|
جريمة الإنكار وإنكار الجريمة!
جواد البشيتي
الحوار المتمدن-العدد: 2566 - 2009 / 2 / 23 - 10:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وكأن إسرائيل التلمودية، والتي اتخذت من الكوميدي ليؤور شلاين لسانا لها لترد الصاع صاعين لمنكري الهولوكوست من مسيحيي العالم، لم يتناهَ إلى أسماعها "الخبر"، الذي بثته وكالة "آكي" الإيطالية، والذي جاء فيه أن الفاتيكان قرر، أخيرا، أن "من ينكر محرقة اليهود (الهولوكوست) ينكر الله".
حتى زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر لمعسكر "آوشفيتز" النازي، والتي أنكر في خلالها كل إنكار لما أسماه "حقيقة مأساة ملايين اليهود".. وحتى قرار المجمع الفاتيكاني الثاني تبرئة اليهود من تهمة قتل المسيح، لم تشفع له، ولا للفاتيكان، ولا لمئات الملايين من المؤمنين المسيحيين في كل أنحاء العالم، فجوهر الإيمان الديني المسيحي مسخته دولة التلمود، بعنصريه "الميشناه" و"الجمارا"، عبر البرنامج الهزلي، الذي بثته القناة العاشرة، والذي قال فيه معد البرنامج ليؤور شلاين: "المسيحية تنكر الهولوكوست؛ ولقد قررتُ أن أرد لها الصاع صاعين.. مريم العذراء لم تكن عذراء، والمسيح لم يمشِ على مياه بحيرة طبرية، فهو كان بديناً، يخجل من بدانته، التي تسببت بموته وهو صغير السن..".
تجرؤ البابا على مساواة إنكار الهولوكوست بإنكار الله، وقرار المجمع الفاتيكاني الثاني، من قبل، تبرئة اليهود من تهمة قتل المسيح، وغير هذا وذاك مما قاله وفعله الفاتيكان توصلاً إلى مصالحة تاريخية بين المسيحية واليهودية، لم يغفر له، ولا للفاتيكان، "الإثم الأعظم"، بحسب وجهة نظر ممثلي "دولة العهد القديم"، وهو قرار الكنيسة الكاثوليكية رفع عقوبة الحرمان الكنسي عن الأسقف الجريء ريتشارد ويليامسون الذب أنكر الهولوكوست إذ قال للتلفزيون السويدي: "غرف الغاز لم يكن لها من وجود؛ واليهود الذين هلكوا في معسكرات الاعتقال النازية لم يزد عددهم عن 300 ألف شخص".
أما إذا أردتم دليلا على أن شلاين لم يكن يهزل في قوله فإن خير دليل هو قول مستشار الحاخامية الكبرى في إسرائيل الحاخام دفيد روزن، بعد عفو الفاتيكان عن ويليامسون، إن الأزمة في العلاقة مع الفاتيكان قد بدأت، ولم تنتهِ بعد.
إننا ضد النازية، وضد الفاشية، وضد كل شوفينية، ولا نقف مع هتلر ضد اليهود، فاليهود بصفة كونهم مؤمنين دينيين ليسوا بعدو لنا حتى نقف مع هتلر عملا بمقولة "عدو عدوي صديقي"؛ وإننا لا ننكر الهولوكوست؛ ولكننا ننكر، وينبغي لنا أن ننكر، الرواية المغرضة، والتي فيها يدعوننا إلى تصديق زعم يشبه لجهة تهافته المنطقي زعما من قبيل أن الأرض أكبر حجماً من الشمس، فاليهود الذي هلكوا في الهولوكوست الحقيقي الواقعي لا يعدون بالملايين، وإنما بالآلاف؛ وهؤلاء، وبحسب شهادة الحقائق التاريخية التي لم تفسدها الأغراض السياسية الكامنة في الرواية، لم يهلكوا في غرف الغاز، التي لم يكن لها من وجود، ولم يكونوا إلا نزرا من ضحايا النازية؛ ولقد كان عددهم، بشهادة التاريخ والوقائع التي لا ريب فيها، ولا ينكرها إلا ذوي الأفق اليهودي الضيق، أقل بكثير من عدد ضحايا النازية التلمودية (أي الصهيونية) من الفلسطينيين، الذين، على ما نعلم، لا يمكن اتهامهم أبدا بأنهم كانوا شريكا لهتلر في الجرائم التي ارتكبها في حق بعض من يهود العالم.
الهولوكوست الحقيقي إنما هو ما تعرَّض له الفلسطينيون على أيدي النازييين التلموديين وحلفائهم في الغرب، وفي مقدمهم تلك الإمبراطورية التي ما كانت تغيب عنها الشمس، والتي بفضل وزير خارجيتها بلفور اتحدت خرافة الوعد الرباني لإبرام العبراني بالمصالح الإمبريالية والاستعمارية لبريطانيا، فكانت العاقبة هي تلك الجريمة البشعة التي ارتكبت في حق الشعب الفلسطيني.
ولولا ذلك الوعد البريطاني البلفوري لظل الوعد الرباني لإبرام العبراني مقيما إلى الأبد في مملكة الأوهام التلمودية، ويدرَّّس للتلاميذ الأطفال بصفة كونه أسطورة من أساطير الأولين.
ولو كان ممكنا أن تُشتق السياسة في الغرب من كل ما هو منزه عن المصالح والأهداف الإمبريالية لنطق الساسة هناك بالحقيقة التي لا تشوبها خرافة وهي أن معسكر الاعتقال النازي الشهير "آوشفيتز" لا يقع في جنوب بولندا وإنما في جنوب إسرائيل، أي في قطاع غزة، حيث تأكد بفضل العولمة الإعلامية أن من يستسهل إنكار الهولوكوست هنا لن يستصعب إنكار الله.
إسرائيل التلمودية، وعبر لسانها الهزلي شلاين، رمت البيت المسيحي بحجارة من أوهامها التلمودية، ضاربة صفحا عن حقيقة أن بيتها الإيديولوجي من زجاج، ويمكن أن تكسِّره وتحطِّمه حصى من العقل والمنطق والعلم، فليس من خرافة تجعل القائل بها عرضة للضحك والسخرية كخرافة الوعد الرباني لإبرام العبراني.. "لنسلك أعطي هذه الأرض، من نهر مصريم (النيل) إلى نهر فرات (الفرات)"!
إنهم قاب قوسين أو أدنى من أن يكرهوا العالم على الإيمان بأن الإيمان بالهولوكوست إيمان بالله، ناسين، أو متناسين، أن "التناخ" و"الميشناه" و"الجمارا".. هي الهولوكوست الحقيقي الذي تعرَّض له عقل الإنسان؛ وهل ثمة من دليل على ذلك أقوى من الدليل الذي جاء به بيريز إذ خاطب أحفاد بناة هرم خوفو قائلا من غير أن يشعر بالحياء والخجل إن "التناخ"، أي سفر الأوهام، لمأثرة إسرائيلية تفوق أضعافا مضاعفة مأثرة بناء المصريين القدماء لأهرامات الجيزة!
لم يستطع هذا التلمودي أن يعثر على اثر للهيكل في فلسطين بطولها وعرضها فصب جام غضبه على أهرامات الجيزة، مقيما الدليل على أن أجداده وأسلافه قد عاشوا في بدواة أعجزتهم عن أن يحاكوا حضارة المصريين، فاضطرهم هذا العجز الحضاري إلى أن يأتوا بـ "فضيلتهم العظمى" المسماة "التناخ"!
إننا ندعو، ولينظروا إلى دعوتنا على أنها ضرب من العداء للسامية، ومن الإنكار للهولوكوست، إلى إنهاء حكم الأموات للأحياء في العالم، فالموات الإيديولوجي التلمودي هو الذي يحكم العالم؛ وليبدأ تحرر العالم بتحرير العقل اليهودي نفسه من الأوهام التلمودية، التي خلقها اليهودي القديم على مثاله الاجتماعي والتاريخي، فأعادت خلقه على مثالها!
#جواد_البشيتي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نتنياهو يملك وليبرمان يحكم!
-
-العبثية- في وجهيها!
-
الفلسطينيون بين ليبرمان وأشباهه من العرب!
-
خُبْث اولمرت!
-
الرسالة الجوابية الفلسطينية!
-
-المبادرة العربية- تتمخَّض عن ليبرمان!
-
إذا ما -فازت- استطلاعات الرأي!
-
الأهم من -إعادة بناء- المنظَّمة!
-
أين -الرباعية الدولية- من هذا الحزب الإسرائيلي؟!
-
معركة -إعادة البناء- في قطاع غزة
-
عندما يتكاثر -القادة- وتتلاشى -المرجعية.. فلسطينياً!
-
بديل -المنظَّمة- هو -المنظَّمة-!
-
الرَّجُل!
-
-أزمة التمثيل- هي أُمُّ الأزمات فلسطينياً!
-
إسرائيل تبتني من الجرائم نظرية ردع جديدة!
-
هكذا تحدَّث هيكل!
-
كيف نقف من جرائم الحرب الإسرائيلية؟
-
إنَّها الحرب الأولى بين إسرائيل وفلسطين!
-
غزة.. هي وحدها -القمَّة العربية-!
-
وأعدُّوا لهم ما استطعتم من -قِمَم-!
المزيد.....
-
ريانا تُحوّل السجادة الزرقاء إلى عرض أزياء عائلي وتستعرض حمل
...
-
فضيحة محرقة الجثث.. رماد مزيف وجثث متعفنة تشعل حالة صدمة بال
...
-
مصر.. أول تعليق من السيسي على تصريحات ترامب حول أزمة سد النه
...
-
الجيش السوري يدخل مدينة السويداء وإسرائيل تستهدفه
-
أعلى محكمة ألمانية ترفض شكوى بشأن هجوم مسيرة أميركية باليمن
...
-
المغرب: فرصة ثانية.. عودة الشباب الى مقاعد الدراسة
-
هل دخلت قوات الأمن السورية إلى مدينة السويداء؟
-
العراق.. مريض يعزف على العود خلال عملية جراحية!
-
الجيش الإسرائيلي يقصف القوات الحكومية السورية في السويداء وا
...
-
ما تأثير انسحاب حزب يهدوت هتوراه من الائتلاف الحاكم في إسرائ
...
المزيد.....
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
-
مغامرات منهاوزن
/ ترجمه عبدالاله السباهي
المزيد.....
|