أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باسم محمد حبيب - معركة التاميل والجانب الإنساني














المزيد.....

معركة التاميل والجانب الإنساني


باسم محمد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2657 - 2009 / 5 / 25 - 08:10
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



تتدفق الأخبار هذه الأيام من ارض التاميل السريلانكية لتنقل لنا نتائج المعارك بين نمور التاميل والجيش السريلانكي فلأول مرة منذ بدا التمرد التاميلي قبل أربعين سنة يتحول ميزان القوى لصالح الجيش السريلانكي وتغدوا معاقل التاميل صيدا سهلا لمشاته والياته .
وإذا أردنا أن نفسر سر هذا الانتصار الكاسح أو على الأقل هذا التوقيت المحدد للحملة السريلانكية فلا نعزل ذلك عن الأوضاع في عموم شبه القارة الهندية وبشكل خاص في باكستان التي تشهد هي الأخرى معارك قاسية بين الجيش وجماعة طالبان وليس ببعيد أن يكون لتمرد طالبان أثره الكبير في دفع الحكومة السريلانكية للقيام بهذه المغامرة المكلفة فهناك تزامن واضح بين هذه الأحداث والحملة الباكستانية - الأميركية ضد مسلحي طالبان في منطقة القبائل شديدة الوعورة وحتى لو لم يكن هناك تنسيق مباشر بين الدولتين بشان الخطر الذي يواجهه كل منهما فهناك ما يشبه الشعور المشترك بان استفحال أيا من هاتين الأزمتين ربما ينعكس بتأثيره على الأزمة الأخرى رغم الاختلاف الكبير في الدين والايدولوجيا بل وحتى الأهداف بين نمور التاميل وحركة طالبان ففي حين تسعى حركة طالبان لتأسيس نظام إسلامي في باكستان يسعى نمور التاميل إلى تحقيق الاستقلال عن سريلانكا وإنشاء دولة تاميلية مستقلة أما الجانب الدولي فليس ببعيد أن يكون له تأثير في مجرى الأحداث وفي هذا التحول الدراماتيكي لاسيما وبشكل خاص موقف العملاق الهندي من الأزمة فبعد أن كانت الهند واقفة وعلى مدى عقود عديدة على مسافة بعيدة من هذه الحرب الطاحنة تحول الموقف الهندي ومعه الموقف الدولي فجأة لصالح دعم جهود الحكومة السريلانكية وكان عهدا مترنيخيا ( نسبة إلى رئيس وزراء النمسا مترنيخ ) قد حل ليحل محل الحركات الثورية والكفاحية التي تطالب بحقوق ما ولهذا الأمر أسبابه التي لا تبتعد كثيرا عن استفحال الخطر الإرهابي والرغبة الدولية في التفرغ لمحاربته .
ورغم أن هدف السلام قد يتطلب أحيانا بعض الشدة لتكريسه إلا أن علينا أن نلتفت إلى الجانب المأساوي من هذه الأزمة فمما لاشك فيه كان للحملة السريلانكية تأثيرها العنيف على ظروف السكان واستقرارهم بحيث دفعت بعضهم إلى الهروب واللجوء إلى الجوار فالصور التي تبثها وسائل الإعلام عن تفاصيل هذه الكارثة الإنسانية تثير بالتأكيد مشاعرنا التي تتحسس هذه القضايا كجزء من شاننا الخاص فكل دمعة طفل وصرخة أم ثكلى هي مثل نداء يخترق الروح والجسد ليؤشر على وجداننا المتحد وروابطنا المشتركة ولابد أن تثير فينا هذه الأحداث الحمية والتساؤل فلأول مرة نشهد مثل هذا الصمت الدولي إذ لم يصمت العالم على كارثة إنسانية كما يفعل الآن ولم يحصل أن تحولت أزمة بهذه الدرجة من الخطورة إلى مجرد مادة إخبارية دسمة ومع أننا لا ننكر الجهود التي بذلتها بعض الجهات والمنظمات الدولية إلا أن ما يحسب على هذه الجهود أنها كانت بسيطة ومشتتة الأمر الذي يشير إلى وجود حالة من الخلل في التعاطي مع هذه المسائل الخطرة ما ينذر ب تقلص أو انحسار العمل الإنساني وتراجع الاهتمام بالقضايا الإنسانية .
إن أهم سبب لذلك فربما ينبع من ازدهار الاتجاه اليميني في الفكر السياسي واستفحال الخطر الإرهابي الذي وضع العالم على شفى فتنة كبرى بعد أن شعر الغرب أن الإرهابيون عازمون على ممارسة كل أشكال العنف ضدهم ليبدأ هؤلاء بالحذر ويعملوا على استعادة ماضيهم في مواجهة تسيد التيارات المتطرفة وخروج العنف من عقاله وهو أمر قد يعني من بين ما يعنيه أننا مشرفون على نزاعات شوفينية مقيتة قد تؤدي إلى فقداننا إنسانيتنا وتآخينا اللذان يجب أن نحرص عليهما كل الحرص حتى نكون أمينين على هذه الرابطة التي تجمعنا معا .



#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الساكت عن الفساد شيطان اخرس
- من اجل مركز وطني لتوثيق معاناة العراقيين واضرارهم
- التدين والنبوة من منظور تاريخي
- ما حجم المسكوت عنه في واقعة السقيفة ؟
- هل تضررت ولم تحصل على تعويض ؟
- آثار حضارة وادي الرافدين بحاجة إلى حماية دولية
- ضوابط دولية لتدريس مادة الدين
- المسؤول العراقي أول من يستفيد وأخر من يضحي
- الديمقراطية في العراق مطلب تاريخي
- الدين في ذمة السياسة
- اختلافنا مع المثليين لايعني قبولنا بما يقع عليهم من عنف
- نوبل حلم عراقي كبير
- أول نشاط ناجح في تاريخ حقوق الإنسان
- مسئولون يتمتعون بالامتيازات الكبيرة ومواطنون يتضورون جوعا
- البراءة من الإرهاب
- السيد رئيس الوزراء اضرب ضربة وطنية والغي الامتيازات
- على الحكومة أن تستفتي الشعب بشان الرواتب والامتيازات الخيالي ...
- ما جرى في حلبجة يعنينا جميعا
- أسطورة الأمة العربية
- الجهود الفردية لاتكفي لهزيمة الإرهاب


المزيد.....




- نقطة حوار: هل تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟
- إسرائيل تتأهل إلى نهائي مسابقة يوروفيجن الأوروبية رغم احتجاج ...
- شاهد: فاجعة في سان بطرسبرغ.. حافلة تسقط من جسر إلى نهر وتخلف ...
- المساعدات الأوروبية للبنان .. -رشوة- لصد الهجرة قد تُحدث الع ...
- بوتين يوقع مرسوما بتعيين ميخائيل ميشوستين رئيسا للحكومة الرو ...
- -صليات من الكاتيوشا وهجومات بأسلحة متنوعة-.. -حزب الله- اللب ...
- بالفيديو.. -القسام- تستهدف جنود وآليات الجيش الإسرائيلي شرقي ...
- سوريا..تصفية إرهابي من -داعش- حاول تفجير نفسه والقبض على آخر ...
- حماس: في ضوء رفض نتنياهو ورقة الوسطاء والهجوم على رفح سيتم إ ...
- كتائب القسام تقصف مجددا مدينة بئر السبع بعدد من الصواريخ


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باسم محمد حبيب - معركة التاميل والجانب الإنساني