أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إكرام يوسف - صعوبة ألا تكون سوى نفسك!














المزيد.....

صعوبة ألا تكون سوى نفسك!


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2566 - 2009 / 2 / 23 - 10:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما تختار ملء إرادتك ألا تصبح سوى نفسك؛ كن مستعدا لدفع ثمن كونك لست على فاتورة أحد، ومن ثم فأنت عرضة لسهام الجميع دون نصير. وقتها لن يحق لك أن تشكو أو تتململ، أنت من اختار!.
فإذا استخلصت مما قرأته من دروس التاريخ أن مصر كانت عبر الزمان درع جيرانها، الذين شكلوا طوال التاريخ السند والمدد لمنعتها. ورأيت ضرورة قيام تكامل وتحالف بين بلدان العرب، وطالبت بأن تسعى المحروسة لاستعادة دورها في لم شمل محيطها، سرعان ما تجد الاتهامات جاهزة: امسك.. قومجي! رغم أن درس الاتحاد الأوروبي مازال شاهدا على فعالية التكتلات اٌلإقليمية، دون أي اتهام للأوروبيين بالعنصرية أو الشوفينية.
وإذا ما رأيت في دعاوى التناحر الطائفي، دينيا كان أو عرقيا، كعب أخيل الذي يكمن فيه مقتل الأمة، ودعوت لوطن يتساوى فيه الجميع على أساس المواطنة، كانت الصيحة جاهزة: امسك ..علماني يكره الإسلام!
وعندما ترى في تدهور أحوال البلاد، نتيجة عقود من حكم فاسد ومستبد، أتاح لحفنة من مصاصي دماء الشعوب اكتناز الثروات دون ضابط على حساب لقمة عيش الفقراء، وفرصهم في التعليم والعمل والعلاج والسكن؛ لا تنس أن تهمتك جاهزة ومعلبة منذ زمن: امسك.. شيوعي!
وحين تشتد المأساة لتتجسد في صورة آلاف من الشهداء والجرحى ضحايا عدوان صهيوني همجي على اخوتنا في غزة، ويرى البعض أن اللوم يقع على حماس وأنصارها، ويسارع للهجوم عليهم أثناء القصف، فترى أن الوقت ليس للمساءلة وإنما لتقديم العون، بعدها يصبح لكل حادث حديث، يشار إليك بإصبع الاتهام: امسك.. إسلاموي، مدافع عن الفاشية الدينية!
وعندما تبدأ التهدئة وتجد الوقت مناسبا كي تؤكد إيمانك بحق الشعوب في المقاومة بكافة أنواعها، وتنتقد في نفس الوقت حرص تيار على الاستئثار بالسلطة وإقصاء الآخرين، وقصر المقاومة وتضحياتها وشهدائها إعلاميا على حماس فحسب دون بقية فصائل المقاومة. وعندما تختار الصراحة مع النفس وتقول إن العدوان الأخير لم يشهد انتصارا للمقاومة الفلسطينية التي تتمنى من صميم قلبك انتصارها؛ ولكنك تكشف عيوبا ينبغي معالجتها، أبرزها التناحر الفلسطيني الفلسطيني،على سلطة وهمية، بينما كان الأولى توجيه الجهود ـ والسلاح ـ نحو الأعداء، سرعان ما تجد من يصنفك في صفوف المتأمركين والمتصهنيين، بل وربما تتهم بالخروج من الملة باعتبار أن "حماس" مقدسة منزهة عن الخطأ، وأن معارضتها محاربة للإسلام في حد ذاته!
وإذا قلت: يا قوم! هناك فرق بين النظام المصري والشعب المصري، ولم يضبط النظام يوما مهموما بمصالح المصريين، حتى نطالبه بالدفاع عن مصالح الأشقاء!. وإذا أبديت غضبا لأن من الأشقاء غوغاء تجاوزوا الهجوم على مصر "الرسمية"، ليتطاولوا في الفضائيات والصحف ومواقع الإنترنت على مصر "الشعبية"، ويعاني المصريون العاملون في بلاد الأشقاء المهانة وجرح الشعور والهجوم المبتذل، فيكتب أحدهم في سياق هجومه"المصريون كلهم فراعنة إلا من أدبه الله بالإسلام"، أو يهان زميل ويصفه أحد الأشقاء بأنه "ابن القاهرة"! ، ويكثر الاستشهاد بمقولة نسبت لعمرو بن العاص يسب فيها شعب مصر رجالا ونساء، وعندما يستشهد أحد بقول الرسول الذي هو سيد عمرو بن العاص في "أقباط مصر"، يسارعون للتشكيك في صحة الحديث بينما يتمسكون بصحة أحاديث البول والرضاع!. وحين تظهر استياءك من سب الغوغاء لأهلك ، تجد إصبعا مرفوعا في وجهك: امسك.. أنت إذا تدافع عن حكم فرعوني عميل!
وفي الحقيقة لا أرى مفارقة بين كونك تعارض النظام الحاكم في مصر وترى فيه أعلى مراحل الفساد والاستبداد والتفريط في حقوق الوطن والعباد، ثم ترى في نفس الوقت أن الإخوان ليسوا البديل الصحيح، لكنك ترفض تزوير الانتخابات ضدهم ومحاكمتهم عسكريا. وليس هناك تعارضا بين الإيمان بحق الشعب الفلسطيني في ممارسة كافة أشكال المقاومة لتحرير أرضه، وبين التحذير من استئثار فصيل واحد بالقضية والتعمية على تضحيات الآخرين واختزال القضية الفلسطينية كلها في قطاع غزة؛ والتنبيه إلى أن سياسة الإقصاء التي يحرص عليها هذا الفصيل لن تسفر إلا عن مزيد من التمزق وفقدان البوصلة الحقيقية للمقاومة والتحرير.
ولا يوجد تناقض بين معاداة الرأسمالية المتوحشة وربيبتها الصهيونية، وبين إصرارك على أن التجربة أثبتت عجز السلطة الفلسطينية الحالية، عن تحقيق آمال شعبها وانتشرت روائح الفساد والتفريط بين صفوفها، فيما حركة حماس، وإن اكتسبت شرعية في قطاع غزة وحده، يصر قادتها على فرض توجههم بالقوة على مجمل فصائل المقاومة الأخرى وعلى الشعب الفلسطيني بأسره. والاثنان؛ السلطة وحكومة حماس ليسا سوى ثمرة أوسلو التي أثبتت فشلها، فيما يحتاج الشعب الفلسطيني إلى بديل ثالث يحقق تطلعاته للحرية على كامل ترابه.
في مقال سابق ورد إلي تعليقا متتاليان ح أحدهما لقارئ يهاجمني بشدة لأنه رأى أنني أؤيد حركة حماس وحذرني من أن الحماسيين رجعيون وعندما يصلون إلى السلطة لن يسمحوا لأمثالي بالظهور بلا غطاء على الشعر، وجاء التعليق التالي ـ على نفس المقال ـ ينتقدني لأنه رأى أنني أهاجم حماس، و ـ يالسخرية القدر ـ ادافع عن الحكومة المصرية!.. ولم أعرف في الحقيقة، هل أنا لهذا الحد فاشلة في توصيل الفكرة أن أن بعض القراء يصدر أحكامه مسبقا قبل القراءة معتمدا على ما يتوقعه ـ هو ـ من أفكار أدعو إليها؟
التناقض الحقيقي الذي يلمسه كل من اختار ألا يكون سوى نفسه، أن بين المعارضين من هم أكثر ديكتاتورية من الحكام، فهم لا يقبلون سوى انضمامك للقطيع، ولا يهتمون بمناقشة رأيك بقدر ما يبددون الوقت تفتيشا في بطاقة هويتك، وبعدها يحددون ما إذا كانوا سيؤيدون أو يرفضون ما تقول من أفكار قبل أن يقرأوها!.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشتومون في الأرض!
- غزة قبل عشرة أعوام 2-2..البديل الثالث
- لا وقت للمزايدة.. الكل مدان
- قبل البكاء على لبن يسكب
- الآن، وليس غدا
- المثقف المخملي .. وأولاد الشوارع
- -الباشا-.. عريس
- سلمت يمينك يا فتى!
- سلمت يمينك يافتى!
- الفتى -الحي-.. وتجفيف المنابع!
- ألف رحمة ونور!
- بص.. شوف العصفورة!
- أعذر من أنذر!
- ارفع رأسك .. أنت سعودي!
- -كرسي في الكلوب-.. أو،عندما ينقلب السحر على الساحر
- الطفلة التي فضحتهم!
- -بهية- هذا الزمان!
- الدكتور محمد.. وأصحاب المولد!
- أزهي عصور الفساد
- متلازمة -الغباء المصاحب للكرسي-


المزيد.....




- وزير الدفاع الإسرائيلي ردا على تصريحات بايدن: لا يمكن إخضاعن ...
- مطالبات بالتحقيق في واقعة الجدة نايفة
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينتج برامج تلفزيونية ناجحة في ال ...
- سويسرا: الحوار بدل القمع... الجامعات تتخذ نهجًا مختلفًا في ا ...
- ردًا على بايدن وفي رسالة إلى -الأعداء والأصدقاء-.. غالانت: س ...
- ألمانيا ـ تنديد بدعم أساتذة محاضرين لاحتجاجات طلابية ضد حرب ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة هندسية إسرائيلية في رفح (فيد ...
- موسكو: مسار واشنطن والغرب التصعيدي يدفع روسيا لتعزيز قدراتها ...
- مخاطر تناول الأطعمة النيئة وغير المطبوخة جيدا
- بوتين: نعمل لمنع وقوع صدام عالمي


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إكرام يوسف - صعوبة ألا تكون سوى نفسك!