أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - الابيض الاسود














المزيد.....

الابيض الاسود


صلاح الداودي

الحوار المتمدن-العدد: 2578 - 2009 / 3 / 7 - 06:19
المحور: الادب والفن
    



في الغياب
يعرف القلب الاسود من الأبيض
ينفصل عن نصفيه ويقف بينهما كوادٍ بين بحرين
ويبكي علي الحياد
يواسي الحياد

في الغياب
يفصل قلبي الحب عن الاّحبّ
كي لا يشعر احد النصفين بان احد النصفين غاضب
في الغياب

انشطر اثنين
إجلالا للّحظة الأولي
انشطر اثنين في الغياب
ليضحك الأمل
فلا يحرم من الألف والآم
ولا تأخذ الآم مكان الميم

في الغياب
أؤمن أكثر بك
كي لا أعطّل القدر

في الغياب
أنت سنّة في قلبي وفرض في عينيّ
و الحكم للشعر

في الغياب
اقضم اللغة كي لا تقول عنك شيئا في غيابك
وفي الغياب تبكي اللغة في ثيابك
وتمسح دمع غيابك في غيابك

في الغياب
افطم الذكريات
ليبقي الحب حبيبي
ويبقي حليبا
فلا يفسد ولا يبرد
ولا يحب و لا يكره

في الغياب
افرح بالاثنين مرّتين
قلة الشعر كي لا اكتب
و تعب القلب كي لا أحب

في الغياب
تأتي العبارة ناقصة فلا أكملها
فاني أخاف أن تبقي معلّقة في السماء
واخشي لو يحفظها احد فتصبح خالية من اليقين والحميميّة ,كالغناء
و تأتي هاربة من الشعر فلا اخطفها
فاني أخاف عليك من نبضة زائدة أو سابقة
ومن رقصة زوربا

في الغياب
أطلق سراح الأمنيات
كي لا تقلق منّا
فانا في المعاني عصاميّ ولا أعوّل علي شيء
كذلك في الأماني

في الغياب
أنت أغنيتي
أغنية الحب لا أغنية الغياب

في الغياب
افرح بكل شيء
كي يعاودني كل شيء بلا عتاب

في الغياب
أسبقك إلي قلبك
فقلبي أنا ضيف خفيف يأتي ويذهب
وقلبك أنت هو الأول هو الأصلي

في الغياب
تصبح المعجزة مجرد هدية والهدية أصعب معجزة

في الغياب
أصبحت خدود طفلتنا البكر "حب" مشمشية كما تمنيت
وبعث لي "حبيب" بطاقة ولادته
انه مشمشي العينين كذلك
طري الأنف كحبة تين
واسع الحاجبين كأنه ابن نسر
أليف الصوت كأنه أنت
رقيق الشفاه صغير الفم كحبة توت
وبين كتفيه ابتسامتين لم افهم لماذا هما لك الاثنتين
قال يريد أن يخطب نورسا
الرأي رأيك فانا لا اضمن إلا قلبي
الرأي له يحب من يحب علي أمّه
في غيابك
أتغطي بحلقك
و الحبر حبرك كلما غصّ و فاض سكبته علي اسمك
الشعر جسمك
وجسمك أحشاء القلب عند الغياب
رطب يحمرّ كلّما مرّ في المنام بين شفتيك cerisesكرز
والقلب
يمرّ بكفّ فراشة كلما مسّك فرح
صار ورديّا عذبا
فراولة جبليه
تتساقط عليك فجأة من السماء

في الغياب
يمتلئ بنا المستقبل أكثر
ويتمني لو يٌغرقٌ الغياب أكثر وقتا
ليجد ماذا سيهدينا يوم تصير حياتنا كاملة من دون أسراره
وليتحمّل واحد وعشرون كوكبا يعدّون لنا قبلة واحدة من مهد اللقاء إلي مهد اللقاء
فبعد الغياب يولد الصباح مرة واحدة
يأتي الليل مرة واحدة
و يخلق القلب دفعة واحده

في الغياب
اكتب هكذا
مرة واحدة دفعة واحده
اكتب للحب لا اكتب للشعر شعرا
ولا اكتب نفسي لنفسي
و لكن لك أنت أنا
وأنت بنفسي أنا أنت
وأنا في نفسين أنت
فقلب بقلب وروح بروح

في الغياب
يسقط الإيقاع من القلب فيصبح شعرا
و يسقط الإيقاع من الشعر فيصبح حبا

في الغياب
يكون الشعر عجز الحب عن الممكن
والحب
عجز الشعر المستحيل
فعند الغياب
يعجز الشعر
و يٌعجزٌ الحٌبٌّ الغياب
زيدي غيابا إذا يا حبيبة القلبين
زيدي فانا و أنت أنت يا حبيبة القصيدين زيدي في الغياب

ففي الغياب
يقول الشعر للحب أنا الحب

وفي الغياب
يقول الحب للشعر أنا الشعر

في الغياب
تنقذين حياتي من الأسود والأبيض
وانجوا بمعجزه

في الغياب
يقول الأبيض للأسود أنا الأسود
ابيض العينين
ابيض الشعر
ابيض الشفتين و اللسان
ابيض الدم ابيض الليل
ابيض النار
ابيض العمر ابيض الوحدة ابيض الرّحله
ابيض الشمس ابيض القمر
ابيض الأرض
ابيض الرمان
ابيض النحل
ابيض الوطن
ابيض الذهن
ابيض اليأس ابيض المستحيل
ابيض اللحن ابيض الفحم
ابيض القلب
ابيض الحلم ابيض الوحي
ابيض الغيب
يقول الأسود للأبيض أنا الأبيض
اسود السكر
اسود الملح
اسود البرق اسود الضوء
اسود اللوز اسود الحمام
اسود العشب اسود الماء
اسود القبر
اسود الزجاج اسود الثلج اسود الهواء
اسود الياسمين اسود القطن
اسود السنابل اسود الصحراء
يقول الأبيض للأبيض أنا الأسود , الأبيض- الأسود
يقول الأسود للأسود أنا الأبيض, الأسود-الأبيض
في الغياب وعند الغياب وقبل الغياب و بعد الغياب

صلاح الداودي
تونس :الجمعة 5 مارس 2009



#صلاح_الداودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل اساس مادي للغيرية :المشترك
- بلا اعضاء
- الغصن الذهبيّ,غزة 2009
- حملُ الاطفال
- وطني....
- غزّا غراد
- ضحايا وقتلى ام ابطال وشهداء
- هجرة الحواس
- سينمائيو تونس، مزيدا من الجهد لو سمحتم
- كوريغرافيا المذبوحين 2
- كوريغرافيا المذبوحين
- نحو -جمهورية الجماهير- أو الجمهور كواقعة ما بعد ديموقراطية


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - الابيض الاسود