أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - من النعجة دوللى إلى الريان الجديد : الاستنساخ الممل!














المزيد.....

من النعجة دوللى إلى الريان الجديد : الاستنساخ الممل!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2555 - 2009 / 2 / 12 - 09:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القصة قديمة ومعادة بصورة تبعث على الملل ، و مع ذلك فإنها تتكرر بحذافيرها وتفاصيلها العبثية دون أن يأخذ أطرافها العبرة و العظة من "سوابقها" و دروسها المأساوية!!
و فصول هذه المسرحية المستهلكة تتكرر من الفصل الأول الذي يلقي فيه " النصاب" شباكه على فريسته، حتى الفصل الأخير الذى يسدل فيه الستار على الضحايا الذين يذرفون الدموع على "تحويشة العمر" التى أخذها " الغراب و طار"، رغم أنهم رأوا بأعينهم نفس هذه النهاية الحزينة من قبل .. بدل المرة مرات.
و هذا بالضبط ماحدث مع شركة الأوراق المالية التى وسعت أنشطتها بإيرادتها المنفردة – لتقوم بوظائف شركة " توظيف أموال" من الشركات إياها.
و فعل ذلك بطريقة "الاستنساخ" التى ليس فيها أى "إبداع" .
فهى قد بدأت عملية النصب و الاحتيال بالتلويح بكشوف " بركة " تتجاوز اربحها – او فوائدها الشهرية – الألف فى المائة، و هذة نسبة لا تحقق تجارة المخدارت عشر معشارها.
و بالطبع فان المحظوظين الذين تجد اسماؤهم طريقها الى هذة القوائم " المبروكة" ، ليسوا اناسا عاديين ، مثلي ومثلك ، و إنما هم من المشاهير ، من فنانين و رياضيين و سياسيين اسماؤهم تدوى مثل الطبل .
و الفوائد الخيالية التى يحصل عليها هؤلاء المحظوظين ليست من أجل سواد عيونهم ، أو طيبة قلب او كرم حاتمي من أصحاب الشركة ، و انما هى " الطعم الذى يتم وضعه فى السنارة لاصطياد المدخرين الذين يسيل لعابهم و هم يسمعون من المشاهير المحظوظين الأرقام الخرافية للأرباح التى يحصليون عليها و هم نيام على اقفيتهم .
اى ان الوظيفة الحقيقية لكشوف البركة المشار اليها هى " زغللة" عيون أصحاب المدخرات
الكبيرة و الصغيرة من اجل جر أرجلهم ألى الفخ.
هذه الحكاية " الملتوتة" تنطوى على تكرار ممل لمعادلة " النصاب" و "الطماع".
و على ما يبدو أنها ليست حدوتة مصرية فقط بديل انها حدثت فى بلدان أخرى، بل انها حدثت فى " وول ستريت " بجلال قدره و على نطاق واسع وصل إلى أكثر من 50 مليار دولارن استطاع نصاب دولى – مثل " مادوف" – أن يقتنصها من مؤسسات مالية كبرى ملء السمع والبصر لديها مكاتب استشارية على أعلى مستوى و خبراء ماليين يتقاضون آلافاً مؤلفة من الدولارات شهريا.
غير ان الطبعة المصرية من هذة الحدوتة " البايخة" لا يمكن افتزالها فى معادلة " النصاب" و
" الطماع" فقط . و إنما تعطيها طابعاً خاصاً تشابكات مع "السياسة" من جانب و مع " الدين" من جانب آخر.
فرغم ان اصحاب الشركة التى تتصدر أبناؤها جلسات النميمة الآن لا يطلقون اللحى و لا يرفعون الافتات الدينية – مثلما فعل " رواد" شركات توظيف الأموال الاوائل – فإنهم استفادوا بلا شك من " الفتاوى"، التى انتشرت فى المجتمع فى السنوات الأخيرة انتشار النار فى الهشيم، و أدخلت فى روع الناس أن التعاملات مع البنوك " حرام" و لم تقتصر هذه "الفتاوى" أعلى مكاتب الإفتاء القطاع الخاص – حيث يتصدى للفتوى من يشاء دون رقيب أو حسيب ودون مؤهلات أو مسوغات – وإنما وصلت أيضا إلى المؤسسة الرسمية التى دافع بعض أمريكانها عن مثل هذه التنظيرات التى ليست فوق مستوى الجدال.
أى أن استشراء هذا التيار الذى يستغل الدين وييسئ تأويله مهد الأرض أمام المغامرين الذين يقومون بتوظيف الأموال على هذا النحو الملتوى، وإيجاد البيئة الصديقة لألاعيبهم غير النظيفة.
أما علاقتهم بالسياسة.. فإنها تمر بدهاليز عجيبة ومتنوعة. وعادة ما نجد هؤلاء يبحثون عن مسئول سياسى سابق يضعون إسمه وصورته فى صدارة المشهد إمعانا فى تضليل المواطنين وطمأنتهم على أن أموالهم ستكون فى أيد امينة.
وفى الحادثة الأخيرة نجد أن الشركة إياها استغلت رئاسة وزير حالى لها فى فترة سابقة، كما ان المتهم الرئيسى الذى أصبح إسمه على كل لسان قام بفبركة صور له مع أكبر المسئولين فى الدولة، وفبركة أخبار صحفية تسبغ عليه صفات وصلاحيات سياسية خطيرة، من بينها أنه المستشار الاقتصادى لأكبر المؤسسات الدستورية، والمستشار المالى لبنك البنوك، أى البنك المركزى المصرى ذاته.
ورغم أن هذه الفبركات هى على الارجح مجرد أكاذيب ونصب واحتيال، فإن عدم وجود آليات محددة وحاسمة لمنع تعارض المصالح ومنع الزواج بين المال والسلطة، أسهم فى إيجاد مناخ الريبة الذى يسهل تصديق هذه الأكاذيب.
إضف إلى ذلك أنه يبدو أن رقابة هيئة سوق المال على شركات الأوراق المالية تحتاج إلى تعزيز، وتحتاج إلى سد ثغرات استطاع النصابون النفاذ منها والاستيلاء على إيداعات عدد يزيد أو يقل من المواطنين المصريين.
وهذه هى الدروس الأساسية التى يجب ان نتعلمها من هذه المهزلة المتكررة، والتى تشوه صورة الاقتصاد المصرى فى وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى رفع كفاءة هذا الاقتصاد ودعم قدرته على مواجهة تحديات زلزال الأزمة المالية والاقتصادية العالمية.
فلم يعد منطقيا الاكتفاء بترديد معادلة "النصاب" و"الطماع" بل يجب أن نرى "الغابة" بكل تعقيداتها وتشابكاتها ولا نتوقف فقط أمامها.
وبعبارة أخرى فإنه لم يعد كافياً أن ننظر إلى "الشجرة" بل يجب أن نبصر "الغابة" بكل تعقيداتها وتشابكاتها.. حتى لا نعود غدا للاستماع إلى نفس الاسطوانة المشروخة.




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة الكويت (6)
- قمة الكويت (7)
- الصحفى الذى لم يفقد عفته
- بعد أفولها فى دافوس: الشمس تشرق على مدينة المانجو
- قمة الكويت (1) .. الاقتصاد فى بئر النسيان
- قمة الكويت (2) .. المدخل الإنتاجي بديلا عن المدخل التجاري .. ...
- قمة الكويت(3) .. حقوق الإنسان .. والاقتصاد
- جرس انذار .. صحافة الميكروباص .. وميكروباص الصحافة!
- أخيراً .. بصيص من الأمل
- إسرائيل تريد إلقاء مسئولية أمن غزة على »الناتو«.. وعبء الاقت ...
- التحرر من الأوهام
- التوافق الوطنى المفقود.. فى مواجهة زلزال غزة
- مفارقات دبلوماسية!
- إزالة آثار عدوان غزة
- يا رجال الإعلام العرب.. اتحدوا
- إعادة النظر فى كعكة «السلطة» المسمومة
- نحن أفضل من أمريكا وأحسن من الغرب .. ولو كره الكافرون!
- فقه الأولويات: إسرائيل هى العدو الآن .. يا عرب
- فضيحة تغريم جابر عصفور
- دبرنا يا وزير الاستثمار .. السطو على -قلب- القاهرة!


المزيد.....




- قطر.. حمد بن جاسم ينشر صورة أرشيفية للأمير مع رئيس إيران الأ ...
- ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟
- ملف الذاكرة بين فرنسا والجزائر: بين -غياب الجرأة- و-رفض تقدي ...
- -دور السعودية باقتحام مصر خط بارليف في حرب 1973-.. تفاعل بال ...
- مراسلتنا: مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في بلدة بافليه جنوبي ...
- حرب غزة| قصف متواصل وبايدن يحذر: -لن نقدم أسلحة جديدة لإسرائ ...
- بايدن يحذر تل أبيب.. أمريكا ستتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلح ...
- كيف ردت كيم كارداشيان على متظاهرة هتفت -الحرية لفلسطين-؟
- -المشي في المتاهة-: نشاط قديم يساعد في الحد من التوتر والقلق ...
- غزةـ صدى الاحتجاجات يتجاوز الجامعات الأمريكية في عام انتخابي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - من النعجة دوللى إلى الريان الجديد : الاستنساخ الممل!