أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كريم الهزاع - عروس السفائن .. لن ينطق الحجر














المزيد.....

عروس السفائن .. لن ينطق الحجر


كريم الهزاع

الحوار المتمدن-العدد: 2524 - 2009 / 1 / 12 - 02:45
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


سأحكي لكم هذه الحدوتة : " نزل أحدهم إلى البحر ولأنه لا يعرف السباحة شارف على الغرق ، رآه أحدهم يستغيث وهو أيضاً لا يجيد السباحة فأطلق استغاثته نحو المارة ، توقف أحدهم وسأله المستغيث :
- هل تعرف السباحة ؟
رد عليه بأن نعم ، ولكن لماذا هذا السؤال ؟
أخبره بأن أحدهم شارف على الغرق ولا يجيد السباحة ، رد عليه من يجيد السباحة :
- إذا كان لا يعرف السباحة لماذا نزل إلى البحر ؟
رد عليه المستغيث :
- يا هذا أنقذه من الموت أولاُ ثم بعد ذلك حاسبه . "

ما يهمني في تلك الحدوتة أن الكثير من المحللين " الاستراتيجيين " كلما سئل عن الوضع في غزة والوحشية الصهيونية رد بأن حركة حماس هي المتسبب ، أو هذه الأحداث وراءها إيران وسوريا وحزب الله ، وهذا المحلل " الأستضراطي " والكثير من كتبة المقالات والتقارير والتحاليل السياسية يشبهون تماماً ذلك " السباح " الذي في الحدوتة والذي يتنفس الهواء الطلق بشراهة بينما الغريق يبحث عن نفس أخير لكي يعبر للحياة ، وهذا النوع من " البطرانيين " هم تماماً مثال لمن صمت دهراً ونطق كفراً ، إما من لاذوا بالصمت وكأن على رؤوسهم الطير ، فأني مازلت أسئل عن غيابهم وغياب الكثير من طائفة " اللحى " الطويلة ، فأين شيوخ الميكي ماوس عن ما يجري من وحشية ؟ أين معجزات زغلول النجار ؟ أين كل فقهاء الظلام ؟ .. من ألجمهم حجر ؟ من كمم أفواههم ؟ وهل سيجيء اليوم الذين ينطقون به كفراً بعد أن صمتوا دهراً ؟ .. الميكروفونات مشتاقة لكم جداً وشاشات التلفزه ، وصورة وجوهكم البهية غابت عن الصحف ، وكل الجماهير الساذجة الذين قمتم بغسيل أدمغتهم بانتظار جرعة أفيون من عطاياكم الكريمة وخطاباتكم وفتاواكم المبجلة .. متى ستخرجون عن صمتكم ؟

تخرجون من جحوركم أو لاتخرجون لم يعد الأمر يجدي ولم تعد الأمة بحاجة لكم ، لقد غسلنا أيدينا بالماء والصابون من كل رائحة تمت لكم بصلة ، وإذا كان كل هذا الدمار الذي يحل بالبشرية المنكوبة في فلسطين لم تحرك شعرة من رؤوسكم ، فكيف سيحركها سؤال ، وإذا كان نحيب كل الثكالى هناك وصراخ الأطفال لم يحرك شعرة واحدة في جسدكم المقدس فلن تحركها كلمات مرصوصة هنا أو تساؤل ، ولتعرفوا بأن كل الأمة وكل الشعوب قد عرفت بأنكم شاركتم بدم المنكوبين في فلسطين بصمتكم هذا ، وليسجل التاريخ ، ولتشهد كل البشرية بأن موقفكم المتخاذل هذا لن ينسى .


فأما أنت يافلسطين لك الله .. ولك منا أكياس متراصة من المؤن والأدوية التي تداوي الجسد ولا تداوي القلوب ومجموعة من الأسرة لنستقبل بها الجرحى والمنكوبين ومجموعة من الصور لهم تثبت لكم بأننا معكم، وحملة من المساعدات المالية يسبقه خطاب يشجب وبشدة كل تلك الوحشية التي تتلقونها على أيدي الصهاينة، فهل هذا يكفي ؟ .. لايكفي .. تريدون قليلاً من الدعاء .. لانسنطيع ، لأن دعاؤنا لايرتفع ، ولأنه لايشبه تماماً دعاء الاستسقاء السنوي بمباركة رجل الأرصاد الجوية ، فهل وصلت لكم الرسالة ؟ وشكراً لكم لأنكم قبلتم دور الضحية ، شكراً لروح كبش الفداء فيكم ، مع أنكم تأخرتم كثيراً على أن تكونوا معنا نحن هذا اللفيف من المستضرطيين والفقهاء ، لذا لا تغضوا مضاجعنا بموتكم ، واحتفظوا بجرحاكم هناك ، وبالأطفال الذين يموتون في الشوارع ، لم يتبدل شيء ، نحن مثلما كنا وكما عرفتمونا ، والمشهد نفس المشهد ، والصوت ذاته للشاعر مظفر النواب في قصيدته التي يبكي فيها على " عروس السفائن " :
" وهذي الجنازة أصغر من أصبعي .. فادفنوها
وأم الجنازة يكسرها الانحناء
وجد الجنازة أعمى يتأتئ
والعينُ يرشح منها على الصمت ماءُ
فقيل لنا: مبلغٌ يحسم الأمرَ
فاجتمع الفقراءُ
فللمال أفعاله يستفز
هنا دفن الطفل في آخر الأمر
يا أرض غزة فاسترجعيه
لئلا مقابرهم تستفزُّ ".
عروس السفائن أعذرينا كنا بشر ، إلا أن نظرة من " ميدوزا " احالتنا إلى حجر ، وهل ينطق الحجر ؟



#كريم_الهزاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في فهم التناقض والدعوة للحوار
- محاولة فهم للمرونة الاقتصادية
- إسماعيل فهد إسماعيل : الرواية العربية عالمية متجاوزة .. مشكل ...
- إلى متى سنظل خارج التاريخ؟
- نوافذ القلب الموتور - نصف دزينة من القصائد
- أشلاء أوروفيوس
- جدل الحجاب
- مفهوم النص بين الالتباس والإزاحة
- قصيدة التفاصيل - قراءة في ديوان - مظاهرة شخصية - ل : صلاح دب ...
- فلينزع الحجاب
- القراءة بعين واحدة
- الكويت والعالم في عطلة عيد الأضحى
- بورصة الملف النووي الإيراني
- هل سيكتب الكتاب الإليكتروني مرثية الرقيب؟
- هل سيتّبع أوباما سياسة تجويع الوحش؟
- جاري يا حمودة
- تربية الذباب
- أزمة الاقتصاد العالمي ونمط التفكير الديني
- أشجار قليلة عند المنحنى.. لن تموت
- نبوءة الانهيار العالمي مابين غرينسبان ولاروش


المزيد.....




- أجزاء من فئران بشرائح خبز -توست- تدفع بالشركة لاستدعاء المنت ...
- مسؤولون يوضحون -نافذة فرصة- تراها روسيا بهجماتها في أوكرانيا ...
- مصر.. ساويرس يثير تفاعلا برد على أكاديمي إماراتي حول مطار دب ...
- فرق الإنقاذ تبحث عن المنكوبين جرّاء الفيضانات في البرازيل
- العثور على بقايا فئران سوداء في منتج غذائي ياباني شهير
- سيئول وواشنطن وطوكيو تؤكد عزمها على مواجهة تهديدات كوريا الش ...
- حُمّى تصيب الاتحاد الأوروبي
- خبير عسكري: التدريبات الروسية بالأسلحة النووية التكتيكية إشا ...
- التحضير لمحاكمة قادة أوكرانيا
- المقاتلون من فرنسا يحتمون بأقبية -تشاسوف يار-


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كريم الهزاع - عروس السفائن .. لن ينطق الحجر