أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حامد حمودي عباس - ليسمع وعاظ ألمنابر وفقهاء ألفتوى ... قتلت ابنتها خوفا من ألطلاق !!














المزيد.....

ليسمع وعاظ ألمنابر وفقهاء ألفتوى ... قتلت ابنتها خوفا من ألطلاق !!


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2522 - 2009 / 1 / 10 - 09:54
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عنما اقدمت امرأة من احدى الدول الاسكندنافية على ذبح ابنائها الاربعه اهتز ضمير العالم أجمع وتناولت وكالات الانباء وبتكرار ينم عن الاهتمام الكبير نبأ تلك الحادثه ، وقد اتضحت دواعي الجريمة فيما بعد حينما صرحت الام بانها قامت بفعلتها لفرط حبها لابنائها ولكي تطمئن على مصيرهم بعد موتها انتحارا ، وقالت للقضاة بعد صدور الحكم بانها ليست مكترثة للقرار بحبسها مدى الحياة كونها ستعيش مع مأساتها ما تبقى لها من عمر.. أما الجريمة الاكثر روعا وجسامة والتي لم يحاسب الجناة فيها ولم تنشر الا عن طريق هواتف الموبايل كنوع من التسليه والفضول ولم تنشر في جريدة ولم تنقلها قناة تلفزيونيه وكأنها قضية عابره لها ما يشبهها في عالمنا العربي المأزوم بأعرافه الباليه ، تلك الجريمه التي تقول تفاصيلها بأن أحد الازواج ( المتدينين حتما ) ولدت له زوجته عددا من البنات ، ولضيقه ذرعا بالبنات عملا بوصايا فقهاء خطب الجمعة فقد قام بتهديد زوجته الحامل بانه سيطلقها لو ولدت له بنتا اخرى ، وانتظرت الام قدرها لا تفكر حتما بالذهاب الى المستشفى لمتابعة سير نمو الجنين كما يفعلن نساء الكفار في بلاد الغرب ، وبقيت المسكينة تعد الايام وبنفس متعبة تتمنى أن يعود الزمن الى الوراء ليلغي حملها مرة واحده ، فهي تعلم مقدار سطوة زوجها وعصبيته ومدى تمسكه بتعاليم دينه وحرصه على تنفيذ تعاليم السماء باطلاق اللحية واهانة الشارب ، وتدرك كيف أنه لا يستهين أبدا بالخروج عن أسس الشريعة حسب فهمه لها فلا يسمح لها مهما كانت الاسباب أن تطل بوجهها من شباك أو باب أو تكلم أحدا حتى من وراء ستار، لانها تمتلك صوتا فيه غنه قد تفتن من تتحدث معه ويشتهيها ولو عن بعد .. مرت الايام ثقيلة عليها حتى جاء اليوم المحتوم لتلد بنتا وكأن رب العرش قدر لها أن تكون أدات اختبار لايمان زوجها وصدق انتمائه لعقيدته ، كانت ولادتها عسيرة لان النفس البشرية تتناغم مع أحاسيسها عند القيام بأي فعل .. واحتارت ولا يعلم أحد بحيرتها لانها كانت تخاف من البوح بمرارة سرها الدفين .. لم يحظر والد الطفلة ساعة الولاده ، وسارع بالابتعاد عم مسرح
( الجريمه ) كي لا يواجه العار الجديد ، الانثى الجديده ، ومن يدري ؟ .. فلربما اعتكف في محرابه يضرب كفا بكف لا يقوى وللاسف على الاستجابة لجاهليته الاولى فيأد تلك المخلوقة المكروهة ويتخلص من تبعة الخوف عليها حين تكبر ومن المحتمل ان تفتن رجلا او تبتسم بوجه مخلوق فتقع الكارثة ، واستسلمت الام المذنبة لمصيرها بانتظار أن يقول رب الاسرة كلمته الفصل ، وما اسهلها من كلمه لا تستوجب سوى النطق بها ثلاثا لينتهي كل شيء.
وليقينها بأن التهديد سينفذ لا محاله ، وانها ستكون مطلقة بعد حين لا تعرف متى سيحل ولكنه آت لا ريب فيه ، فقد قررت الانتقام .. وممن ؟ .. من الرضيعة التي جلبت لها العار .. وكيف ؟ .. بابشع طريقة لم تتضمنها ملفات الجرائم في التاريخ . لقد حملت شوكة طعام من المطبخ وانهالت بها طعنا في جسد الرضيعة وهي في مهدها.. لم تترك مكانا من الجسد الغض الا واحدثت فيه ثقبا حتى عيونها المغمضة والتي لم ترى للدنيا لونا ولا معنى ، كان هدفها الوحيد هو ان تعبر للزوج الغاضب بانها تشاطره الاستنكار لولادة كيان مسخ اسمه انثى ، ولذا عليه أن يتفهم موقفها الرافض كموقفه فلا يطلق.
المصيبة الكبرى والحدث الجلل الاخر هو أن رواة الحادثه أكدوا بأن تلك المرأة لم تجري مقاضاتها غير أنها طلقت وانتهى الامر ، وأن الزوج لم يمسه قانون ولم يستدعى الى مركز للشرطه .
لقد أحسست بأنني لو كنت صاحب القرار فلسوف اقضي بسلب الحياة منه فورا قبل أن أحاسب زوجته ، فكلاهما .. المرأة وابنتها ضحيتان لذلك الوغد المتوحش ألممسوخ عن شريحة واسعة الحدود في مجتمعاتنا لا زالت تسرح وتمرح لتخرب الفكر والدين والارض وتحرق الشجر وتقتل الثقافه ،انهم اولئك التجار بالعقيده وفقهاء الزور هم السبب الحقيقي وراء كل حيف يقع على النساء في بلادنا . اذ ليس لآي منصف هدفه اصلاح المجتمعات العربية وغير العربية في مشرق الوطن الكبير ومغربه الا وأن يشير باصبع الاتهام الى وعاظ أخذوا على عاتقهم متبرعين منافقين تقديم النصح للناس ، ونصبوا انفسهم ممثلين لانبياء الله على ارضه دون وجه حق وهم ينثرون دعاواهم في كل لحظة عبر مكبرات الصوت وقنوات التلفزيون وفي مجالس يعدون لها ألقصد منها ترسيخ أعراف ليست بالية فحسب وانما تحمل في ثناياها كل شرور المعرفة ان كان للمعرفة شرور ، انهم يزرعون في ادمغة الشباب والاباء والامهات وحتى الاطفال ثمرات ألتأخر واليأس والامساك بترهات لم يقل فيها كتاب مقدس ولم يبشر بها رسول ، كل ذلك لينعموا بخير أصوله مستلبة من حقوق الاخرين ، فالفرح حرام والتنعم بالحياة حرام ، والهزل يذهب الهيبه .. والرقص المعبر والغناء المعبر حرام .. واحترام المرأة حرام ..وعدم ضربها لتأديبها حرام .. وولادة الانثى من الكبائر .. والتباكي ان لم يستطع المرء البكاء ثواب عند الله .. والتجهم والتلبس دوما بمسحة جافة على الوجه من دلالات الايمان حتى قال عمر بن الخطاب لقد تركنا ثلاثة ارباع الحلال مخافة الحرام . انهم يحملون ذمة ثقيلة في كل كلمة نشاز يقولونها من على منابرهم تسهم في هد المجتمع والنخر فيه والتسبب في قتل ابرياء ليس لهم من ذنب سوى انهم لا يمتلكون سلاح المعرفة ليردوهم الى جحورهم مدحورين ، وستبقى مجتمعاتنا مغلوبة على امرها دون أمل برقيها ولحاقها بركب الشعوب المتقدمة ما دامت منابر الوعظ وفقهاء الفتاوى ينعمون براحة البال واطلاق الرأي كما يشتهون .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثنائية ألسياسه ألغير عادله بالنظر لقضية ألاكراد في تركيا .
- أيها ألفقراء عامكم مبارك .. لقد حل عام جديد .. ألا تعلمون ؟؟ ...
- احتفلوا بالعام ألجديد .. ولن يدخلن أحد منكم ألنار .
- غزه تحترق ضمن لعبة لن تنتهي قريبا .
- عبد العال ألحراك صوت وطني يهدف لعراق حر وشعب سعيد .
- تحية للشاعره جمانه حداد .. ودعوة لمناصرة مجلتها ( ألجسد ) .
- ألحوار المتمدن هو مركز للاشعاع ألفكري الرائد في مجال الوعي ا ...
- دعوة ألكفاءات العراقية المهاجرة للعوده .. هل هي فخ لموتهم أم ...
- سعاد خيري ومأزق الخلط بين ألشخصي وألعام .
- ألعنف ضد المرأة في حوار بين الوزيرة العراقيه ورئيس جمعية اصد ...
- ألعنف ضد المرأة وضروة التوحد الفكري والنضالي للتصدي له وبحزم ...
- ألمعتقلات العراقيه في العهد الحاضر هي مراكز اختبار للمصداقية ...
- بين ألطواشات وألطوافات .. قضية ألمرأة في العراق أسيرة أللاحل ...
- المرأة في بلادنا حرة .. ويكفيها ان حريتها كاملة في امتاع الر ...
- أحزان مهاجره
- انقلوا عهدة النساء العراقيات ألمعتقلات من السجون العراقية ال ...
- ألشخصية العراقية .. لماذا تتسم بالعنف في ألسلوك ؟. وهل حقا ب ...
- بين ألطلاق الكاذب للمرأة العراقية في الدنمارك .. وحالها في ا ...
- بعض من تداعيات ذكرى ثورة اكتوبر الاشتراكية العظيمه
- الى متى تبقى حياة ألانسان في العراق ضحية للصراع من أجل ألمال ...


المزيد.....




- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حامد حمودي عباس - ليسمع وعاظ ألمنابر وفقهاء ألفتوى ... قتلت ابنتها خوفا من ألطلاق !!