أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحداد - قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة ج 2















المزيد.....

قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة ج 2


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 2675 - 2009 / 6 / 12 - 09:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجزء الثاني
كنا قد ذكرنا بجزئنا السابق مقدمة خطاب الرئيس أوباما ، وهنا سنكمل بقية المقدمة مع بعض النقاط السبعة التي عرج عليها أوباما ، حيث قال التالي :
أعلم كذلك أن الاسلام كان دائما جزءا لا يتجزأ من قصة أمريكا حيث كان المغرب هو أول بلد اعترف بالولايات المتحدة الأمريكية وبمناسبة قيام الرئيس الأمريكي الثاني جون أدامس عام 1796 بالتوقيع على معاهدة طرابلس فقد كتب ذلك الرئيس أن "الولايات المتحدة لا تكن أي نوع من العداوة تجاه قوانين أو ديانة المسلمين أو حتى راحتهم . انتهى النقل .
بداية جيدة واعتراف جميل .
بعدها جاء التالي :
منذ عصر تأسيس بلدنا ساهم المسلمون الأمريكان في اثراء الولايات المتحدة لقد قاتلوا في حروبنا وخدموا في المناصب الحكومية ودافعوا عن الحقوق المدنية وأسسوا المؤسسات التجارية كما قاموا بالتدريس في جامعاتنا وتفوقوا في الملاعب الرياضية وفازوا بجوائز نوبل وبنوا أكثر عماراتنا ارتفاعا وأشعلوا الشعلة الاولمبية وعندما تم أخيرا انتخاب أول مسلم أمريكي الى الكونغرس فقام ذلك النائب بأداء اليمين الدستورية مستخدما في ذلك نفس النسخة من القران الكريم التي احتفظ بها أحد ابائنا المؤسسين توماس جيفرسون في مكتبته الخاصة. انتهى النقل .
وكذلك ثناء جميل وإطراء لبق .
وقال بعدها :
انني اذن تعرفت على الاسلام في قارات ثلاث قبل مجيئي الى المنطقة التي نشأ فيها الاسلام. ومن منطلق تجربتي الشخصية استمد اعتقادي بأن الشراكة بين أمريكا والاسلام يجب أن تستند الى حقيقة الاسلام وليس الى ما هو غير اسلامي وأرى في ذلك جزءا من مسؤوليتي كرئيس للولايات المتحدة حتى أتصدى للصور النمطية السلبية عن الاسلام أينما ظهرت. لكن نفس المبدأ يجب أن ينطبق على صورة أمريكا لدى الاخرين ومثلما لا تنطبق على المسلمين الصورة النمطية البدائية فان الصورة النمطية البدائية للامبراطورية التي لا تهتم الا بمصالح نفسها لا تنطبق على أمريكا وكانت الولايات المتحدة أحد أكبر المناهل للتقدم عبر تاريخ العالم وقمنا من ثورة ضد احدى الامبراطوريات وأسست دولتنا على أساس مثال مفاده أن جميع البشر قد خلقوا سواسية كما سالت دماؤنا في الصراعات عبر القرون لاضفاء المعنى على هذه الكلمات بداخل حدودنا وفي مختلف أرجاء العالم وقد ساهمت كافة الثقافات من كل أنحاء الكرة الارضية في تكويننا تكريسا لمفهوم بالغ البساطة باللغة اللاتينية من الكثير واحد. انتهى النقل .
فيقول الرئيس : أن الشراكة بين أمريكا والإسلام يجب أن تستند إلى حقيقة الإسلام وليس إلى ما هو غير إسلامي ؟!!
كيف يكون ذلك بالله عليك يا سيادة الرئيس ، فهل ستغير قيم أمريكا الليبرالية لتستند إلى حقيقة الإسلام ؟ وعن أي حقيقة إسلامية تتحدث ؟ هل تعتبر تفسيرات السلفية هي الحقيقة الإسلامية ، أم كتابات أبن تيمية !! ، أم ولاية الفقيه الخمينية !!
وأي إسلام ستعتبره الإسلام الحقيقي ، وأيها سيكون الباطل سيادة الرئيس ؟
أم تريد إسلام بمقياس جديد يوائم بينها كلها ؟!!!
ثم كيف ستجعل أمريكا تغير أسس شراكتها والتي أقامت الكثير منها مع دول حول العالم اعتمادا عليها ، لتقيم أسس جديدة للشراكة مع العالم الإسلامي ؟ فهل ستغير أمريكا يا سيادة الرئيس لترضي العالم الإسلامي ؟ أم ما بنيتك فعله ؟
ولكنه أصاب بالقول أنه سيتصدى للصور النمطية السلبية عن الإسلام ، عساه ينجح بمسعاه ، وعسى أن يكف المسلمون عن تشويه دينهم وأنفسهم بممارسات لا تمت لا للدين ولا للعصر وقيمه .
ثم عاد وربط الصورة السلبية الإسلامية بالصورة السلبية عن الإمبراطورية الأمريكية بنظرها فقط لمصالحها ، وهنا أصاب نوعا ما وأخطأ بنوعية الأمثلة المعطاة للدلالة على سلبية النظرة لأمريكا ، فقد أصاب عندما قال أن الولايات المتحدة أحد أكبر المناهل للتقدم عبر تأريخ العالم ، وأخطأ بإعطاء الثورة الأمريكية ضد الإمبراطورية البريطانية حجما أكبر مما هي عليه كأي ثورة لشعب ضد محتل ، فالثورة الأمريكية لم ولن تكون مؤثرة بالفكر البشري عامة كالثورة الفرنسية مثلا ، والتي جاءت بقيم يدين لها جميع البشر في المعمورة بالعصر الحديث .
كما أخطأ باعتبار أن دماء الأمريكيين المسالة بخارج البلاد هي من أجل نشر القيم الأمريكية ، بل أن أكثر الدماء ذهبت من أجل المصالح ولم تكن من أجل القيم ، فربما تلونت بشعارات الحرية والتحرر ، ولكنها كانت تبطن مصالح وأحلام سيطرة أكثر مما هي من أجل أهداف سامية نبيلة ، ونظرة سريعة لتأريخ التدخلات الأمريكية من بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وبدأ من حرب الكوريتين والى يومنا الحاضر يعطينا فكرة عامة عن مدى صحة أو خطأ ادعاء الرئيس .
نعود للخطاب ، حيث يقول بعدها التالي :
لقد تم تعليق أهمية كبيرة على امكانية انتخاب شخص من أصل أمريكي افريقي يدعى باراك حسين أوباما الى منصب الرئيس ولكن قصتي الشخصية ليست فريدة الى هذا الحد ولم يتحقق حلم الفرص المتاحة للجميع بالنسبة لكل فرد في أمريكا ولكن الوعد هو قائم بالنسبة لجميع من يصل الى شواطئنا ويشمل ذلك ما يضاهي سبعة ملايين من المسلمين الأمريكان في بلدنا اليوم ويحظى المسلمون الأمريكان بدخل ومستوى للتعليم يعتبران أعلى مما يحظى به معدل السكان. انتهى النقل .
نعم وصول شخص من أصل أمريكي أفريقي لمنصب الرئيس لهو حالة فريدة ، فمن كان يحلم بستينات القرن الماضي عندما كان السود يناضلون من أجل الحقوق المدنية أن يصل واحدا من أبنائهم لأرفع منصب بالدولة ، فتحقق ما تمناه مارتن لوثر كنك عندما قال : لدي حلم .
يعود بعدها ليقول :
علاوة على ذلك لا يمكن فصل الحرية في أمريكا عن حرية اقامة الشعائر الدينية كما أن ذلك السبب وراء وجود مسجد في كل ولاية من الولايات المتحدة ووجود أكثر من 1200 مسجد داخل حدودنا وأيضا السبب وراء خوض الحكومة الأمريكية اجراءات المقاضاة من أجل صون حق النساء والفتيات في ارتداء الحجاب ومعاقبة من يتجرأ على حرمانهن من ذلك الحق. ليس هناك أي شك من أن الاسلام هو جزء لا يتجزأ من أمريكا وأعتقد أن أمريكا تمثل التطلعات المشتركة بيننا جميعا بغض النظر عن العرق أو الديانة أو المكانة الاجتماعية ألا وهي تطلعات العيش في ظل السلام والامن والحصول على التعليم والعمل بكرامة والتعبير عن المحبة التي نكنها لعائلاتنا ومجتمعاتنا وكذلك لربنا هذه هي قواسمنا المشتركة وهي تمثل أيضا امال البشرية جمعاء . انتهى النقل .
وهنا نجد أشارة ذكية من أوباما حول ربط الحرية في أمريكا بحرية إقامة الشعائر الدينية ، فهو هنا ضرب على وتر حساس لدى المسلمين ، ألا وهي مطالبتهم بأن تطلق الحرية كاملة للمسلمين بممارسة شعائرهم ، ومنها لبس الحجاب . كذا تركيزه على قيمة المساواة بغض النظر على العرق أو الدين أو المكانة الاجتماعية .
ثم أتى لفقرة تحديات مشتركة ، حيث قال :
يمثل ادراك أوجه الانسانية المشتركة فيما بيننا بطبيعة الحال مجرد البداية لمهمتنا ان الكلمات لوحدها لا تستطيع سد احتياجات شعوبنا ولن نسد هذه الاحتياجات الا اذا عملنا بشجاعة على مدى السنين القادمة واذا أدركنا حقيقة أن التحديات التي نواجهها هي تحديات مشتركة واذا أخفقنا في التصدي لها سوف يلحق ذلك الاذى بنا جميعا. لقد تعلمنا من تجاربنا الاخيرة ما يحدث من الحاق الضرر بالرفاهية في كل مكان اذا ضعف النظام المالي في بلد واحد واذا أصيب شخص واحد بالانفلونزا فيعرض ذلك الجميع للخطر واذا سعى بلد واحد وراء امتلاك السلاح النووي فيزداد خطر وقوع هجوم نووي بالنسبة لكل الدول وعندما يمارس المتطرفون العنف في منطقة جبلية واحدة يعرض ذلك الناس من وراء البحار للخطر وعندما يتم ذبح الابرياء في دارفور والبوسنة يسبب ذلك وصمة في ضميرنا المشترك هذا هو معنى التشارك في هذا العالم بالقرن الحادي والعشرين وهذه هي المسؤولية التي يتحملها كل منا تجاه الاخر كأبناء البشرية. انتهى النقل .
هذه الفقرة تمثل تلخيص كامل لما يطلبه أوباما من الجميع ، ويتلخص بالتالي
1. الكلمات لوحدها لا تسد الاحتياجات .
2. تسد الاحتياجات بالعمل بشجاعة .
3. التحديات التي نواجهها هي تحديات مشتركة .
4. الإخفاق يؤدي إلى إلحاق الضرر بالجميع .
5. وأن العالم قرية واحدة ، يؤثر كل واحد بالآخر ويتأثر به .
6. المسؤولية مشتركة على كل منا تجاه الآخر .
ثم يقول التالي :
انها مسؤولية تصعب مباشرتها وكان تاريخ البشرية في كثير من الاحيان بمثابة سجل من الشعوب والقبائل التي قمعت بعضها البعض لخدمة تحقيق مصلحتها الخاصة ولكن في عصرنا الحديث تؤدي مثل هذه التوجهات الى الحاق الهزيمة بالنفس ونظرا الى الاعتماد الدولي المتبادل فأي نظام عالمي يعلي شعبا أو مجموعة من البشر فوق غيرهم سوف يبوء بالفشل لا محالة وبغض النظر عن أفكارنا حول أحداث الماضي فلا يجب أن نصبح أبدا سجناء لاحداث قد مضت انما يجب معالجة مشاكلنا بواسطة الشراكة كما يجب أن نحقق التقدم بصفة مشتركة. لا يعني ذلك بالنسبة لنا أن نفضل التغاضي عن مصادر التوتر وفي الحقيقة فان العكس هو الارجح يجب علينا مجابهة هذه التوترات بصفة مفتوحة واسمحوا لي انطلاقا من هذه الروح أن أتطرق بمنتهى الصراحة وأكبر قدر ممكن من البساطة الى بعض الامور المحددة التي أعتقد أنه يتعين علينا مواجهتها في نهاية المطاف بجهد مشترك. انتهى النقل .
وهنا فقرة جد ذكية ، يمكن اعتبارها إستراتيجية عمل مشترك ، حيث يبدأها بسرد تأريخي بسيط ، ليصل لنتيجة رائعة تتلخص بالتالي :
1. أي نظام عالمي يعلي من شأن شعب أو مجموعة من البشر فوق غيرهم سوف يبوء بالفشل .
2. لا يجب أن نصبح سجناء للماضي .
3. معالجة المشاكل بالمشاركة .
4. المشاركة بتحقيق التقدم .
5. عدم التغاضي عن مصادر التوتر .
6. مجابهة التوترات بصورة مفتوحة .
انتهى الجزء الثاني .
محمد الحداد
11 . 06 . 2009



#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة
- اعترافات البغدادي تشمل سوريا ، مصر والسعودية
- من الشمولية الى الديمقراطية – الجزء الثاني
- من الشمولية إلى الديمقراطية
- الإرهاب من منظور ليبرالي – الحلقة الأولى
- أدياننا ومعتقداتنا في العراق - الجزء الثاني
- أدياننا ومعتقداتنا في العراق
- الطقس الديني وسيلة لغسل الدماغ الجمعي ، الليبرالية - الجزء ا ...
- التترس والدماء الرخيصة
- أحمد السيد عبد السلام الشافعي ...والثور الأبيض
- عادل إمام و النصر
- الليبرالية - الجزء الثاني
- كتل كونكريتية وكتل سياسية
- اللّيبرالية - الجزء الأول
- الليبرالية – الجزء الرابع
- الليبرالية ...الجزء الثالث فصل الدين عن الدولة
- الشعب في غزة بين كماشتي مٌجرِمَي الحرب ... إسرائيل وحماس
- غزة ... الضفة ... وصراع السلطة
- الماسونية
- نموذج جديد من أجل بناء الدولة لمواطني العراق


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحداد - قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة ج 2