أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيبت بافي حلبجة - نقض نظرية الأخلاق لدى سقراط















المزيد.....

نقض نظرية الأخلاق لدى سقراط


هيبت بافي حلبجة

الحوار المتمدن-العدد: 2531 - 2009 / 1 / 19 - 07:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يؤسس سقراط رؤياه الفكرية على نظريتين جوهريتين هما نظريته في المعرفة ونظريته في الأخلاق ، مضفياً أمتيازاً خصائصياً إلى مفهوم الفضيلة والإدراكات العقلية ، طاعناً في مصداقية أفكار السوفسطائيين الذين أمهروا وأبدعوا في فنون الجدل والحجة ، داحضاً الأساس الواهي لمنطلقاتهم الفكرية ألا وهو الإدراك الحسي . ويعتبر سقراط بحق أول فيلسوف يوناني يعرف الفلسفة في النفس البشرية ويرضخها لمعطياتها الأساسية ، نازعاً عنها كنهها الفلكي والتجريدي ، مستقرئاً وجدانياته من غياهب العبارة الشهيرة المدونة على معبد ( دلفي ) – أعرف نفسك بنفسك - لذا يقول شيشرون عن سقراط ( إنه أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض ، أي إنه حول النظر من الطبيعة والفلك إلى النفس ومعرفتها ) فلا قيمة لمعرفة لاتكترث بالنفس الأنسانية ولاتلتزم بما يعتمل ويجيش فيها من نوازع الحق والخير والجمال . هذه المنطلقات النظرية لدى سقراط تبدو للوهلة الأولى مترابطة متناغية تأتلف من وحدات وأنساق متكاملة ، إلا إنها في الحقيقة لاتصمد أمام النقد وإن بدت في حينها ولدى معظم مفكري الفلسفة الإسلامية حيوية حقيقية صادقة ، لذا لكي نجلي نقاط الضعف قي التركيبة الفلسفية لسقراط ، لا محيص من الحديث عن أفكار السوفسطائيين ثم حجج سقراط لتفنيدها وإظهار حقيقة نظريته في الأخلاق . يرد السوفسطائيون أمثال بروديفوس ، غورغياس ، هيبيوس ، بروتاغوراس ، المعرفة إلى الإدراك الحسي حصراً، وأضفوا إلى القيم والمعايير الأخلاقية الطابع الشخصي والذاتي ، وإنضووا جميعاً تحت مبدأ يجزم بنسبية المفاهيم الإنسانية . وعللوا هذا المبدأ على ضوء إن الذهن لايحصل على المعلومات إلا عن طريق الحواس ، وبما إن هذه الأخيرة لاتمنحنا إلا صور مختلفة وضبابية وغير صادقة تماماً ، فإن المعلومات المنقولة بواسطتها لن تكون إلا على شاكلتها ، أي إننا لن نعلم ( الحقيقة ) إلا من خلال هذه الصور المتعارضة ، لذلك يستحيل الجزم بوجود حقائق ثابتة في الخارج ، وكأن ( في الخارج ) لايمكن تفسيره والعلم به إلا من خلال التضارب في المنقول البشري . وطالما إن الإدراك الحسي والحواس هي وسيلتنا الأولى في إدراك المعرفة فلايمكن أن نعي الحقائق حتى لو وجدت . يقول غورغياس ( لايوجد شيء ، وإذا كان لابد من شيء فالإنسان قاصر عن إدراكه ، وإذا فرضنا جدلاً إن إنساناً أدركه فإنه لن يستطيع نقل هذا الإدراك وشرحه للآخرين ) . لدحض هذه الرؤية يجزم سقراط إن الإنسان ينطلق في معرفته من الجزئي لكنه لايستكفي به إنما يتعداه إلى الكلي ، إلى النوع ، من خلال الصفات المشتركة ( النوعية ) ، لذا ننتقل من المفهوم المشخص ( هذه الشجرة ، هذا الإنسان ، هذا النهر ) إلى المفهوم المجرد للجزئيات ، أمثال ، الشجر ، الإنسان ، الجبل ، النهر . وهذا الأنتقال من الجزئي إلى النوع وجمع صفات هذا الأخير هما لدى سقراط من وظائف الذهن والعقل ، وكأن ثمة إنتقال من الإدراك الحسي إلى الإدراك العقلي ، وهذه هي المعرفة . ويستطرد سقراط مسترسلاً ، ويقر إن الحواس تختلف فعلاً من شخص إلى آخر لكن الذهن / العقل هو واحد لدى جميع البشر ، وبما إن الإدراك الذهني لايختلف ولايتباين من شخص لآخر، فإن الحقائق الخارحية ثابتة واحدة ، وهكذا نتفادى النزوات والميول ونحكم على الأشياء بمصداقية توصلنا إلى حقائقها كما هي ، مستقلة عن الإنسان . وبعد أن يؤصل سقراط نظريته في المعرفة على ضوء الإدراكات العقلية ، ينتقل إلى نظريته في الأخلاق ، وينطلق من المبدأ العقلي للفضيلة من خلال مفهوم الوحدة ما بين الفضيلة والمعرفة ، ليجزم إن الإنسان الذي لايدرك الخير لايمارسه ولايمارس الفضيلة ، ومن لايمارس الخير لم يعه ، ( فالإدراك والعمل ) بالنسبة للخير مرتبطان يصورة عضوية لا أنفكاك فيها ولا خلل ، إذ يستحيل أن يتعمد الإنسان إرتكاب الشرور وهو عارف بالخير ومدرك له ، أي إن الإدراك العقلي للخير يوهب له وللفضيلة معناهما الأكثر ألتصاقاً بهما ، وينجي الإنسان من أقتراف الآثام والوقوع في الرذائل . وإذا ما اقترف الإنسان شراً ما فلإنه يجهل ذلك لأنه يستحيل أن يعي الإنسان الخير وعياً تاماً دون أن يعمله . يقول أفلاطون على لسان سقراط لإن هذا الأخير لم يدون أفكاره ( لايمكن أن يتعمد الإنسان الوقوع في الشر ، وإذا ما أرتكبه فلأنه لايعرف الإدراك العقلي للخير ، ولما كان يجهل حقيقة الخير تراه يفعل الشر وهو يظن إنه الصحيح ... وإذا تعمد الإنسان فعل الشر فهو خير مما يفعله غير عامد ) . هذه هي بإقتضاب وجيز حدود ومرتكزات فلسفة سقراط التي رسم خطوطها وهو يحاور عامة الناس وأتهم وهو في السبعبين بجحوده آلهة اليونان والدعوة إلى آلهة جديدة من قبل ثلة من معاديه ، أمثال آنيتس ، وحكم عليه بالإعدام جارعاً كوباً من السم بعد شهر من السجن . إزاء هذه الأفكار نسترسل في المآخذ التالية . المأخذ الأول : الإدراك الحسي . لقد أتفق سقراط والسوفسطائيون على التكافؤ ما بين الإدراك الحسي والحواس ( وتقريباً كافة المفكرين والفلاسفة فيما بعد ) وهذه مغالطة فاحشة ، فلقد أثبتت علوم الوظائفية إن الدماغ ( العقل ، الذهن ، أو ما أسميه بالمادة المدركة الواعية ) هو الذي يقوم بثلاثة وظائف في هذا المضمار – الإدراك الحسي ، الإدراك العقلي ، الإدراك الإدراكي – وهو الذي يقدم تفسيره ووعيه لهذه الأنواع الثلاثة . وما يخص الإدراك الحسي فإن الدماغ هو الذي يتسلم الرسالة المنقولة إليه عن طريق الحواس ويفسرها ( اللذة ، الألم ، الصورة ) وليست الحواس إلا وسائط نقل فقط ، فالعين تنقل الصورة والدماغ يجعلنا ، نحن البشر ، أن نرى المشهد . هنا يجب أن نمايز ، كي لايلتبس الأمر على أحد ، ما بين رد الفعل الفيزيولوجي المباشر لعضو ما والإدراك الحسي . المأخذ الثاني : أختلاف الحواس والإحساسات ( الإدراك الحسي حسب قولهم ). لقد أتفق سقراط والسوفسطائيون على إختلاف الحواس والإدراك الحسي فيما بين البشر ، وهذه مغالطة أخرى فاحشة ، فأصدق ما في الإنسان هو هذه الحواس . إنما الإختلاف الحقيقي ينجم من الإدراكات العقلية ، من الذهن ، لإن هنا يتدخل التفسير والتأويل والنزوات والميول والأهواء ونقص المعرفة والمعتقدات السابقة وماأسميه بالقصور الإدراكي للعقل . أنني أعلم أن هذا سوف يصعق البعض لكن لنوضح القضية ، ما أن تنقل الحواس بصدق الإحساس إلى الدماغ حتى ينتهي دورها ويبدأ العقل / الذهن في وظائفه ، تلك الوظائف الثلاثة التي أشرنا إليها آنفاً ، ويستخدم في البداية آليتين أساسيتين ، القيمة التجريبية للأشياء ( الحرارة ، البرودة ، وظائف الأشياء ) والبديهات العقلية الأولى ( آكسيوم ) ، أمثلة الكميات المتساوية المضافة إلى كميتين متساويتين تؤدي إلى نتائج متساوية ، الخط الموازي لأحد خطين موازيين يوازي الآخر بالضرورة . لكن الفرضيات المعرفية ( أو مفهوم الحقائق ) المترتبة على هذه المسلمات الأولية تخضع لعمليات أخرى معقدة ، مثل تلك التي أشرنا إليها قبل قليل . ودليلنا في ذلك أختلافنا في التفسير والمعتقد والسلوك ، فلو كان العقل / الذهن واحداً بالمفهوم القسري لهذه الكلمة لتدنى التباين ما بين البشر إلى درجة ملحوظة . هنا أيضاً ينبغي أن نمايز ما بين ما أتينا على ذكره للتو و المألوف والأعتيادي في التجربة البشرية . المأخذ الثالث : الحقائق الخارجية ثابتة . يعتقد سقراط إن الحقائق الخارجية ثابتة لأن الناس جميعاً يرونها من خلال ( منظار واحد هو العقل الذي إدراكه لايختلف من شخص لآخر ) ، هكذا يهدم سقراط كل الصرح الذي أعتقد أنه يشيده ، لنتقدم خطوة خطوة ، في البداية ينبغي أن نعي إن الأشياء موجودة بصورة مستقلة عن الوعي الإنساني ، وليس الإنسان ووعيه إلا جزء من هذا الوجود ، هذا على المستوى الأنطولوجي ، أما على المستوى المعرفي ، لاتوجد حقائق خارجية ثابتة ، إنما في كل مرحلة من مراحل التاريخ توجد حال معرفية تجسد مستوى الحقائق النسبية التي تتطور هنا وتتغيرهناك . ثم لو كانت الحقائق الخارجية ثابتة لإننا جميعاً نملك منظاراً واحداً هو الذهن ، فلماذا هذا التفاوت وهذا الشك المنهجي !! ثم لو كان الإدراك العقلي لايختلف من شخص لآخر ، فما قيمة هذا العقل وما قيمة هذا الإدراك !! . بهذا التصور يفرغ سقراط العقل من محتواه ويقوض ملكته وكأننا إزاء ( لاعقل ) . المأخذ الرابع : يوحد سقراط ما بين الفضيلة والمعرفة ( كل خير يعرفه الإنسان يعمله بالضرورة ، وكل خير لايمارسه الإنسان يجهله بالضرورة ) هنا نسأل سقراط ، هل السارق لايدرك إنه يسرق ، هل القاتل لايعي إنه يقتل ، ألم يقل سقراط إن – أنيتس – وثلته قد أنتحلوا تهمة ( تخريب عقول الشباب ، وتغيير آلهة اليونان ) إنتحالاً للنيل منه وقد أعدم فيما بعد لهذا السبب . ومن المؤكد إنه لو صدقت هذه العلاقة ما بين الفضيلة والمعرفة لأضطررنا على الإعتقاد إن كل الجرائم علتها الجهل وإن العواطف والشهوات ليست إلا معاني دخيلة هنا ، أو كما رد أرسطو على سقراط ( لقد تغافل عن دور النزوات والأهواء ، وركز على مفهوم العقل ) . وهنا أحبذ أن نفارق ما بين ما أعتقده سقراط و ما بين العلاقة الجزئية الموجودة ( ما بين الفضيلة والمعرفة ) في وتحديداً في حالات يدرك الإنسان إنه يعمل خيراً وهو فاضل من هذه الناحية ، وهذه حالة جزئية منفصلة من حيث الجوهر عما ذهب إليه سقراط . ثم ألسنا جميعاً نعمل خيراً هنا وشراً هناك مع درايتنا الأكيدة إن هذا خير وإن ذاك شر . المأخذ الخامس : إن هذا المفهوم السقراطي يفضي إلى نتيجة إجتماعية خطيرة ألا وهي أنتفاء المسؤولية الجرمية وبالتالي إنتفاء الثواب والعقاب كون إن الإنسان لايرتكب الشر إلا وهو جاهل بما يعمل .



#هيبت_بافي_حلبجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابعد غزة .... ما بين الوهم والتوهم
- الرد على الدكتورة واثبة داود السعدي
- الرد على الدكتور طارق علي الصالح
- شيء من العقل .... شيء من النعال
- إستقالة رب العالمين ... كل عام وأنتم بخير
- نقض مفهوم اليأس لدى كيركجارد ... الحلقة الأخيرة
- القيم .... ما بين الصاوي و القمني
- سوريا وأيران ....ما بين لبنان والعراق ( الأتفاقية الأمنية وا ...
- الرأسمالية ... ما بين التفسخ والأنتحار
- الشرق الأوسط ... ما بين الزبالة والثورة .( حالة صدام حسين ، ...
- كوردستان سورية ... مابين دالتين .. التاريخ والمصير
- نقض مفهوم اليأس لدى كيركجارد ... ( الحلقة الثانية )
- نقض منطوق فلسفة القانون ... لدى هيجل وكانط
- رؤية مستعصية في واقع متناقض .. جدلية المعنى والقوة .. الحالة ...
- ميشيل عون ... مابين الأنتحار والأعدام
- ماركس .... مابين النقض ووعي الضرورة ... ( الحلقة الثانية )
- ماركس ... ما بين النقض ووعي الضرورة ... ( الحلقة الأولى )
- نقض مفهوم اليأس لدى كيركجارد ... ( الحلقة الأولى )
- رسالة سرية للغاية للرئيس مسعود البارزاني
- نقض اللوغوس .... وموت النظام


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيبت بافي حلبجة - نقض نظرية الأخلاق لدى سقراط