أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحداد - قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة ج 6















المزيد.....

قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة ج 6


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 2700 - 2009 / 7 / 7 - 08:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثم ينتقل إلى الموضوع الخامس المتعلق بالحرية الدينية ، حيث يقول التالي :
أما الموضوع الخامس الذي يجب علينا الوقوف أمامه معا فهو موضوع الحرية الدينية. ان التسامح تقليد عريق يفخر به الاسلام لقد شاهدت بنفسي هذا التسامح عندما كنت طفلا في أندونيسيا اذ كان المسيحيون في ذلك البلد الذي يشكل فيه المسلمون الغالبية يمارسون طقوسهم الدينية بحرية ان روح التسامح التي شاهدتها هناك هي ما نحتاجه اليوم اذ يجب أن تتمتع الشعوب في جميع البلدان بحرية اختيار العقيدة وأسلوب الحياة القائم على ما تمليه عليهم عقولهم وقلوبهم وأرواحهم بغض النظر عن العقيدة التي يختارونها لانفسهم لان روح التسامح هذه ضرورية لازدهار الدين ومع ذلك تواجه روح التسامح هذه تحديات مختلفة . انتهى النقل .
موضوعة الحرية الدينية لهي من أهم أسباب الانقسام الحاصل داخل المجتمعات المسلمة ، فهناك رؤى مختلفة لمدى هذه الحرية ، فمن المتعصبين الذين يبغون أن تكون هذه الحرية بأدنى نطاقها ، ومقيدة ، بل وينادون بدفع الغير مسلم للجزية ، أي أن يكون هناك مواطنين من درجات مختلفة ، ولهم حقوق وواجبات مختلفة ، وطبعا بهكذا فكر تنتفي المواطنة الحقة التي وجب أن تبنى عليها البلدان بالعصر الحديث ، وهناك ممن ينادي ببعض الحرية لأصحاب الأديان الأخرى ، أو الطوائف الأخرى التي تمثل أقلية داخل البلد المعني .
عموما هذا الموضوع جسيم وخطير جدا إن لم تتكاتف الأمة كاملة بإنشاء خطاب ديني تسامحي ، يقبل الآخر ، ولا يكفره ، ويدع له ممارسة طقوسه الدينية بحرية ، بل والأهم أن تعطى للفرد الحرية بتغيير عقيدته دون أي تبعات تذكر ، لا أن يتم التكفير الآن لمجرد وجود اختلافات بالتفسير لدى أصحاب الدين الواحد .
ثم يقول بعدها :
ثمة توجه في بعض أماكن العالم الاسلامي ينزع الى تحديد قوة عقيدة الشخص وفقا لموقفه الرافض لعقيدة الاخر ان التعددية الدينية هي ثروة يجب الحفاظ عليها ويجب أن يشمل ذلك الموارنة في لبنان أو الاقباط في مصر ويجب اصلاح خطوط الانفصال في أوساط المسلمين كذلك لان الانقسام بين السنيين والشيعيين قد أدى الى عنف مأساوي ولا سيما في العراق. انتهى النقل .
وهذا ما يحدث بأكثر بلدان عالمنا الإسلامي ، فدرجة تقوى عقيدة أي مسلم لدى العامة تتغير تبعا لدرجة تكفيره للمخالفين ، وتضعف بنظرهم درجة إيمانه والتزامه الديني ما دام لا يكفر المخالفين ، وأقرب مثال ما يجري في العراق ، فالسني المتدين عليه تكفير الشيعي لأسباب يراها مخالفة للعقيدة المحمدية الحقة ، من حالة التقديس لآل البيت المحمدي ، أو الطقوس الممارسة مثلا أيام عاشوراء ، أو سب الخلفاء الثلاثة الأوائل لعدم اعترافهم بأحقية علي بالخلافة عليهم .
بينما شيعة العراق تكفر سنته بسبب عدم إيمانهم بالولاية الأولى لعلي ، أو الاعتراف بالإمام الثاني عشر وغيبته .
وهذه الحالة التكفيرية تراها بوضوح دامغ عالي في السعودية ، حيث لا مجال للشيعة لتطبيق معتقداتهم ، وهي بدرجة أقل في لبنان الحالي ، ولكنها كانت من أحد أسباب التخندق أيام الحرب الأهلية .
ثم يقول بعدها التالي :
ان الحرية الدينية هي الحرية الاساسية التي تمكن الشعوب من التعايش ويجب علينا دائما أن نفحص الاساليب التي نتبعها لحماية هذه الحرية فالقواعد التي تنظم التبرعات الخيرية في الولايات المتحدة على سبيل المثال أدت الى تصعيب تأدية فريضة الزكاة بالنسبة للمسلمين وهذا هو سبب التزامي بالعمل مع الأمريكيين المسلمين لضمان تمكينهم من تأدية فريضة الزكاة. انتهى النقل .
وطبعا يبدأ هنا بالتأكيد على أن الحرية الدينية هي حرية أساسية ، وهذه مبادئ ليبرالية تجعل الحرية الدينية من أوائل الحريات ، و أوباما يعترف بوجود صعوبات تواجه المسلمين في أميركا ، ولكنه كان حذر جدا بتسمية القيود الموجودة والمفروضة على بعض الطوائف الإسلامية داخل بلدانهم ، إضافة للقيود الموجودة على أصحاب الملل الأخرى .
ثم يقول :
وبالمثل من الاهمية بمكان أن تمتنع البلدان الغربية عن وضع العقبات أمام المواطنين المسلمين لمنعهم من التعبير عن دينهم على النحو الذي يعتبرونه مناسبا، فعلى سبيل المثال عن طريق فرض الثياب التي ينبغي على المرأة المسلمة أن ترتديها اننا ببساطة لا نستطيع التظاهر بالليبرالية عن طريق التستر على معاداة أي دين. انتهى النقل .
وهنا تحديد جيد لسوء التطبيق الليبرالي ، فالتطبيق الصحيح يعطي الحرية الكاملة لكل صاحب دين أو عقيدة بممارسة ما يراه من ضمن مستلزمات عبادته ، على أن لا تؤثر على حرية الآخرين ، فما كان من بعض بلدان أوربا من تضييق على المسلمات بارتداء الحجاب لهو نوع من التضييق على الحرية الدينية ، وبالتالي يكون ضد التطبيق الكامل لليبرالية الحقة .
ثم يقول التالي :
ينبغي أن يكون الايمان عاملا للتقارب فيما بيننا ولذلك نعمل الان على تأسيس مشاريع جديدة تطوعية في أمريكا من شأنها التقريب فيما بين المسيحيين والمسلمين واليهود. اننا لذلك نرحب بالجهود المماثلة لمبادرة جلالة الملك عبد الله المتمثلة في حوار الاديان كما نرحب بالموقف الريادي الذي اتخذته تركيا في تحالف الحضارات اننا نستطيع أن نقوم بجهود حول العالم لتحويل حوار الاديان الى خدمات تقدمها الاديان يكون من شأنها بناء الجسور التي تربط بين الشعوب وتؤدي بهم الى تأدية أعمال تدفع الى الامام عجلة التقدم لجهودنا الانسانية المشتركة سواء كان ذلك في مجال مكافحة الملاريا في أفريقيا أو توفير الاغاثة في أعقاب كارثة طبيعية.‎ انتهى النقل .
وهنا نقاط جيدة ممكن البناء عليها لإيجاد حوار تقريبي بين الأديان الثلاثة ، ولكن الصعوبات كبيرة وكثيرة ، وأخذت الوقت الطويل من تأريخ المنطقة بحروب ونزاعات ، فمن غير المنطق ولا المعقول أن يأتي الحل المرجو بسرعة ، وأن يكون البناء أسرع خطى مما أخذه الهدم من وقت .
ينتقل بعدها لحقوق المرأة ، حيث يقول :
ان الموضوع السادس الذي أريد التطرق اليه هو موضوع حقوق المرأة. أعلم أن الجدل يدور حول هذا الموضوع وأرفض الرأي الذي يعبر عنه البعض في الغرب ويعتبر المرأة التي تختار غطاء لشعرها أقل شأنا من غيرها ولكنني أعتقد أن المرأة التي تحرم من التعليم تحرم كذلك من المساواة ان البلدان التي تحصل فيها المرأة على تعليم جيد هي غالبا بلدان تتمتع بقدر أكبر من الرفاهية وهذا ليس من باب الصدفة. اسمحوا لي أن أتحدث بوضوح ان قضايا مساواة المرأة ليست ببساطة قضايا للاسلام وحده لقد شاهدنا بلدانا غالبية سكانها من المسلمين مثل تركيا وباكستان وبنجلادش واندونيسيا تنتخب المرأة لتولي قيادة البلد وفي نفس الوقت يستمر الكفاح من أجل تحقيق المساواة للمرأة في بعض جوانب الحياة الأمريكية وفي بلدان العالم ولذلك سوف تعمل الولايات المتحدة مع أي بلد غالبية سكانه من المسلمين من خلال شراكة لدعم توسيع برامج محو الامية للفتيات ومساعدتهن على السعي في سبيل العمل عن طريق توفير التمويل الاصغر الذي يساعد الناس على تحقيق أحلامهم. انتهى النقل .
وهنا كذلك كان الرئيس حذرا من توجيه نقد مباشر لحقوق المرأة بالمجتمعات الإسلامية ، بل هو أخذ ينتقد فعل التمييز العنصري ضد النساء ذوات الحجاب داخل المجتمعات الغربية ، وهو بهذه الكلمات يدعم المسلمين بأخذ كامل حقوقهم داخل هذه المجتمعات ، وليقول بعدها بأهمية التعليم للبنات ، وإعطائهم فرصة للعمل ، وهنا يبرز الذكاء باختيار المفردات ، فهو يعلم أن الحرية الفردية ، ومنها الدينية ، وكذا حقوق المرأة ، والمساواة ، كل هذا وغيره كثير ، لا يمكن تحقيقه ونصف المجتمع قابع بجهل فكري ، إن لم يكن ثقافي ، بل حتى لا يعرف فك طلاسم القراءة والكتابة ، لذا كانت دعوته للتعليم بداية الطريق نحو تحرير الإنسان ، برجاله ونسائه من الجهل ، وبالتالي يمكن تحقيق ما تصبوا إليه النساء من حقوق ومساواة .
ثم يقول :
باستطاعة بناتنا تقديم مساهمات الى مجتمعاتنا تتساوى مع ما يقدمه لها أبناؤنا وسوف يتم تحقيق التقدم في رفاهيتنا المشتركة من خلال اتاحة الفرصة لجميع الرجال والنساء لتحقيق كل ما يستطيعون تحقيقه من انجازات أنا لا أعتقد أن على المرأة أن تسلك ذات الطريق الذي يختاره الرجل لكي تحقق المساواة معه كما أحترم كل امرأة تختار ممارسة دورا تقليديا في حياتها ولكن هذا الخيار ينبغي أن يكون للمرأة نفسها . انتهى النقل .
وهنا إشارة ذكية أيضا بأنه لا يفرض على المرأة أن تخرج للعمل إن أرادت الجلوس بالبيت ، ولكنه ركز على تعليمها وإعطائها الفرصة متى رغبت بذلك .



#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة ج 5
- قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة ج 4
- قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة ج 3
- قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة ج 2
- قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة
- اعترافات البغدادي تشمل سوريا ، مصر والسعودية
- من الشمولية الى الديمقراطية – الجزء الثاني
- من الشمولية إلى الديمقراطية
- الإرهاب من منظور ليبرالي – الحلقة الأولى
- أدياننا ومعتقداتنا في العراق - الجزء الثاني
- أدياننا ومعتقداتنا في العراق
- الطقس الديني وسيلة لغسل الدماغ الجمعي ، الليبرالية - الجزء ا ...
- التترس والدماء الرخيصة
- أحمد السيد عبد السلام الشافعي ...والثور الأبيض
- عادل إمام و النصر
- الليبرالية - الجزء الثاني
- كتل كونكريتية وكتل سياسية
- اللّيبرالية - الجزء الأول
- الليبرالية – الجزء الرابع
- الليبرالية ...الجزء الثالث فصل الدين عن الدولة


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحداد - قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة ج 6