أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - المغرب كان محصَّنا ضد المشرقيات وعليه أن يبقى














المزيد.....

المغرب كان محصَّنا ضد المشرقيات وعليه أن يبقى


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2641 - 2009 / 5 / 9 - 09:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد تميزت الشخصية المغربية بمحافظتها على تفرد هويتها وغناها على مر العصور . لهذا حافظ المغرب دوما على تميزه واستقلاله عن المشرق العربي على المستوى السياسي ، الفقهي ، الفلسفي وغيرها من المجالات . وإذا كانت الحسابات السياسية السابقة للملك الراحل الحسن الثاني قد أثبتت فشلها لكونها عملت على استنبات المذهب الوهابي ودعم شيوخه وجمعياته والمراهنة عليهم في التصدي للإيديولوجيات المناهضة للنظام ، فإن الإستراتيجية الحالية المنتهجة من قبل الملك محمد السادس تتوخى إصلاح ما فسد في مجال تدبير الحقل الديني قصد تنظيمه وتحصينه من الاختراقات المذهبية التي حولت المغرب إلى مرتع لإيديولوجيا التطرف الديني . وتأتي الإستراتيجية الحالية للملك نابعة من وعي جلالته أن الأمن الروحي الذي هو أساس أمن المغرب واستقراره ، لا يتحقق إلا بتعزيز الاستقلال المذهبي للمغرب المالكي وتحصينه ضد التيارات الوافدة من المشرق العربي أيا كانت طبيعتها . وفي هذا الإطار يذكر خطاب العرش لسنة 2003 بمقومات الشخصية المغربية وهويتها كالتالي ( فمنذ أربعة عشر قرنا ارتضى المغاربة الإسلام دينا لهم لقيامه على الوسطية والتسامح وتكريم الإنسان والتعايش مع الغير ونبذ العدوان والتطرف والزعامة باسم الدين. وفي ضوء هذه التعاليم السمحة شيد أسلافنا حضارة إسلامية ودولة مغربية مستقلة عن الخلافة المشرقية متميزة بالعمل في ظل وحدة إمارة المؤمنين وبالسماحة الدينية وبوحدة المذهب المالكي. فقد تمسك المغاربة على الدوام بقواعد المذهب المالكي المتسم بالمرونة في الأخذ بمقاصد الشريعة والانفتاح على الواقع وعملوا على إغنائه باجتهاداتهم، مؤكدين ملاءمة اعتداله لروح الشخصية المغربية المتفاعلة مع الثقافات والحضارات. فهل الشعب المغربي القوي بوحدته المذهبية الدينية وبأصالته الحضارية بحاجة اليوم إلى استيراد مذاهب دينية أجنبية عن تقاليده..إننا لن نقبل ذلك لان هذه المذاهب منافية للهوية المغربية المتميزة). بالتأكيد أن وحدة المذهب لا تمنع المغاربة من الانفتاح على المذاهب الأخرى في مجال الاجتهاد لما ينفع المجتمع وينسجم مع تطوره . وهكذا كان الأمر عند وضع بنود مدونة الأسرة حيث تم الانفتاح على المذهب الحنفي فيما يتعلق بولاية المرأة على نفسها في الزواج . فالمغاربة لا يُكفّرون أتباع المذاهب الأخرى ولا يسفهون عقائدهم ، حتى وإن تعلق الأمر بالمذهب الشيعي /الجعفري الذي تتصدى الدولة حاليا لاختراقاته . بل بقدر ما نحترم باقي المذاهب بقدر ما نتمسك بالمذهب المالكي حفاظا على تماسك المجتمع واستقرار الوطن ومنعا للطائفية وما يرتبط بها من فتن . لكن حرص المغاربة على الاستقلال عن المشرق لم يقتصر على الجانب المذهبي ، وإنما شمل كل مناحي الحياة الفكرية والسياسية والاجتماعية لدرجة ، كما قال الأستاذ محمد العربي المساري ( إن المغاربة عموما مهما شطت بهم الاختلافات ، مصيرهم هو الانصهار في بوتقة مغربية . نحن أول انفصال في الإمبراطورية الإسلامية ، مثل الأندلسيين . ومنذ ذلك الوقت تميزت الصومعة المغربية ، بأنها مربعة الأضلاع وليس لولبية مثل المآذن الشرقية ، وتميزنا بالخط المغربي ، وبأسلوبنا في الموسيقى ، والمعمار ، والتصوف ، وبتفضيلنا لقراءة ورش . وهذه أمور لا تحدث صدفة ... وفي فترة النضال الوطني ملأت الحركة الوطنية المجال كله ، ولم تترك فسحة لفكر الإخوان المسلمين ، ولا للبعث ولا للناصرية ، لأن المغرب عالم قائم بذاته . واعتنقت الحركة الوطنية العروبة ولكن ليس كعرق بل كثقافة)(ص 44 مواجهات بين الإسلاميين والعلمانيين بالمغرب ) . من هنا يتوجب على كل الدوائر الحكومية والفاعلين السياسيين والحقوقيين والإعلاميين والفقهاء بذل الجهد لمواجهة ثقافة الكراهية والموت التي ينشرها التيار الوهابي بجناحيه السلفي التكفيري والسلفي التفجيري . ذلك أن المواجهة الأمنية ، رغم فاعليتها ، لا تكفي لأنها تظل تتعامل مع النتائج ، أي مع العناصر التي انتقلت إلى التخطيط للفعل الإجرامي بعدما تشبعت بثقافة القتل والتكفير . أما جذور الإرهاب فتكمن في العقائد الهدامة التي ما إن انتشرت في مجتمع ما إلا وأدخلته في حرب داخلية لا يعرف بعدها طعم الاستقرار . لذا فإن أولى الخطوات لمواجهة التطرف والإرهاب هي دعم جهود الدولة في التصدي للخلايا الإرهابية وغيرها من الأنشطة الهدامة التي تتوخى إفساد ضمائر المواطنين ومنظومة القيم التي تأسس عليها المجتمع المغربي مثلما تفعله جمعيات التيار السلفي الوهابي تحت ستار "دور القرآن"؛ ولا يمكن بأي حال من الأحوال تعريض أمن المواطنين واستقرار الوطن للخطر تحت أي مبرر . ذلك أن السماح للتيار الوهابي بنشر عقائده وسط الأطفال والنساء الذين يترددون على "دور القرآن" بالآلاف لهو ضربة قاصمة للمشروع المجتمعي الحداثي الذي يتبناه الملك وكل القوى الديمقراطية ونسف للجهود المبذولة لتحقيق التنمية البشرية التي أطلق الملك مبادرتها ، فضلا عن المس بالأمن الروحي للمغاربة الذي أعاد الملك ، بصفته أمير المؤمنين ، التأكيد على أولويته في الخطاب الذي وجهه إلى أعضاء المجلس العلمي والمجالس المحلية يوم 28/4/2009 حيث جاء فيه ( وإذا كنا قد أعلنا عن حرصنا الدائم والمستمر، في أكثر من مناسبة، على تعزيز الأمن الروحي بمملكتنا، بتحصين عقيدتها، وصيانة وحدتها المذهبية، والذود عن ثوابتها وقيمها; فإننا ما زلنا نؤكد على ضرورة إدماج الخطاب الديني، في صلب المشروع المجتمعي الذي نعمل جادين على إنجازه، لتحقيق التنمية البشرية المنشودة، ورفع تحدياتها واستشراف المستقبل، في ثقة وعزم واطمئنان) . الأمر يقتضي إذن التعامل بالجدية المطلوبة التي عبر عنها ملك البلاد كالتالي) وسنتصدى لمن يروج لأي مذهب دخيل على شعبنا بقوة ما تقتضيه أمانة الحفاظ على الوحدة المذهبية للمغاربة مؤكدين بذلك حرصنا على صيانة اختيارنا لوحدة المذهب المالكي في احترام لمذاهب الغير لان لكل شعب خصوصياته واختياراته (. فهل نرضى للمغرب أن يظل مرتعا لضلالات الوهابية التي باتت مطاردة في موطنها الأصلي ؟ للحديث بقية .





#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا يبقى المغرب حضنا لضلالات الوهابية ومخاطرها .
- الجزائر وهوس الزعامة الإقليمية .
- لوهابية تأكل أبناءها وتحاكم عقائدها .
- أخطار المد الوهابي على وحدة الشعب واستقرار الوطن .
- المد الوهابي والمد الشيعي فكا كماشة واحدة .
- حزب العدالة والتنمية أية مصداقية ؟(2)
- العدالة والتنمية أية مصداقية ؟(1)
- إبداعات فقهية لتكريس شقاء المرأة واستغلالها.
- لتكن إجراءات الدولة شاملة ومستمرة .
- ما أعجز الحكومة عن التخفيف من معاناة المنكوبين !!!
- هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(4)
- هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(3)
- هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(2)
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(1)
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- الحكومة تستعجل الانفجار الاجتماعي .
- ثقافة تبضيع المرأة ونخاستها .
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - المغرب كان محصَّنا ضد المشرقيات وعليه أن يبقى