أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الداودي - بمناسبة 24افريل














المزيد.....

بمناسبة 24افريل


صلاح الداودي

الحوار المتمدن-العدد: 2626 - 2009 / 4 / 24 - 06:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بمناسبة 24افريل
إلي كل شباب العالم المناهض للعولمة: قلعة الوحوش العالمية

"كلّ العواصم تقطر...
وماء جهنّم تحت أقدام الفقراء..."(المُتَرجم)

"المناضل"
نص:
مايكال هارت و انطونيو نغري
مقتطع من: "الإمبراطورية"

إن من يعبّر بأفضل شكل عن حياة الجمهور في ما بعد الحداثة و مع نهاية رهط الشعب، هو، بلا مراء، المناضل. انه المنتج البيُوبُوليطيقي ومقاوم الإمبراطورية. لا نفكّر، عندما نتحدّث عن المناضل، في ناشط الأممية الثالثة المؤسف الهُزيّل الذي اخترقه منطق الدولة السّوفييتيّة كإرادة البابا وقد نقشت في أرواح أنصار المسيح. ولا يخطر ببالنا كذلك من يتصرّف علي قاعدة الواجب و الانضباط، ذلك الذي يدّعي أن ممارساته تطابق خطة مثالية. نحن نستند، علي عكس ذلك، علي شيء مثل المقاتلين الشيوعيين الفوضويين ثوّار القرن العشرين: المفكرين المضطهدين والمنفيين طوال الصّراعات المضادّة للفاشستيّة، جمهوريي الحرب الأهلية الاسبانية وحركات المقاومة الأوروبية، مقاتلي الحرية في كل الحروب المضادّة للكُولُونياليّة والمعادية للامبريالية. إن احد النماذج الأصلية لهذا الطراز الثوري لهُو الحركي المحرّض لعمال العالم الصناعيين. أسّس الفوضوي( هكذا ترجمنا عبارة Wobbly التي ظلت علي ما هي عليه في الفرنسية، ونحن اخترنا نظرا لأسباب نظرية وتاريخية وسياسية ولاكسيكوغرافية ولغوية بعامة تتعلق بتاريخ المادية و طبيعة النقابات الحرة المستقلة و خاصة تاريخ الاستعارات المكونة للفكر الثوري علاوة علي مضامين كتابات المفكرَين ذاتهما في كل تفاصيلها ) جمعيات صلب اليد العاملة عبر التحريض الدائم و انطلاقا من القواعد. وولّد الأحلام الايطوبيّة والخبرة الثوريّة وهو ينظّمهم.كان المناضل صانع "المسيرة الطويلة" لانعتاق العمل من القرن التاسع عشر إلي القرن العشرين، ومبدع التفرّد المميز لهذه الحركة الجماعية الهائلة التي كانت صراع الطبقة العاملة.

تمثّل نشاط المناضل طوال هذه الحقبة في المقاومات قبل أي شيء، فقاوم الاستغلال الرأسمالي في المصنع وفي المجتمع. وتمثل كذلك، عبر المقاومة و في ما ابعد منها، في البناء الجماعي وفي ممارسة سلطة مضادّة قادرة علي تفكيك نفوذ الرأسمالية و فرض برنامج حكم بديل عنها. وجّه المناضل الصراع ضدّ صلفيّة البرجوازية والاغتراب النقدي واستلاب الحياة واستغلال العمل والاستيلاء علي الأهواء وإلي آخر ذلك...و كان العصيان رمز كبريائه العزيز.لطالما استُشهد هذا المناضل في التاريخ التراجيدي للصراعات الطبقية. ولكم كانت قليلة الأحيان التي كانت فيها البُني المعهودة لدولة القانون كافية لأداء المهام التي يتطلبها تدمير السلطة المضادة. ولكن حينما لم تكن لتكفي، كان الفاشستيون والحرس الأبيض لإرهاب الدولة أو كذلك المافيات السوداء أو السمراء في خدمة الرأسماليات "الديمقراطية" مُطالَبة بمدّ اليد من اجل تقوية أجهزة القمع القانونية.

نتساءل اليوم، إبّان وبعد عديد الانتصارات الرأسمالية وبعدما تبخرت الآمال الاشتراكية و تصلّب العنف الرأسمالي ضدّ العمل تحت اسم التطرّف اللّبرالي، كيف يكون من الممكن حقا أن تظل النضالية موجودة؟ لماذا احتدمت المقاومات؟ ولماذا يعاود الصراع الظهور دائما بعنفوان جديد؟ علينا أن نقول بمرّة واحدة أن هذه النضالية الجديدة لا تكتفي بإعادة نفس صيغ تنظم الطبقة العمالية الثورية العجوز. لا يستطيع المناضل اليوم أن يدّعي انه يمثل حتى الحاجيات الأساسية للمستغَلين. وللنضال السياسي الثوري، علي النقيض من ذلك، أن يعيد اكتشاف ما كان دوما شكله الخاص: لا نشاطا تمثيليّا وإنما نشاطا تأسيسيا. فالنضال المعاصر هو نشاط مُوجب، بنّاء ومجدّد. هذا هو الشكل الذي نتعرف بواسطته اليوم علي أنفسنا بوصفنا مناضلين إلي جانب كل الذين يثورون ضدّ هيمنة رأس المال. يقاوم المناضلون السلطة الامبريالية بطريقة خلاّقة: بمعني أن المقاومة هي مرتبطة بصفة مباشرة باستثمار بنّاء في مجال البيُوبُوليطيقا و بتشكّل الأجهزة التعاونية للإنتاج وللجماعة. وتكمن الجدّة الكبيرة للنضال الحالي في هذا: انه يستعيد فضائل الحركة الثورية لقرنين من التجربة التدميرية، و لكنه يتشبّث، في نفس الوقت بعالم جديد، عالم لا خارج له. انه لا يعرف إلاّ داخلا، مشاركة حيوية ومحتّمة في مجمل البُني الاجتماعية بلا إمكانية الاستعلاء عليها. هذا "الداخل" هو التعاون المنتج لعاقليّة الجموع (Mass intellectuality, intellectualité de masse.) و للشبكات العاطفية، إنتاجية البيُوبُوليطيقا الحديثة. تجعل هذه النضالية من المقاومة سلطة مضادّة ومن التمرّد مشروع حب.

توجد سيرة قديمة يمكن أن تنير الحياة المستقبليّة للنضال الشيوعي: سيرة القدّيس فرانسوا داسّيز. فلنتبصّر أثره. انه من تبنّي الوضع الجماعي من اجل إدانة فقر الجمهور ومن اكتشف الطاقة الانطُولُوجية لمجتمع جديد. كذا يفعل المناضل الشيوعي بأن يُحقّق في الوضع الجماعي للجمهور ثراءه الهائل. كان المُفقّر المسكين Poverello(العبارة لا توجد في الطبعة الأمريكية الأصلية بينما توجد في الترجمة الفرنسية و قد يكون نغري أشار بها أثناء الترجمة وهي أساسية في فكره) يرفض كل نظام أداتي معارضا بذلك الرأسمالية الناشئة وكان يدافع عن حياة مُفرحة مضادّة لإماتة لحم الجسد (في الفقر و في النظام القائم)، حياة تضمّ كل الكائنات و الطبيعة كاملة، الحيوانات، "شقيقنا القمر"، "شقيقتنا الشمس"، عصافير الحقول، الفقراء والمستغَلُّون- جميعا علي إرادة الاستبداد والفساد. نجد أنفسنا من جديد في ما بعد الحداثة في وضعية القدّيس فرانسوا، مع بهجة الحياة ضدّ بؤس السلطة. إنها ثورة لن تستطيع أية سلطة أن تراقبها لان البيُوسُلطة و الشيوعية، التعاون والثورة، بكل بساطة، "صامدون هنا" جنبا لجنب بكل حب و بكل براءة. ذلكُم الوضوح الذي لا لبس فيه وغبطة أن تكون شيوعيّا.
تعريب: صلاح الداودي، عن النسختين الأمريكية و الفرنسية






#صلاح_الداودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكري الفاتح من مايو / إلي كل جماهير العالم:
- برتقالة أمي
- حديث الشاعر مع نفسه
- الجسد
- في البيوسياسية
- رسائل طوني نغري حول-الفن والجمهور-
- من هو-الانسان الاخير-؟
- متى نعود ل-بيوتنا- من جهة الشعر؟
- الجدار
- الابيض الاسود
- من اجل اساس مادي للغيرية :المشترك
- بلا اعضاء
- الغصن الذهبيّ,غزة 2009
- حملُ الاطفال
- وطني....
- غزّا غراد
- ضحايا وقتلى ام ابطال وشهداء
- هجرة الحواس
- سينمائيو تونس، مزيدا من الجهد لو سمحتم
- كوريغرافيا المذبوحين 2


المزيد.....




- شاهد: إنقاذ سائح ألماني مسن سقط على جبل في جنوب إيطاليا
- أمين عام منظمة التعاون الإسلامي يدعو لوقف حرب الإبادة في غزة ...
- -كتائب الأقصى- تقصف تجمعا للقوات الإسرائيلية في محور نتساريم ...
- خبير مياه مصري: بحيرة فيكتوريا تحقق أعلى منسوب في تاريخها
- طريقة مبتكرة لجعل البطاريات أرخص وأكثر كفاءة
- الشرطة تفض اعتصام جامعة فرجينيا بالقوة وتعتقل عددا من الطلاب ...
- القسام تنعى شهداءها بطولكرم ومظاهرات غاضبة تطالب المقاومة با ...
- تحذيرات من كارثة صحية غير مسبوقة في غزة ومخاوف أممية من -مذب ...
- حالة طوارئ طبية -غامضة- تصيب عشرات الركاب في رحلة جوية
- بالفيديو: أمطار غزيرة تتسبب بمقتل العشرات في البرازيل


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الداودي - بمناسبة 24افريل