أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - جاسم الحلفي - نحو حملة واسعة ضد الانتهاكات ومن أجل التغيير














المزيد.....

نحو حملة واسعة ضد الانتهاكات ومن أجل التغيير


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2577 - 2009 / 3 / 6 - 10:43
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


تسعى الدول الديمقراطية الى اشراك المواطن بالشأن العام، وهذا جارِ منذ دولة المدينة في اثينا، وما سواها من تشكيلات دولة المدينة في بلاد الاغريق الى يومنا هذا. وبطبيعة الحال ان طرق مشاركة المواطن في شؤون الدولة عديدة ومتنوعة، وتاتي الانتخابات والمساهمة فيها كاحد الاساليب المهمة، بل هي الاسلوب الامثل لسهولة حساب وتحليل اصوات المشاركين والمقاطعين، واتخاذ ذلك كمعيار يبين قناعة المواطنين في مدى اهمية مساهمتهم لإحداث تغييرات ملموسة.

وعند النظر في انخفاظ نسبة المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في 31/1/2009 يتبين بوضوح ان هناك نسبة كبيرة لم تقتنع بها اصلا، ولم تكترث لنتائجها، وجرى التعبير عن ذلك في حقيقة عدم مساهمة ما يقارب نصف الذين يحق لهم التصويت في هذه العملية. وتعددت مبررات عدم المشاركة. ولكنها تركزت على كون القوى التي ظهرت بقوة وتصدرت الحملات الاعلامية، قد انفقت المال السياسي بشكل واسع، وسلكت طرق غير ديمقراطية، منها الوعود غير الحقيقية وشراء الاصوات. فكان من الطبيعي يتكون الانطباع لدى جمهرة واسعة من المواطنين ان من يسلك هذا السلوك الشائن، وغير الشرعي، لا يمكن ان يحقق التغيير المنشود، خاصة بعد ما شهدته السنوات الماضية من نقص الخدمات وتراجعها، في وقت لم يقدم المتنفذون شيئا، لريفٍ ِتراجع، ومدن عطشت، وصناعة وطنية تعطلت، وبطاقة تموينية تنتشر فضائح عدم صلاحية بعض موادها للاستهلاك البشري، اكثر مما يسمع بتوزيعها بكامل مفرداتها بالوقت المحدد!.

هذه القوائم التي، بدلا من ان تقدم برامج محلية، تفصّـل فيها عدد المدارس التي ستبنى، وعدد الاطباء لكل مستشفى، وكم محطة تنقية مياه ستنصب، وكم أمبير كهرباء سيحصل عليه كل بيت، بدلا من ذلك وسواه قدم الكبار في مسؤولياتهم الحكومية شعارات عامة، تصلح لكل زمان ومكان، لكنها لا تصح اطلاقا لتنمية المحافظات. فيما مر المرشحون الاشباح، هم ووثائقهم المزورة، تحت عبارة "الاقوياء الامناء" في وقت سبات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات التي لم تقل شيئا حول ذلك حتى هذه اللحظة. وفي هذا الصدد يكون التساؤل ملحا حول هدف المفوضية من تجاهل ذلك.. هل هو ترسيخ اليأس عند المواطنين، خاصة المتشككين في احداث التغيير وتأكيد تغييب دورهم بالمشاركة في اي فعل للوقوف ضد الانحرافات والانتهاكات، بعد ان قاطعوا الانتخابات، في الوقت الذي يكون هدف الانتخابات هو بناء الثقة عند المواطنين وتعزيزها، من اجل تفعيل مشاركة المواطنين ورفع نسبة مشاركتهم في الانتخابات اللاحقة!

يتحدث الكثير، بحق، عن انتهاكات وثغرات كثيرة حدثت في هذه الانتخابات، منها محاصصة المفوضية، واستخدام المال السياسي، وعدم حيادية وسائل اعلام الدولة واستخدام وسائل ومناصب الدولة ومؤسساتها، وقانون الانتخابات الجائر، وعدم تنظيم الحملات الانتخابية، وغياب قانون الاحزاب، وغياب البرامج المحلية، وتمرير المرشحين الاشباح، وفضيحة الشهادات المزورة، وهذه بطبيعة الحال انتهاكات كبيرة، ستخلف احباطا وجزعا شديدين عند المواطنين، وستترك تأثيرات سلبية على نسبة الاشتراك في الانتخابات اللاحقة، ليس للذين لم يشتركوا في هذه الانتخابات أصلا، بل سوف لن يتحمس للاشتراك في اي انتخابات قادمة من اكتشف انه انتخب "الاشباح المزورين"، لذا يجب ان لا تمر هذه الانتهاكات بصمت، وان مرت بدون مناهضة قوية سيكتب على اي انتخابات قادمة الفشل! وهنا يكمن التهديد ليس للديمقراطية واهمية بنائها وترسيخها، فقط، بل العملية السياسية برمتها.

فإذا كان تواضع مشاركة المواطنين التي عدها المراقبون موقفا سلبيا، مكن الاقلية من التحكم في مجالس المحافظات، فالمطلوب اليوم وبشكل ملح اطلاق حملة لمعالجة كل الانتهاكات، ومنها الموقف من قانون الانتخابات الجائر، والموقف من "الاشباح المزورين".
حملة واسعة الاطار واضحة الاهداف، تستقطب حتى العازفين عن المشاركة في الشأن العام، فان العزوف عن العمل ليس هو الحل، انما الحل يكمن في المشاركة المسؤولة واختيار البديل الاصلح من اجل احداث التغيير.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات... مفوضية -مستقلة- وقوانين غائبة!
- انتخبت بديلا اخر، فلا تستولوا على صوتي!
- المرشحون الاشباح والبرامج المنسية
- الانتخابات: هناك ثمة مفارقة
- المصداقية رهاننا رغم أموال -النهابين-
- فوز الديمقراطيين مرهون بتركيز أصواتهم
- الطريق المفضي إلى الفوز
- المراقب المحلي في الانتخابات
- الانتخابات وتقنيات التزوير
- فعل الانتخابات والمساهمة فيها
- عراقيون تحت مستوى الفقر!
- فضيحة مرتزقة -بلاك ووتر- الجديدة
- مدنٌ ظُلمتْ وتتطلع إلى الإنصاف
- عطش الفاو ما أغربه!
- زيارة الى بقايا الهور
- مراكز استطلاعات الرأي: إتاحة المعلومة ام تزييفها
- إسناد مؤسسات الدولة مسؤولية وطنية
- رُسل التسامح في محنتهم الأخيرة
- يمكن للتضامن تحريك المطالب العادلة
- مشروع -كامل- للدولة المدنية


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - جاسم الحلفي - نحو حملة واسعة ضد الانتهاكات ومن أجل التغيير