أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد العالي الحراك - الدفاع الجزئي عن فئة من فئات الشعب ظاهرة سلبية تديم الطائفية















المزيد.....

الدفاع الجزئي عن فئة من فئات الشعب ظاهرة سلبية تديم الطائفية


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2630 - 2009 / 4 / 28 - 10:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


احدثت الطائفية السياسية في العراق انفجارا هائلا ,قسمت الشعب الى اقوام وطوائف,وشظته الى فئات صغيرة تشعر بالعزلة والغبن,علما ان معظم هذه الفئات تتمتع بوطنية عالية وتنتمي الى احزاب وطنية وعلمانية,لا تعترف بالطائفية,لكنها لم تقف بوجهها بحزم قبل وعند انفجارها,بل شارك بعضها في تحالفاتها وعمليتها السياسية,فساعدت مواقفها هذه على حصول الانقسلم الطائفي وبقاء التشظي,واتخذت اسلوب الدفاع عن الذات بطريقة فئوية بعيدة عن الاهداف الوطنية.
كما لم يكن امرا مفاجئا,ظهورالطائفية السياسية والقومية الانعزالية,بهذا الشكل الواضح والعلني بعد سقوط النظام السابق, حيث سيطرالاحتلال,معتمدا على قوى الاسلام السياسي الطائفية في الفكر والثقافة والسلوك,المتواجدة قياداتها في دول الجوار,والقوى الكردية المستقرة في شمال الوطن ذات الاهداف القومية الانعزالية,ففرضت سيطرتها على المجتمع و الدولة معتمدة على مرجعياتها الدينية والعشائرية,مستبعدة بصورة نهائية الانتماء الوطني,مهمشة الاحزاب والشخصيات السياسية الوطنية العلمانية, واحلت محلها ظاهرة الطائفية السياسية بمختلف اطرافها مؤدلجة في تنظيمات وتحالفات سياسية خطيرة متصارعة بعضها ضد بعض,ومتكالبة ضد الشعب,مهيئة لأشعال حرب اهلية في اية لحظة ومناسبة. كما انعزلت تنظيمات كردية قومية بشعبها ومناطقها وعمقت سهام الطعن في الوطنية,وكسبت ما كسبت وطالبت بما لا تستحق,وشرعت دستورا ضمن في اول ما ضمن حقوقها على حساب حقوق الشعب والوطن,وهي عارفة مدركة لذلك,يشاركهما ويدعمهما الاحتلال ويصب في مصب اخطائهما الارهاب الاعمى ايضا.المشكلة لم تقتصر ولم تتوقف هنا,انما انسابت بعض الاطراف والشخصيات الوطنية واليسارية والعلمانية,بحسن نية او بسؤها,تخدم الطائفية وتسيء للوطنية من خلال تبني الدفاع عن بعض القوميات والاقليات المضطهدة, كالصابئة المندائيين والكرد الفيليين والمسيحيين وغيرهم,باعتبارهم فئات واقليات تعاني اضطهاد مضاعف,بمعزل عن الشعب الذي يحتضنهم جميعا في الاطار الوطني,علما بان الدفاع عن هذه الكيانات يعني الاعتراف بعزلتها وبضعفها,ووجود الكيانات الاخرى الحاكمة على اساس سياسي طائفي رغم مضاره.لا يمكن المطالبة بحقوق من تهدر حقوقه الا في الاطارالوطني العام.ما زال بعض الكتاب يكتب عن معاناة الصابئة والكرد الفيليين,دون الانتباه الا انهم لم يحققوا شيئا من كتاباتهم هذه,بل عادوا الى الطائفية التي هي في طريقها للزوال,حيث تتظافر جهود ابناء الشعب المخلصين نحوالوحدة الوطنية وتقويتها.ان الضعيف والمغبونة حقوقه يجب ان لا يكتفي بعزلته ضمن أطاره الضيق,وانما يجب ان يندمج بوطنيته مع بقية ابناء الشعب مكونا جبهة شعبية وطنية كبيرة,تقف في وجه الجبهة الطائفية الانعزالية التي هي الان في طريق التآكل والزوال.
يجب الكتابة حول القضية الوطنية,ليس باعتبارها قضية خاسرة,بل قضية اساسية رابحة,لكنها تواجه صعوبات كبيرة,لتكالب اعدائها من كل حد وصوب.فلا يمكن للوطني واليساري ان تغيب عنه الوطنية,منشغلا بالدفاع عن الجزئيات وان صحت.ان المطالبة بالوحدة الوطنية اصبحت قضية المواطن اليومية الشاملة التي تشمل جميع القضايا والمطالب الاخرى وتتعلق بها جميع الحاجيات,كتوفيرالامن والماء الصالح للشرب وفرص العمل وتأمين الخدمات الصحية والسكن والخ.....
يجب الارتقاء بمستويات الوعي الوطني على اساس انساني,حتى يمكن الحديث عن امكانية النجاح في توطيد الوحدة الوطنية واحترام حقوق الانسان العراقي بمختلف انتماءاته القومية والدينية والمذهبية.ان الشعوب التي انتصرت وتحررت في الماضي القريب,اعتمدت على قوة الوحدة الوطنية ومواجهة المستسلمين وعملاء الاجنبي بقوة وحزم, وليس عن طريق اشاعة التفرقة واتباع الجزئيات والفرعيات.لقد غرق بعض كتابنا يبحث ويتعمق في تعداد مكونات الشعب وفرقهم وتفرعاتها مدافعا عن حقوقهم الجزئية بصورة منفصلة,وليس عبر المطالبة بحقوق شعب كامل هدرها الاحتلال وعبثت بها الطائفية والقومية,وكانما نحن بصدد بحوث تاريخية اكاديمية في الاجناس والاعراق والاديان ايام السلم والاستقرار,وليس في عصراحتلال بلادنا من دون البلدان الاخرى وتمزيق وحدة شعبنا وحرمانه من استغلال خيراته التي تحلم بها جميع دول الاستعمار القديم والحديث.
العراقيون جميعا موجودون كأبناء شعب واحد ووطن واحد اسمه العراق.هناك اوطان وشعوب عديدة مثل العراق لم يظهر في العصرالحديث ان تقسمت وتجزأت وتطاحنت على اساس ديني وعرقي ومذهبي سياسي خطير كالذي حصل في العراق ,الا في حالات نادرة ساعد عليها التدخل الاجنبي والاحتلال (كوسوفو والبوسنة والهرسك) الذي يرى في مصلحته بث التفرقة والتجزئة لتسهل السيطرة عليها واستغلالها. فلماذا اثارت وتثيربعض الشخصيات الوطنية واليسارية ولو (بحسن النية) قضايا الاقليات وتفرعاتها في العراق,منفصلة عن القضية الوطنية,علما بان الغالبية العظمى من هذه الاقليات تنتمي او تدعم احزابا وطنية ديمقراطية؟ ان الاستمرار في ذلك سوف يضعف قوى الشعب في الدفاع عن نفسه ويجعل جميع الفئات تدافع عن انفسها باضعف الاساليب والطرق .
ان الاهتمام بالقضية الوطنية دليل الاعتزاز بانسانية المواطن,ايا كان مذهبه وعقيدته وتطبيق مبدا المواطنة بين الجميع وعكسه غير مقبول وضار جدا.فاذا تعود البعض وتعمق في مواضيع البحث عن الاقليات وتفرعاتها,ناسيا مهامه الوطنية فقد اضر شديد الضرر بالوحدة الوطنية,وعليه ان يوسع نطاق تفكيره وان يبدل حسن نواياه العاطفية تجاه الاقليات بحسن نوايا وطنية مفيدة اعم واشمل.هذا لا يعني اهمال حقوق الاقليات,بل الاهتمام بها من خلال توحيدها في الاطارالوطني الاعم والاشمل والاقوى,لأنه مصدر قوة لاي منها ولعموم الشعب..وهكذا تتحقق مصالح اية اقلية من خلال تحقيق المصلحة الوطنية.
الابطال الوطنيون في التاريخ بدؤا ثوراتهم ومبادئهم بالانسانية والوطنية من خلال وحدة شعوبهم وليس عن طريق تجزئتها.علينا ان نعمل من اجل استعادة الوطنية,وعلى عاتق الوطنيين واليساريين خاصة مسؤؤلية كبرى في تحقيق ذلك وخاصة اولئك الذين كتبوا وما زالوا يكتبون في الفرعيات ويغفلون الوطنية وشموليتها مع الاعتراف والاعتزاز والاحترام للجميع وخصائصهم القومية والدينية والاعتقادية,والا استمرت حالتنا على حالها,في كل مرة تتعرض فئة اواقلية عراقية عريقة الى الأعتداء, فيهب المدافعون عنها بصورة جزئية. .
التمسك بالوطنية والديمقراطية هي الحل لأزمة العراق الحالية,حيث تنعجن الافكاروالرؤى المختلفة وتطوع من اجل نجاح الانسان وسلامة الوطن,ولتؤجل المباديء التي عليها اختلاف والتي لم يحن وقت تطبيقها.. ينحازابناء العراق بمختلف انحداراتهم القومية والدينية لبعضهم البعض والعيش مع الاخرعلى المشتركات الوطنية والانسانية, لولى مواقف قادتهم السياسيين المتخلفين خاصة, وما اكثرهم. فكل الأفكارالسياسية مهما كانت صحيحة في نظرصاحبها الا أنها لمفردها لا تحل الأزمة العراقية المعقدة جدا,فقد جرب المؤمنون بالقومية عبرعشرات السنين حكم الدكتاتورية والعنف, فأحالوا البلاد الى ما هي عليه اليوم,عبرانقلابات ومؤمرات وقتل..والان احزاب الاسلام السياسي في ورطة من امرهم بين تمسكهم بالاسلام ومذاهبه المتناقضة وادعائهم بالوطنية والديمقراطية,يخلطون امام الصحافة والاعلام حيث يصرحون بكلام وطني,وفي اجتماعاتهم الحزبية يكررون دعواتهم ويؤكدون التزاماتهم المذهبية والطائفية,والزيارات لا تنقطع لدول الجوار,كل حسب طائفته.لم يبق غيرالتمسك بطريق الوطنية العراقية,الذي هو طريق الشعب الذي يجمع ويوحد,مهما اختلفت الاراء والاذواق وليس طرق المذاهب والطوائف..لم يجرب حكم وطني في العراق,الا لسنوات معدودة,هو حكم الزعيم عبد الكريم قاسم..الذي تميز بوحدة وطنية قوية.. العراق الان يحتاج حكما كحكم الزعيم,الوطني المخلص,لا ينظرالا الى العراق وطنا والعراق شعبا,لا ينظرالى دول الجوار,بل ينظر الى ما يطرحه ابنائه,اصحاب الكفاءات وذوي المعرفة من خبرات وبرامج للعمل والتطوير..الحاجة ملحة الى النزول عتبة في سلم العقائد السياسية والايديولوجيات من اجل الوطنية التي يمكن ان تحتويها جميعا.فلا مجال امام القومي الا ان يتنازل عن غلوائه الاستعلائي القومي وان يهجر العنف والسلاح والمؤمرات ويعترف بأخطائه السابقة وان ينهج نهجا وطنيا ديمقراطيا مخلصا,ويعترف بالقوميات الاخرى التي تعيش متآخية مع قوميته على ارض واحدة , فلا تفيد استبداديته القومية ولا تفيد ذخيرته التآمرية الان,فقد تخلى العرب عن دورهم وواجبهم القومي الانساني ازاء اخوتهم في العراق,عندما تعرض بلدهم للعدوان والاحتلال.. كذلك لا تفيد الاسلاموية السياسية,فقد انتشرت في العراق تحت ظل احزابها ابشع المظالم والسلبيات,ثم انها لا تملك الخبرات والمهارات التي تؤهلها لحكم بلاد كالعراق,عصية على الاحتلال والطائفيين والجهلة والمشعوذين ..اذن لم يبق للعراقيين منقذا الا حكم اصحاب العقول النيرة وحاملي افكارالعدالة والحرية والديمقراطية,الذين لا يفرقون بين ابناء الوطن الواحد على اسس القومية اوالطائفية,ليطبقوا افكارهم بوطنية واسعة تشمل الجميع موحدين ضد اعدائهم في الداخل والخارج. عبد العالي الحراك 26/4/2009



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاولويات الوطنية ومستلزمات التطبيق
- افقار العراق سياسة استعمارية خبيثة
- الانحياز للماركسية.. انحياز للعلم الاجتماعي وللمنطق العقلي
- اين وزارة الثقافة في ترسيخ الوحدة الوطنية؟
- متى الاستفاقة من حلم بناء الدولة الاسلامية
- الحل في الانقلاب على الذات وليس في الانقلاب العسكري
- الماركسية ليست كما يفهمها (الجهلاء)
- المصالحة الوطنية وبناء نظام وطني ديمقراطي بديل في العراق
- انتباهات الاستاذ جاسم المطير!!
- لله درك يا عراق
- من اجل الحزب الذي لم يوجد بعد
- تحريك المياه الراكدة...ام تنشيط الطاقات الهادئة؟
- ضربة عسكرية..ام امن وسلم في المنطقة؟
- المصالحة الوطنية..اسسها وقواعدها وخط مسارها
- من اشجع واذكى من مديحة الموسوي؟
- عسكرة الدين بعد تسييسه
- الليبرالية في منطقتنا..مازالت فكرة رمادية
- تشبث الشباب بالدستور المدني الديمقراطي ضمان للمستقبل
- شامل ووصاياه العشرة التي لم يحترم واحدة منها
- من اجل النهضة وانبثاق عصر للتنوير في منطقتنا


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد العالي الحراك - الدفاع الجزئي عن فئة من فئات الشعب ظاهرة سلبية تديم الطائفية