمه اليزابيث وإيفان للوسيان، وخلاله تعرض شكلَ فرجة أو تلق مباشر قائم على العلاقة الحية بين الممثلين والمتلقين، وذلك حين يبدأ لوسيان بالاستفسار عن العديد من التفاصيل في المسرحية، فنجد اليزابيث تتعامل معه باستيعاب عال، تحاول تعليمه كيف يتلقى، في حين أن إيفان يضيق صبره بسرعة، كأنما هي دلالة على صدق اليزابيث في مشاعرها تجاه المسرح ووفائها له، على عكس إيفان الذي يحتج على تقديمه مسرحية ويسميها تهريجاً لصغير مثل لوسيان، وأساساً فإن إيفان الذي يرضى بالقليل جداً من الأدوار في المسرح، ويعتبر أحلام اليزابيث تافهة ومهزلة، يبدو مستسلماً، غير صادق مع نفسه تجاه المسرح.
هذا النص للكاتبة الفرنسية فرانسواز ساغان، يذكّر بحياتها وما تعرضت له، من حادث سيارة كاد يفقدها حياتها، كما يحمل الكثير من الحالة التي عاشتها في الفترة الأخيرة من أيامها، وحيدة، لا اهتمام بها، تعاني من صعوبات اقتصادية. لكنه كما باقي الأعمال الأدبية لساغان فإنه يتميز بقدرته على التعبير عن شرائح واسعة من الناس، عن طموحاتها وانكساراتها وهمومها وأحلامها، ورغباتها في حياة أفضل مما تعيشه.
حافظ المخرج على أسلوب ساغان وروحها في البساطة والوضوح، إلى حد تقديم المسرحية بأكثر الحلول الإخراجية مباشرةً وبساطة، ليظهر العرض كدراما واقعية مباشرة إيهامية بكل عناصرها المسرحية، وعلى الأخص الديكور الذي كان الهدف منه إيهامياً، لم يُستفد إلا من القليل مما وضع على الخشبة، إذ رغم أناقة هذا الديكور لكنه كان زائداً عن حاجة الإيحاء والإيهام. بل ربما لم يتمكن ذلك الديكور أن يدلّ بأن المكان هو فندق متواضع بل أوحى بالعكس من ذلك، لنتعرف على المكان من خلال الحوار.
أداء الممثلين أيضاً تميز بواقعيته وانفعاليته وحرصه على إظهار المشاعر المتنوعة في المسرحية، فنجد زينة ظروف تتمكن من تقديم نموذج لشخصية مدمرة تكسب التعاطف رغم كذبها وأوهامها، أما محمد مصطفى فإنه يقدم شخصية سلبية غير متفهمة، تُقدم على علاقة حب مزدوجة، بل تظهر وكأنها تريد تدمير أحلام اليزابيث وتجري خلف كذباتها لكشفها، الجانب الإيجابي فيها هو التزامها الأخلاقي بتأمين حاجات اليزابيث المادية. شخصيته دائمة التذمر ورغم منطقية احتجاجه على سلوك اليزابيث فإنه بأدائه يتمكن من توجيه المتلقي للنفور من هذه الشخصية ووضعها في موضع معارضة الأحلام والطموحات. سعد لوستان الذي يؤدي دور عامل الفندق، يقدم نموذجاً للخادم الذي يعمل بالأوامر، ولشخصية بسيطة جاهلة نسبياً، لكن تمتلك الأحلام والأخلاق النبيلة لتتمكن من تقديم الدعم للممثلة المسرحية، والتفاعل مع المسرح ولأجله.
- المسرحية من إخراج منصور السلطي، تمثيل زينة ظروف، سعد لوستان ومحمد مصطفى.



#مايا_جاموس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «وعكة عابرة» لفايز قزق: عن السلطة والبيروقراطية وانهيار المؤ ...
- إكسترا سياحة – هنا اللاذقية
- وسائل وآليات العمل السياسي المعارض في ظل غياب حريات الرأي وا ...
- العولمة ودور الشباب العربي... الغائب: في ندوات مهرجان دمشق ا ...
- هل نهرول وراء التمويل الأجنبي ؟ أم نجلس ونتفرج؟
- علاقة الشباب السوري بالقراءة: أزمة أم مؤشر أزمة ؟
- تجربة مع سجن مدني
- عندما يحضر الأحباء الغائبون عبر تفاصيل الحياة
- في الذكرى السادسة لخروجه من المعتقل فاتح جاموس _الأب : في ال ...


المزيد.....




- باب كيسان.. البوابة التي حملت الأزمنة على أكتافها
- -بدونك أشعر أني أعمى حقا-.. كيف تناولت سرديات النثر العربي ا ...
- نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا ...
- المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش ...
- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...
- حين تتحول البراءة إلى كابوس.. الأطفال كمصدر للرعب النفسي في ...
- مصر.. الكشف عن آثار غارقة بأعماق البحر المتوسط
- كتاب -ما وراء الأغلفة- لإبراهيم زولي.. أطلس مصغر لروح القرن ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مايا جاموس - مسرحية -الشوكة-/ الحلم ملاذ المهمشين