أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان النقاش - افول الرومانسية الثورية














المزيد.....

افول الرومانسية الثورية


سلمان النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 2153 - 2008 / 1 / 7 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد الحرب العالمية الثانية والانتصار الذي حققه الحلفاء والمعسكر الاشتراكي على النازية والفاشية اتجه الصراع بين الاضداد الى مسارات ادت بالمحصلة الى تقدم ملموس من ناحية الانجازات والتشريعات التي رسخت الطابع الانساني لحركة تطور المجتمعات واسست لثقافة النضال الطامح لتكون صورة الوجود خاضعة لعقلانية تطور الفكر الانساني . ونحن نقصد بالانسانيه هنا هي نتاجات الفكر المنعكس من خلال تطور حركة الانسان وتقنينها وتشكيل صورة لعلاقات اجتماعيه تواكب هذه الحركه ؛ ويبدو ان السبب الرئيسي في تكوين هذا الاتجاه هو ان هذا الصراع كان محصورا بين أعلى مستويات النتاج الفكري الذي مثله التطور التكنلوجي والحضاري للرأسمالية والذي قابله بالتوازي نتاج تكنلوجي وحضاري للاشتراكية ، وهذان النمطان وان لم يلتقيا من الناحية الحتمية لتطور الحركة التاريخة لنشاط الانسان الا انهما قد يلتقيان من ناحية تاثير ادواتهما على نمطية العلاقات من ناحية التحرر من القوالب المكررة او الجامدة للمجتمع، وبدا ذلك واضحا من خلال تحقيق انجازات كبيرة كانت نتيجة للمنافسة بين التيارين ليؤكدا صحة نهجيهما ، فالاتجاه الاشتراكي كان يشدد على مسألة الضمانات الانسانية كالمساواة والقضاء على التمايز الطبقي والعنصري والمساواة بين الرجل والمرأة واحقية الانسان في العمل وتقرير مصيره وتعدت هذه الاهداف مرحلة الشعارات واصبحت حقيقة واقعة في جميع البرامج السياسية المتبعة في الانظمة ذات النهج الاشتراكي او اللارأسمالي مما حدا يالرأسمالية وانظمتها وكجزء من دفاعاتها في الصراع الدائر مع الطرف الاخر وبرغم تناقض هذا الاتجاه مع الهدف الرئيسي لها المتمثل باعظم فائض للقيمة ان تنزع في هذا الاتجاه ايضا بالاستناد الى ان نقض النقيض وتتابعه يحمل الجديد الحتمي وجزء من القديم الذي اسس لقيامه وكانت نتيجة هذه المنافسة ان شرعت اعظم القوانين في القرن العشرين التي ضمنت الخيار الانساني في نشاط الانظمة كالاعلان العالمي للحقوق الانسان وقوانين حماية الطفل وتقليص يوم العمل ونحسين ظروفه والغاء قوانين الفصل والاستغلال العنصري وحماية المرأة ومشاركتها الفاعلة في الجتمع كذلك قوانين حماية اللبيئة وراحت صور الحياة تتجه اكثر نحو الاختزال والجمال وتنامي الذوق الرفيع واصبحت ادوات الانسان اكثر اناقة وفائدة وصار النضال لجعل وقت الفراغ اكثر متعة من خلال المهرجانات السينمائية والمسرحية والرياضية و وراحت الافكار اللاعقلانية تنحو نحو الضمور او التعامل معها كتراث ثقافي تفرضه حالة التطور و الانفتاح الذهني .
واليوم وبعد افلتت ادوات السلطة من قبضة الداعين الى النظام الاشتراكي تفرد الضد المقابل واسرع باطباق سيطرته على ميزان القوى وليكون عالمنا اليوم `ذا قطب واحد ، غير ان هذا القطب تطور هو الاخر ولم تعد ادوات الوصول الى اهدافه كما هي وتحولت معظم تحركاته من مفاهيم الاستعمار والامبريالية والاحتكارية الى مستجدات اخرى افترضت حالة من تعميم التكنلوجيا وما يصاحبها من علاقات انتاج جديدة بحاجة الى طاقات كل الارض والبشر فظهرت العولمة وتصدير الثقافات الطابعة لافق الاستهلاك ، واصبح العالم اكثر سهولة لانتقال المشاريع دون حاجة لفتح البلدان بواسطة الحملات العسكرية وعمليات الاحتلال المباشر ولكن السرعة الفائقة لهذا التطور اصتدمت ايضات بمعوقات الثقافات وبقايا الطواغيت الذين انسلوا الى دفات الحكم ايام الرومانسية الثورية التي قادتها الحركات الثورية في العالم الثالث ابان التحرك المدعم من المعسكر الاشتراكي مما خلق نوعا من النفور من قبل الانظمة لهذه الدعوة الموجهة للشعوب بتبني فكرة الديمقراطية والليبرالية وكواحد من اساليب الدفاع عن النفس استفحلت فكرة العودة الى الاصول لمقارعة هذا المشروع ، وهذه الاصول لها حواضن خصبة في المجتمعات التي عانت صنوف القهر والاستعمار والتخلف فعاش انسانها حالة من الاغتراب والضياع بين سندان قمع السلطات وتخلفه الكبير مما حدا بالكثير من شبابه الى التمسك بدعوات الاصول لتثبيت جدوى وجوده والخلاص من البؤس والضياع مما حدا بهذه الانظمة الى تغذية حواضنها والعمل على تصديرها بداية كما حدث في افعانستان اذ تعالت الاصوات صراحة للجهاد هناك من قبل مؤسسات رسمية في كل من السعودية والعراق وفلسطين وسورية وعندما ترسخت هذه الافكار واخذت طابع التنظيم السياسي والعسكري اصبحت تمثل المعادل او المقابل الثقافي والاجتماعي والعسكري للتوغل الغربي واخذت بعدا خطرا بات يهدد المراكز الحضارية في العالم حتى اذا انهارت ناطحات المركز التجاري العالمي ووزارة الدفاع الامريكية بفعل القنابل البشرية المؤسس لها من هذه الحواضن صار من المفروض التدخل عسكريا مرة اخرى لقطع دابرها فسقطت طالبان والقاعدة في افغانستان وسقط صدام في العراق وتمترست القوة العسكرية المؤتلفة في الشرق في حوض الخليج العربي
واعلن صراحة عن مشروع تصديرالديمقراطية وان لم تصل هذه المجتمعات في تطورها التاريخي لتقبل هذا النظام وحدث الاختلال الكوني في الاقتصاد والسياسة والثقافة حتى ابتليت شعوبنا بهدف الرأسمالية الباحث عن المال وهدف الاصولية الباحث عن الموت واصبح الانسان هنا مشروعا مباحا لا سبيل امامه الا التكيف والقبول قسرا بالمتاح وهاهي تجربة العراق تحكي ترجمة ما قلناه ان لم نكن مبتعدين عن الحقيقة








#سلمان_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية للحوار المتمدن في عيده السادس
- رواتب المناصب العليا والتساؤلات المطروحة
- التوافق: خطوة للامام خطوتان الى الوراء
- الاسس الامريكية للفساد في العراق
- انحراف الخط النضالي في العراق
- تحديات الخيار الديمقراطي
- الطريق الى النزاهة
- جدلية الوعي السياسي.. المفهوم والممارسة
- الاستثناء والقاعدة .. غي ثقافة الاختلاف
- النزاهة .. طريق اقصر لدولة الرفاه


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان النقاش - افول الرومانسية الثورية