أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - لحظة عارية 1















المزيد.....

لحظة عارية 1


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 2702 - 2009 / 7 / 9 - 10:24
المحور: الادب والفن
    



إذا كنت قارئ يجيد الكتابة بنفس الوقت , أنصحك ان لا تشخبط على صفحات هذا الكتاب فسوف تكون ملزما أو تغريك هذه الملاحظات تجمعها يوما ما لتصبح كتابا رغما عنك ,ولكن من أنا لأنصح,فقد فعلت هذا من قبل وما تقرأه الآن من كلمات ما كانت إلا ملاحظاتي على سطور كتاب الحياة الذي تقلبت بين صفحاته تقلب السمكة على الجرف حين ينتظر الصياد ان تنفق روحها لوحدها حتى لا يؤرقه ذنب قتلها ,تقلبت للحظة التي أنجز الكتاب الذي بين يديك كلمة ,سطر وصفحة.. فكتاب, طفل, شاب عجوز فتراب... .. مرآة لخراب!

أيهما أسهل , الكتابة أم القراءة ؟, قد يبدوا سؤالا أكاديميا , لكن الجواب لا يفترض به ان يوصلنا لناصية نظرية أدبية أو سيكولوجية ,بل يدلك على ما تفعل لو تخيرت بين العمليتين لا أكثر,وهذا ما واجهته منتهيا بذات علامة الاستفهام حينما بدأت علاقتي مع القلم ,قد يحلوا لك اعتبار القراءة إجابة بديهية تثير سخرية في داخلك اتجاهي وامتعاضا من تضييع دقائقك الثمينة في سطوري البوهيمية برأيك,إلا أنني أخالفك الرأي وهنا اختلافنا يفسد في الود قضية مفادها أنني لا أتودد إليك أصلا ,السبب الأول أنني لا أعرفك, والثاني لن تعرفني ببساطة بكوني مازلت أتعرف على نفسي من خلال الكتابة بعد ما كانت خياري الأسهل جوابا على السؤال .فهي تعني ببساطة إخراج ما في جعبتك من معلومات ومناقشتها على الورق مفترضا وجودك كائن من تكون فوجودك بحد ذاته يكفي ,أما القراءة فهي حشو عقلك بالمعلومات على أمل ان تؤثر إيجابا في حياتك , ساترك لك هذا الأمل لنهاية هذا الكتاب لتحكم فيه ودعني اكتب لأضيف لنفسي كتابا أخر اقرأه !

لو كل انسان كتب قصة حياته كيف يحدد نقطة النهاية برأيك ؟!, بالطبع ان الموت نهاية النهاية له ولعملية الكتابة , لكن الا تكون لحظة نهاية الكتابة نهاية مهما كانت الأسباب, بالتالي اتوقع لو تم نشر كل تلك القصص لتحطم صرح الأدب ذاته .. فما الفائدة منه بعدما اصبح الكل كتاب وقراء لبعضهم البعض , هكذا نظرية طرحتها على صعيد اوسع تحت عنوان فلسفة الفن الثامن اخر الفنون واخيرها , فن المتلقي , القارىء, الأنسان .

هل انت مدرك انني اكتب عنك الآن , هذا الكتاب عنك انت ايها القارىء , على شرط ان تكون لك معرفة سابقة بي شخصيا , سنتشارك صفحاته كما فعلنا في الحياة معا ولو للحظة , سأنقل ما رأيته فيك ومعك حتى لو كان بيننا نظرة في شارع, كلمة الو على هاتف او مرحبا على صفحات الأنترنيت ,نعم.. اتمنى ان لا تخونني ذاكرتي , ليس الهدف ان لا يعجبك ويعجبني ما سيدلو به دلو القلم هنا .. بل ينفعني و ينفعك !

سيكون اسمي المختبئ تحت كل الضمائر التي تقديرها إنا هو المعلن الوحيد هنا , بسبب كون الأحداث واقعية , حدثت لي في الحقيقة ,ولا أود إن يلومني احدهم على ذكر اسمه بدون موافقة والأهم لا أحب إن أضع نفسي في موقف لطلب موافقة من أشخاص سأكتفي بذكر أحرف أسماءهم الأولى , كما سأعمد لنفس عملية الترميز بالنسبة لبعض الأحداث التي قد تدل على أشخاص بعينهم ,ولكن لما هذا التعتيم وهي حياتي التي أتحدث عنها !,بمعنى أنها إحداث عشتها وأعيد تجربتها على الورق ولكن يبدوا ان أمانة نقل الكلمة , هذا المصطلح الفضفاض مازال ساري المفعول , مع إنني لا أرى أمانة غير قول الحقيقة ,ذاتها , طيب الحل في كوني اقسم على قولها إمام محكمة الورق والقلم يمثل دور القاضي مثلا , طبعا لا يجوز .. لهذا سألت احدهم عن رغبتي في ذكره يوما ما بكتاباتي كتجربة لأخذ الموافقة يعني ووافق ان اكتب عنه , وكل ما كان يهم هو كيف سأكتب عنه , بالتالي هي رويتي وفعلا لديه الحق في السؤال لكن بعد الكتابة وليس قبلها !, هنا استوقفتني هذه الملاحظة التي طارت إمامي كشرارة تحذير , لماذا يفترض هذا الشخص ان الكتابة عنه ستؤذيه فيطلب توضيحا قبل الكتابة نفسها , لماذا لم يكتفي بطلب نسخة لمراجعتها قبل النشر مثلا !, لا إنما أراد إن يتدخل بالكتابة ذاتها ولعل ملاحظاته تصلني مكتوبة أو كل ما علي هو نسخ ما كتب هو عن نفسه لا أكثر , هي تبقى رويتي إنا للشخص أو للأحداث لكن مع هذا حتى لا انسب كل الحق لي بسرد قصة شاركني فيها إنسان أخر,يبدوا لزاما علي من باب الموضوعية يعني ان لا اذكر أسماء ولا عناوين تدل عليها ,مع ان ما يعزيني فقط فقد نحو هذا التحديد الغير مبرر هو التزامي الدقة الذاتية حسب الإمكان طبعا ,إذن سيكون هذا الكتاب وفق معادلة الشمس التي إذا إنا اقتربت منها مستعينا بأجنحة كلماتي أكثر مما يجب ستحرقني , وهكذا نهاية قد تسر القارئ لأنها مشوقة , لكنه لن يجد من يكتبها له حينها !

لنكتفي بهذا القدر من الممنوع الذي لا افهمه ولأقل لك ان كل من صادفني من أشخاص وكل ما عايشته من إحداث سأدونه هنا , ولكني سأقصي البعض منها ومنهم ,وليس لك الحق بمساءلتي عن السبب كما ليس لي الحق بتحديد خيالك عن ملأ هذا الفراغ بين السطور , وهكذا مقايضة عادلة قلما تجدها برأيي , لا امنحها بل أذكرك بامتلاكها !

لحظة لأجلب قهوتي, خرافات ورثناها بسبب قراءة السير الذاتية للكتاب , قهوة وشكائر , قلم وورقة بألوان معينة , موسيقى ما , إلى أخره , سمعت مرة عن غادة السمان قولها بان الكتابة هي الطقس الذي لا ينافسه أي من الطقوس , بالتالي هي طقس في حد ذاته لا يحتاج إطار طقسي كما تفعل الأشياء التي سبق ذكرها أو يفترض بتا إن تفعل ,طبعا هذه ترجمة بتصرف كبير ,أو بالأحرى ما فهمته انه معنى كلامها لكن بتعبيري ,فهذه الكاتبة لم أتعرف عليها إلا من خلال رواية بيروت 75 يمكن التي لا اذكر منها إلا المشاهد الرومانسية فبقيت عالقة ربما لن قراءة الرواية تمت في عمر مراهقة هذا ان صح تسميته هكذا , وكنت كلما المح جملة من الرواية في فيلم عربي أقول مع نفسي هل تعد هذه سرقة !, وإذا بتا تسمى توارد خواطر .

المهم, القهوة المرة والشكائر والنظارات الغليظة والبدل ذات ربطة العنق والصور المفتعل فيها الحزن والتأمل , ليكشف هذا كله عن فكر وثقافة وجودة السلعة على شكل كتب ومقالات وغيرها , هل الكتاب من ارسي دعائم هذا الكاريكتر في أذهان الناس أم هم القراء بوصفهم مستهلكين أحالوا الكتاب إلى هذا النمط بتجاهلهم غيره من ممتهني الكتابة , إنا لا أقول إن هذا نقد مني هكذا حالة لكنه داء لم افلح في التخلص منه وملخصه إنني أتخيل علامة استفهام ملصقة في قرنية عيني ولا أرى بوضوح إلا لو حاولت استبدالها بعلامة تعجب لكنني أتوق للحظة التي أرى فيها نقطة !؟.. فحينها فقط أرى بوضوح .

إذن, أشخاص حقيقيون , حوادث حقيقية, حتى لا ننسى ويأخذنا الكلام فولا مرة علمت إلى أين أخذني أو لماذا أضعت طريق العودة , حسنا عزيزي و عزيزتي .. إلا إني لا أتوقع إن هنالك من جنس النساء من تقرأ لي أو تقرأني بهذه الكلمات , فطبيعة العاطفة الأنثوية لا تتناسب مع صور أشلاء ذات متناثرة على الورق , فالمشهد ليس رومانسيا بالمرة , ستقول إني احكم على المرأة بعين الرجل , طيب وماذا في ذلك مادامت المرأة تحكم بعينها على الرجل ,إنا لا اجزم بان هذه السطور معدة سلفا للرجل لكنها مملة للمرأة إلى حد كبير , إلا تعتقد إن هذا استنتاج بكونه مبني على حقيقة كوني أعزب لحد كتابة هذه السطور يعد منطقيا بعض الشيء !, رويدا لا تتركي سطوري بهذه السرعة فلم ابدأ بعد ثم إننا في عرض البحر وإنذارك بالرحيل عن سفينتي غريب بعض الشيء قبل وصولنا للشاطئ الذي قد نفهم معا لما هذه اللحظة العارية .

أتعلم , إنا متأكد هذه المرة إنني اكتب لأكتب فقط, فبعد عدة تجارب أدبية محاولا صياغة من يتكلم بالنيابة عني من الشخوص المسرحية لم أجد فيهم القدرة على التعبير عني , حتى لو أعرتهم لساني ذاته, لهذا ربما بدأت لحظتي دونما دراما أو فن أو أدب وبلاغة, لحظتي عارية كأن ما مشهد الورق الآن يعكس محاولة لانتحار قلم, وبدل ان أساعد قلمي تركت الحبر ينهمر منه مقلبا صفحة فأخرى لإدراكي إن هذه اللحظة ستختفي بنفاذ الحبر محاولا نشره على أكثر عدد ممكن من الورق , بهذا الفعل سيندم القلم على معرفته بي ,لأن لحظتي عارية عن التنقيح حينما أقول بكل وضوح إنا أراقب موت القلم جريح ينزف حبره على ورقي ,أنت شريكي في هذه الجريمة رغما عنك,فما تقرأه الآن نتاج جريمة هدر حياة قلم على الورق , ونحن معا لن نحاسب أبدا , أليس الشعور رائعا ان تكون مجرما بلا عقاب , مسرور يا مجرم ؟!..

إليك عني الآن فبعد كل عدد معين من الصفحات لابد ان أحولها عبر الكومبيوتر للو ورد حتى يسهل تجميعها في كتاب ونشرها , ولو لم ازحم نفسي بهذا الشكل ستواتينني فكرة التنقيح اللعينة التي لم تنجح معي ولا مرة فكلما حاولت التنقيح بدأ التغيير ليحيل كلامي أكثر منطقية واتزانا وفق قوانين الكتابة , وكأن تنقيحي إنا شخصيا وفق قوانين الغابة التي نعيشها لم يكفي , إلا يا تبا للتنقيح بحجة المنطق فهو ذاته غير منطقي فلو كان بوسعنا تنقيح ما تم كتابته في صفحات حياتنا التي سهدناها لاقتنعت , فما الداعي لمراعاة منطقية جزء في خضم لا منطق الكل !, إذا كانت الحجة فقط لتلافي أخطاء النحو والصرف اللغوية فبرامج الطباعة تكفلت باللازم, مشكلتي اخشي قراءة ما كتبت قبل النشر باختصار.. حتى يصعب التلاعب به حينها .

اسمي المعلن الوحيد هنا بين رموز ودلالات , ستعرفون انفسكم وهذا اهم من ان يعرفكم القراء بالنسبة لي , ولعل قارئ سطوري الآن مترقبا متى تحين قصته , أقول لك لو كنت في حياتي فستجد نفسك هنا بلا شك ,ساهدي لهم نسخة من الكتاب فردا فردا لو امكن ,هذه قصتي وقصتهم , كل الذين جمعتني بهم الحياة ,ما الغاية من هذه السطور ؟!

لا اعلم, لست ملزما بأن اعلم ,ولكني ساحاول مع اقترابنا من نهاية ان أرى نقطة بدل استفهام وتعجب ,حاليا إنا اكتب لأكتب واخترت مادتي بديلا عن خيالي لأنه اقرب وليس اغرب , اقرب لنفسي فلما استبدله , اختار قلمي الأنتحار وانا احترم اختياره ببساطة ...

لأول مرة...ولأول مرة فقط , الاحظ ان اصبعي الوسطى فيه اثر ضغط القلم جراء الكتابة بنفس مكان ضغط فلتر السكائر عند التدخين بحيث لم اعد اميز بين الأثرين !

هل سكائري تكتب دخانا في الهواء, ام قلمي يحترق حبرا على الورق , المهم... ان هنالك من يحاول نقل كلماتي عنك اليك .. ان كنت مارا في شارع حياتي ولو للحظة .. عارية !



لحظة عارية 2
يتبع ..


الكاتب
سرمد السرمدي
العراق


My father died 14/04/2009,I invite you to pray for him and all Iraqis :(

Website: http://www.youtube.com/alsarmady

Mobile: 9647702808663

Postal Mail :

B.O.BOX 365

Al Hillah

Babylon

Iraq




#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنية الفعل في القرن الواحد والعشرين
- العصر الجليدي الخامس
- نحو السهل الممتنع
- ألف باء الآه
- ثالث اثنين الميكانو
- بعثرة في بعثرة
- ذات كيان الذات
- نقطة التلاقي الأفتراقية..افتراضية فن ثامن !
- نقطة التلاقي الأفتراقية في اخر الفنون واخيرها !
- في اخر الفنون واخيرها !
- تداخل افتراضات الفن الثامن !
- جدلية فن الفن الثامن !
- نحو فن للفن..الفن الثامن !
- ميثولوجيا قصة و انحراف معرفي
- ميثولوجيا معاصرة للأديبة العراقية سارة السهيل !
- ميثولوجيا قصة و انحراف معرفي !
- نظرية الفن الثامن..المتلقي
- فلسفة الفن الثامن..ماهي؟
- حول علمية الفن الثامن
- فلسفة عراقية للفن !


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - لحظة عارية 1