أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيبت بافي حلبجة - رسالة سرية للغاية للرئيس مسعود البارزاني














المزيد.....

رسالة سرية للغاية للرئيس مسعود البارزاني


هيبت بافي حلبجة

الحوار المتمدن-العدد: 2260 - 2008 / 4 / 23 - 10:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



دولة الرئيس .
ما أصعب على المرء أن يخوض غمار معترك جدل يتصاعد منه ( أريج ) إيلام وشجن ، تتفاقم منه إشكاليات حدية تمزق الكفن وتبدد الوجود وتبعثر المعنى ، وتنجم عنه تأويلات خاوية تهرع إلى تدمير الذات والأخر . ما أصعب على المرء أن يكبت شعوراً يخالجه كنبض الحياة كالهدوء ، يقمع إحساساً يتقطر أسىً وألماً . ما أقسى على المرء أن يتصفح موضوعاً هو الخاسر الأكبر ( والوحيد ) فيه وليس يمقدوره أن يلجم نفسه أو أن يتراجع أو أن يحجم عنه. ما أفظع أن أدون على جسدي وذاكرتي وأتربة طفولتي خطوطاً سوداء ، صفراء وأخرى حمراء وثالثة تحبو في وجدانيات زمن يهوى .
سعادة الرئيس .
ما أصعب على المرء أن يختزل جملة معادلات مستعصية تكسح الآفاق تستبد بالأعماق والجذور في بضع كليمات مهجورة متروكة لذاتها تتغرب في سراديب وأخاديد هي الأخرى تشكو من القفر والجدب وتعاني من الوحدة . ما أقسى على المرء ألا يعبر عما يجيش في أساريره أو ما يعتمل في خلجانه أو ما يختلج به فؤاده . تلكم هي بالذات لب وكنه الإشكالية ، ومسألة ما بعدها مسألة . تلكم هي عقدة هذه الأحداث الأليمة ( الأجتياح الوحشي والهمجي للجندرمة التركية لأراضي أقليم كوردستان لأجتثاث مقوماته الفريدة والخاصة والتاريخية تحت ذريعة مصطنعة ألا وهي مطاردة عناصر حزب العمال الكوردستاني ) التي ~ أي تلك الأحداث ~ تتربص بذهنية الدمقرطة السائدة في أقليم كوردستان يكل ضغينة وشنآن .
وإذا كانت المعادلة الطبيعية لدى أي مواطن كوردي ( بئس الأجتياح ، نعم المقاومة ) وهي لدي فعلاً وحقيقة على تلك الشاكلة ، بل أكثر ، إلا أنني استشف من هذه الخطوة ( الأجتياح الذي لن يؤدي إلى أي نتيجة على الصعيد العسكري ) ومن خلال الربط ما بين الأحداث السياسية المحضة الأخيرة المتعلقة ب ( الولايات المتحدة الأمريكية ، حكومة أقليم كوردستان ، الدولة التركية ، الحكومة العراقية ) مسوغاً باطنياً مستتراً له ، وكأنه ( أي الأجتياح ) رسالة مفتوحة وقصيرة ومختصرة لسيادتكم ، رسالة من دبلوماسية الولايات المتحدة الأمريكية لشخصكم الكريم .
سيادة الرئيس .
لا أعتقد أن أحداً ينازع أو يجادل في مضمون فحوى عدة أمور أمست واضحة للقاصي والداني ، بل هي بطبيعتها كذلك ، أي لاتحتاج إلى استقراء ولا إلى أستنباط ولا إلى تحليل ديالكتيكي . الأمر الأول . بالنسبة إلى حزب العمال الكردستاني . ينبغي ولامناص من ذلك وهذا حق طبيعي أن نحتسبه حزباً كوردستانياً مرتبطاً بصورة جدلية بقضية عادلة ، بقضية تاريخية لها بعدان ( الأرض والشعب ) ، ( الجغرافية والنسمة ) ، بل هو المشتق الوحيد لها ( كوردستان تركيا ) حتى هذه اللحظة ، وذلك مهما كانت درجة إختلافنا ونقاط خلافنا معه ، ومهما كانت حدية المعادلة الرياضية في هذا الشأن ، ورغم أننا نمايز ما بين ( وضعية حزب ما ) و ( عمق المسألة ) على نفس الصعيد . الأمر الثاني . الدولة التركية . مهما وصمنا عقلية هذه الدولة بالهمجية والوحشية ، ومهما شجبنا واستنكرنا هذا الأجتياح وغيره ، فهي دولة نتقاسم معها الحدود وقد تضايقنا أو يتضايق بعض الآخرين منا ، فتنفذ هي خططاً مشتركة ، لذلك لامناص من الإدراك إن الجوار له ركنه وله شروطه . الأمرالثالث . مسألة الأحتواء . لقد بتنا الآن في ظرف ( بعد فترة الحرب الباردة المقيتة والتي أفرزت أقذر أنواع العلاقات في التاريخ البشري ) أندحر مفهوم الأحتواء بتلك الصيغة القديمة إلى الأبد ، لذا المراهنة على البعض هنا وهناك مسألة جافة . الأمر الرابع . عدالة المسألة الكوردية في تركيا لايعني البتته حجب حقيقة أخرى وهي أن بعد أحداث أيلول عام 2001 ( ضرب برجي مركز التجارة الدولية ) غدا العنف أمراً مستهجناً ، وينصب في أتجاهات قد يفضي المشكل على أثرها إلى نتائج وخيمة لايحمد عقباه . فالمسألة الكوردية في تركيا تحتاج فقط إلى حزب سياسي سلمي ينافح في أتجاهين . الأتجاه الأول هو البعد الديقراطي داخل تركيا ، والأتجاه الثاني هو البعد الأوربي للطموح التركي . الأمر الخامس وهذا هو الأساسي والجوهري ( مسألة الأندفاع القومي ) من نافل القول إن الطموح و الأماني لا ينبغي أن تكون سبباً في أختراق الحاضر السياسي ، أو أن تنزع الموضوعية عن معادلاته ، فكوردستان هي الآن أربعة أجزاء ~ شئنا أم أبينا ~ ولم تعد تحكمها معادلة رياضية واحدة ، لذا بأقتضاب وجيز يٌقتضى من كل جزء أن يكمل ويستدرك شرطه التاريخي وفقاً للأمر المفروض عليه كيلا يخسر هو الآخر شرط وجوده إذا ما أندفع في الشأن القومي المحض إلى اللانهاية .
دولة الرئيس .
بقي الأمر السادس وهو الأخطر وهنا قد يبرز الوجه النقدي للمسألة ، ويبرز معه مبرر هذا الأجتياح العدائي الجائر ، فالولايات المتحدة الأمريكية التي تهيض جناحي الصين ، اليابان ، روسيا الأتحادية ، آسيان ، أوربا الفرنسية الألمانية (تصريحات ساركوزي المؤخرة في هذا الصعيد ) ناهيكم عن مواقف المملكة المتحدة ، أوستراليا ، كندا ، الأتحاد الأوربي ، الدول العربية ، جامعة الدول العربية ، السلطة الفلسطينية ، لاترضى أن ( تهان ) في عدم استقبالكم للشخصية الثانية في الإدارة الدبلوماسية ( كونداليزا رايس ) . تلك المسألة تراها الولايات المتحدة الأمريكية ~ لعمري ~ كبيرة ومنزلة ما بين منزلتين ، والذين صفقوا لسيادتكم ( سعادة الرئيس ) إنما في الحقيقة صفقوا لمثل هذا الأجتياح ، بعد أن أستبدت بهم نشوة (الأندفاع القومي ) . ثم ألا ترى معي سيدي الرئيس إن الدبلوماسية هي الحوار حتى مع الأعداء .ثم أليست الدبلوماسية هي التي جعلت رئيس الولايات المتحدة يناديك في البيت الأبيض ب ( سعادة الرئيس ) .
دولة الرئيس .
لنستقبل السيدة كونداليزا رايس ولنهمس في أذنيها بأمتعاض أننا غير راضين عن هذا التصرف أوذاك . ودعني أهمس في أذنيك : سيادة الرئيس استمحيك عذراً إن أنا أخطأت في حقك ......



#هيبت_بافي_حلبجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقض اللوغوس .... وموت النظام
- نقض مفهوم الكينونة ... لدى فيورباخ ( الحلقة الثانية )
- نقض مفهوم الكينونة ... لدى فيورباخ ( الحلقة الأولى )
- الشيوعي العمالي ... مابين ماركس وتروتسكي
- الطيور المهاجرة .... نقض الأنسان وموت الطبيعة
- 1 رؤية مستعصية في واقع متناقض ....جدلية المعنى والقوة ... ال ...
- الأشكالية اللبنانية ... ما بين السياسة ... ونقيضها
- رؤية مستعصية في واقع متناقض ....جدلية المعنى والقوة ... الحا ...
- دالة العنف ... ما بين الأرهاب والجهاد
- رسالة نضالية إلى المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي الكردستاني


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيبت بافي حلبجة - رسالة سرية للغاية للرئيس مسعود البارزاني