أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلمان النقاش - المالكي للنزاهة: هذه ذمتي














المزيد.....

المالكي للنزاهة: هذه ذمتي


سلمان النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 2587 - 2009 / 3 / 16 - 04:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في بيان صادر عن هيئة النزاهة ، اعلنت فيه ان رئيس الوزراء نوري المالكي قدم الاستمارة الخاصة بكشف مصالحه المالية ، ليكون اول رئيس وزراء عراقي يكشف عن ذمته المالية، كما بينت الهيئة ان اقدام رئيس الوزراء بتسليم هذه الاستمارة جاء تطبيقا لنظام كشف المصالح المالية الذي يجسد برنامج للافصاح عن الممتلكات والاموال المنقولة وغير المنقولة للموظفين المشمولين به من كبار موظفي الدولة،بضمنهم رئيس الوزراء والوزراء والمحافظون والقضاة ومن هم في درجة مدير عام فما فوق كما يشمل الرتب العسكرية من رتبة نقيب فصاعدا وغيرهم .
وعلى ما يبدو ان هذا النظام او البرنامج هو اجراء يهدف الى تحصين المسؤول وامواله مهما كان حجمها ، فان مسألة الكشف عنها يجعل حركتها انكماشا او نموا تحظى بمشروعية اجتماعية واخلاقية، فالمسؤول او المتصدي الى منصب قيادي معين شأنه شأن كل فرد من افراد المجتمع يحصل على دخل تحدده طبيعة مهامه المناطة اليه وفق ضوابط متفق عليها وهذا الدخل من شأنه ان يتصرف به بما يتيحه له من امكانية تحسين وضعه وذويه بما يراه مناسبا لمستقبله، لكن وجوده في مستوى المسؤولية يضعه امام استحقاق اخلاقي لما انيط به من امانة من نوع ما فرضها عقد مبرم بينه وبين مصالح المواطن ، ولم يعد بالامكان عمليا التخلي عن العقد المبرم بين المواطن ومن هم في السلطة التي اختارها كي تدير شؤونه، فهذا العقد هو تفويض جمعي شرع حينما كان افراد السلطة لايتميزون عن الاخرين في الجنس او الدين او العرق او القومية او المكانة او الطبقة، ومن خلال هذا العقد ايضا تمكنت الشعوب من اجبار حكامها على التمسك بقواعد قانونية واخلاقية لادارة الشأن العام وصولا الى الاستقرار والعيش الكريم لكل مكونات الشعب ، فهو حجر الزاوية في البناء السياسي والاجتماعي والحقوقي، وحين تحددت الطريقة التي يصل بها الراغب في ان يكون ضمن ادارة مصالح الناس صار من اللازم توفر ضمانات تحفظ الامانة التي اودعت اليه، ذلك لان ادوات السلطة هي انساق من الامكانيات والانظمة والقوانين والصلاحيات لا تتوفر الا لمن يكون ذو كفاءة وقدرة والاهم حائز على ثقة من يمثلهم .
وتعزيزا لعملية التغيير التي اختارها العراقيون لنمط ادارة حياتهم بعد عام 2003 واتفاقهم على قانون اساس مرن وقابل للتجديد يحدد العلاقة بين المواطن ومؤسسات الحكم حيث اقر كدستور دائم باستفتاء شعبي عام 2005 شرعت على اساسه القوانين والانظمة الضامنة لهذه العلاقة ومنها برنامج كشف المصالح المالية للمسؤولين والدرجات الخاصة ضمن قانون عمل هيئة النزاهة : الجهاز المستقل الذي يتولى تنفيذ وتطبيق برامج مكافحة الفساد والتي تساهم في تعزيز ثقة الشعب في الحكومة العراقية من خلال قيام المسؤولين بالكشف عن مصالحهم المالية وعن ظريق تنمية ثقافة في الحكومة والقطاع الخاص تقدر النزاهة الشخصية واخلاقيات الخدمة العامة والخضوع للمحاسبة.
ان قيام رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة بالكشف عن مصالحه المالية يمثل درجة كبيرة من الثقة حصلت عليها هيئة النزاهة من خلال التنفيذ المبرمج لحماية المال العام والخطوات المشتركة التي ساهمت فيها المؤسسات الرقابية بقوانينها الفاعلة( ديوان الرقابة المالية – مكاتب المفتشين العموميين- هيئة النزاهة) وما يمثله ايضا البرلمان العراقي من سلطة رقابية عليا مثلت بلجنة النزاهة فيه اضافة الى استحداث اللجنة المشتركة العليا لمكافحة الفساد ، وقد جرى ايضا تكثيف الجهود وتطويرها تمخض عنها انضمام العراق الى اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد والتي تفتح افاقا للتفاعل مع برامج مكافحة الفساد الدولية والاستفادة من الجهد الدولي في ملاحقة المفسدين مهما وصلت درجة تموييهم للحقائق ، كما ان هناك مشروع قانون لمكافحة الفساد في العراق يتماشى مع مواد الاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد اخذ طريقه نحو التشريع والعمل بموجبه ، كما ان التغير في نمط ونشاط منظمات المجتمع المدني الفاعلة والمساهمة في رفد الجهود المتجهة للحد من ظاهرة الفساد في كافة توجهاتها المهنية والابداعية والنقابية والتغير في الخطاب الاعلامي للمؤسسات الرقابية والكف عن الترويج لقضايا الفساد ضمن مراحل التحقيق ساهمت في ان تشرع الابواب للانطلاق نحو مشاريع الاعمار التي اتضحت معالمها بعد التحسن الامني الكبير الذي طرأ على الواقع العراقي اذ شهد العام 2008 وما تلاه تنافسا كبيرا وجادا من قبل الشركات العالمية للاستثمار في العراق .
العجلة تدور دورة اسرع والامل في ان تكون الشعارات بغض النظر عن مروجيها حقيقة تكاد ان تلمس ، فعلى المسؤول ان يدرك ان عين المواطن اصبحت اكثر اتساعا واكثر دقة في الملاحظة ، لانه بات يعي بشكل اكيد اهمية دوره في وجود المسؤول بمكانه ، وهذا ما اكدته الانتخابات المحلية الاخيرة اذ ان الناخب كان يعي تماما ماذا ينبغي عليه فعله ازاء صندوق الاقتراع، وهذا يعني ان يرى في نفسه مسؤولية لاتقل عن مسؤولية من يتصدى لاي منصب كان .. وعليه فهو يطالب دوما ان يعرف ماذا يحصل وكيف يحصل ولماذا.
ان الكشف عن المصالح المالية هو حجر اساس يضعه المواطن والمسؤول للحماية المتبادلة بينهما، ولتكون منصة توضع عليها الامكانيات والقدرات والكفاءات لتصان الامانات.
هاهو المالكي يعلن من خلال الاستمارة المنظمة من قبل هيئة النزاهة عن ذمته، ليبادر الاخرون ويوطدوا ثقة الشعب بهم فالمنصب يحتم الاعلان عن الذمة لتحفظ الحقوق للجميع ، كما ان البرنامج اي برنامج الافصاح هذا يرتب على الممتنع عن تقديم تقريره: ايقافه عن العمل طبقا لاحكام القسم(8) من القانون النظامي الملحق بالامر(55) لسنة 2004 كما جاء في بيان هيئة النزاهة.



#سلمان_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجال الاسترخاء
- الكوتا
- مصنع الرأي
- المفتش العام
- قوة الجيش مهمة وطنية
- الفساد بين والواقع والتضخيم
- الصوت الانتخابي.. كمشروع سياسي
- الانسان .. مهمة وطنية
- هيبة الدولة.. والصراعات الجديدة
- تناقض التغيير
- النزاهة في مركز الاحداثيات
- افول الرومانسية الثورية
- تحية للحوار المتمدن في عيده السادس
- رواتب المناصب العليا والتساؤلات المطروحة
- التوافق: خطوة للامام خطوتان الى الوراء
- الاسس الامريكية للفساد في العراق
- انحراف الخط النضالي في العراق
- تحديات الخيار الديمقراطي
- الطريق الى النزاهة
- جدلية الوعي السياسي.. المفهوم والممارسة


المزيد.....




- مشتبه به يرمي -كيسًا مريبًا- في حي بأمريكا وضابطة تنقذ ما دا ...
- تعرّف إلى فوائد زيت جوز الهند للشعر
- مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم ...
- مسؤول إسرائيلي: العملية العسكرية في معبر رفح لا تزال مستمرة ...
- غارات جوية إسرائيلية على رفح.. وأنباء عن سماع إطلاق نار على ...
- من السعودية والإمارات.. قصيدة محمد بن راشد في رثاء بدر بن عب ...
- شاهد.. أولى الدبابات الإسرائيلية تسيطر على الجهة الفلسطينية ...
- هل انتقلت الحرب الروسية الأوكرانية إلى السودان؟
- فيديو: ارتفاع حصيلة القتلى جرّاء الفيضانات والأمطار في كينيا ...
- فيديو: آلاف المجريين يخرجون في مظاهرة معارضة لرئيس الوزراء ف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلمان النقاش - المالكي للنزاهة: هذه ذمتي