فى مصر : -الصناعات الثقيلة-..تحتضر!

عبدالوهاب خضر

الحوار المتمدن-العدد: 2681 - 2009 / 6 / 18 - 10:42
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

عناوين :
15 شركة تعمل بـ50% من طاقاتها و43521 عامل فى خطر !!
الحكومة تستورد 494 الفا و500 طن حديد و120 الف طن مخزون متراكم فى الشركة الوطنية !
محى الدين زكى : تراجع إنتاج " السبائك الحديدية " من ٤٨٢٤ طناً فى يوليو ٢٠٠٨ إلى ٣٠٩٤ طناً فى فبراير 2009!
سيد عبدالوهاب : "مصر للألومنيوم" تخسر 2ر1 مليار جنيه وتتحمل ٣٦٠ مليونا زيادة فى تكلفة الإنتاج بسبب الازمة المالية و زيادة أسعار الكهرباء .
هيكل : العمال يطالبون بالدعم الحكومى بدلا من الغلق والتشريد .
مذكرة جديدة من "النصرللتعدين" حول تفاصيل عمليات تخريب الشركة لصالح القطاع الخاص !!


استنكرت النقابة العامة للصناعات المعدنية والهندسية من جديد قيام الحكومة المصرية بإستيراد حديد تسليح وخردة ومواسير زهر ولفائف حديد ساخن وقضبان السكة الحديد والتى بلغت 494 الفا و500 طن فى الشهر الماضى فقط ،فى الوقت الذى يوجد فيه 120 الف طن حديد مخزون متراكم فى شركة الحديد والصلب الوطنية والعملاقة والتي أنشئت عام 1954 علي مساحة اربعة الاف فدان بحلوان ويعمل بها 25 الف عامل في ذلك الوقت "13 الف عامل الان " كما هو واضح فى مذكرة ارسلتها الشركة الى كل من احمد نظيف رئيس مجلس الوزراء ورشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة ومحمود محى الدين وزير الاستثمار ، الامر الذى ينذر بكارثة حقيقية تهدد الصناعات الثقيلة فى مصر فى حالة الاستمرار فى الاستيراد العشوائى حتى دون فرض رسوم جمركية على الواردات !!
وقال مصدر مسئول فى النقابة العامة أن معظم شركات الصناعات الثقيلة تعمل بـ50% من طاقاتها بسبب تراكم المخزون ، ومن بين هذه الشركات "الحديد والصلب الوطنيةوالسبائك الحديدية والالومنيوم والنحاس المصرية وغيرها" ، وذكر المصدر أن هناك إتجاه لعمل توقف جزئى لبعض من هذه المصانع حتة تتخذ الحكومة قرارات عاجلة بتخفيض سعر الطاقة ووقف الاستيراد العشوائى وضخ استثمارات جديدة لمواجهة الازمة المالية العالمية التى تهدد هذه الشركات وعددها 15 شركة تابعة للقابضة للصناعات المعدنية ويعمل بها 43521.

قلق وترقب
ويقول بيان للنقابة العامة للصناعات المعدنية والهندسية ان حالة من القلق والترقب تسود في أوساط العاملين بشركة مصر للألومنيوم بنجع حمادي بصعيد مصر وشركة السبائك الحديدية بادفو والمصانع التابعة لقطاع الصناعات الهندسية الثقيلة بسبب التجاهل الحكومي لما تتعرض له تلك المصانع من أزمات نتيجة تراجع الأسعار العالمية بسبب الأزمة المالية العالمية.
ووصفت البيانات الجديدة الإجراءات الحكومية تجاه تلك الشركات بالتعسفية "والتي كان أكثرها حدة إصرار الحكومة على تطبيق الزيادة الجديدة في أسعار الطاقة الكهربائية الموردة لتلك المصانع ليتجاوز سعر الكيلو وات 20 قرشا بدلا من 13 قرشا"، وحذر 30 ألف عامل بمصانع مصر للألومنيوم بنجع حمادي والسبائك الحديدية بإدفو والحديد والصلب بحلوان والنصر للمطروقات والنحاس المصرية بالإسكندرية من انهيار تلك المصانع وبقية المصانع التابعة لقطاع لصناعات الهندسية في حالة استمرار تجاهل الحكومة لمشاكل تلك المصانع الناتجة عن تداعيات الأزمة المالية العالمية وزيادة أسعار الكهرباء. من جانبهم هدد العاملون في تلك المصانع في مذكرة تقدموا بها إلى صلاح هيكل رئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الهندسية من تعرض مصانعهم للغلق وتعرضهم للتشرد. وطالب "هيكل" بالإسراع في تقديم دعم حكومي للمصانع التابعة للصناعات الهندسية والتي باتت مهددة بالغلق بسبب زيادة أسعار التكلفة وتراجع أسعار البيع عالميا ، وناشد الحكومة بالتراجع عن قرار زيادة أسعار الكهرباء التي تحصل عليها تلك المصانع لمساندة تلك المصانع والشركات ومساعدتها على تجاوز تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية وذلك على غرار ما تقدمه الحكومة من مزايا للمستثمرين ورجال الاعمال ووضع آلية تمكن تلك الشركات من تصريف إنتاجها المكدس داخل المخازن ، وكشف عن أن خسائر شركة واحدة مثل شركة مصر للألومنيوم بنجع حمادي بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية وزيادة أسعار الكهرباء بلغت 2ر1 مليار جنيه وأن سعر طن الألومنيوم عالميا تراجع من 3100 دولار إلى 1300 دولار للطن!!.

عشوائية التخطيط!

المهندس محيى الدين زكى عبدالله رئيس مجلس إدارة شركة السبائك الحديدية قال إن الحكومة قامت برفع أسعار الطاقة للشركات الحكومية بشكل عشوائى من ١٣ قرشاً الى ٢٠.٥ قرش للكيلو وات ساعة، وأخلت باتفاقها مع الشركات على زيادة الأسعار على ٣ مراحل بما لا يتجاوز ١٧.٥ قرش للكيلو وات/ ساعة خلال ٣ سنوات. واشار الى ان هذا القرار سوف يتسبب فى زيادة تكلفة إنتاج الشركة، وإضعاف قدرتها التنافسية فى السوق الخارجية، موضحا : إن الشركة خسرت نحو ٥٠% من حجم السوق الخارجية بسبب الأزمة العالمية ومن المتوقع أن تفقد المزيد فى حال استمرار ارتفاع تكلفة الإنتاج بالمقارنة بالدول الأخرى المنافسة. وطالب رئيس مجلس الادارة بضرورة إعادة النظر فى أسعار الطاقة الكهربائية للشركات وتحديدها على أساس متوسط سعر الطاقة فى جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى أن رفع الدولة لأسعار الطاقة فى عامى ٢٠٠٧ و٢٠٠٨ بنسبة ٥١% يعتبر أمراً مبالغاً فيه وسوف يؤثر على جذب الاستثمارات الأجنبية فى مصر خاصة أنه لا يتماشى مع أسعار المعادن فى السوق العالمية التى شهدت تراجعاً بنسبة ٦٠%، وأكد أن الأزمة المالية العالمية أدت إلى تراجع وانكماش إنتاج الشركة من ٤٨٢٤ طناً فى يوليو ٢٠٠٨ إلى ٣٠٩٤ طناً فى فبراير 2009 ، وأن استمرار انخفاض الأسعار عالمياً سوف يزيد من حجم الخسائر ، وقال أن ذلك يتطلب ان تقوم الحكومة بفرض رسوم حماية للصناعة الوطنية كما تفعل كل دول العالم موضحا أن المنتجات المصرية من السبائك الحديدية المصدرة إلى أوروبا يتم فرض رسوم حماية عليها من الدول المستوردة بنسب تتراوح ما بين ٨% و٢٠% !!. معروف أن "السبائك الحديدة" من الشركات الوطنية العملاقة التى تأسست منتصف القرن الماضى ، ويتم فى مصر إنتاج سبيكة الفيرومنجنيز عالية الكربون في شركة سيناء للمنجنيز وسبيكة الفيروسيليكون في الشركة المصرية للسبائك الحديدية أما السبائك الأخرى فيتم استيرادها بالكامل من الخارج.

تدهور مستمر
المهندس سيد عبدالوهاب رئيس مجلس إدارة شركة مصر للألمونيوم، بنجع حمادى اشار الى تدهور الأوضاع الاقتصادية للشركة، بسبب رفض الحكومة تخفيض أسعار الكهرباء ، ومعاملتها على أساس ٢٣ قرشا للكيلو وات من الكهرباء، وهو ما يزيد على المعدل العالمى لأسعار الطاقة التى تحصل عليها الشركات المنافسة على مستوى العالم بنسبة ٢٥٪ مما يزيد من حجم الضغوط والأعباء الاقتصادية التى تتحملها الشركة الوطنية .
واوضح أن خسائر الشركة المتوقعة من جراء زيادة أسعار الكهرباء وتراجع سعر طن الألمونيوم عالميًا بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية تقدر بـ ١.٢ مليار جنيه، منها ٤٠٠ مليون جنيه بسبب الكهرباء، و٨٠٠ مليون بسبب تراجع الأسعار. وطالب عبدالوهاب بضرورة تخفيض أسعار الطاقة للشركات إلى مستوى ١٣ قرشًا للكيلو وات بدلاً من ٢٣ قرشًا، وذلك لحين انتهاء تداعيات الأزمة المالية، وعودة أسعار الألمونيوم للارتفاع من جديد، مشيرًا إلى أن الشركة تتحمل ٣٦٠ مليون جنيه زيادة فى تكلفة الإنتاج، بسبب الزيادة التى طرأت على أسعار الكهرباء خلال الفترة الأخيرة. معروف ان " مصر للالومنيوم " من الشركات العملاقة التى تاسست عام 1972 فى صعيد مصر بهدف إنتاج وتصنيع وتسويق وتوزيع معدن الألومنيوم وخاماته ومشتقاته ومشغولاته في الداخل والخارج وكانت تقوم بمزاوله انشطتها الانتاجيه فى مجال صناعه الالمونيوم من خلال مصنع الشركه بمدينه نجع حمادي و الشركة تحتكر انتاج الالمونيوم بمصر حيث تتولي تصنيع و تصدير الالمونيوم و مشتقاتة و خاماتة داخليا و خارجيا وتقع على مساحة 100 كيلو متر مربع .
"النصر للتعدين"
وتشير مصادر من شركة النصر للتعدين الى ان العمال يستعدون حاليا الى ارسال مذكرة جديدة الى وزير الاستثمار لسرعة حل مشكلة الشركة الوطنية مع هيئية المساحة الجيلوجية التابعة لوزارة البترول لانقاذ الشركة من التخريب خاصىة وان النصر للتعدين يصل إنتاجها من خام الفوسفات من المنجم مباشرة 350000 طن سنويا وتعطي بعد تركيزها 5.2 مليون طن، وتبيع الشركة 5.2 مليون طن سنويا منه 8.1 مليون طن للتصدير إلي دول جنوب شرق آسيا والباقي يغطي السوق المحلي، والشركة لها مصانع تركيز قيمتها 450 مليون جنيه هدفها إطالة عمر مناجم الفوسفات واستغلال جميع خاماته بدرجاته المختلفة وذلك تفاديا للتعدين الانتقائي والذي يعمل به مقاولو القطاع الخاص حيث لا توجد لديهم أي استثمارات في مجال تركيز خام الفوسفات والتي ستحتاجها مصر لزمن طويل لمواجهة زيادة السكان بالتوسع في زراعة الأراضي الصحراوية، كما أن الشركة تحقق أرباحا سنوية قيمتها 106 ملايين جنيه.
ويحذر العمال من تهديد هيئة المساحة الجيولوجية بوقف نشاط مناجم شركة النصر للتعدين علي الحدود المصرية - السودانية تحت دعوي انتهاء عقود الاستغلال واعطائها لشركات خاصة بدلا من الشركة الوطنية .
وذكرت مصادر ذات خبرة أن آلات ومعدات الشركة معرضة للصدأ والتآكل في حالة استمرار التوقف، والسبب يرجع إلي أن معظم هذه المعدات تقوم بتصنيع الفوسفات عن طريق دورات الغسيل مما يتطلب عدم توقفها لفترات طويلة. وقالوا ان الشركة بها معدات وأصول ثابتة ومتحركة تبلغ قيمتها 100 مليون جنيه وكلها معرضة للتلف بعد قيام هيئة المساحة الجيولوجية بإنهاء عقود الاستغلال، وتؤكد معلومات أن هذا التصرف من جانب المساحة الجيولوجية يضع علامات استفهام عديدة خاصة أن التجديد يتم تلقائيا طبقا لما هو متبع منذ إنشاء شركة النصر للتعدين عام 1962 وحتي الآن، كما أن هناك عقود استغلال كثيرة بين الهيئة وشركات حديد وصلب ولم يتم معها مثلما حدث مع المناجم!!. وكانت هيئة المساحة قد اوقفت حق استغلال الشركة الوطنية لبعض المناجم التى توقفت تماما منها توقف منجم أبوسلمة بالكامل والذي ينتج 70% من إنتاج الشركة ثم امتدت عملية التوقف لمناجم أخري أهمها مصنع الفوسفات غرب النيل.دون تدخل من الحكومة لانقاذ هذه القلعة الصناعية والحفاظ على 14 الف عامل بها . وسوف يوضح العمال فى شكواهم الى المسئولين ان هناك تعنت فى تدمير الشركات ذات الصناعات الثقيلة لصالح الشركات الخاصة وهو اتجاه غير وطنى فلنتذكر معا ما قاله الرئيس بوش في بداية توليه الحكم بأن بلاده تنتج ٩٠٠ مليون طن من الحديد مطالباً رجال الصناعة الأمريكيين بأن يزيدوا إنتاجهم ليتفوقوا مرة ثانية علي الصين التي تصعد بقوة في الاقتصاد العالمي بإنتاج ١١٠٠ مليون طن!!

#عبدالوهاب_خضر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات