أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناهده محمد علي - التخلف القيَّمي الإجتماعي الشرق أوسطي














المزيد.....

التخلف القيَّمي الإجتماعي الشرق أوسطي


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2553 - 2009 / 2 / 10 - 09:04
المحور: حقوق الانسان
    


إن الوضع الإجتماعي والنفسي الشرق أوسطي يتراوح مابين التخلف والقناعة والرفض فكل ما يحيط بالفرد الشرق أوسطي ينُم عن تآكل في البيئة التحتية وما فوقها من قِيم وعادات ومزاج عام للمجتمع والفرد وخاصة للفرد العربي .
إن سمات التخلف القيمي تظهر بشكل مميز في أوضاع المرأة والطفل حيث تعاني المرأة الشرق أوسطية من تفكك في القيم القديمة والتي لا يُنكر أهمية البعض منها مع عدم وجود قيم جديدة بديلة مقنعة للأكثرية لذا فإن هذه القيم البديلة حتى وإن وُجدت فهي محددة بفئة قليلة من الشباب وليست كل الشباب , وهناك العديد من هذه القيم يمكن سردها مثل قيم الزواج , القيم التراثية وبضمنها الأدب والموسيقى , القيم الأخلاقية وقيم العلاقات وخاصة العلاقات مابين الرجل والمرأة , وقيمة التعامل مع موضوع الجنس وقيمة العلاقة ما بين البالغين والأطفال , والأطفال والبالغين وخاصة قيمة إحترام الكبير والعطف على الصغير , وهناك أيضاً القيم التعاملية ما بين الفقير والغني .
لو تحدثنا عن القيمة التعاملية ما بين الرجل والمرأة كذلك النظرة الى الجنس نجد إن الذوبان التدريجي للقيم القديمة ولِسمات وأُسس هذه العلاقة لم يأت بجديد أو بديل مقنع للأكثرية , فقد كانت العلاقة مبنية على أُسس قوية من الصرامة الأخلاقية مع إحترام شديد للأقوى وهو الرجل مع إحتواء المرأة من قِبل الرجل من الناحية المادية والمعنوية , لكن هذا قد تغير ليأتي بقيمة بديلة وجديدة هي القيمة التناقضية وعنصر التحدي ما بين الرجل والمرأة , لكن هذه القبمة لم تُقنع الكثير لأن الأُسس المادية لهذه القيمة غير متوفرة وهي إمساك المرأة لقواعد مصيرها المادي وتطور البنية التحتية بشكل عام , فبقيت القيم القديمة تفرض نفسها وتتناطح مع القيم الجديدة , أما نظرة المجتمع الى موضوع الجنس فقد كان الحاجز صلباً ومفروضاً إلا أن دخول الثقافات الخارجية الى المجتمع قد أدخل الكثير من الشقوق والمنافذ التي يسترق النظر منها الشاب والشابة الى هذا الموضوع وكثير من هذه المنافذ من لا يحتمل الرقابة البيتية أو المدرسية ولذلك أخذت الفتاة المتوسطية والعربية تدور حول هذا الموضوع من خلال الملابس والمكياج والدخول الى مواقع الإنترنيت الممنوعة وسماع الأغاني الهابطة , لكن القيم القديمة تبقى هي السائدة أحياناً وأحياناً أُخرى تقوم القيم القديمة بتغليف القيم الجديدة بغلاف سميك ومحسوس . أما العلاقة ما بين البالغين والأطفال فقد حدث بها إهتزازات عنيفة وبركان متصاعد من الحِمم حيث جاءت ثقافة الشباب بقيم بديلة كسرت مبدأ ( إحترام الكبير والعطف على الصغير ) واصبحت العلاقة ما بين الطفل - المراهق والشاب بوالديه مبنية على فرض الرأي الآخر وعدم إحترام آراء الكبار . إن مشاعر وأمزجة ومتطلبات حياة الصغار لم تعد نفسها وأصبح من المُحتم أن يفرض الطفل والشاب إرادته للحصول على حقوقه ولأجل الحصول عليها يجب أن يتنافر مع حقوق البالغين أو هكذا وُضعت المعادلة رغم تصوري أن الكفة يُمكن أن تكون متعادلة , ولأجل هذا أيضاً حدثت الكثير من المشاكل النفسية للشباب بسبب هذا التنافر والكثير من الآلام للآباء , ومع تواجد هذه القيم البديلة إلا أنها غير سائدة فالمجتمع الشرق أوسطي وخاصة العربي لا زال يحمل شعار ( العصا لمن عصى ) من الشباب .
أما علاقة الفرد الغني بالفقير فقد كانت مؤطرة بإطار الدين والعُرف مع كون المجتمع الشرق أوسطي مجتمع فقير مادياً رغم ثروته , وتتركز هذه العلاقة بأُطر تبتعد عن المادية أما القيم البديلة فقد ساهمت بإتساع الشق والهوة ما بين الجانبين والتي تصطبغ بالوجهة المادية للحياة فكل شيء هنا مُباح ومُباع والغريب هنا إن القاعدة المادية في المجتمع الشرق أوسطي لم تتغير كثيراً أو تتطور فهناك القليل من المصانع والتطور التكنولوجي لذا لم تستند القيم البديلة على أُسس قوية للتغيير لذلك بقيت سيطرة القيم القديمة المتعاطفة مع الفقراء وهم الأكثرية في هذه المجتمعات , ومع سيادة الأُطر الدينية في تفكير الفرد العربي والشرق أوسطي بقيت النظرة المتعاطفة مع الفقراء ومع مساندة العُرف الإجتماعي والذي ينظر الى إتجاهات نبيلة في إحتواء المحتاجين لكن هذا لم يمنع تصاعد إحترام الثروات المادية وظهور قيمة جديدة تُدمن الإستهلاك اليومي للثروات وتكرسها .
وتبقى علاقة الرجل بالمرأة هي السِمة المميزة في تخلف القيم في هذه المجتمعات , فحق الطاعة , وحق الطلاق , وحق إختيار الزوج , وحق المُلكية , وحق المظهر الخارجي , وحق السفر , والأهم من هذا حق الإحترام أثناء المُعايشة اليومية , وبقيت هذه الحقوق تهتز ما بين الجديد والقديم , والملاحظ من هذا أن قيمة التعاطف والشهامة في النظر الى المرأة قد أخذ بالتناقص , وفي المقابل لم تظهر قيمة بديلة تعوض عن هذه القيمة , أي لم تكتسب المرأة بعد إحترام الرجل لذاتها ولعملها ولإرادتها بل بقي القليل من القيم القديمة والقليل من القيم الجديدة وأصبحت مُهمشة ما بين هذه وتلك , وبقيت علاقة الرجل بالمرأة تربطها خيوط مستهلكة وغير موثوقة , أما الأُطر الجديدة لقيمة هذه العلاقة فلم تصل الى حد التعميم والوضوح ويحتاج من المرأة الشرق أوسطية والعربية الى الكثير من التصميم والى الكثير من الدعم من الرجل العربي الشرق أوسطي للوصول الى حلول للمشاكل الإجتماعية والنفسية المتراكمة للمرأة , لكن هذا يحتاج بالتأكيد الى تطوير للبُنى التحتية وإتساع رقعتها لأجل الإرتكاز عليها مع الإبقاء على النقي والسليم من القيم الروحية السائدة .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرب الأطفال والنساء في البلدان العربية .
- الأمراض النفسية والعصبية لدى النساء في العراق .
- موعد مع الموت .
- العُنف الأُسري مابين الشرق والغرب .
- الكآبة لدى أطفال العراق لماذا ؟؟
- العصا لمن عصى والرصاص ايضاً .
- مساكن العراقيات أم شرفهن .
- أحاديث من بلادي
- بمناسبة عيد المرأة العالمي . من شوه وجه المرأة العراقية !؟
- من يوجه السادية في العراق بعد الإحتلال .
- نساء من بلادي - 1
- لم يمُت بعد .
- الأسباب النفسية لتناول المخدرات .
- نساء على الطريق ... سيناريو تسجيلي من الواقع العراقي
- خرج ولم يعُد ... قصة تسجيلية
- الأسباب النفسية للسُمنة عند النساء في البلدان العربية !!
- الأطفال والمراهقين ذوي الإحتياجات الخاصة - المُعاقين
- خاتمة كتاب العنف والشباب والعقاب
- ما بين القصرين وبين القبرين
- سيكولوجية الفرد العراقي في مراحل التغيير


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناهده محمد علي - التخلف القيَّمي الإجتماعي الشرق أوسطي