أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال محمد تقي - فنتازيا الاديان السماوية !















المزيد.....

فنتازيا الاديان السماوية !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2680 - 2009 / 6 / 17 - 09:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



السماء لا تمطر اديانا ولا ملائكة ولا آلهة ولا انبياء ولا كتب مقدسة ، لكن مطرها ورعدها وبرقها وريحها واشعة شمسها ونجومها وقمرها وحركة غيومها هي التي جعلت البشر الاوائل يتطلعون اليها دوما بخشية ودهشة وانتظار وانبهار ، وبخوف غريزي على البقاء وعلى توفر الغذاء وعلى الاحتماء من الانواء !
النيازك والنجوم الخارة والكسوف والخسوف وقوس القزح كلها مظاهر اخرى كانت ولازالت تشغل تفكير الانسان الاول والمعاصر ، الافلاك والابراج والتنبأ بمستقبل الانسان وتغير احواله المربوطة بتغير حركة ومسارات الكواكب وبالتالي الفصول كلها علامات بارزة تؤكد حقيقة انشغال الانسان الاول والمعاصر بالسماء ومنذ ماقبل الاديان السماوية بل منذ ماقبل بداية التاريخ البشري المعروف ، فاخبار التاريخ المكتوب عرفت من خلال الكتابة وهي اختراع بشري صرف ، هي ثورة معرفية كبرى بل نقلة نوعية ساهمت بتطوير المعرفة ذاتها وترميزها بتشفير لغوي جاء تتويج لتطور وظيفة التفكير في المادة الدماغية ومن ثم تنوع التعبير عنها بمعادلات لغوية متجددة ـ اللغة وعاء للتفكير ـ تعادل في اهميتها التثويرية كل تفاصيل الثورة العلمية التكنلوجية الحديثة ، كان الانسان الاول كالحرفي الذي يحول ما يفكر به مباشرة الى ممارسة انتاجية ، في خلطة طفولية بكرية تجمع بين سد الحاجة وتأمين الحماية الذاتية من الافتراس الشعوري والاشعوري ، الانقضاض للمنافسين المعلومين من بني البشر او الضواري ، والغير حسي ، من لدن القوى الخفية المسببة للامراض والكوارث ـ الصواعق ، الفيضانات ، الاهتزازات الارضية وسقوط لاحجار والانهيارات الارضية ،، الاسلحة كالفأس والرمح والعصا والسكاكين الحجرية والعضمية ثم المعدنية بعد ثورة التعدين كلها كانت اسلحة للحماية الحسية اما رسوم الكهوف ، وبعض الايقاعات ، والتمائم ، والطواطم ، فكانت ناتجة عن التفكير باسلحة للحماية الروحية غير الحسية من القوى الخفية القوى الخارقة القوى المجهولة التي يحس بها ومصيره يتوقف على تاثير تجلياتها عليه لانها اقوى واشد واعم من تجليات القوى المحسوسة والمجسمة امامه بهجمة دب او اسد اوقرصة افعى او ضربة بحجر من انسان اخر، انها قوى تنزل بضرباتها الخيرة والشريرة من السماء ، ولها تعبد الانسان وبنى المذابح لتقديم القرابين لقواها ، وصنع تماثيلا وتمائم تجسد رموزها ـ رع ، وايل ، آتون ، وآمون ، الزقورة ، والهيكل ـ وطوطميات ترمز لقواها الخفية المبثوثة في الكائنات !
لا وجود للغة بشرية خارج نطاق العيش الجماعي وبالتالي فان تطورها ارتبط بتطور مستويات العيش الاجتماعي وعمرانه كما يسميه ابن خلدون ، لذلك فان تكامل ظهورها ترافق مع ظهور التجمعات البشرية الاولى ـ دويلات المدن في العراق مثلا ـ حيث توفر عوامل الاستقرار النسبية بيئة آمنة ووفرة غذائية ـ حيث المناطق المدارية الدافئة ، وتوفر الماء والنبات الطبيعي والثمار والصيد ـ كما في مواضع الحضارات النهرية ، وادي الرافدين ، وادي النيل ، سيحون وجيحون ، السند ، انهار الصين ، المسسبي ، الامازون ، الراين ، والوديان الخصبة كوادي ازال قرب صنعاء وودادي حضرموت ، ، ، ـ لغات السومريين والاكاديين والكلدانيين والاشوريين سكان العراق القديم الذين غطوا حضاريا كامل مساحة ما حول اراضي النهرين وما بينهما ، وكتابتهم المسمارية دليل مادي على التطورالمادي والروحي الذي اصابهم ، واللغة وادابها علاقة لصيقة بين الاثنين رغم مظهرها المنحاز للبناء الفوقي ، كانت ارث عاكس لمفردات اول ابداع حضاري مادي على هذه الارض وتحديدا جنوب العراق ـ اور ولكش وكيش واوروك واكد وبابل ـ الهيروغلوفية لغة قدماء وادي النيل من ارض اكسوم ـ الحبشة حيث اللغة المهرية ـ وحتى الاسكندرية ، السنسكريتية لغة وكتابة الحضارة الهندية القديمة ، اللغة السبئية وكتابتها بالخط المسند في اليمن القديم ، لغات بكتابات مقاربة للمسمارية في حضارة المايا في المكسيك ، اللغة والكتابة الاغريقية ذات التأويل الفينيقي في بلاد اليونان ، لغة ايران القديمة وكتابتها ذات التاثير السومري !
ما كتب بهذه اللغات من اساطير قديمة كانت محكية وسطرها كتاب وشعراء او سدنة المعابد ، يعكس صور تكاد تكون متجانسة الجوهر وخاصة لتلك التي كتبت عن اساطير الشرق الادنى والاوسط وتحديدا ما سطره الادب السومري والذي اعتمدته الاداب البابلية والاكادية والكلدانية والاشورية وحتى حضارات ايران التي انعكس فيها التاثير لاحقا بظهور الديانة الزرادشتية !
من الاسطورة الى الدين فالفلسفة هكذا هو حال الشرق ، اما الغرب فمن الاسطورة الى الفلسفة ومن ثم الدين ، مما كان لتداخل واختلاف هذه الدورتين اثره الحضاري البعيد بين الاتجاهين والذي ساهم باعاقة الاندماج السلس للدورتين ، ومع ذلك فان هناك مدار واحد يلفها باتجاه التعاشق المركب وبانطلاقة فيها الكثير من التبادل والتجانس !
اساطير الخليقة والطوفان وكلكامش هي ابرز تلك الاساطير واكثرها عمقا وتاثيرا حتى وقتنا الحاضر ، العمر الافتراضي لنشئة الحواضر الحاضنة لهذه الاساطير هو 10000سنة اما عمر تجسدها الكتابي فهو بين 5000 ـ 3000 سنة ، لكل ظاهرة إله وهناك صراع بين معشر الالهة وحروب وتزاوج ، كبير الالهة كان اكثرهم قدرة ومن اثقل الاوزان عندهم ، وزن كن فيكون ، لكنه كان متقبلا لوجود الهة متخصصة ، ومن بقيا الالهة الميتة صنع الانسان وبعث به الروح ومن ضلع اله ميت صنعت زوجة لهذا الانسان ، الالهة كانت كالبشر وكان البشر يحاكونها ، وهكذا الحال بالنسبة لثنائيات الصراع ، الظلمة والنور ، الحرب والسلام ، الحب والكره ، الخصب والعقم ، ولا عجب في تجسد هذه الثنائيات في اسماء الله الحسنى ذاتها حيث نقرأاضدادا لاجناس منوعة منها ـ القهارالرحمان الرحيم الجبارالمتجبر المتكبر الوهاب الكريم ـ بانوراما الالهة تتواصل مع البشر وتشركهم بصراعاتها وكانهم انصاف آلهة وانصاف بشر ، كما في حكاية عشتار وتموز ، وكلكامش وبحثه عن شجرة الحياة ـ نبتة الخلود ـ او علاقته بامرأة الحانة ودورها في صراعه مع انكيدو، ودور الافعى التي خطفت عشبة الحياة عندما كان كلكامش نائم بعد رحلته التى رأى فيها الاقاصى والحدود رأى ما أولته " كتب السماء" الى رؤية آلاهية خالصة ، رأى حواف الكون ، رأى الجنة والجحيم !

كان السحر يرتبط عموما كوظيفة وقدرة بالمرأة والالهة الانثوية ، اعترافا بقدرتها على صنع الحقائق وقلبها ، السحر كاعتقاد معرفي كان نوع من انواع سد الفراغ في المعارف الكلية والجزئية على حد سواء ، فبعض الامراض تعالج بالسحر ولتجنب بعض الظواهر الطبيعية المهلكة يستخدم السحر ، السحر مزيج من الحكمة والتعامل الروحي مع القوى الخفية ـ الالهية ـ في محاولة لنيل رضاها وتجنب غضبها ، الانسان الاول كان اسيرا لهيمنة القوى الخفية على عالمه ، هي في كل شيء حوله ، كامنة في الحجر، حك الحجر ببعضه يعطيك شرارا ، وهناك احجار لا تنكسر مهما طرقتها كالماس واحجار تبث موجات كهربائية ومغناطيسة ، هناك احجار لامعة واحجار منطفئة ، هناك قوى كامنة في الشجر فهي تعيد انتاج ثمرها بنفسها ، وفي بعض اوراق الشجيرات دواء للاوجاع ، وفي جذوع بعضها سوائل كالحليب لزجة كالصمغ ، في بعضها روائح عطرة ، تطرد الارواح الشريرة ، وفي زهرات بعض الشجيرات مواد منومة ومخدرة ووو ، عرف الانسان ان في دواخله هو ذاته قوى كامنة يجد تعبيراتها في الاحلام اثناء نومه وفي اوقات مرحه عندما يرقص او يغني او يعبر عن نفسه في غرائزه ومشاعره !
علاقة الحلم بالعالم غير المرئي علاقة وثيقة في العقل الباطن عند الانسان الاول ، ولا نغالي اذا قلنا عند الانسان المعاصرايضا ، الصور المتذكرة من الاحلام هي صور مؤولة عن الواقع المعرفي بايقاعات لا تخلو من الكاريكتير والفنتازيا التي تختلط فيها تجاوزات اللقطة غير المحاصرة نحو مونتاج عجيب غائص في الرغبات العصية ، وربما يلتقي في الريق بصدى القلق والخوف الكابوسي من لقطة خفة ما وربما تكون نوع من الاستخارة بصيغة مراجعة حرة وانتقاء مطلوب او مكبوت لتقديم وتاخير حدث ما في زمن يكون الحلم عادة خارجه !
الحجر الذي ترسله السماء له هالة ـ إلاهية ـ فضول المعرفة او ربما الخوف من جهلها ، الحجر الاسود الذي بنى ابراهيم منه الكعبة قيل انه بقايا من نيازك كانت قد سقطت على الارض هذا الحجر طاهر لانه احترق بنار السماء وهو في الطريق الى الارض ، ربما هو ملوث باشعاعات كونية لكنه حتما طاهر من اي نجاسة ارضية !
لماذا حرم الله الانسان من اكل ثمار شجرة الحياة ؟ بل لماذا حرم عليه الاكل من شجرة المعرفة ؟
حسنا فعلت الافعى الحكيمة التي اقنعت حواء ام الحياة وام الانجاب بالاكل من شجرة المعرفة وحسنا فعلت حواء حينما اقنعت ادم بمشاركتها الاكل ، هذا يعني ان الله اراد من ادم وحواء ان يكونا بلا معرفة وبلا خلود حالهم حال الحيونات الاخرى ، لكن التمرد والفضول هو ديدن بني البشر، وهذا ما يقره الله نفسه ، ورب معصية للرب تكون نافعة للبشر ، فما فائدة جنة عدن دون ان يدوسها اناس يعرفون ما هيتها ؟
لقد عاقب آدم وحواء باخراجهم من الجنة ، ولكن هذا العقاب هو ثواب في حقيقة الامر، اليس كذلك ؟
الله غير قادر على تنفيذ اوامره او جعل خلقه مسيرين بها ، اي اله هذا ؟
هل هو اله ديمقراطي حين اراد ان يخير البشر بين وبين ؟
انه غير عادل مطلقا فهو جعل من حواء مثلا تابعة للرجل وجعلها تتعب كثيرا في الولادة كعقوبة لها على اكلها للتفاحة ، وعقابه للاثنين كان بجعل الارض مصدر تعب وشقاء لهما ولنسلهما ايضا ، فباي حق يعاقب الله نسل ليس له ذنب بقررات ابويه ؟
الرقم 7 يتمتع بخصوصية في ثقافة شعب وادي الرافدين وكذلك معظم شعوب الشرق ، يقول اصحاح التكوين من الكتاب المقدس : " وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل وبارك الله اليوم السابع وقدسه " !
الاسماء والصفات هي واحدة من اعمدة اي لغة كانت والانسان " آدم " حسب الكتاب المقدس هوإله اي يملك مؤهلات وقدرة على تسمية الاشياء باسماءها فلماذا يتدخل الله حتى في تسمية الليل والنهار مادام أدم كان قادرا على فعل ذلك دون ان يخالف تعاليم كبير الالهة ؟
يقول الكتاب المقدس في التكوين الصحاح الاول " في البدء خلق الله السموات والارض وكانت الارض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله ترف على وجه المياه ، وقال الله ليكن نور فكان نور ، ورأى الله النور انه حسن ، وفصل الله بين النور والظلمة ، ودعا الله النور نهارا والظلمة دعاها ليلا وكان مساء وكان صباح يوما واحدا . . " الله لم يكن يعلم بحسن النور اي انه رب تجريبي ، فلماذا لا يترك آدم ليجرب ايضا ما دام هو على صورته ؟
الحاجة ام الاختراع هكذا ظهرت اللغة اي لم تكن هناك لغة قبل اختراعها وبالتالي نتسائل باي لغة كان الله يتحدث مع آدم وحواء ، وبالتاكيد هي لم تكن لغة الاشارة ؟
ربما تحدث مع نوح بلغة عصره كما تحدث مع موسى وعيسى ومحمد وما بينهم من انبياء وهم كثر يعدون باكثر من الالف بقليل ، بمعنى انه تحدث مع كل منهم بلغة عصره ، وبالمقاربة مع لغة اسطورة الطوفان السومرية التي اخذت منها حبكة الطوفان التوراتي فلا بد ان يكون الله قد تحدث مع نوح بلغة اهل لكش كما تحدث لاحقا مع ابراهيم بلغة اهل اور ـ اللغة السومرية ـ وبالتالي فان سامية الاديان السماوية الثلاث هي حصيلة اكيدة تبرهن على سامية السومريين الذين انشق عنهم ابراهيم جذر وجد العرب واليهود ومسيحيو الشرق وبالتالي فان هذا تاكيد ضمني على سامية لغة الله التي تعامل بها كصلة مع البشر لان كل الانبياء هم من نسل ابراهيم ، يبدو ان الله ايضا عنصري فهو قد حرم كل شعوب الدنيا من الانبياء الا ابناء ابراهيم ربما لم يكن وقتها يتقن لغات الشعوب الاخرى من يدري ؟
يبدو ان معادة السامية ـ معاداة ابناء ابراهيم ـ غيرة وحسد من تميزهم عند الله ، فاليهود هم شعب الله المختار والمسيح المنشقين عنهم هم ابناء الله والمسلمين هم خير امة اخرجت للناس ، ويبدو ان دافع قتل قابيل لهابيل هو ذاته دافع معاداة السامية "الغيرة " ، فالرب ميز قابيل على هابيل بالنظر الى قربانه ولم ينظر الى قربان قابيل مما جعله يقتل اخاه انتقاما ، اي ان تمييز الرب كان وراء الجريمة ، رب يلعب بصنيعته كما يشاء ، وكانه مخرج سينمائي مولع بالخروج على النصوص !
جريمة ودم وعقاب ، ونساء يصنعهم الله ليضعهن في طريق الابناء ليتمتعوا بهن ويسودوا عليهن ، والملفت ان الاسماء المذكورة لنسل ادم حصريا بالرجال فقط اما النساء فانهن صناعة ثانوية ، وهذا الحساب يجر نفسه على كل الخطاب الاول للاديان الثلاثة ، حتى في العهد الجديد فان دور السيدة مريم العذراء وكانها مجرد حاضنة لنفخة الله ، ليست هناك ولا نبية واحدة في كل حكايات العهدين القديم والجديد وكذلك القرأن ، النبية الوحيدة التي اعلنت نفسها دون اذن من ربها كانت سجاح واتهمت مع مسيلمة بالكذب والدجل ، صحيح ان الاسلام برز دور النساء في حياة الرسالة وجعلها شقيقة للرجال ، فكانت اسمائهن تلمع كخديجة وعائشة و فاطمة وزينب وكن حاضرات ، لكن مكانة المرأة بقيت ثانوية والقيادة والخلافة والنبوة بقيت للذكور فقط ، وهكذا كان الحال بالنسبة لملوك بني اسرائيل الذين يتصاهرون مع ملوك جيرانهم مصاهرات سياسية تكون بنات وشقيقات الملوك والفراعنة مادتها مما يدلل على ان هذه الاديان هي نتاج شرعي لمرحلة تاريخية معلومة هي مرحلة العبودية التي حسمت السيادة فيها تماما للذكور بعد ان كانت العائلة قد تحولت من عائلة امومية الى ابوية وهي مرحلة تلت ظهور الاساطير ومن ثم الكتابة ، مما يؤكد انها صناعة بشرية باتجاه السماء لاستيعاب قواها الخفية بمستوى معارف واخلاقيات ونفسيات عصورها ، وما الانبياء الا ثوارا كمحمد وعيسى ، او قادة كموسى واخيه هارون ، او ملوكا كسليمان وداود ـ دفعتهم حاجة مجتمعاتهم دفعا لقيادة التغيير وبمستويات مختلفة اقلها ايديولوجي والايديولوجيا هنا هي نظرية النبي وهي معجزته التي لا تخلو من مبالغات مطرزة بهالة من القدسية التي يؤمن بها صاحبها ايمانا حقيقي وليس بكاذب اي ان كل واحد منهم كان يعرف كيف يتصل بالله بطريقته ـ القوى الخفية فيه وفي المحيط ـ الانسلاخ او الذوبان او الالهام الصوفي والفلسفي الذي يجعل صاحبه مستغرقا في خلوة داخلية يرى وهو مغمض العينين دواخله وقد حضراليها رب كل القوى الخفية الذي يحاوره ويدله على المعرف الخفية التي تلبي حاجة عادلة وجميلة ومطلوبة مجتمعيا ، والخطاب اما يكون مباشرا او بالواسطة وعبر الملائكة !
التفسير الاهوتي لحركة التاريخ دوغمائي ارتبط بظهور الملكية الخاصة والتقسيم الاجتماعي للعمل وهو مستوى معرفي بدائي لفهم حركة الكون والتاريخ !
ان التاريخ البشري هو امتداد جدلي لتاريخ الطبيعة ، وبما ان هذا التاريخ هو ازلي وموضوعي ومتحرك باستمرار فان التاريخ البشري ايضا متحرك والى امام ـ بالمعنى الفلسفي العام ـ وعليه فما كان يصلح من افكار وتصورات ومباديء نعتقدها صلاحة لكل زمان ومكان هو عصبية عقائدية يلفظها التاريخ وربما ببطأ بسبب كونها عالقة في صميم الرؤية الطبقية التي مازالت سائدة ، العبيد كانوا متواجدين في كل الديانات والان العبودية محرمة ، المرأة غير متساوية للرجل في كل الاديان الان المجتمعات تجتهد لتحقيق المساواة المفقودة ، الملكية الخاصة مقدسة في كل الاديان والمستقبل سيفرض مهمة انهاء تقديسها
تابعوا سير حياة كل الانبياء ستجدون ما يفسر ظهورهم خارج اطار السماء وكتبها التي سطرها البشرباسم الله !

الانسان عدو ما يجهل واحيانا عبد له واحيانا اخرى يقع اسيرا لكوابيسه ، مليارات من السنين هو عمر هذه الارض المتحولة ومئات الملايين من السنين هو عمر الحياة عليها ومئات الالوف من السنين هي عمر التحول النوعي الى حالة الانسان المفكرالذي انتج الاساطير والفلسفات والاديان ، وسيكون من المناسب ان يثق الانسان بنفسه كونه ابن بار لهذا الكون الجبار باتجاه الحفاظ على توازنه والسعي لفك اسراره ليكون قادرا على تجاوز ذاته باعادة خلق نفسه ومحيطه دون الاساءة للطبيعة بل بمصادقتها !

التطور البيولوجي للانسان الاول منحه القدرة على اكتساب صفات نوعية تميزه عن معشر الدواب ، ان كان ذلك قد حصل لانسان متحول عن فصيل متقدم من فصائل ال الغوريلا كما في خريطة جاوة وكرومانيوم ونيادرتال او لوسي ، او عن قفزات وراثية متتالية لواحدة من مفردات هذه الخريطة التطورية ، والتي شهدت نمو نوعي للمادة الدماغية والهيكل العظمي عند اجداد البشر المنحدرين من فصيلة القرود الشجرية نتيجة عوامل طبيعية وموضوعية معقدة ، والتي ساعدت على تطور معارف الانسان الاول وبالتالي على سعيه لسد حاجاته بابتكار وسائل مساعدة ـ وسائل منتجة ـ العصى والحجر والعظام ، لصناعة ادوات الصيد وحفر الارض بحثا عن جذور الثمار وكسر العظام لتناول مادة النخاع منها ، استقامة الظهر ضمور المصران الغليض الاعور الذي كان يساعد على هضم المادة السللوزية ، فتحة اليد وقبضتها ، زوال الكثافة في طبقة الشعر التي تكسو كل اجزاء جسم الانسان وبغزارة ، شكل الجمجمة وتحويراتها ، علامات كثيرة تدلل على تعاقب التحولات البيولوجية والفسلجية في جسم الانسان بالارتباط مع تحولات ونموعمليات انتاجه وعمله ومعارفه العملية التي اخذت تشهد تراكما كميا ونوعيا مطردا وما زالت كذلك !
التعليل الديني السماوي للنشوء وارتقاء التاريخ البشري القديم هو قراءة بكرية مبتذلة لماهية الانسان كونه مركزا للخلق والخالق ، مثلها مثل كل القراءات البدائية الاخرى التي تتمتع بفنتازية عالية اخذت تنحدر مع الزمن الى مراتب الخرافة ليحل محلها اطياف متوالدة من الخيال العلمي !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثية العطش العراقي الماء والخضراء والحكم الحسن !
- احبونا نحبكم !
- وطني حقيبة وانا مسافر !!
- الرؤوس الفاسدة التي تحكم العراق لا تزيده الا فسادا وانقساما ...
- عمو بابا آية حقيقية من آيات العراق !
- أوباما يريد ان يسترعرض المنتهكين العراقيين فمنع نشر الصور !!
- في مصر وصفات جاهزة لمنع الحمل الثوري !
- مستقبل حالك ينتظر العراق المكتوب يقرأ من عيون اطفاله !
- موت أحمر !
- الاحتلال واليسارالانتهازي في العراق !
- الم تر كيف فعل اصحاب الفيل والحمار بالعراق والعالم ؟
- الثورات التي تآكل نفسها بنفسها!
- انفلونزا جنون البشر!
- بشتاشان جريمة بلا عقاب !
- عمال بلا معامل !
- ما هي المسألة الاساسية في - الماركسية - ؟
- اوروبا احرقت اليهود وارسلت من تبقى منهم لاحراق الشرق الاوسط ...
- لصوص وكلاب !
- قراءة نقدية لمواقف الحزب الشيوعي العراقي حول موضوعة المناطق ...
- الحوار المتمدن ومستلزماته الضرورية !


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال محمد تقي - فنتازيا الاديان السماوية !