أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - الرؤوس الفاسدة التي تحكم العراق لا تزيده الا فسادا وانقساما !















المزيد.....

الرؤوس الفاسدة التي تحكم العراق لا تزيده الا فسادا وانقساما !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2669 - 2009 / 6 / 6 - 09:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقولون من اين نأتي بغير الفاسدين ؟ فنقول لا تأتوا بشيء وانما اتركوا كل شيء لاهله ! يقولون لكننا منتخبين من الاهالي انفسهم ، ونحن ممثليهم الشرعيين ! فنقول اي اهالي هؤلاء الذين ينتخبون الفسدة ليمثلونهم ؟ لا يمكن ان تكون انتخاباتكم تلك الا لعبة فاسدة ايضا ، والا بماذا تفسرون شيوع الفساد المكرر والذي اصبح كالغرغرينا المعكوسة من الراس للقدمين ؟ انه ومع كل دورة من دوراتها يذكر الناس بما يشبه روائح دورات المياه المفتوحة على بعضها والتي يلوث العادم فيها الصافي !
العراقيون الذين دبغهم الحصار الجائر والذي طحنهم طحنا لمدة عقد كامل والذين خرجوا منه بخبرة مريرة علمتهم كيف يرابطون ولا يبيعون انفسهم ولا يقايضون ضمائرهم هم قادرون على اختيار ممثليهم من بينهم فاهل مكة ادرى بشعابها ، ولكن الذي جاء محميا بقوة الغازي وبقوة ميليشياته وبقوة السلطة التي اقامها المحتل ، والذي فرق الاهالي بفتنة الطوائف والاعراق وراح يدغدغ فيهم النعرات والعنعنات ، ثم قطع الطرق وحاصر الاحياء وهجج النخب والكفاءات والعلماء وذوي الاختصاص ، واطلق العنان للغرائز المكبوتة ، واستخدم الدين والعشيرة والرس بديلا عن الهوية الوطنية ، ثم سمن دور مراجع الدين والطوائف ومنحها ما ليس لها من اجل اعادة صياغة الانقياد الطبيعي المبني اساسا على خلفية الصرح الوطني وامتداداته الحاضرة في العقل الباطن ، اراد فرض نفسه فرضا وبكل الطرق المعروفة وغير المعروفة ، وفعلا فان غبار هذه الجولات والصولات قد ادت الى انعدام الرؤيا والى الانشغال بالتمترس وتلمس طريق السلامة ، في هذا الوقت بالتحديد تمكنت هذه القوى المتخادمة مع عدو الشعب العراقي ، والذي حاصره وقتل اطفاله ، والذي اطلق وعدا بارجاعه ليعيش عيشة القرون الوسطى ، من ترتيب اوضاعها والسيطرة على ما تبقى من مرافق الدولة المهدمة !
لكن بعض الوضوح في الرؤيا والذي يتيحه صفاء الجو من الغبرة المثارة يمكن الاهالي وعلى الفور من رسم صورة واضحة عن ماهية صفات الجالسين في المنطقة الخضراء ، او في قصور ومقرات النظام السابق او على منابرالمراقد المهمة ونواياهم الحقيقية ، مما يجعلهم يتحينون الفرص للنيل منهم ناهيك عن مقاومتهم واسيادهم من خلال احتضان من يقنص و يذيق جنود الامريكان ومرتزقة الحمايات الخاصة طعم الموت !
الدعوة حزب طائفي له اجندة سلطوية شمولية ابعد ما يكون عن الديمقراطية وانشقاقاته وطريقتها تعكس الاجواء الشللية السائدة في تنظيماته وهو حزب مهاجر ومتصاهر مع مراكز القوى في دولة ولاية الفقيه ولم يكن له حضور داخل العراق منذ نهاية الحرب العراقية الايرانية ، نفذ اعمال ارهابية ضد الدولة العراقية اثناء فترة الحرب العراقية الايرانية لمصلحة ايران ، وخلافاته مع حزب الحكيم التي تتغلف باغلفة عقائدية تتعلق بالتقليد ، هي في جوهرها خلافات على النفوذ وعلى تقسيم الدعم المالي الايراني للمنضوين داخل المجلس ، واستفحال تلك الخلافات جعلت العديد من كوادره تغادر ايران الى سوريا ودول الخليج وبعض دول اللجوء الاوروبية وخاصة بريطانيا ، وهناك ايضا كان التدين الطائفي حصانة وتجارة متسقة مع نفوس اصحابها ، وبعد حرب الخليج الثانية عادت الروح للتنظيم مجددا وهذه المرة بطموح كبير لا يخلو من الحسابات المتداخلة والتي سيكون الربح حليفها حتما مادام الاخوال في ايران يدعمونها وكذلك الغرب !
حزب الحكيم لا يختلف كثيرا عن سابقه سوى بقلة كادره المتفقه ومراهنته الكبيرة على تقليد المرجعية ثم بطشه بالعراقيين ـ الجنود العراقيين الاسرى والمهجرين العراقيين ـ الرافضين للانخراط في نشاطاته داخل ايران !
الطرفين اعداء حقيقيين للفكر العلماني والديمقراطي ناهيك عن الشيوعي او البعثي !
الحقيقة انه ليس في الدين الاسلامي وفقهه اي تاصيل يمنح الخارجين على الحاكم الجائر مشروعية التعاون مع اعداء دار الاسلام من غير المسلمين بل ان الانحدار الى تلك الهاوية هو بمثابة خروج على الدين نفسه !
ان انخراط المجلس وحزب الدعوة والحزب الاسلامي في المشروع الامريكي لاسقاط النظام العراقي واحتلال البلاد هو بحد ذاته موقف يعري فساد الفكرة وفساد النية !
علما ان دولة ولاية الفقيه ـ فترة محمد خاتمي ـ كانت قد عرضت على امريكا الدعم اللوجستي والاستخباري للمساعدة في دخول العراق واحتلاله ، كما فعلت بالنسبة لافغانستان ، لكن الامريكان اكتفوا بانخراط الجماعات المعارضة ذات الاصول العراقية لديها !
التمايز الاخير لحزب الدعوة بقيادة المالكي يراد له سحب البساط من المجلس ومحاولاته للهيمنة على ساحة الطائفة الشيعية ، ومواجهته باستقطاب يحاصره بخانته الطائفية ، من خلال تقمص الشعارات الاوسع ـ الوطنية والعربية والاسلامية ـ ولاقت هذه الدعوات صدا عند الحانقين والكارهين لسياسة المجلس وتبعيته الايرانية الواضحة فصوت الكثير منهم نكاية بالمجلس وليس حبا بالدعوة !
ان مشاحناتهم تفضح حقيقة معادنهم الرخيصة ، فهم واتباعهم ضربوا ارقاما قياسية باللصوصية والمحسوبية وارتكاب الجرائم والجنح التي لا يرتكبها الا الشياطين والذين لا دين لهم غير حبهم للمال والسلطة ، لا نزاهة ولا امانة ولا حكمة ، فباي آيات ربك يتمسحون ؟
نواب لا يتحمسون الا لنهب المال العام ـ رواتب لا يتقاضى مثلها اي برلماني في العالم 10000 دولار شهريا ، بدلات سكن فاخر وحراسات بالعشرات ، ومخصصات سفر ومرض ، واخر المتمة قطع اراضي وتقاعد مدى الحياة وجواز سفر دوبلماسي لهم ولعوائلهم ـ وزراء يديرون وزاراتهم من عمان او المنطقة الخضراء ولكل وزير طاقم مكون من اقاربائه وابناء عشيرته وحزبه يتنقل معه الى اي مسؤولية جديدة ، لا تعيينات الا برشوة ، لا عقود الا بعمولة ، لا محاسبة الا بضمان سلامة ما بلعه كرش الوزير من اموال مسروقة تم تحويلها للخارج ، سفراء مستنسخون عن محاصصات احزاب الوزراء ـ ابن عم فلان وابن خالة علان وزوجة الوزير هنا وخليلته هناك ، وزير يكرد وسفراء يعملون بالظاهر لتمثيل العراق وبالباطن لدولة كردستان القادمة ، واخرين ينهبون ما تيسر لهم ، ببيع الجوازات وتمشية المعاملات ، وتزوير الانتخابات بتصديق وثائق ثبوتية لغير العراقيين وكل شيء بحسابه ، هذا من اجل زيادة عدد المصوتين الاكراد ، وذاك من اجل رشوة اضافية وهكذا !
التجربة اثبتت ان معظم نواب ووزراء وسفراء احزاب العملية السياسية فاسدون بتفوق ، والاستثناء بينهم نادر ، اما الذين مازالوا يتمسكون بنظافة اليد فهم من المستقلين وبعض الوجوه الشعبية المعروفة !
يقولون لو خليت قلبت ، ونقول نعم انها في الطريق باتجاه الانقلاب ، فالعراق اليوم وبشهادة العالم اجمع دولة فاشلة لم تنجح بشيء يذكر ، الا بتفريخ سلالات متغولة من الفساد الشامل !

الطالباني والبارزاني هما بؤرتين متسوستين للفساد بكل ابعاده ، فهما قد تقاسما حكم شمال العراق منذ عام 91 ، واحتكارا السلطة فيها حتى الان ، الضرائب والمنح والعمولات ونسبة في ارباح الشركات ، والتصرف بالمال العام وكانه مال خاص صرف لعوائلهم واتباعهم ، وذهبا ابعد من ذلك عندما جيرا اجهزة الامن والشرطة والاعلام وكل مؤسسات الادارة المدنية لخدمة حزبيهما ، واصبحا كوكيلين دائميين عن مناطقهم امام مركز تقاسم الحصص والتمويل والارزاق !
لم يكتفيا بذلك بل اخذا يعملان ـ بالاسود ـ ايضا من خلال اعطاء تصاريح عمل استثمارية لشركات نفط وغاز اجنبية من وراء ظهر الجهات المختصة وبعمولات كبيرة ، اضافة لفتح باب الاستثمار الامني والتجاري الاسرائيلي المستتر بعناوين مموهة مقابل دعم مادي وعسكري سخي ، ناهيك عن عمولات الرخص الخاصة بشركات الموبايل والسيارات والفنادق والمطاعم التي يستثمر بها رجال اعمال من جنسيات مختلفة !
البطالة تزداد والسرقات تزداد والهجرة تزداد والخراب يتعاضم وكل الطفيليين يبحثون عن مشاريع الكسب السريع وباي ثمن كان !
ان تلمس الامتعاض الشعبي العراقي في الداخل والخارج من حكم هؤلاء الفسدة الذين يحتمون بالوجود الاحتلالي الذي يحاول ان يجعلهم متوافقين على حصصهم بدون تجاوزات من بعضهم على الاخر لضمان الحد الادنى من التوازن بينهم ، ليس بالامر الصعب فالاغلبية العظمى ناقمة وهي تتحين الفرص للتعبير عن نفسها في الاعلام وفي التظاهر وفي المواجهات المقاومة ، وفي السخرية من الشعارات البراقة المتداولة ، واخيرا في مقاطعة الانتخابات التي ليس لها معنى حقيقي وسط دوامة الفساد الدائرة ففي الانتخابات الاخيرة كانت النسبة العامة للمشاركين في التصويت لم تتعدى 31 % من الذين يحق لهم التصويت ، اضافة لاستخدام الصوت كسلاح انتقام من الاكثر سوءا من الاسماء المتداولة وانجاح القلة القليلة من الاسماء الوطنية النزيهة المحجمة من قبل القوى المتنفذة في السلطة الطائفية والعنصرية ، الفسدة يقربون نهايتهم بايديهم ، فكلما وسعوا دوائر فسادهم كلما ضاقت الاحوال بالاهالي واقتربت ساعة وثبتهم الشاملة للخلاص منه ومن رموزه !







#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمو بابا آية حقيقية من آيات العراق !
- أوباما يريد ان يسترعرض المنتهكين العراقيين فمنع نشر الصور !!
- في مصر وصفات جاهزة لمنع الحمل الثوري !
- مستقبل حالك ينتظر العراق المكتوب يقرأ من عيون اطفاله !
- موت أحمر !
- الاحتلال واليسارالانتهازي في العراق !
- الم تر كيف فعل اصحاب الفيل والحمار بالعراق والعالم ؟
- الثورات التي تآكل نفسها بنفسها!
- انفلونزا جنون البشر!
- بشتاشان جريمة بلا عقاب !
- عمال بلا معامل !
- ما هي المسألة الاساسية في - الماركسية - ؟
- اوروبا احرقت اليهود وارسلت من تبقى منهم لاحراق الشرق الاوسط ...
- لصوص وكلاب !
- قراءة نقدية لمواقف الحزب الشيوعي العراقي حول موضوعة المناطق ...
- الحوار المتمدن ومستلزماته الضرورية !
- 14 نيسان يوم السباع !
- 9 نيسان يوم مهان !
- السياسيون لا يكذبون في واحد نيسان !
- عزيز محمد سيرة متفردة بالتثبت في الموقع !


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - الرؤوس الفاسدة التي تحكم العراق لا تزيده الا فسادا وانقساما !