أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -جمود تفاوضي- حتى نهاية العام الحالي!














المزيد.....

-جمود تفاوضي- حتى نهاية العام الحالي!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2652 - 2009 / 5 / 20 - 08:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


كلاهما فشل في أن يُقْنِع الآخر بأنَّ له مصلحة حقيقية في أن يوافقه وجهة نظره، فلا نتنياهو أقنع أوباما بأنَّ القيام بعمل فوري وعاجل (عسكري بالضرورة) لجعل إيران عاجزة موضوعياً عن صنع وامتلاك قنبلة نووية هو الطريق إلى "السلام"، أو ما يُزيل "عقبة كبرى" من هذه الطريق، ولا أوباما أقنع نتنياهو بأنَّ إسرائيل يمكنها، وينبغي لها، أن تساهِم في منع إيران من التحوُّل إلى "قوَّة نووية عسكرية" عَبْر قبول حكومتها، الآن، "حلَّ الدولتين"، فـ "الآن"، على ما أوضح الرئيس أوباما لضيفه الإسرائيلي ثقيل الظل السياسي، هي زمن "الفرصة التاريخية" لجعل "السلام" حقيقة واقعة.

لقد حدَّث نتنياهو مضيفه عن المخاطر المترتِّبة حتماً على السماح لإيران بالمضي قُدُماً في عملية تخصيبها لليورانيوم وكأنَّه العليم بما يجهله المضيف، فإيران "التي باتت قاب قوسين أو أدنى من صنع القنبلة النووية" هي، على ما يعلمه نتنياهو وحده، ليست بخطرٍ على وجود دولة إسرائيل فحسب، وإنَّما على "الدول العربية المعتدلة"، وعلى المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة في كل مكان.

نتنياهو، في سعيه إلى "توعية" الرئيس أوباما بمخاطر البرنامج النووي على الولايات المتحدة نفسها، أي على مصالحها في أنحاء العالم، برز في ثياب الصديق الصدوق، والناصح النصوح؛ أمَّا في حديثه عن مخاطر إيران وبرنامجها هذا على "الدول العربية المعتدلة" فبدا متقمِّصاً لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، وكأنَّ "العرب المعتدلين" فوضُّوه في أن يشرح لمضيفه معاناتهم وخوفهم وقلقهم.

وأحسبُ أنَّ بعضهم قد حاول أن يشجِّع نتنياهو على أن يكف عن ركوب رأسه، وأن يركب معهم مركب السلام، فعبَّر له عن قلقه من إيران، وكأنَّ التشارُك في هذا القلق يمكن أن يخلق شريكاً إسرائيلياً لهم في حُبِّ السلام والسعي إليه؛ فما كان من هذا الخبيث الإسرائيلي إلاَّ أن طفق يتحدَّث عن توافق إسرائيل والعرب ضدَّ إيران، وكأنَّ "درء مخاطرها عن الطرفين" هو مهمتهما المشترَكة الآنية.

وكاد نتنياهو، بعدما فشل في أن يُقْنِع أوباما بوجهة نظره، أن يتَّهم سيِّد البيت الأبيض الجديد بأنَّه، إذا ما ظلَّ على سياسته الحالية تجاه طهران، يمكن أن يدخل التاريخ بصفة كونه المسؤول عن تمكين إيران من حيازة السلاح النووي، فهو، في التصريحات التي أدلى بها بعد محادثاته مع أوباما، أعرب عن قلقه من أنَّ سياسة البيت الأبيض الجديدة حيال طهران قد تمنحها الوقت لصنع قنبلة نووية.

لم يستطع نتنياهو أن يُقْنِع الرئيس أوباما بضرورة وأهمية أن يتخلَّى الآن عن تلك السياسة، وأن يضرب صفحاً عن الحوار مع طهران، فدعاه إلى اختصار مدة هذا الحوار، وجعلها لا تزيد عن بضعة شهور، على أن توقِف إيران في خلال ذلك كل نشاطها النووي.

وجاء ردُّ أوباما على النحو الآتي: سنبدأ الحوار مع طهران بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وسنقوم بتقويم النتائج، واستخلاص الدروس، في نهاية العام الجاري، فنحن لن نحاور طهران إلى الأبد، ولسوف نشدِّد العقوبات ضدَّها إذا ما تبيَّن، بعد نهاية العام الجاري، أنَّ الحوار معها لم يكن مجدياً.

وإلى أن ينتهي هذا العام، ويقوِّم أوباما نتائج الحوار مع طهران، ينبغي لحكومة نتنياهو أن تلتزم عدم القيام بأي عمل عسكري ضد إيران يفاجئ الولايات المتحدة.

وهذا إنَّما يعني بالنسبة إلى نتنياهو أنَّ فترة الحوار بين واشنطن وطهران يجب أن تكون فترة جمود تفاوضي مع الفلسطينيين، أي أنَّه سيظل مستمسكاً بتلك المواقف التي تمنع بدء مفاوضات حقيقية مع الفلسطينيين إلى أن ينتهي العام الحالي، ويقوِّم هو تقويم الرئيس أوباما لنتائج الحوار مع طهران.

ويخشى رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يأتي تقويم الرئيس أوباما لنتائج الحوار مع إيران، التي لم تتوقف عن تخصيب اليورانيوم، بما يشجِّع الولايات المتحدة على المضي قُدُماً في هذا الحوار، فيستمر الحوار بين الطرفين في العام المقبل أيضاً؛ كما يخشى أن يتمخَّض عن هذا التقويم، إذا ما جاء سلبياً، تشديد العقوبات ضدَّ إيران بدلاً من اللجوء إلى الخيار العسكري ضدَّها.

أمَّا الخشية الثالثة لنتنياهو فهي خشيته من عواقب أن تنفرد إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران في خلال السنة الحالية، أو بعد انتهاء أوباما من تقويمه، الإيجابي أو السلبي، لنتائج الحوار مع طهران.

ويَعْلَم نتنياهو أنَّ "الخبر الجيِّد الوحيد" الذي يمكن أن يتناهى إلى سمعه، بعد انتهاء الحوار بين واشنطن وطهران إلى "اتِّفاق على تبادل المصالح"، هو أنَّ الولايات المتحدة قد أقرَّت بحق إيران في تخصيب اليورانيوم في مقابل حصولها على ضمانات بعدم صنع الإيرانيين لأسلحة نووية مع أنَّهم أصبحوا، من الوجهة التقنية، قادرين على ذلك، فإيران، وليست إسرائيل، هي التي تحتاج إليها إدارة الرئيس أوباما في أفغانستان والعراق على وجه الخصوص.

ولا شكَّ في أنَّ ورقة الضغط الكبرى التي يملكها نتنياهو الآن في سعيه إلى أن يكون طرفاً مؤثِّراً في الحوار بين واشنطن وطهران، وفي نتائجه، هي أن يبدي مزيداً من التشدُّد في رفضه خيار "حل الدولتين".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ساعة الحقيقة- في البيت الأبيض!
- السياسة في فضائها المنحني!
- عندما نتبادل مع إسرائيل القلق من إيران!
- لعبة ضارة تدعى -التدليس اللغوي-!
- مُثَلَّث أوباما!
- -عباريم- تَحُدُّه -الأوهام- غرباً و-الحقائق- شرقاً!
- ردٌّ من جواد البشيتي على ما نُشِر من تعليقات على مقالته -ويس ...
- ويسألونكَ عن -الجاذبية-..!
- أغْمَضوا أعينهم فرأوا -غموض- نتنياهو!
- ثقافة -الانحطاط الثقافي-!
- صحافتنا مصابة ب -أنفلونزا الرقابة الذاتية-!
- -أنفلونزا الخنازير- أم -أنفلونزا الرأسمالية-؟!
- -الشيزوفرينيا السياسية الفلسطينية-.. داء أم دواء؟!
- قنبلة صوتية من نوع -سيداو-!
- في فِقْه -السلام الاقتصادي-!
- نتنياهو في منتصف الطريق بين -لا- و-نعم-!
- حتى لا يتحوَّل العرب إلى -أقلية قومية-!
- شرط نتنياهو لقبول -حل الدولتين-!
- اكتشاف فلكي يُزَلْزِل -العقل السليم-!
- هذا -الإفراط القانوني- في تنظيم -حرِّية الصحافة-!


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -جمود تفاوضي- حتى نهاية العام الحالي!