أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خضير حسين السعداوي - اليسار والحراك السياسي في العراق















المزيد.....

اليسار والحراك السياسي في العراق


خضير حسين السعداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2607 - 2009 / 4 / 5 - 09:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حركة اليسار في البلاد العربية عموما وفي العراق خصوصا لا نذيع سرا إذا قلنا أنها أفكار مستوردة جاءت مع موجة الغزو الأجنبي العسكري والفكري للبلاد العربية والذي بدا مع الثورة الصناعية في الغرب وما رافقها من تحولات سياسية واجتماعية وفكرية غيرت البنى الأساسية لتلك المجتمعات وبروز طبقات جديدة قائدة لهذه المجتمعات وانقراض طبقات أخرى، إن الثورة الصناعية في الغرب لم يكتف أثرها في تطور الاله والمخترع الذي روض الطبيعة للإنسان وإنما شمل كافة مجالات المعرفة الإنسانية فظهرت النظريات والفرضيات العلمية والاجتماعية في التحليل ومعرفة حركة المجتمعات وتطوراتها ومن ضمنها التحليل التاريخي ومحاولة دراسة حركة المجتمعات وإيجاد آليات علمية لتفسير هذه الحركة كالمادية التاريخية ومحاولة فهم هذه التحولات وتدرجها في الانتقال من حالة إلى أخرى والأسباب الذاتية والموضوعية التي تتحكم بهذا التحول فظهرت إلى الوجود النظرية الماركسية والتي عالجت الحركة التاريخية للمجتمعات واستطاعت أن تفرض عدة حقب ومراحل مرت أو ستمر بها المجتمعات البشرية حيث افترضت أن بداية المجتمعات كانت تعيش أولى مراحلها أطلق على هذه المرحلة المشاعية البدائية عندما كانت الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج البدائية ثم تلتها مرحلة الرق والعبودية والمرحلة الإقطاعية ثم المرحلة الرأسمالية بعدها مرحلة الاشتراكية وفي قمة هذه المرحلة أي في نهايتها يرجع المجتمع إلى البداية ولكن بشكل متطور وهي مرحلة الشيوعية (( الفردوس الشيوعي )) الذي بشر به كارل ماركس شعوب الأرض والذي يأتي على أنقاض تلك المراحل المتسلسلة ، من هذا الاستعراض التاريخي السريع للأفكار الاشتراكية وما بشرت به ، فكانت الطبقات الفقيرة والطبقة العمالية المناخ الخصب للأيمان بهذه الأفكار والتي تمنيهم ولو على المدى البعيد بان فقرهم واستعبادهم مرهون دوامه والتخلص منه بمدى الاستجابة لهذه الأفكار وتطبيقها ميدانيا انطلاقا من مقولة إن الطبقة العاملة لا تخسر إلا أغلالها عندما تثورعلى الواقع الذي تعيشه في ظل الرأسمالية فظهرت الأحزاب اليسارية في الغرب وكموجه حضارية جديدة وبما أن المجتمعات العربية الغالبية العظمى لشعوبهم وخاصة العراق طبقات فقيرة ومحرومة وفراغ الساحة العراقية سياسيا وفكريا خاصة في بواكير ملامح الدولة العراقية الحديثة والتي تكونت قياداتها السياسية من الجنرالات الذين كانوا يخدمون في الجيش العثماني المهزوم في الحرب العالمية الأولى لذلك نجد الفكر اليساري الشيوعي ظهر في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي بعد أن بدا وهج الأفكار الاشتراكية يتوهج بانتصار الثورة البلشفية العام 1917 في روسيا والتي لم يدر بخلد كارل ماركس أنها ستصبح ميدانا لتطبيق أفكاره لفقرها وكونها بلد زراعي أكثر من كونه صناعي ولا توجد فيها طبقة عاملة يعول عليها لذلك برز الفكر اليساري الاممي في العراق أول الأمر والذي لم يلق رواجا نتيجة طبيعة المجتمع العراقي وما يملكه من ارث إسلامي ولكن بعد الحرب العالمية الثانية وما تبعها من انتصار الاتحاد السوفيتي والحلفاء وانهيار النازية والفاشية كما أن انتصار الثورة الصينية العام 1949 بقيادة ماو تسي تونغ زاد من التوهج والبريق العالمي للفكر الاشتراكي فبدأت الحركات القومية في البلاد العربية تزاوج بين فكرها القومي والفكر الاشتراكي الجديد الذي تربع على عرش الفكر العالمي فظهرت الأحزاب القومية ذات الصبغة الاشتراكية ومن هنا بدا الصراع السياسي في العراق والذي نستطيع أن تجمله بما يلي.
1 فكر يساري شمولي أممي يطبق بطريقة عمياء ما يأتي من مرجعيته الأصلية في موسكو على المجتمعات التي انتشر فيها هذا الفكر دون اعتبار لخصوصيات هذه المجتمعات وارثها الثقافي والحضاري.

2الفكر القومي الذي مزج بين الفكر القومي المتطرف والمفهوم الاشتراكي الجديد حيث اخذ من الفكر الاشتراكي ما يخدم توجهاته القومية المتطرفة وبهذا ظهرت إلى الوجود مفهوم الاشتراكية العربية والتي أرادت أن تطوع قسريا الفكر الاشتراكي ليظهر إلى الوجود نموذجا كركتيريا يؤمن بالاشتراكية من جهة ومن جهة يحتقر القوميات الاخرى التي تعيش معه ويحاول استاصالها .
هذان النموذجان بدا صراعهما بشكل فعلي قبيل ثورة تموز العام 1958 وكان حدوث هذه الثورة بمثابة رفع الغطاء عن هذا الصراع غير المنظور والذي أصبح بعد الثورة واقعا مريرا دفع ثمنه الشعب العراقي وفقد من جراءه أعظم ثورة في تاريخه، إن فترة الستينيات من القرن المنصرم كان الصراع السياسي هو عبارة عن صراع بين الفكر الاممي المدعوم من موسكو وبين الفكر القومي الاشتراكي المدعوم من عبد الناصر وما سلسلة المؤامرات والانقلابات التي فشلت أو نجحت ما هي إلا تمثيل لهذين التيارين المتصارعين حيث ختم هذا الصراع بوصول التيار الثاني إلى السلطة عبر انقلاب العام 1968 ووصول البعثيين إلى السلطة مرة أخرى ورغم حالة الهدنة المؤقتة لهذا الصراع للفترة من 1968 ولغاية1978 وظهور التحالف الجبهوي الهزيل العام 1973والذي مكن الخط الإجرامي في حزب البعث أن يتولى زمام السلطة ليقود العراق إلى سلسلة الكوارث التي حدثت ومنها ابادة حلفاء الأمس وحسم الصراع لصالحه ، إن حالة الصراع والعداء ومحاولة المتصارعين الاستيلاء على السلطة وبأي ثمن انطلاقا من إيمان المتصارعين بتمثيلهم للشعب العراقي (( وكل يدعي بوصال ليلى )) إضافة إلى الإهمال المتعمد لرأي الشعب العراقي وتطلعاته في بناء نظام ديمقراطي تعددي يحتضن الجميع دون مسميات حزبية عمق خط الفقر والتخلف الذي مني به هذا الشعب وأدى إلى تأخره عن ركب المجتمعات المتحضرة بما يملكه من ثروة مادية وبشرية وارث حضاري يمتد إلى أكثر من ستة آلاف سنة .
لذلك لا نستغرب أن يمنى التيار اليساري في العراق بهذه الهزيمة ألمنكره ليس في نتائج الانتخابات الأخيرة والتي أظهرت مدى عزوف الناس عن اليسار والاشتراكية وإنما في تقزم هذا الفكر وعزوف الناس حتى مجرد التفكير في قراءة هذه الأفكار وتنظيراتها ونظرة بسيطة إلى ما ينتج فكريا في مجال الإصدارات الجديدة لا تجد إلا قليلا من المطبوعات أو الإصدارات بعد أن كانت تملا المكتبات العالمية و التي تبحث في هذا الفكر وتحول إلى أشبه بديانة قديمة منقرضة لا تجد إتباعها إلى في مناطق معينة لهم طقوسهم واهتماماتهم الخاصة ، إن ما طرحته أعلاه ليس تشفيا بهذا الفكر ولكن أملته الوقائع والقراءة المتأنية للحراك السياسي والفكري بعد العام 2003 وما افرزه أو سيفرزه من متغييرات على الساحة العراقية وظهور تيارات واتجاهات فكرية لم يكن يحسب لها حساب سابقا





#خضير_حسين_السعداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرشحو الانتخابات والامتيازات الحكومية
- مشكلة المشاكل
- التعليم الحكومي والتعليم الاهلي والتمايز الطبقي
- شعر الابوذية هوية الجنوب العراقي
- عظمة الديمقراطية
- ثورة الزنج في البصرة قراءة معاصرة
- مجد تحت التراب
- الاتفاقية الامريكية والقلق العراقي المشروع
- مكرمة الرئيس
- هيبة القانون
- الراية البيضاء
- كركوك والنفط
- العراق من النفوذ السوفيتي إلى الهيمنة الأمريكية
- اذاعة بغداد والانقلابات العسكرية
- حواء البرلمانية والمهمات الصعبة
- نصفق اولا نصفق للمعاهدة العراقية الامريكية
- سلم الرواتب الجديد وهواجس التضخم
- العشائر والسلاح في جنوب العراق
- العراق وسايكس بيكو الامريكية
- عرس في قرية جنوبية


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خضير حسين السعداوي - اليسار والحراك السياسي في العراق