أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جمال محمد تقي - مكرم الطالباني سيرة لا تنقطع في الدفاع عن المباديء الحية !















المزيد.....

مكرم الطالباني سيرة لا تنقطع في الدفاع عن المباديء الحية !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2603 - 2009 / 4 / 1 - 04:27
المحور: سيرة ذاتية
    


لنتخيل معا ، لو وضعنا سيرة حياة مكرم الطالباني امام مخرج سينمائي صاحب رؤية فنية واجتماعية وسياسية وطلبنا منه ان يمنتج اللقطات والمشاهد والوقائع لتكثف لنا شريطا مقنعا عن حياته ومفاصلها وانشغالاتها ، وعلى طريقة السهل الممتنع ، فاننا سنتوقع حتما ، انه سيختار مشهدا مفصليا وجامع و متعدد الاوجه في تعبيراته العامة والخاصة ليكون مدخلا مؤثرا لبداية الفلم ، وهو ودون تردد سيكون واقعة مأخوذة من عام 1947 عندما كان مكرم محاميا ضمن فريق الدفاع عن يوسف سلمان يوسف ـ فهد ـ اثناء جلسات محاكمته في بغداد مع رفيقيه صارم وحازم ، ضمن حملات متعددة لتصفية الحزب الشيوعي العراقي بتهمة ـ النشاط الهدام ـ بدفع من السفارة البريطانية والحكومات الخاضعة لها ـ نوري السعيد ومن يأتي به كواجهة له ـ وحتما ستكون مساحة الدراما واسعة لتسلسل الاحداث الخاصة بمكرم نفسه ، انتسابه الكامل للحزب ، وارتباط مصيرمكرم الشخصي بمصير الحزب !
ينحدر من اسرة ميسورة ، من ملاك الاراضي ، في منطقة كفري في محافظة كركوك ، وعائلته صاحبة تكية دينية معروفة في المدينة ، اخوه الشيخ عطا الطالباني من وجهاء المنطقة وكان شيوعيا ايضا ، لقد صقلت ارستقراطيتهم الطبقية بواسطة تأثير الالتزام الروحي والمكانة الدينية لعائلته في اوساط الاهالي ، فكانت نشأته متوازنة قبل وبعد دخوله معترك الحياة السياسية ومن اوسع ابوابها ، اشتهر بالاستقامة والوضوح والصدق والامانة ، وكان وفيا لهذه الصفات مع الجميع ، الاصدقاء والاعداء ، مثقف متعدد الاختصاصات ـ حقوقي ،اقتصادي وتحديدا في مجال الزراعة ـ لم يكن قياديا بارزا في فترة حكم قاسم سجن اكثر من مرة ، عام 53 ، عام 63 ، قبل المؤتمر الوطني الثاني للحزب 1970 كان عضوا في لجنة العلاقات الوطنية التابعة للجنة المركزية ، وتولى مسؤولية الاتصال بالبعثيين قبل انقلاب 17 تموز 68 باسابيع فكان يلتقي بالبكر لاعادة النظر بالعلاقة بين الحزبين بطلب منهم ، حيث كانوا يمهدون لانقلابهم بمد جسور للاتصالات وجس نبض القوى الاخرى واستمر بصلاته بعد نجاح الانقلاب طبعا بطلب من الحزب ، تولى رئاسة تحرير مجلة الثقافة الجديدة بصدورها العلني الذي سبق قيام الجبهة الوطنية والقومية التقدمية ، اصبح عضوا احتياط للجنة المركزية بعد المؤتمر الثالث ، يبدو ان وضعه كوجه مكشوف ساهم بالحد من نشاطه وبالتالي بالحد من المهام الحزبية الموكلة اليه ، لم يعمل في تنظيم الاقليم ولم يكن من مجموعة راية الشغيلة ، لذلك تحس انه عصامي في تكوينه الحزبي !
لعب دورا كبيرا في تهيئة اجواء الحوار الجبهوي وخاصة بعد طرح البعث لميثاق العمل الوطني ، اختير كممثل للحزب مع عامر عبدالله في الوزارة قبل الاعلان عن قيام الجبهة الوطنية !
تم تعيينه وزيرا للري وكان مثالا للالتزام والابداع والاخلاص في عمله فنال تقدير الجميع وقد امتدحه
صدام حسين بشكل واضح في اثناء مناقشات ندوة انخفاض الانتاجية ، اقام مشاريع ضخمة للري بتنفيذ
مشترك مع شركات روسية ، واهم ما في الامر انه ركز على تطوير مؤسسة خاصة بوزارة الري لتنفيذ
تلك المشاريع مما طور كفاءات الكادر الفني العراقي وخلق فرص عمل كبيرة للعاطلين ، حتى جرى
تفكير جدي في تعميم التجربة ، وصارت مثالا يقاس عليه ، فكان عندما يجري الحديث عن تقييم اعمال شركة المقاولات الانشائية التي كان يرأسها عدنان القصاب عضو قيادة فرع بغداد لحزب البعث كانت اعمال التنفيذ الذاتي التي اشاعها مكرم في وزارة الري واقتصاديتها حاضرة في الاذهان !
عندما اصبح وزيرا للنقل بعد التعديلات الوزارية ، هناك ايضا ترك بصمات حقيقية ، ومنها استحداث اسطول متكامل للنقل البري ، واقامة منشأة حديثة لنقل المسافرين داخليا وخارجيا !

لقطات مشهودة :
زار البكر في القصر الجمهوري بعد ترتيبات ليست معقدة بحكم كونه ممثلا للحزب في مجال العلاقات الوطنية ، ومعرفته المباشرة به قبل نجاح الانقلاب ، فقال له بعد التهنئة : التقينا اول مرة في بيتك وها انت الان سيدا للقصر الجمهوري ، فرد البكر كنت اريد دخوله وعلى يميني البعثي وعلى يساري الشيوعي !
زاره ثانية لايصال تحذير من الحزب لوجود مؤامرة على " الثورة " ـ جماعة عبد الغني الراوي ـ وبعدها بفترة قدم البكر هدية تذكارية لمكرم عبارة عن قطعة سلاح من مجموعة الاسلحة المصادرة من المتأمرين !
لعب دورا متميزا في المفاوضات العسيرة التي جرت في الاشهر الاولى من عام 79 فقد كلفته قيادة الحزب في الداخل والتي كان يقودها باقر ابراهيم بالسفر الى الخارج بوفد اول يتكون من عبد الرزاق الصافي ومكرم الطالباني والثاني مكرم وماجد عبد الرضا للاتصال بقيادة الحزب في الخارج للحصول على اجابات عن طروحات وشروط البعث والتي انتهت كما هو معروف بنهاية الجبهة ، وطلب الحزب من مكرم تقديم استقالته من الوزارة وفعل مكرم ذلك وعن قناعة ، وهو على يقين بانه سيكون شبه الاسير !
يقول عنه باقر ابراهيم : كان رفيقا يتمتع بالاصالة ونزعة عقلانية واثقة من مواقفها اثناء التوسط بالحلول الممكنة وباقل الخسائر ودوره الشخصي الايجابي بالمفاوضات كان شاخصا !

لقد واجه قيادة البعث في عز الازمة رادا على شروطهم بالقول : كيف نتفاوض وانتم تقتلون الرفاق في الامن العامة ؟ اطلقوا سراح الجميع كبادرة حسن نية ، فقيل له يكفي ان تاخذ الصافي وعبد الرضا ، ويكفي اننا لم نصفي القيادة التي هي في متناول اليد !
ساله صدام هل ستعود الينا باجابات الحزب ام ستلتحق بهم ؟ فرد عليه ليس من عادتنا ان ننكث ما نلتزم به ، وبالنسبة لي عندما اقول ساعود يعني اعود ، اما الرفاق الذين سيرافقوني فهم سيقررون بالاتفاق مع قيادة الحزب ، فقال صدام نحن نثق بك !

وسيط نزيه :
بعد ان انحدرت الامور الى حيث القطيعة ، بقي مكرم في بغداد شيوعيا مكشوفا وبدون صلات تنظيمية ، ومع ذلك لم يبخل في التجاوب مع دعوات النظام في ترتيب اتصالات للتوسط بين الحكومة والمعارضين في الحركة الكردية !
خلاصة :
مكرم الطالباني حالة خاصة لها ظروفها الاستثنائية ، اما عن نزعاته فهي مسايرة للنهج السائد في القيادة الحزبية ، بسماتها اليمينية التي كانت طاغية وما زالت ، شيوعي صادق وشجاع دافع عن فهد بالحجة القانونية وحاول الدفاع عن الحزب امام تغول البعث لم يحقق في الحالتين ما كان يريد تحقيقه لكنه في الحالتين بذل ما بوسعه ، والاهم انه انقذ حياة عددا من رفاق الدرب وكان يتوق لايقاف شلال الدم لكن التيار كان جارفا !
العمر المديد له وامنيات بالصحة الوافرة !
المصادر :
مذكرات باقر ابراهيم ، مقالات من الثقافة الجديدة وطريق الشعب 78 ـ 79 ، بيانات الحزب لنفس الفترة شهادات حية ، الموسوعة الجنائية !





#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصايا ليست يسوعية !
- سعادين في رحاب اليمين !
- عامرعبد الله رحلة الى جزيرة الحرية !
- لاخير في قيادة لا تميز بين يمينها ويسارها !
- البوك ممنوع والعتب مرفوع والرزق على الله !
- اشهر العناوين الارهابية في القرن العشرين !
- حسين مروة ومهدي العامل والتحليق عاليا !
- الافلاس السياسي سبق الافلاس الانتخابي !
- الراسمالية نهاية طريق لا نهاية تاريخ !
- الفكر الفاعل اكثر خطورة من جيوش جرارة !
- كوتا ام ارستقراطية مطلوبة لاستكمال اكسسوارات المشهد ؟
- روجيه غارودي تجاوز فلسفة الكورس !
- الحزب الذي لا يشور يدعى ابو الخرك !
- علي بابا والاربعين حرامي !
- يا عمال العراق صلوا على النبي وال بيته !
- برلمان العراق لا يسير نفسه بنفسه !
- بودلير زجج ازهار الشر داخله وغادرها !
- تعزية ليس لها عنوان !
- لاتدخل حزبا الا والعصمة لك ان الاحزاب مقالب قد تخذلك !
- الحزب عندنا فاقد لحياء الحاء !


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جمال محمد تقي - مكرم الطالباني سيرة لا تنقطع في الدفاع عن المباديء الحية !