أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - البوك ممنوع والعتب مرفوع والرزق على الله !














المزيد.....

البوك ممنوع والعتب مرفوع والرزق على الله !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2588 - 2009 / 3 / 17 - 08:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الدين ممنوع والعتب مرفوع والرزق على الله ، هذه العبارة كان يضعها عادة بعض اصحاب محلات التجزئة في الواجهة الى جانب القطعة المعدنية السوداء التي تعرف صاحب المحل بانه وكيل لمصلحة المبايعات الحكومية مع الرقم الخاص به ،، الشراء بالدين كان شائعا وخاصة في الاحياء الشعبية ، فعائلة الموظف او العامل كانت تشتري من صاحب الوكالة ـ ابو الدكان ـ وهو يسجل على الحساب الجاري ، اي يتم الدفع بعد قبضة الراتب الشهري ، اما الذين ليس لهم رواتب خاصة اصحاب المهن الحرة او الذين يعيشون ـ بالقدرة ـ فهم يدفعون حسب التساهيل ، وهذا ما يجعل اصحاب المحلات لا يحبذون مداينتهم لانهم لايريدون بعثرة رؤوس اموالهم دون ضمانات وبآجال محددة وغير طويلة ، عليه فانهم يفضلون البيع النقدي عن الفقدي ، وتفاديا للحرج فهم يضعون هذه العبارة المكتوبة امام انظار الزبائن قبل ان يطلبوا الشراء بالدين !
شاهد الكلام هو الذمة المالية للمسؤولين العراقيين ـ حكومة وبرلمان ورئاسة واحزاب ومنظمات مجتمع مدني ـ ودون تعميم طبعا ، فهذه الذمة صارت مذمومة لانها بلا ضمير ، فالفساد الشامل الذي تشهده دولة العراق باعتراف مفوضية النزاهة نفسها رغم اللغط المثار حول عدم نزاهتها هي ايضا ، كشهادة لشاهد من اهلها ، على ان لا دخان دون نار ، طبعا حالة الفساد تشهد على نفسها من خلال استشراء مظاهر الرشوة والعمولات والتحايل لنهب الاموال العامة ، وبيع الوظائف لمن له قدرة على الدفع اكثر ، مما انعكس على كل المعاملات وهذا الحال ينطبق على منطقة كردستان ايضا حسب تقارير منظمة الشفافية الدولية ، التقارير الدولية اكثر موضوعية وصدقية لانها لا تجامل ولا تخفي الارقام والاسماء ، اموال اعادة الاعمار ، العقود غير المطابقة للمواصفات ، السيطرة على القصور والمقرات والاراضي والمزارع التابعة للدولة مقابل عقود شكلية تثبت انتقال ملكيتها الى المسؤولين الجدد وحاواشيهم ، ناهيك عن الارقام الفلكية للرواتب والمخصصات وبدلات العمل والحمايات الخاصة بهم ، تثبت ماذهبنا اليه ، حتى ان برلماننا الموقر قد تميز عن برلمانات العالم بمنح نوابه حق التقاعد بمجرد انتهاء الدورة البرلمانية !
ان الحالة العراقية المزرية والسائبة ـ المال السائب يعلم السرقة ـ تتطلب التشدد في ممارسة المسائلة حسب قانون من اين لك هذا ؟ وهذا يتطلب فعلا الكشف عن الوضع المالي لكل المسؤولين في مقاعد الدرجة الاولى والثانية والثالثة ، لكن واقع الحال يؤكد ان من يجلس على هذه المقاعد غير مستعد للكشف ، وان كشف عن شيء ما مضطرا فهو قد رتب سفر اصول ارصدته وباسماء افراد من عائلته الى بنوك الوطن الثاني او الثالث ، وهذا هو التفسير الوحيد لفورة شراء العقارات في بريطانيا وامريكا واستراليا وبعض البلدان الاوروبية والخليجية من قبل الكثير من ابناء الطبقة السياسية المتنفذة في عراق اليوم ، علما ان بعضهم كان لا يحلم بشراء غرفة في هذه العواصم !
ان العبارة المناسبة التي يجب ان تكتب وتعلق على كل الدوائر السيادية العراقية من زاخو الى الفاو ، من لجنة النزاهة الى مجلس الوزراء الى البرلمان ومجالس المحافظات الى حكومة اقليم كردستان وبرلمانها وحتى السفارات في الخارج ـ البوك ممنوع والعتب مرفوع والرزق على الله ـ نعم هناك مخلصون ونزهاء وشرفاء يحاولون التصدي لهذا التغول بالفساد النازل برطوبته من السقف الى الاساسات كلها ، لكن المشكلة كبيرة وتحتاج الى وقفات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ولا يمكن اختزالها بعملية المراقبة والمتابعة فقط !
التغيير المطلوب يفوق قدرات من يتصدون له ، ويفوق الاليات السائدة ، حتى بات من الصعب جدا اصلاح الحالة من داخلها ، فالموظف او المسؤول الكبير يسوده شعور بانه طاريء ، وعليه الخروج باكثر الغنائم الممكنة ، وهذه هي الطامة الكبرى ، حتى الاصغر منه سيفعل مثله لانه حصل على موقعه دون كفاءة وانما بسبب المحاصصات او الرشاوى ، اما الكفاءات الصامتة والمجردة من الصلاحيات الفعلية فهي تزداد حنقا وحسرة على الخراب والتسوس السائد وتفعل ما تستطيع لحماية ما يمكن حمايته من ملامح الوجه الاخر !
قيل والعهدة على القائل : ان عدد قليل من المسؤولين الكبار قد استجاب لدعوة النزاهة وقدم كشفا عن وضعه المالي ، وقيل ان من بينهم كان نوري المالكي !




#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشهر العناوين الارهابية في القرن العشرين !
- حسين مروة ومهدي العامل والتحليق عاليا !
- الافلاس السياسي سبق الافلاس الانتخابي !
- الراسمالية نهاية طريق لا نهاية تاريخ !
- الفكر الفاعل اكثر خطورة من جيوش جرارة !
- كوتا ام ارستقراطية مطلوبة لاستكمال اكسسوارات المشهد ؟
- روجيه غارودي تجاوز فلسفة الكورس !
- الحزب الذي لا يشور يدعى ابو الخرك !
- علي بابا والاربعين حرامي !
- يا عمال العراق صلوا على النبي وال بيته !
- برلمان العراق لا يسير نفسه بنفسه !
- بودلير زجج ازهار الشر داخله وغادرها !
- تعزية ليس لها عنوان !
- لاتدخل حزبا الا والعصمة لك ان الاحزاب مقالب قد تخذلك !
- الحزب عندنا فاقد لحياء الحاء !
- معبر رفح ثغر غزة العابس !
- أعداء الشيوعية في العراق يحكمون اليوم !
- يسار الجامع ويمينه !
- رأي في التصميم الاخير لموقع الحوار!
- الاناء ينضح بما فيه واواني اوباما مستطرقة !


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - البوك ممنوع والعتب مرفوع والرزق على الله !