أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - فيما خص السماحة الإسلامية...!؟














المزيد.....

فيما خص السماحة الإسلامية...!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 2548 - 2009 / 2 / 5 - 10:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلما ازدادت وتيرة العنف الذي تقوم به المنظمات الدينية بدواعي الجهاد، يهرع الفقهاء، والدعاة، والمشايخ، الذين يشكِّلون أغلبية النخب، إلى معاودة الحديث عن السماحة التي أوصى بها الدين من دون أن يدين معظمهم ما ترتكبه المنظمات تلك من فظائع..!؟ وينافسهم في هذا المضمار أتباع الديانات الأخرى بحيث يقوم الجميع بالتنقيب في تاريخ أديانهم لتقديم أمثلة ووقائع تثبت ما يدعونه..! والوقائع التي يوردونها غالباً ما تكون صحيحة وقد جرت في ظروفها ولا ينكرها أحدٌ جملةً وتفصيلاً..! لكن، إن كان من البديهي أن يسكتوا عن الوقائع المقابلة التي تناقضها والتي يغامر البعض أحياناً في الحديث عنها، فإن الغريب العجيب أن معظم رجال الدين من تلك الأغلبية يسارعون إلى تكذيب ونفي ما يقوله هذا البعض بالرغم من اعتمادهم على ذات المراجع الفقهية، واللاهوتية، والتاريخية، في ما يوردونه من وقائع معاكسة جرى السكوت عنها دائماً ومحاولة تزويرها أحياناً كما هو حالهم اليوم حيث يسكتون عن الارتكابات العنفية الرائجة في كل مكان, كما هم يسكتون عن التهديدات والملاحقات التي تطال أصحاب الرأي الأخر بل و يشجِّعون عليها.!؟
لقد حفل تاريخ الشعوب قبل الأديان وبعدها بكلِّ أنواع العنف وشروره كما حفل بضروبٍ رائدة من السماحة والعفو وهي علاقة جدلية تناقضيه اتسم بها التاريخ الإنساني عامةً لكن حين يقتصر أتباع أي دين على الحديث عن جانبٍ واحدٍ من هذين النقيضين فإن في ذلك يكمن معنى التعصب والانحياز الذي يشِّوه نبل الإيمانية من جهة ويجانب المصداقية من جهة أخرى وهذا ما يفعله على سبيل المثال الفقهاء الإسلاميين الذين يعاودون هذه الأيام الحديث عن السماحة التي اختص بها الإسلام وحده بالرغم من أن المؤلفات الإسلامية نفسها تحفل بما يناقض ادعاءهم هذا جملةً وتفصيلاً وفيما يلي نتف مما ورد في بعضٍ من تلك المؤلفات والكتب التي يعتمدونها في حديثهم عن السماحة الإسلامية:
لقد أمر الخليفة ـ معاوية ـ بصلب زياد بن أبيه ( مسلم ) وعبد الله بن نجي الحضرميين على أبوابها في الكوفة لكونهما شيعيين فقط لا غير..!؟ وصلب خالد بن الوليد ( عقَّة ) بن جثم بن هلال النمري في عين التمر بعد أن قتل رجالها وسبا نساءها..!؟ وصلب عبيد اللـه بن مرجانه الذي ظفر بالحسين وأهله: ( هانئ بن عروة المرادى ) وضيفه المختبئ عنده ( مسلم بن عقيل ) و( عبد اللـه بن عفيف الأزدي ) وكان فقد بصره يوم الجمل..!؟ وصلب الحجاج بن يوسف في خلافة عبد الملك بن مروان (عبد اللـه بن الزبير) بمكة..! وصلب مسلمة بن عبد الملك ( يزيد ) بن المهلب بجسر بابل وعلق معه خنزيرا وسمكة وزق خمر..! وصلب يوسف بن عمر الثقفي في خلافة هشام بن عبد الملك ( زيد ) بن على بن أبى طالب بالكوفة وصلب معه ( معاوية ) بن إسحاق وأيضاً ( نصر ) بن جذيمة العبسي وكان قد تم دفنه قبل الصلب ( فنُبش ) ليعاد صلبه.!؟ وصلب خالد بن عبد اللـه القسرى في خلافة هشام ( المغيرة ) بن سعيد البجلى وبعده ( الأحمسى ) وقد تم حرق أصحاب المغيرة بالنار...!؟ وهكذا فقد تم صلب المئات غيرهم على مدى تاريخ سلطة الإمبراطورية الإسلامية..!؟ وفيما خص عمليات جزّ الرؤوس ونصبها في العراء وهو شكل آخر من أشكال السماحة التي وسمت تاريخ المسلمين فقد نصب معاوية رأس ( عمرو ) بن الحمق الخزاعى ودير به في السوق قبل نصبه.. ونصب يزيد بن معاوية رأس ( الحسين ) بن على بن أبى طالب وكان قُتل معه [ الياس وجعفر وعثمان وعبداللـه ومحمد وأبو بكر ] وقد حُملت رؤوسهم إلى يزيد بن معاوية فنصبها في الشام وبعث برأس الحسين إلى المدينة فنصب هناك ..! ونصب المختار بن أبى عبيد رأس ( عبيد اللـه ) بن مرجانة ورأس ( الحصين ) بن نمير السكسكي ورأس ( شرحبيل ) الحميري ونُصبت رؤوسهم على باب المسجد الحرام ثم ما لبث أن قُتل ( المختار ) نفسه على يد مصعب بن الزبير وصُلب بدوره على باب المسجد الحرام وسمر في يده مسمارا من حديد..!؟ ونصب مصعب بن الزبير رأس ( عبيد اللـه ) بن الحر الجعفى بالكوفة.. ونصب عبد الملك رأس ( إبراهيم ) بن الأشتر النخعى ورأس ( يحيى ) بن جعده المخزومي.. ونصب عبد الملك رأس ( مصعب ) بمصر ثم أعاده لينصب في دمشق..!؟ ونصب عبد الملك بن مروان رأس ( عمير ) بن الحباب السلمي بدمشق..! ونصب الوليد بن يزيد رأس ( يحيى ) بن زيد بن على..ونصب يزيد بن عبد الملك رأس ( عبد اللـه ) بن موسى بم نصير..! ونصب يزيد الناقص رأس ( الوليد ) بن يزيد في مسجد دمشق كما نصب رأس ( يوسف ) بن عمر الثقفي في نفس المكان..! ونصب الهادي رأس ( دحية ) بن المعّصب فور وصوله من مصر حيث قُتل ..! ويصعب ذكر كل وقائع الصلب وجزّ الرؤوس ونصبها لأن ذلك يطول وليس هذا هو بيت القصيد فقط أردنا القول إن العنف بكلِّ أشكاله تعبيرٌ عن حالة لا إنسانية تدفع إليها عوامل متعددة من قبيل مستوى تقدم المجموعة البشرية وسوِّيتها على سلم التطور التاريخي، والممانعة التي تظهر عند بداية كل دعوة دينية أو سياسية جديدة، و حاجات الإنسان المادية ومقدار العوز الذي يكون عليه، والسعي المشروع لمناهضة الظلم وغير ذلك...!؟
في كافة الأديان المنسوبة للسماء ما بعد بعد السابعة نصوص واضحة لا لبس فيها تحضّ على ممارسة العنف بكلِّ أشكاله وقد جاء ذلك وفق الحاجات التي تطلبتها بداية ومجريات سياق كل دعوة دينية في الظروف والأوضاع التي كانت تحكم حياة المجموعات البشرية..!؟ وقد أوصت هذه الأديان صاحبة الدعوات، وحضّت، على المغفرة والسماحة حين استوجبت الظروف والحاجات والضرورات ذلك..! إنه لمن الصعوبة بمكان إعطاء صك براءة مطلق لأصحاب أي دين سماوي على هذا الصعيد فتاريخ هذه الأديان، وفقهها، ولاهوتها، حافلٌ بالشواهد والبِّينات على الممارسات العنفية التي لا يستقيم معها أي حديث منفرد عن السماحة فكيف عن احتكارها..!؟
1 ـ تاريخ الخلفاء للدينوري.
2 ـ فتوح البلدان للبلاذري.
3 ـ المسالك والممالك لـ أبو عبيد البكري.



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذيان وعواطف وشعارات...!؟
- من حصار الخارج إلى حصار الداخل...!؟
- الحق في البهجة...!؟
- الحلال والحرام في مسألة التعدد...!؟
- في أن الحوار المتمدن ( مسبَّع الكارات )...!؟
- إبليس والعبيد...!؟
- المضطهد مرة والمضطهدة ثلاث مرات...!؟
- معضلة التقدم في المجتمعات العربية...!؟
- تهافت التهافت
- كأس رعايا جلالته...!؟
- هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا...!؟
- فتاوى مجانية...!؟
- تحالف جماعات الاستثمار...!؟
- أوباش بلا حدود...!؟
- كليات التجهيل الشرعي...!؟
- هيئة مشايخ حقوق الإنسان...!؟
- الاشتراكية الإسلامية الديمقراطية الليبرالية...!؟
- الإسلام هو الحل إذن: ماذا عن التوريث..والتعذيب..والاغتيال... ...
- في سياق الجدل العقيم...!؟
- مشروع ( حاج ).. و تنظيم النخبة...!؟


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - فيما خص السماحة الإسلامية...!؟