أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - سينمائيو تونس، مزيدا من الجهد لو سمحتم















المزيد.....



سينمائيو تونس، مزيدا من الجهد لو سمحتم


صلاح الداودي

الحوار المتمدن-العدد: 1743 - 2006 / 11 / 23 - 10:54
المحور: الادب والفن
    


إبداعا لمجتمع
(Making in) : سينمائيو تونس، مزيدا من الجهد لو سمحتم!!

"أيها الجندي، دع بلدي، و دعني في الجحيم" (سعدي يوسف, لندن, 31/11/2006، الشيوعي الأخير يقرأ أشعارا في كندا)

"ثمة الثقافة التي هي جزء من القاعدة، و ثمة الاستثناء الذي هو من الفن (...) و إن جزءا من القاعدة هو إرادة موت الاستثناء. فيكون إذا من قاعدة هذه الثقافة تنظيم موت فن الحياة الذي لازال يشع" (قودارDe l origine du XXIe siècle…je vous salue Sarajevo… 2006)

ً "Il faut bien que tu comprennes que les hommes pris en masse, jouent toujours le jeu de quelqu un d autre… jamais le leur." (Godard)

كنت أعلم أنني مغرض ومبالغ وللأسف أبدو عنيفا إلي حد ما . ولكنـــني كنت أعلم أن الفن مسار لا شخصـــي ((impersonnel لا يتعلق بشخص ما وهو لنفس السبب صيرورة لا شخصية و أن هدفه بالنهاية "إعادة أقلمة" reterritorialisationو إعادة خلق للمجتمع بحيث يكون بمنأى عن استعباد العقل بالإحساس و عن استعباد الدين بالفن و العكس بالعكس. كنت أعلم أن الجمهور عمل فني صائر (un devenir-œuvre). و أنه على ذلك نشأة و ولادة جمهور. أي أن أرى الناس فإن كانوا يرونني كما أراهم و لا أراهم كما يرونني فأنا فنان وجمهور و إن لم يكن الأمر كذلك تساوى ما يلي: (voir =croire=savoir=pouvoir ) و لا بد هنا من الفصل الذي يفيد أشكال و أنماط حياة مختلفة و الفصل ليس شكليا- شكليا و إنما نوعيا لا تصفويا ولا إستئصاليا. و ينتج عن ذلك فصل موت الفن عن حياته في كل تفاصيل حياته و كل تفاصيل موته.
أقرر الآن أن أتجاوز على الفور كل وجهات النظر النظرية الصرف و الإستشكالية المحض.
شاهدت شريطا فلسطينيا رائعا هو:"انتظار". و تطلعت إلي بقية أيام قرطاج التي لا أدري هل أنها بونيقية أم رومانية أم أمريكية الآن؟ كنت أرنو إلى رؤية ما صار عليه السينما في تونس تحديدا لأن الأمر يمسّني. تفرجت في شيء يشبه مخاطر المسلسلات المكسيكية (بهجة) و "العقل طينة" كما يقول الأخوان رحباني. ثم آخر هو "آخر فيلم" عن ال "كاميكاز" الذي قد يكون أصبح making off للنوري بوزيد. و الحق أن ذلك على ما رأيت ليس لخطورته و إنما لاستعماله كورقة في الوقت المناسب فربما يكون مدخلا آخر لمَخرج آخر لمُخرج آخر في فن آخر على نفس القائمة و من أجل نفس التوظيف بالتنفيس الذي لا يصلح إلا للإضرار بالمجتمع. اقتحم هذا العنوان ذهني كفيلم آخر و أخير و كأن السيد لن يصور بعد الآن (لا, لا, صوّر صوّر... أنت حر). أتي إليّ الأمر ضمن موجة كاملة من قبيل الإنسان الأخير والإله الأخير و الفيلسوف الأخير و السينمائي الأخير و الشيوعي الأخير... إلخ (نطقا). و كل ذلك في علاقة أيضا مع موجة أخرى (مع حفظ كل الفوارق التي ليس المجال الآن مجالها) أتت إلينا كالجندي الأخير مع نهاية الفن ونهاية الدين ونهاية الإيديولوجيا و موت ماركس و نهاية الدولة والتاريخ و العلم والإنسان و قتل كذا و نهاية النهاية و ما إلى ذلك.
إلا أن آخر فيلم لا يكاد حتى يوهمنا بأنه الأخير بمعني أن السيد النوري سيقول كل شيء بمفاتيح الغيب أو العدم أو الوجود كله، بطريقة غير مسبوقة أصلا و أنه سينسحب أو سيقتل بعدها أو سيقاتل في سبيل السينما، سيعتقل على الفور، لا، قبل الفور و في نفس الفور لأن الفيلم سيكون أو لا يكون على الطريقة الشكسبيرية. ولكن الحياة هي الحياة life is life تقول أغنية أخرى بطريقة أخرى هي نفسها. لا شيء من هذا حدث أو سيحدث . لاشيء في الفيلم يجسد شيئا وقع أو يقع أو سيقع بالمعنيين المادي واللامادي . إنه أيضا عدم رؤية أو عدم مشاهدة بالمعنيين الواقعي و الخيالي و على شاكلة عدم سماع الدعوى أو عدم رؤية المدعى العام. و لكن لربما يتوقف الأمر على الأولى ثم تنقشع فالشاهد و الشهيد موجودان وكلاهما جزء من الجمهور سواء أكانت له علاقة بالأمر أم لم تكن.
ليس للفيلم علاقة من حيث الموضوع و المضامين و الفكرة الأساسية لا بمسرحية الجماهير أو السرب... (2005) لطوني نيغري و باربرا نيكوليي وهو عبارة عن تراجيديا ما بعد محدثة و بحث عن وسيلة مقاومة ليست الحرب وهو يتساءل عن من هو المقاوم و كيف هو و يطرح فلسفة مقاومة و فلسفة حياة وكيفية الكتابة للمسرح للتحرر من حضارة الاستغلال و الصورة و الخوف بالغضب الحي و الأمل. ولا بالجنة الآن لهاني أبو أسعد (2005) الذي يصور ال48 ساعة الأخيرة قبل الإقبال على عملية انتحارية بتل أبيب يتم التراجع عنها بقوة الفن و الحب و أشياء أخرى. وهي دعوة لمشاهدة لحظة لم نراها من قبل. و لندع جانبا مسرحية corps otages للفاضل الجعايبي وجليلة بكار لأنني أعلم، أنا آخر المحظوظين، أن الجمهور لم يرى العمل و أنه قد يتغير.
آخر فيلم هو إذا شيء في منتهى البساطة و يُسمى الأشياء بمسمياتها. فالتقنية أصبحت عنوانا وهي بالفعل تشتغل كخطة هروب، خروج، إنقاذ جلد، و أي إنقاذ، رُبّ جلد عالق ينقذ أشياء أخرى. إنه عنوان فيلم لا يتجاوز بالكاد 15 دقيقة ثم ينتهي باستحالة مواصلة نسق تصاعدي حي، بلغ حد الاحتفالية (اليومية) و الجمالية العالية (لا الإستطيقا) على إيقاع الرقص و الموسيقي الصوفية السورية (وشم على ما أظن) و الرّاب الشرقي القريب من المغاربيين و أطفال وشباب الضواحي الأوروبية. مهنية كبيرة على مستوي التصوير و التركيب و غيرهما و لا شيء غير ذلك. طبعا أكثر من السميغ التقني غير المتاح للجميع بقليل. ثم نهاية مفاجئة و مؤسفة في الحقيقة و الحق أنه لا يهمنا إذا كانت تغيرت أم لم تتغير فالمخرج في كل الحالات هو المسؤول. انهيار تام، لا جدوى و عجز عن الاستكمال. حوار سطحي جدا، سخيف و مباشر، مصطنع و متكلف (رغم صدقية ما أتى على لسان الشخصية الرئيسية أو البطل إن شئتم) و لكن كشخصية. كنت أتوقع أن يكون الفلم تحولا في قدرة الجسد الفني و المدني على الإبداع فنا و سياسة بما يستطيع هذا الجسد رقصا، كوريغرافيا، خرق و اختراق و تخطى للسائد الاجتماعي الذي يتأرجح بين تعظيم الجسد أو تحقيره. و الفن هو الفيصل الفاصل أو الواصل. غير أن الشخصية لم تظهر من القدرة على هذا الأمر ما أظهره آخرون في محطة رادس (وبرشلونة) و لم تفرض نسق الرقص بل ضيّعته تماما (و كان من الممكن أن يدافع الفن عن نفسه بالتزامن مع الديماغوجيا و الدغمائية و كل تلك الكلمات الغوغائية). ظهر المخرج على أية حال على شاكلة مخرجين عالميين فبعثر كل شيء (و لم يكن لدلك أثر إستطيقي يذكر و لم يكن عليّ التنازل عن نفسي و الفصل بين درجاتها بما في ذلك تلك التي لا تتنفس، كان ذلك ممكنا في مناسبة أخرى). لقد أحبط النسق و الإيقاع بأكمله. أفرط و أطنب و أسهب و أغرق الفيلم في وحدة تصويرية تتظاهر حينا بأنها خيالية و أحيانا بأنها واقعية و في صلب عملية التصوير ذاتها .لقد حرق الفيلم و الأزمة ليست أزمة تستحق هذا الاسم (للضرورة الشعرية ). إنه يكرر أشياء عديدة بطريقة مقرفة و مقززة وبشكل متناقض جدا بما في ذلك ما جاء في التصريحات’ فأنا لم أتبين (لنقص في البصر و البصيرة) لا نظرة واضحة و لا لغة سينيماتوغرافية شافية ولا موقفا متينا شفافا و شجاعا هادئا مهما كانت تعبيريته. ثمة تركيز كبير و شديد على التعامل ما قبل الفرويدي مع طفولة-ذكورة رجل (و لا أنفي أن المشكل قائم في المجتمع و النوري يعرف كيف يتعامل مع المتفرج النمطي). استعمال ارتجالي و كما اتفق للقرآن الذي لم نقرأه بعد بل تلوناه فقط كما يقول يوسف الصديق. تناول لا يفصل بين السينما و الدين (و ليس المطلوب فصل قول عن قول أو قول فصل في الأمر). كان الشهيد (شهيد المجتمع أو الدولة وعدوه و عدوها الداخلي، و صديقهما البعيد على وجه التعاطف الكلبي cynique). الضحية المقدسة - المدنسة على حق. لكن المسلم الإسلامي الأنغلو-أمريكي أو آخر مسلم كذلك على حق (السلف يساوي الخلف) في عدة وجهات نظر فما وجه الفصل بينهما و كيف يكون وهل ثمة تضارب بينهما بغض النظر عن السببية و بقطع النظر عن الخلاف في مسألة المتسبب الرئيسي (الدولة أم المجتمع أم الدين)؟ و ما هو الفرق الجوهري الفارق بين كل هذه المؤسسات و ما نسبة اختلاف الصناعة السينيماتوغرافية كمؤسسة عن كل هذا؟ أزمات من النوع الضحل تلزمها غربلة ثانية و ثالثة و إعادة تفصيل و تقطيع و تركيب. لم يبدو المخرج علي موقف واحد غالب الأحيان من حيث صدقية التمسك بهكذا تناول فني وحدّته. فما معنى إسقاط مقولة الإرهاب هو الحل على الواقع التونسي أو حتى المفترض و الآتي و الكامن و الافتراضي والاستباقي الوقائي؟ و ما معنى أن يكون النوري anti-terroriste؟ و ما معني الإرهاب أصلا؟ ما هي اللائكية؟ و هل هذه هي اللائكية؟
هل أن السؤال المحير و الملتهب هو لماذا يفعل الإرهابي هذا؟ و هل يمكن الحديث عن ذلك في تونس؟ هل هذا هو السؤال الذي لا بد أن يطرح؟ هل أن الإيجابية المضاعفة (و العبارة موجودة في الفلم) هي حقيقة مزدوجة و فصل بين حقيقتين و ما معني الرفض؟ لماذا يقول بطلك إجابة عن السؤال الذي تقول أنه أصل السيناريو: جزء يقول نعم و جزء يقول لا و كل شيء إيجابي أو فيه من الإيجاب. هل استوت الأضداد، كيف و متي؟ و كم من الوقت سيدوم ذلك و ما طبائع العلاقات بينهما؟ ما معنى أن ينتج المخرج وحشا "بهتة" و أن يقتله أو أن يكون ضحيته، هذا إن لم يقتل المخرج و الممثل كما تقول (فقط أريد أن أفهم معك الأمر). هل نحن حيال سينماتوغرافية الإرهاب؟ أم قبالة سينيماتوغرافية الإرهابي؟ هل هو تطوير خارق لفرانكنشتاين ودراكولا؟ هل هو سينما الرعب ما بعد 11 سبتمبر 2001 و أفريل 2003 و ما علاقة بن لادن بحسين؟ هل هو رعب مجتمع مفتت ومذرر، مجتمع الإخوة الأعداء؟ أم هي رغبة في معالجته و تغييره من وجهة نظر طبيب الحضارة الثائر؟ هل يمكن إزاحة العداء و النقمة و الإغواء الحقدي و الإغراء الدموي من داخل المجتمع أم من خارجه؟ بالكاميرا التي تظهر أم بتلك التي ترمى بنفسها وترميها في أحضان أخرى.. هل لا بد من أن نقتله حتى نعلمه الديمقراطية؟ ونضربهم قبل أم بعد أم وسط العاصفة؟ هل يمثل وجه الإرهابي المجتمع ومن يمثله؟
الفلم لم يكن بالطبع بوليسيا ولا واسترن ولكن وجهة نظر البوليس كانت حاضرة بكثافة إلى أن يعتقد المرء أو يخلط أو يعتقد أنه يخلط في هذا الوقت بالذات بينه وبين الموقف الرسمي للدولة في علاقة بهذه المسائل (إنها سكيزوفرينية أثر الرعب و السلاح و المال و الدين). out making وإنه يُجرّم طرفا واحدا ويبرأ نفسه و ينقذ عندئذ أطرافا أخرى. لا تطرح الأسئلة الصحيحة و لا يبرز هدف واضح وهو لا ينبني على غموض شهية فلم الرعب، ولا يفهم الهامشي في المجتمع. فيجعل من بطله مسخا محروما من الاسم و الكيان المستقل كما يقال. يقذف به في بؤس مصير فلمي هو نتيجة وهن وعجز النظرة و الموقف و ليس نتيجة حقيقة بؤس الواقع. لا وجود لخلق ذاتية أخرى بل إضافة ضحية جديدة. ألم يكن من الممكن أن يكون الجنس مصدر فرح و عطاء وحيوية من وجهة نظر لائكية رصينة بدلا من أن يكون مصدر عجز وقلق و وهم؟ أليس ذلك جراء مجتمع بلا فنانين؟ ما حقيقة الموقف الديني من السينما؟ ما حقيقة الخوف الديني؟ لماذا لا يوجد في الأدنى و في الأقل كذب عفوي و (سماحة ) خيال خلاق؟ لماذا ندفع بالمتفرج إلى مستنقع السلبية ونجبره جهرا على أن يكون خبزيست حياة، خبزيست سياسة و خبزيست فن؟ ألا يجدر بنا أن نناشد العقل لتبديد الرعب و مواجهته رأسا لرأس لأنه قد يتحول إلى واقعة مادية أو خيالية قصوى فيهشم المخيلة و يقع جاثما على الواقع؟
هنالك إذن، بالنتيجة، إنتاج رعب بلا وعي بالرعب ولاوعي انهزام الفكرة في الماضي والحاضر ولاوعي عجز الحاضر؟ ( والهزيمة هنا ليست هزيمة عقل بل هزيمة استعمال عقل أي هزيمة تفكير فهلا بدأنا بعد نفكر في السينما وفيما يفكر السينما؟).إنها هزيمة ووهن تكلس وقدرية وأرثودوكسية أفكار لا تمت بصلة إلى وجهة النظر العلمانية واليسارية التي أعرفها (مع أنني لا أريد أن أطيل في هذا الأمر).
لا إدراك فعلي لما تفعله الشخصية، لا متابعتها مباشرة ، لا تمثلها ولا تمثلها لنفسها ولا الحلول محلها. المتفرج لا يستمع إلى الأفكار لأنها غير موجودة في مشتركه الحسي والاجتماعي ، فهو لا يشارك فيها ولا يشترك في شيء.إلا أن بعضه يصفق فقط لعدم الاشتباه به ولمجرد اللهو والتسلية. الأمر لا يقوم على شيء يذكر وليس الأمر هكذا وإنما لضعف التعبير والارتجال وعدم نضج البنية الدرامية للسيناريو التي أعوزها الفهم والمفهوم.
لقد أفسد العبارة فأصبحت كمجموعة فواصل اشهارية تلفزيونية تنتهي بانتهاء موضوع الاشهار (أقصد إشهار بعض الأفكار الصحفية البائدة مثل تصوير للوحوش الجدد وللبرابرة الجدد والنمور و الصقور والحمائم وما إلى ذلك من المعجم الحيواني السياسي الاشهاري. ثم إنه لا يعود بطاقة نظر ذات نفاذ جديد في شخص الأفّاق ( le clochard ). فالعمل الفني لا بد له أن يضفي على ما يقدمه أصواتا وألوانا وأضواء وصورا لم نكن لنراها من قبل وهو الذي يهبها وجودا حاضرا.
وأما الحكاية البائسة للمسلم الإمبراطوري الراهن فمردها أنه يعود لأصول لا بد منها وعليه الآن أن يقلع عنها بلا رجعة ولكن كيف؟ لماذا لا نتعامل معه إلا كجماعة ، كطائفة، كحشود، كملّة، كأُمّة، كرابطة.... ولا نتركه يصبح فردا حرا لا مجرد عبد أو قيد أو مخلوق أو فلان الإنسان؟ ثمة خطأ فادح في تقدير المستقبل وكيفية وقوع الآتي ككيان اجتماعي . ولأجل ذلك كان لا بد من عُذّة أخلاقية كافية( وليس مجرد تخلي عن النهود، واستئناف لأحد مشاهد " صفائح من ذهب كحوار بين إسلامي وعلماني هما هشام رستم وفتحي الهداوي.) بل جهاز أخلاقي واسع يمس تفرعات الحساسية العامة ويتحول إلى إيطيقا أساسية مدنية تفكنا من فك العودة إلى العراك ما قبل الطبيعـي
(ما قبل الدين الطبيعي والدين المدني) مع اليهودي والمسيحي وغيرهما على قاعدة ما بعد الطبيعي (الدين السماوي والدين التوحيدي) وأن تمكننا من الإيمان بالحياة المشتركة الجماعية السلمية وجزء منها تاريخ اللاهوت التحريري والذي هو في الأصل تاريخ حقوق الإنسان والمواطن، مهما أبطأ التاريخ.إننا نعيش استحالة حضارية وسياسية لامكانية تحول فرد الإسلام إلى مواطن مدني ومن ثمة إلى فرد جمهوري وذلك لا يكون إلا إذا حررنا المشترك الجمهوري من الفلان والفردان الإمبراطوري العاري من الفردية وتخلصنا من الإرهابي الذي هو في أنفسنا وهو سلطتنا على أنفسنا. وإن لم نوقع خطوة أولى في هذا الدرب فإننا نؤجل بلا نهاية أمرنا ونساهم في امتناع أن يكون عربي الإسلام حتى فردا ليبراليا فقيرا إلى كل شيء.
لقد أصبح الفرد الوحيد المعزول رغم انتمائه الإمبراطوري الغصبي والإرادي يعبر عن نفسه بكره نفسه في ظل امتناع الفعل السياسي الحي وامتناع التمتع العلني بلذة المشترك التي هي كرامة عامة تحصل بحصول الحق وبمدى لا مساسية وعدم قابلية التصرف فيما لا يستقيم الوجود من دونه. علاوة على أن انحباس وانغلاق سبيل انعتاق الرغبة الخاصة التي هي تعبير عن حق الفرد في إعلان نفسه الخاصة بشكل عمومي وفي ممارسة حياته الذاتية الكبرى بشكل متفرد وحر ودون الوقوع بين أجهزة المراقبة والمؤسسات الاجتماعية المنكرة والجاحدة لأولوية الشخصي الحر على المساهمة في الرفع من درجة الرغبة العامة في الحياة وفي الهوى كشأن عام. ألا يكون هذا الهم انعتاق من سجينة الأغلبية المكبوتة ، المصابة بالتخلف الجنسي أكثر من إصابتها بالتخلف العقلي والتخلف المدني أكثر من التخلف السياسي وثقب الرغبة أكثر من ثقب الذاكرة؟ ألا تستغل هذه الأغلبية المسحوقة والساحقة لبعضها البعض التمادي في التسيب العام لتأخذ نصيبها من الأجساد المبعثرة هنا وهناك، المفتتة أحيانا والشاردة الغاطسة في لحومها وشحومها أحيانا أخرى.العارية أحيانا والمغلفة أحيانا أخرى وكأنها تتعرف على نفسها عارضة إياها للمرة الأولى والأخيرة وكأنها تموت غدا وكأنها تعيش أبدا، وكأنما هي يوم قبل الأزلية ويوم بعده خلود في خلود ، خلود ساعة ميتة. هذه على الحقيقة أجساد مسيحية الآن مسلمة غدا يهودية بعد غد ومسلمة إسلامية أنقلو أمريكية الآن وغدا، لا تفرق بين نفسها وبين نفسها ولا تعلم شيئا عن التفاصيل : إنها قشرة الإله المعولم للعقل وللجسد وهو إله يفتك منها الليل في الليل والنهار في النهار. يفترش حدودها الداخلية والخارجية ولا يأخذه نوم ، فهي تلد كل لحظة ويفترس أجنتها وأطفالها وشيوخها بلا كلل ولا يكلفه ذلك إلا رمش عين أو هزة كتف.إنه لا يموت ولا يحيا بل يفصل كل شيء ويصوره تصويرا : إنه الأساس الديني للسينما كما الأساس الصوفي لقانون السوق : ستون ألف صورة موت في الثانية والكاميرا تبلع وتدفن منذ آلاف السنين وعليها أن تحيك وتخرج. تدفن الألغام في ستين ألف موقع بين الشبر والشبر ثم تبعث العظام وهي تنشد أو ترقص أو ... هذا هو السر الاستطيقي الذي لا بد أن يكون القصة السرية لحياة الكاميرا.
هذه الأجساد التي هي أكبادنا لم تيأس إلى الآن من بؤسها فكيف تيأس الكاميرا ؟ وكيف تأسف بدلا من تفرح فرحا ما هو على الجمهور بعزيز؟ إنها لم تمل من انعدام حبها الخاص والجذري ومن شقائها دون هوى عام فراحت تجرب هذا وذاك هنا وهناك شتى الظواهر ولم يكن ذلك لا يسيرا ولا سريعا ولا خفيفا ولا مريحا.
يتعلق الأمر إذن باجتثاث إمكانية أن يجعل الإنسان من ذاته ما يريد أن تصبح عليه ومن يريد أن يكون كما يريد أن يكون. لماذا يحس هؤلاء بالكآبة والمرارة والألم والتمزق؟ لماذا يفشل هذا البطل ما بعد الحديث حتى في أن يكون إرهابيا رغم أن ذلك من أيسر الأمور؟
لأنه لم يكن ليوجد أبدا لولا تجريمه من دون فن وتبرئته من دون موقف سياسي عادل. تجريمه من دون مؤثر أو مثير أو باعث أو دافع أو دفق أو سياق أو شكل أو مبرر أو رهان أو أثر أو عمل وتبرئته بلا فن وبلا موجب من أي نوع كان بعد عقدة أو بعد أزمة أو بعد دليل أو بعد حقيقة أو بعد انفراج أو بعد انجلاء أو بعد فهم أو تفسير أو شرح أو تفقه أو تحليل أو تأويل... جريمة بيضاء – براءة بيضاء، فكرة مزيفة واخراج مزيف: تبييض للسياسة بالفن ( blanchissement): السياسة للسياسة المجانية هو فن مدفوع والفن للفن مجانيا سياسة غير مدفوعة الأجر.لا أحد يدري هل هي نقطة بيضاء على نقطة سوداء أم العكس ؟ أم هي نقطة سوداء على نقطة سوداء أو العكس ؟ وليس ذلك بفعل اللون وإنما تسجيله الرسمي والميكانيكي أي بفعل الظلمة المصطنعة. وكل ذلك بفعل تجريب الافتراض تحت عنوان الإستباقي والوقائي بينما هذا المسمى افتراضي هو كامن وهو آخر الواقع أو الواقع الآخر المتزامن مع هذا الذي نعيش نية وضميرا وباطنا وطاقة حيوية وثراء حسيا واقتدارا استطيقيا فائقا لم يعد ولم يصر ولم يخرج بعد كواقع بمعنى أنه لم يصبح سائدا أو شائعا. ومن جهة النظر هذه تكون وجهة النظر السياسية لهكذا شكل غدرا وتغريرا باللائكية القاصر ثم اعتداءا على الديمقراطية المقعدة وتكون وجهة النظر الفنية غير فنية أي غير منفصلة عن الكمية التقنية العمياء للأدوات وللسياسة القائمة توظيفا سيئا لعلاقات المركبات الجمالية ( صورة، صوت إلخ)، انتهاكا للخيال الفني بالخيال الأمني المعطل للواقع وللخيال وهدرا لإمكانيات ولحلول تقنية موجودة على تقليديتها.
لا بد أن الفلم موجه للعميان ولكن للعميان ضمير ونية وباطن وخيال واحساس وكل العناصر المكونة للهوية الصائرة وللهوية الجمالية بغض النظر عن مصادرها الأولى أو الأخيرة. وبالمقابل لابد للسينما من أن توجه يوما ما للعميان الفعليين الذين هم نحن الذين علينا أن نستطيع نسيان العين لنرى حيث تصاب الكاميرا بالعمه والعمى السينما توغرافيين. وذلك بان نتدرب أول الأمر على إعادة كتابة السيناريو وإعادة التركيب والتصوير والإخراج والتسجيل في نفس لحظة المشاهدة ذاتها وذلك عين ما تستطيعه القدرة الجمالية لحظة بلحظة وهي تتحول إلى كمية كيفيات استطيقية ملخصة في الكاميرا أو غيرها. ونتمكن ثانيا من أن نستعمل أعيننا ككاميرا مضادة بحيث لا تعشش في عيوننا الصور اليتيمة أو المستنسخة من الشاشات التي لاتعرف عما تتحدث والجلود العالمية المزورة وحتى لا تخرج من عيونا الأحزمة الناسفة الحمراء أو الخضراء أو السوداء. إنه هكذا نكون علمانيون لا لائكيون بالفصل بن الوجه والوجه ، بين العين والعين واقتلاعها بالمسافة الكافية بين التقنية المسكينة حتى وإن كانت خطابا والثراء الجمهوري الكثيف حتى وإن كان كلاما جميلا، اقتلاعها من لعبة الفصل والوصل التي هي أثر لعبة الإله والإنسان والأنثى والذكر ...إلى أن تصبح العملية الإبداعية علاقة لا تحتاج إلى حرب ولا سلم مسلحة، لا تحتاج إلى إغراء ولا إلى إغواء لا إلى ترغيب ولا إلى ترهيب وتنتهي هكذا كفك ارتباط بين المستهلك الأول (المخرج) والمستهلك الثاني (المتفرج ).
ثمة أشياء عنيفة و ملطخة إذ من ذا الذي نسميه إرهابي ؟ وهل أن المسألة مسألة تسمية و حسب ؟ تمثيل دور فحسب ؟
لم تعد المسألة مسألة جواز سفر وحرقة لم تعد مشكلة خروج بل مشكلة دخول . و السؤال هو كيف يقهر و يجوع و يشرد و يرعّب ويعطّل مواطن كل الفئات والطبقات و الشرائح... بما في ذلك المفكر والتقني والطبيب والفني والقاضي والفلاح والفنان والأستاذ والمحامي والأجير... و الجميع . كيف ستكون وضعية من يريد العودة إلى بلده في حالة تسريح, بحق طليق وصريح . من هو ابن الوطن وكيف حاله؟ ماالذي سنفعله غدا بالأقليات الوطنية بالداخل وعمال الدول المجاورة على أرضنا ومصالح الأجانب عندنا ؟ والأغلبية الوطنية التونسية بالصين وتجمع المعارضة التونسية المتطرفة بماليزيا والكونغو الديمقراطية . و تكتل الشعوب الأجنبية المعارضة لتونس أو تكتل الجماهير العالمية لمناصرة المقاومة المدنية التونسية المجتمعين في مجلس أممي لمواطني العالم . هل ستستعدون على الحدود لأشرس جيش عالمي خاص تشترك فيه الكوكا كوكا والمايكرو زوفت . هل سيكون البلجيكي التونسي مواطنا تاما غدا ؟ و هل اليهودي التونسي إرهابي ؟ كيف ستكون وضعية الزوج الأثيوبي لطفل جنسيته تونسية لأن جده رحل هناك بينما عادت أمه إلى هنا بعد أن كانت يهودية روسية رجعت من رحلة طويلة إلى إسرائيل بعدما تركته في رعاية أمها المسيحية السويسرية في بولندا ثم اجتمعوا كلهم للّم شتات الهوية في جنسية وطنية تونسية تكلف بعض المليارات فقط واختاروا استثمارها في حاجب العيون مثلا ؟
علاقة إبداعية من قبيل الـmaking in أوmaking on ال making inter أو making off الذي لا يتحول إلى making for.و لكن كيف؟ باستعادة إيكولوحيا سينمائية أو إيكو-سينماتوغرافية لا من وجهة نظر مجرد محب السينما بل حبيبه الـcinésophe الطبيب والحكيم و التقني الفني في لعبة جادّة تقاوم الكاووس بلا نهاية "eye to eye/ eye in eye/ eye off/ eye against eye/ eye without eye…
و عندها فقط نكون بلا eye glasses,لا نقلب الواقع و نحوله إلى مجرد إيديولوجيا في حدود مجرد المنظورية القصيرة والمباشرة عديمة الآفاق و لا نكون eyeless,و يكون مدى نظرنا ابعد من أوهام المنظورية نفسها .و نكون شاهد عيان أو شهيد عيان eyewithness لا مجرد ثقب حذاء eyelet يدخل منه و يخرج أي شريط لغلقه أو لفتحه عسكريا مرّة و مدنيا أخرى .
الكاميرا ليست لا عيون التماسيح ولا عيون الغزال .لا توحش التقنية
ولا ألفة المشاعر أو عنفها ,لا مجرد إحساس أو حقد أو تعاطف. لا مجرد ناقلة نظرة بين عين وعين .
يحكى أن الخيط خرج من الإبرة مبتسما صاخبا قافزا من الفرح بين معطف ومعطف لا يترك شيئا إلا ويخيطه بما في ذلك الفتحات بكل أصنافها واللحم بكل ألوانه حتى رموش العيون والأجفان والحاجب ...كان يظن انه هو الذي نقب الإبرة وتجاوز افقها الصلب العسير. الثقب المسموح تافه و الثقب المحظور تافه و الحيلة في ترك الحيل.والخروج من هذا وذاك في سياق" آخر "ختم الرسالات والنبوءات بالنسبة لعرب الإسلام هو بداية لائكية فعلية وما بعد لائكية افتراضية.
إلا أن ما يهمنا في الأمر هو الكرامة البشرية وهي مقدس لائكي ما بعد ديمقراطي .وأما مشكلتنا الأساسية فهي بورتريه الترّوقراطي terrocrate :إنسان الرعب الحاكم بالرعب والمحكوم بالرعب والرهبة والخوف وهو في رأيي المنكّد للمعنويات ,المكدّر, المدسوس في السوسيوس في كل مجالات الحياة بيئة ومحيطا وذهنا ونفسا ومثل ذلك القابع ,الغاشم ,المتنصت ,المتنصب .وهو ليس شيئا آخر غير المتكلف المتزلف، المر الشطط، المداهن المهادن. إنه بلا أدنى شك مفسد الذوق العام، المشوش على اللسان بقلة الشعر و سوء الخلق. المشوش على العين بذبح الصور وإهدار الزمان وقطف الأفق، قاطع الأرزاق المزعج المثير للقرف و العبد الذي يجر الناس للعبودية و يحب أن يعبدوه. وهو مدكّن الآمال مقوّض مسالك الحياة البسيطة. يداهم، ينتهك، يقطع الطرق و ينهب. يتاجر في الدماء والأعراض وهو كذلك المتسلح بأدوات الإستبلاه والاستغفال والإستغباء. مترصّد قناص ومُسبت للأذهان. يفسر ويؤول و يجتهد. منغص بإمتياز هارب من الحق و متوقِ من الناس بعضهم ببعض بداعي العرش والشغل والقلق. وضحيته المفجر، المفخخ، الملغم، و المنتحر. المُأرهَب المُرعَّبterrocratisé . تخيم إذا مشاهد عبث مطول و مكرر بمشاهديها. ذلك أن لا أحد يجيب أو يستجيب لها لأن لا أحد يطرحها للناس بشكل صريح و بالمقابل لا وجود لتوجه صدموي.
لعل الطرح الذي نحتاج له أن يكون، فيه من المشكل بمقدار ما فيه من الحل.
إن على الأفراد أن ينطلقوا من أنفسهم، أن يخرجوا من فردانيتهم وأن يفرقوا بين الفردية و الفردانية. و عليهم أن يكونوا أيكولوجيين أمام الانبهار بفكرة تدنيس ما يسمونه إرهابيا نظرا للإرتعاب من الكلمة فحسب. إن له أكثر من سبعين اسما وكلهم ديموس وأبناء جماهير ومنها المناضل و المقاوم و المجاهد و الكاميكاز و المارق و الهوليقان،
Le chanapan, garnement, vaurin, arsouille, crapule, escroc, malfrat, truand ,canaille ,rogue ,clochard ,filou, gouap ,blouson noir , frappe, loulou, loubard, louilbon, boogie-boogie, hip hop, netoyen, googlers, internaute …..
إن ما يسمى إرهابا هو في الحقيقة تروقراطيةterrocratie أي سلطة رعب معمّمة ونسقية تنتج وترّوج وتستعمل الديموس والبوليس والجيش بالخلط والفصل بينهما بالديمقراطية واللائكية معا وفي نفس السّلة. في حين أن إبداع مجتمع حر يفترض إبداع وجود مدني رفيع بلا إستباقية وبلا خلط. وضريبة اللائكية بمعنى الفصل الذي لا يتجاوز الباراديغم الكلاسيكي التيو-سياسي théologico-politique هي إما العودة على اللائكية بقبول الديمقراطية الليبرالية بحيث لا يصبح من الممكن فصل الدين عن الدولة أي الشلل الديمقراطي وإما الارتداد والانقلاب على الديمقراطية وقبول اللائكية بحيث يصبح من المستحيل فصل السلطات والمؤسسات عن بعضها البعض و بالتالي السقوط في الشلل اللائكي وكأن الفصل بين الدمقراطية و اللائكية هو الذي أصبح ضروريا بعد أن كانتا متلازمتين. يؤدي هذا الفصل إلى صيغة نصف ديمقراطية نصف لائكية و إفلاس الاثنتين لأن لا أحد فيهما يستطيع أن يمشي على قدم واحدة في الطريق السيارة للدكتاتورية.
إن ذلك بعيد كل البعد عن ذهنية السلم وتحقيقه الفعلي في حين أنه علينا الاستبعاد الكلي لفكرة القتل وأطرافها الصغرى والكبرى من أجل لائكية تحرير و مقاومة ضد التوتاليتارية totalitarisme المطلقة حيال اللائكية النسبية والديمقراطية النسبية وذلك من تبعات القسمة الثنائية الليبرالية بين خاص وعام ويسار ويمين و كأن من يتمتع بالحق العام لا يجب أن يتمتع بالحق الخاص والعكس بالعكس. وكأنه ثمة حقوق لهذا وحقوق لذاك. حقوق لليمين وحقوق لليسار وذلك ليس عيشا مشتركا سلميا و إنما ديمقراطية سوق مفتوحة وحرة من قبيل: دعنى أفكر أدعك تعتقد: مكابرة ومهادنة: لكم ديمقراطيتكم ولي ديمقراطيتي. وذلك تأرجح بين اللائكية المتدّينة (الخوف من أن يقال ملحد ومتطرف) و التدّين اللائكي (الخوف من أن يقال مؤمن ومتطرف) و كلاهما ترّوقراطية. ليس المهم الفصل بين ديانة الدولة وديانة الشعب أو بين الدين والدولة أو بين الإكليروس واللايكوس وإنما السؤال كيف يخرج الإنسان من الجحيم الذي يقع بين الاثنين. لا بد هنا من سينما تفكر.
هل يرجع بهتة؟ هل ينشغل بمستقبله؟ هل يتزوج؟ هل يوجد ويقاوم؟ كما في الأغنية. لقد احتقروه في بلده ولكن المسألة في الحقيقة أخطر وأعنف من مجرد احتقار. إن بهتة "ما يخاف كان من ربي" و حتى رمز الــcapital في الميناء تافه كأي رمز.
بهتة لم يتعلم الحياة التي يحبها ولوحده ولم يحياها. هناك عجز عن التسمية بالأسلوب المناسب. الصورة والكلمات والأصوات شحن وتحميل و مشاحنات.
ليس إرهابيا من يقول النوري بوزيد أنه إرهابيا حتى و إن كان كل المجتمع أو فردا واحدا من المجتمع. المارقون ليسوا سواسية و هنالك دائما المزيد من المارقين والمنشقين وغير المرغوب فيهم. إن المبدع هو الوحيد القادر على التعبير بأفضل شكل عن حياة الجمهور وليس مجرد مركب أحداث تفظيع وتشنيع وتهويل.
هذه تأملات في تعاسة وبؤس وتفاهة شبح ما يسمي إرهابا. لا وجود لإرهاب وإرهاب مضاد و إنما مأرهِب و مأرهَب على وزن مستعمِر ومُستعمَر، معولِم ومعولَم. ثمة تروقراطيين وجماهير مقاومة. فنانين ومجتمع لا بد من تحريره من نسق الرعب هذا بالفن البديلي المتحرر من النظرة الميتة.
"إن كل المظاهرات اليوم تبدأ بالغياثر لا بالطبول... لكن ما يضع الشيوعي الأخير بمأزق هو: من سيسمعه إذا غنى؟ إن كانت الكلمات من قرنين أو من لحظة أو من زجاج. من سيسمعه إذا غنى؟" (سعدي يوسف، الشيوعي الأخير يعدل في النشيد الأممي، لندن، 22_06_2006)




#صلاح_الداودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوريغرافيا المذبوحين 2
- كوريغرافيا المذبوحين
- نحو -جمهورية الجماهير- أو الجمهور كواقعة ما بعد ديموقراطية


المزيد.....




- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - سينمائيو تونس، مزيدا من الجهد لو سمحتم