عزيز الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 2566 - 2009 / 2 / 23 - 06:43
المحور:
الادب والفن
كلب جماهيري/
لم ينطبق الاسم على الصفة فأسمه صادق مع انه لم يكن ذاك البتة..
بل إن هيئته البنيوية تجعله مقرفا حتى في شريط الرؤية الأولية له،فكثير من ذوي العاهات بلا عُقد ولديهم صفات محببة إزائها تغطي مظهرية العوق ولكن صاحبنا القصير القامة الأسمر،كان أعرجا ذو وجه منتفخ الأوداج وأصداغ متنافرة وانف مصاب بالتضخم المقيت يثير بسحنته عند مصادفته اليومية كل سخرية الناس فهو كمكنسة البلدية نراها يوميا ونألفها حتى بلا مقبض!
كان اللا صادق رفيقا حزبيا عند الفاشست يتركون له فرصة نقل توصيات الحزب لأصحاب الدكاكين والبيوت،تلك مهمته النبحية الوحيدة:[توجيه، لا ترفعوا أعلاما حسينية بمقدم محرم] – [توجيه أرفعوا الزينة ...عيد ميلاد الحزب]—[ارفعوا الزينة... عيد طهور القائد]—[ارفعوا الزينة.. يوم غسل فانيلة القائد السنوي]—[ارفعوا الزينة... يوم القضاء على محو الأمية!!]
يجمع رسم الملوية—يدعو للندوات الجماهيرية القسرية.....هكذا كان الرفيق صادق رشيقا في التبليغ مع عوقه القدمي وفراغه الفكري المفضوح فهو يعمل كمكوك لوكالة ناسا المحلية لهاث طائر!
أطلقتُ عليه تسمية (كلب) لأنه...إن تتركه يلهث وإن تحمل عليه يلهث وصلته تسميتي وتوصيفاتي عبر المنافقين فضمر لي العتب لا الذبح بنصل تقرير حزبي لأني كنت انفخ أوداجه بنضاله البلدي اليومي!
عاتبني اشد العتاب هكذا يصدر منك لي وصف الكلب؟ تبسمتُ وقلت له يارفيق ،وكان ينتشي بها كشارب عرق بعشيقة الشهير...إنك مناضل متعوب وديمقراطي مع انه يظن الديمقراطية كبة افريقية! فانا لم اقل عنك كلبا بل أنت كلب جماهيري!! يحمي الديار عندما تنام العيون وهكذا أنت بالخفارات! ووفي للحزب..لان العرب وأنت عربي كانت تنسب الوفاء للكلب حصرا وحصيرة ...ولها أشعار تاريخية تشهد بذلك وانت مُجدّ مثابر صبور كالكلب ومكوك الحائك كما انك كلب له شعبية جماهيرية في كل البيوت الم يخبرك الاطفال عند قدومك تقول النساء في بوابات بيوتها جاء الكلب؟! ذهب الكلب !والآن أنت كلب جماهيري شعبيتك أكثر من شعارات الزينة المقسرين على تعليقها خوف نباحك!
عزيز الحافظ
#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟