أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - انفلونزا جنون البشر!














المزيد.....

انفلونزا جنون البشر!


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2639 - 2009 / 5 / 7 - 08:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العولمة الامبريالية بحد ذاتها ليست وباءا او طاعونا او انفونزا ، وانما هي حاضنة طبيعية وحافظة جينية لكل هذه الانواع وغيرها من الاعراض الجانبية لفساد العلة وخصوبة فيروساتها المتحولة تكيفا مع مدارات صراعتها المتصاعدة والمتواصلة للنيل من المضادات الطبيعية في الطبيعة والانسان !
انها الوريث الشرعي لكل عبثيات الانسان بالطبيعة وبنفسه منذ ان ظهرت الملكية الخاصة وطقوس تقديسها المتوالدة في احضان سوقها الذي لا يقبل بغير الربح والخسارة قانونا وجوديا له !
اربح ما تحتاجه ولو على حساب خسارة العالم اجمع ، اربح العالم حتى ولو خسرت نفسك ، قال ماركس واصفا مراتب الجشع الراسمالي : كلما تضاعفت النسب المئوية في الارباح كلما تنازل الراسمالي عن مكنوناته الانسانية !
لم يكن التملك الاستغلالي غريزيا عند الانسان وانما هو خاصية تاريخية مكتسبة ومرتبطة بظهور الطبقات ، فالفقر والغنى مظهران طبقيان في سياق اجتماعي واحد ، ولا يتمظهران الا معا ، وبالضبط كما ورد في وصف الامام علي بن ابي طالب لحالة التمايز الاجتماعي المتقابل عندما قال : ما اغتنى غني الا بفقر فقير !
كلما تمركز ريع ثروات العالم وزادت عمليات تركز اسواقه واندماجها كلما ازدادت مخاطر التلوث الشامل وتكاثفت عوامل الخلل البنيوي فيه واتسع نطاقه ، حتى نجده معمما على كل زوايا الارض واثيرها ، وعلى كل زوايا الانسان وانفاسه ، وتصبح شرايين الحضارة هي ذاتها شرايين لبربرية ما بعد الحداثة !

احصائيات علمية موثقة تؤكد ان الجهود العلمية والاموال المسفوحة على التسلح وسباقه منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى بداية هذا القرن ، كانت كافية لتحقيق هدف عولمي انساني ينتج طفرة نوعية في معالجة كافة الامراض التي تصيب الانسان والحيوان والنبات ، وكافية لتقليص نسبة ثاني اوكسيد الكاربون في الجو ، وكافية لمعالجة مشاكل دورات الجوع الناتجة عن الجفاف ، وكافية لايجاد حلول علمية وعملية لمشكلة المياه الصالحة للاستعمال البشري ، وكافية لايجاد حلول لمشاكل التصحر وكافية لاحداث اختراقات كشفية ومعرفية في كافة مجالات العلوم الطبيعية والانسانية مما يوفر على البشرية الكثير من الالام والمعاناة والوقت الذي لا يسير لمصلحة الانسان غير الجاهز لمواجهة ما تضمره الطبيعة من متغيرات ومفاجئات !

ان الراسمالية كمنظومة اجتماعية اقتصادية سياسية وفكرية قد اصبحت معيقة موضوعية لانطلاقة انسانية لقوى الانتاج ووجهتها ، ولا تنفع ترميمات وترقيعات وتجريبات كل المتشبثين بها والمتضررين من اضمحلالها ، فلا العودة لليبرالية القديمة حلا ولا تشذيب الليبرالية الجديدة نافعا ، فاهدار الطاقات وتضليل القوى يزيد من تعمق الازمة الشاملة ويسرع بتحولها الى كارثة كونية ، مما يستوجب تشديد العمل المقاوم للسياسات اللا انسانية لللاحتكارات المسيطرة على العالم ومصيره ، ويستوجب وحدة عالمية اممية لكل القوى والشعوب المتضررة بشكل مباشر وغير مباشرة من هذه السياسات الانانية واللا مسؤولة ، ويستوجب التثقيف الحثيث بالخرافة المثالية للراسمالية ومنظومتها الفلسفية !
النضال المهني والنقابي سيلعب دورا رائدا في هذا الدفع المطلوب عالميا ، وكذا الحال بالنسبة لتجمعات احزاب اليسار والخضر وجمعيات العلماء والباحثين والمثقفين !
ان استعادة زمام المبادرة لقوى التغيير في العالم لا يتحقق الا بتبني بديل انساني للراسمالية الفاسدة والا بابتكار اساليب تنظيمية فعالة تستثمر ثورة الاتصالات لمصلحة التحشيد والتثوير والتاثير الذي لا يتوقف مدده حتى يتحقق التغيير المطلوب !
الهجوم افضل وسيلة للدفاع ، هذه القاعدة في الصراعات هي رافعة ضرورية باتجاه تحقيق الاهداف الانسانية المرجوة ، والتتشعب المطالب النضالية بهذا الاتجاه !
لتكن المطالبة العمالية بتبني شعار اعادة تقسيم يوم الانسان العامل بين 6 ساعات عمل و 10 ساعات راحة ومعرفة و 8 ساعات نوم ، اي 30 ساعة عمل في الاسبوع ، والنضال من اجل تبني قانون لا اجبار للعمل بعد عمر الستين ، نموذج مطلبي من ضمن المطالب الضرورية الاخرى !





#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشتاشان جريمة بلا عقاب !
- عمال بلا معامل !
- ما هي المسألة الاساسية في - الماركسية - ؟
- اوروبا احرقت اليهود وارسلت من تبقى منهم لاحراق الشرق الاوسط ...
- لصوص وكلاب !
- قراءة نقدية لمواقف الحزب الشيوعي العراقي حول موضوعة المناطق ...
- الحوار المتمدن ومستلزماته الضرورية !
- 14 نيسان يوم السباع !
- 9 نيسان يوم مهان !
- السياسيون لا يكذبون في واحد نيسان !
- عزيز محمد سيرة متفردة بالتثبت في الموقع !
- عالم مزدحم بالاسلحة !
- مكرم الطالباني سيرة لا تنقطع في الدفاع عن المباديء الحية !
- وصايا ليست يسوعية !
- سعادين في رحاب اليمين !
- عامرعبد الله رحلة الى جزيرة الحرية !
- لاخير في قيادة لا تميز بين يمينها ويسارها !
- البوك ممنوع والعتب مرفوع والرزق على الله !
- اشهر العناوين الارهابية في القرن العشرين !
- حسين مروة ومهدي العامل والتحليق عاليا !


المزيد.....




- صورة سيلفي لوزير مغربي مع أردوغان تثير انتقادات وردود فعل في ...
- سيارة همر -مسروقة- في دمشق تظهر ضمن سيارات الأمن السوري... ك ...
- -فضيحة الصندل-.. برادا تعترف باستلهام تصميمها من الصندل الهن ...
- مقتل 18 فتاة في -حادث المنوفية- يهز مصر وسط مطالب بإقالة وزي ...
- مئات الملايين والمليارات: حفلات زفاف باهظة الثمن في القرن ال ...
- ترامب: أنا -لا أعرض شيئا على إيران ولا أتحدث معهم-
- مشروع مغربي طموح يربط دول الساحل الإفريقي بالمحيط الأطلسي
- توتر الوضع الأمني في الشرق الأوسط : كيف يؤثر على خطة لبنان ل ...
- بعد شهر من الغياب.. العثور على جثة الطفلة مروة يشعل الغضب في ...
- حل مئات الأحزاب الأفريقية.. خطوة نحو التنظيم أم عودة لحقبة ا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - انفلونزا جنون البشر!