أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - اسطورة الوطن














المزيد.....

اسطورة الوطن


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 776 - 2004 / 3 / 17 - 09:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تبدأ الأسئلة العميقة والجوهرية(أسئلة الوجود) مع بداية العمر, ومعها الإجابات غير المقنعة,يكرر الأطفال الأسئلة ويكرر الراشدون الأجوبة,بتعديلات طفيفة لا تلحظ.مع التقدم في العمر يتعب السائل ويضجر ويضمر تقييمه السلبي للكبار مع تضاؤل وصفهم بالغباء والخداع. سنة بعد سنة يقترب القطبان(الطفولة والرشد) ليتشكل منهما مزيج شبه متجانس في المراهقة.
ينمو حس الواقع والإمتثالية على حساب أسئلة الوجود(الباقية بلا جواب) وبالتدريج يجتاف المراهق والمراهقة القيود والأجوبة التي كانت غبية,و تبدأ بمزاحمة الأنا(ذلك الخاص المجهول والراكد تحت قناع الفرد) على جوهر الشخصية. الأنا الفردية والأنا الجمعية خامتان مختلفتان نوعيا, كلنا يعلم ذلك في لحظات الصفاء, لحظة الحرية حيث يتحرر الفرد من الخوف والتملك والأهواء, لكن النصف الآخر من الشخصية هو الأقوى والمسلح بكل صلابة الخارج وقواه الجبارة, ولا يترك لشقيقه البرئ والهش, سو ى الفترات العابرة.في منتصف العمر يقضي الأنا الجمعي على نظيره الفردي أو يحصره بإحكام, والخيار المأساوي الثاني, المصير الذي سلكه المعري والحلاج وابن سينا ورالف رزق الله وبعض معارفنا الشخصيين, وسلكه على الضفة الأخري سقراط ونيتشة وهولدرلين ورايش,لا شئ يبرر ابتذال ذلك الخيار بالتفسيرات المتسرعة. فنحن أحمد جان عثمان وحسين عجيب وأغلب من سيقرؤون حوارنا العقلاني ما زلنا نمشي ونستمتع بذلك الطريق الذي فتحه أسلاف شجعان للغاية, أسسوا الحضارة والمدنية, مع وجود الرعب الهائل إلى جوارهم طوال الوقت. هذا التيار أسس الأسرة والعائلة والقبيلة والوطن والمؤسسة الحديثة, وسيحميها دوما, بالأخص ضد المتسربين إلى الفريق الآخر , وهذا حنيني النائم. أظن أنني ما زلت حتى اليوم عين هنا وعين هناك وتحتي الهاوية, لا أمتلك الجرأة والقوة للتخلي عن مكاسب المؤسسة والميراث الغالي والثقيل, وبالمقابل لضآلة حصتي إذ ولدت في الهامش وما أزال,وحتى اليوم يدي بيد نيتشة ويدي الأخرى بيد فرويد , وأرى ماركس موزعا على الضفتين بالتساوي,فهو شاعر أكثر منه مفكرا. ما هو الوطن؟لا أعرف سوى الممنوعات الوطنية. علي أي حاجز حدودي في هذا العالم تمارس عنصرية ساطعة ضد البشر, الحشرات والحيوانات لا تتعرض للمنع الحدودي,كم تمنى الممنوعون لو تحولوا حيوانات أو طيور للحظات, ليس لدي ما أضيفه لرأي ماركس بأن الوطن وسيلة أيديولوجية للسيطرة الطبقية ولتبريرها.وأرى في الوطنية سمة عنصرية صريحة.
السلطات والأعراف والتقاليد هي الوطن وعلى التضاد مع العشق والشعر والصعلكة.
كان ماركس الشاعر يحلم بعالم حر ومفتوح ولم يترك خلفاؤه لنا سوى عالما مليئا بالجماجم والجدران والشرطة.
طالما بقيت الأوطان دوائر تحصر خارجها أو داخلها ستبقى كلمة وطن مثيرة للشبهات. أفهم حنين أحمد جان عثمان لطرطوس واللاذقية ودريكيش والشام وسواها, بما تحويه من بشر وتواريخ وأمكنة(بالإذن من منذر مصري), لكن كلمة وطن مليئة بالدلالات المقلقة بالنسبة لي على الأقل, تساؤل: ماذا عن البلدان الديمقراطية الفرنسيون والإنكليز والألمان وسواهم هل يتغنون في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام بأوطانهم الحبيبة!؟ أم أن محبة الأوطان حصريا للبلاد التي لو فتحت أبواب الهجرة لسكانها لفرغت!!!!؟سلاما أخي أحمد أيها العابر للغات والحدود والأوطان(قل بلاد وأتفق معك إلى حدود التطابق أما الوطن لا)
هل نعلم كم من السوريين والصينيين يحلمون بتبديل الوطن بفيزا وجواز سفر!؟

اللاذقية_حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرد والحلقة المفقودة في الحوار السوري
- الأكثرية الخرساء من يمثلها!؟
- حلم العيش في الحاضر
- المريض العربي
- جملة إعتراضية
- ملاحظات على مقدمة لن لأنسي الحاج
- المسكوت عنه في سجن (شرق التوسط) رثاء أخرس
- رسالة مفتوحة إلى أحمد جان عثمان
- الوعي الزائف - الآيديولوجيا
- الوعي قعر الشقاء
- ضرورة الشعر والكلام المفقود
- الفرد والفردية في بلاد العرب أوطاني
- لو كنت أستطيع تبديل الأوطان كالأحذية
- الموقف الايديولوجي يتوسط الواقع والوهم
- حوار
- الآخر السوري
- الكلام
- مات اليوم بسام درويش وبقي شيوعيا إلى آخر لحظة
- الضجيج الذي أثاره أدونيس أو خطبة الوداع لبيروت
- رجل يشبهني


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - اسطورة الوطن