أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال محمد تقي - يسار الجامع ويمينه !














المزيد.....

يسار الجامع ويمينه !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2551 - 2009 / 2 / 8 - 07:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



قال الحكيم بيدبا : اذا كنت لا تعرف حقيقتك فعليك ان تبحث عنها !

معظم الاحزاب والحركات السياسية المعروفة في العراق والتي تتصدر مشهد مايسمى بالعملية السياسية فيه تتشدق بشعاراتها وبرامجها باللفظة السحرية في خلطة هذه الايام ـ الديمقراطية ـ حتى راح بعضها يزاود على الاخر معتبرا نفسه رسولا لها ، كما هو حال لفظة الاشتراكية ايام زمان ايام كان الجميع يدعي وصلا بالاشتراكية ـ الاشتراكية العربية ، الاشتراكية الاسلامية ، الاشتراكية المنفلوطية ـ ومن طرائف فبركات هذه الديمقراطية الشعارية السائدة اليوم في مناخ العراق المغبر بالسموم ومن كل لون واتجاه ، هو حجب المحاصصات الطائفية والعرقية الجارية في كل زوايا المشهد بستائر فضفاضة من قماش رديء النسج والاصباغ سمي بالديمقراطية التوافقية التي ليس لها اي علاقة حقيقية بجوهر الديمقراطية الانتخابية كاختيار حقيقي للاكثرية على ضوء التزام المنتخب باهداف محددة ولاجل مسمى حيث يخضع الجميع لدورات الانتخاب بتداول سلمي للسلطة وتكون مؤسسات الدولة ثابتة والسلطة هي المتغيرة بعد كل دورة جديدة ، تعني حكم المنتخبين باكثرية الاصوات من قبل ابناء الشعب !
ليس من الغريب ان يظهرعلينا اصحاب احزاب الجوامع والحسينيات والتكايا والميليشات والاغوات والعشائر وافندية العلمانية المرتشين ومقاولي اليسار المنهار والليبرالية الزائفة بمقولات ما انزل الله بها من سلطان عن الديمقراطية كمفهوم وممارسة ، كائن تظهر لنا منظومات من الصحاح عن اصول العامل والمعمول الديمقراطي بتفسيرات جديدة كالديمقراطية الاسلامية والعربية و الديمقراطية الكردية والديمقراطية المدنية وما يقابلها من ديمقراطيات بدوية وعشائرية او الديمقراطية الشيعية والسنية !

لقد اظهرت الانتخابات الاخيرة تفاصيل الساقية وما يدور فيها من ماء والنواعير التي تنقله اليها وربما كانت تلك التفاصيل ذاتها في الانتخابات السابقة لكن هدوء الحالة الامنية جعلها اكثر وضوحا وترسبا في الذاكرة ، التيار الديني مازال هو السائد رغم انحسار جزئي لمقاعد الحكيم والاسلامي والفضيلة ، ورغم تقدم حزب علاوي وصالح المطلك وبعض المستقلين الوطنيين وانحسار هيمنة الكردستاني على نينوى وديالى ، فاذا اخذنا النتيجة من زاوية الرابح والخاسر فان حزب الدعوة حزب المالكي هو الفائز بحصة الاسد من الاصوات 38 % وهو حزب ديني ، ويبدو ان السر في فوزه هو نهجه وتحالفاته التي انسجمت مع طبيعة المتغيرات الجارية بالنسبة للسياسة الامريكية وبالتالي الايرانية ، داخليا ركز على القانون والامن وركز الدولة القوية المهابة ، وحكم لا مركزي في المحافظات وتحجيم الصلاحيات المتغولة للاقليم الشمالي ورفض قيام الاقليم الشيعي ، وهو قد تحالف مع العشائر العربية والتركمانية لاقامة مجالس الاسناد وتحالف مع عرب الموصل وديالى والصحوات والصدريين ، وقد لاقت سياسته قبولا وارتياحا من الاكثرية خاصة بعد دعواته لتعديل الدستور !
لقد رحب جوزيف بايدن بالنتائج ودعا للمزيد من الاصلاحات قائلا ان الادارة الامريكية ستضغط باتجاه تعديل مسار الاوضاع بما يعزز المصالحة والامن والوحدة بالتزامن مع تنفيذ قرار الانسحاب !
عليه نستنتج ان الامريكان يدعمون سياسة المالكي لقيام دولة مركزية قوية تتصدى للتدخلات الخارجية وهي بذلك انحازت لمصلحتها عندما لم تتجاوب مع سقف المطالب البرزانية والطالبانية ونصحتهم بالخضوع لمتطلبات المرحلة حكومة قوية في بغداد تنحصر بيدها كل الصلاحيات السيادية ويجب حل المشاكل العالقة دون الاضرار بهذا الهدف !
اما اكثر القوى خسارة فهي مايسمى بقوى اليسار المشاركة بالانتخابات الاخيرة حيث لم تحصل على اي شيء يذكر ، وواقع الحال يشير الى انها بالمحصلة ليس لها لون مميز او طعم او رائحة ، بل بالعكس وخاصة عندما يتعلق الامر بالحزب الشيوعي العراقي لانه قد انتهج سياسة محاباة للتيار الديني الشيعي وكذلك للتيار الاقطاعي في شمال العراق ولم يكن له موقف قوي بالضد من القوى المتحكمة بالفساد في الشمال والجنوب وليس له موقف وطني شاخص من قضية الدستور وخاصة الفدرالية ، ناهيك عن ضعفه الذاتي بحكم سيطرة قوى لا مبدئية على قراره السياسي والحركي ، فلم يعد يميز هذا الحزب شيئا يذكر لا تمسكه بالاشتراكية ولا مقاومته للاحتلال ولا دفاعه عن مصالح العمال والفقراء ، حزب تقوده احزاب اخرى ، ومن المعتقد ان انتخابات البرلمان القادم ستشهد فقدان الحزب للمقعدين اليتيمين اللذين حصل عليهما ايام تحالفه مع قائمة علاوي !
خلاصة القول ان المشهد يقر بنفسه على الحالة فالجامع والحسينية والتكية هي المهيمنة على الحراك الشعبي يمينا ويسارا ، اي عندما نقول يسار فاننا نعني به يسار الجامع ويمين نعني يمينه !




#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأي في التصميم الاخير لموقع الحوار!
- الاناء ينضح بما فيه واواني اوباما مستطرقة !
- البرزاني تهديد دائم وخوف دائم !
- ثلاثية جية !
- استمرار حصار غزة جريمة اخرى ضد الانسانية !
- انما للصبر حدود !
- تياسر كاريكتيري !
- انتخابات المجالس المحلية هم عراقي جديد !
- البديل الديمقراطي الوطني عن المشروع الامريكي في العراق !
- عالم لا يخجل من عاره !
- موسيقى القنابل وشهوة القتل عند النازيين الجدد !
- موسيقى القنابل وشهوة القتل عند المحتلين واتباعهم !
- ابشروا لقد وصلت المواكب الى السويد !
- عراق اللطم والنذور والتوريث وفدراليات الفجور !
- تواطوء حكام الاعتدال العربي يطلق عنان العربدة الصهيونية !
- لاسلام حقيقي في الشرق الاوسط دون اندحارنهائي للصهيونية !
- جرد نوعي في حوار 2008 !
- اتفق معك يا صديقي الحراك على اهمية الدفع باتجاه البديل !
- بوش يفي بوعده !
- لا يصح الا الصحيح يا عبد العال !


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال محمد تقي - يسار الجامع ويمينه !