حسن تويج
الحوار المتمدن-العدد: 2632 - 2009 / 4 / 30 - 09:56
المحور:
الادب والفن
ألقيتُ مرساتي بساحل ِعينيكِ ... وأنزلتُ أشرعة َمراكبي ورميتُ نفسي على شاطئ حبّكِ النديّ ... أرقُبُ زُرقة السماء وأشمُّ النسائم بعمق.
سيّدتي ... جئتُكِ من خلفِ محيطات وحدتي ...وبحار أحزاني ... لأُكمل باقي أيّامي على جُزُر عينيكِ ... لاقتاتُ على النظر إليهما ... ومن قطراتِ سناكِ اروي عطشَ روحي.
سندبادٌ أنا ... أتعبته الأسفار والترحال ... جاءَ ليحطُّ على سواحل ِعينيكِ ... ويرمي من أكتافهِ تعب السنين.
سندبادٌ أنا ... ملَّ غربتهِ ... جاء يبحثُ عن وطن ٍ...عيناكِ وطني وأحضان أمّي ومرابع طفولتي.
سندبادٌ أنا ... وعيناكِ آخرُ رحلةٍ لي ... وعلى مرساتهما سأحرق كل مراكبي ... وأنامُ على رمال ِحُبُّك ِالناعم وأصحو ... لأقِدُّ قميصَ جسدي وجلابيبَ أحزاني لتخرج روحي من جيب جسدي بيضاء نقيّة ... وتحلق عارية ً... حافية ً... راكضةً على سواحل ِعينيك ِ... وتصهلُ كمهرة ٍجامحة ٍتسابق الريح ... لتصل إلى الشمس. جئتك سندبادٌ ... أتعبته المدن ... وعيناك ِآخرُ مدينةٍ سأقيمُ فيها والى الأبد.
هكذا سيّدتي ... سأقضي نهاراتي اجمعُ المحّارات وأنظمهن قلائد وأساور ... وألهو كطفل ٍبين السواحل والسواحل.
سيّدتي ... إذا جنَّ ليلنا ونامتْ الأعين ... سأبوحُ لكِ عن آلامي ... وأوجاعي وسأحكي لكِ عن ليال ٍطوال حوالك.
وسأحكي لكِ عن ضياعاتي ومتاهاتي ... وسأشعلُ روحي قبساً ينير ليلتنا ... أمهليني فواق ناقةٍ ... لأغزل لكِ من خيوط حُبّي ... بمغزل ِأشواقي ... فستاناً أبيضاً كراحتيكِ ... لتكوني ملاكي ... لتكوني شمسي التي لا تغيب.
سيّدتي ... افتحي راحتيكِ ... لأرسم خارطة َأوجاعي... سنابل تمحو سنين عجاف آلمتني.
سيّدتي ... على حقولِ جبينكِ ... سأزرعُ أصابعي ... براعمَ أمل ٍتعبقُ بشذى الحروفِ ... لتتدلّى قصائد وجدٍ وحنين ... وسأقرؤها بعالي الصوت ليسمعها كل العاشقين.
#حسن_تويج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟