أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - نظريات المسرح















المزيد.....

نظريات المسرح


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 2493 - 2008 / 12 / 12 - 05:49
المحور: الادب والفن
    



وما أدراك ما نظريات المسرح
د.كمال الدين عيد
هذا عرض لرسالة علمية لدرجة دكتوراه الدولة في الآداب الدرامية DOCTOR OF LETTERS للمجري الراحل (2006م) الدكتور بيتشي توماش عضو أكاديمية العلوم المجرية يتناول فيها قضية النظريات المسرحية .
ومما يبعث على الاطمئنان لنتائجها أنها مرّت بمصافي علمية FILTERATION في أكاديمية العلوم المجرية ، معهد العلوم المسرحية ببودابست، فريق البحث العلمي لشؤون المسرح بجامعة لندن ، هيئة القسم الأدبي في المسرح القومي البريطاني ، ثم تصدى عدد من باحثي المسرح في قارة أوروبا في حلقة نقاش واسعة. فضلاً عن تحرير الرسالة بين المجر وانجلترا ، لتقرر الآراء مجتمعة موضوع الرسالة : "نظرية جديدة في الدراما المعاصرة ".
ولعل أهم ما لفت نظري في هذه الرسالة هو اعتراف مؤلفها بسيادة نظرية المعرفة (الإبستيمولوجي EPISTEMOLOGY) في التفكير الأوروبي الحديث، والتي مهّدت لظهور موجتين في علوم الآداب هما: الأنثروبولوجيا ANTHROPOLOGY ، بحوث السسيولوجيا SOCIOLOGY ، واللذان أتيا بالتفكير الجديد لحماية الوجود. ثم ، نتائج جديدة أخرى ، لكنها صادمة هذه المرة. لا أقول لعالمنا العربي ، بل لكل مسارح أوروبا.
بعد أن يكشف الباحث المسرحي عن النظريات المسرحية (تاريخياً) وأكثرها لا نعلم منها غير النادر: نظرية الإيطالي فرانسسكو روبورتللو FRANCESCO ROBORTELLO التي تُصنّف الفروق تحديداً بين الكاتب وبين العرض المسرحي في عصر النهضة الأوروبي. ثم نظرية الأسباني ألونزو لوباز بنسيانو ALONSO LOPEZ PINCIANO عام 1596م المعنونة في عمله المسرحي PHILOSOPHIA ANTIGUA POETICA والتي تُقرر أن إيماءات الممثل وحركاته تكون مناسبة ومُعبّرة عن الأهميات إذا كانت الدراما تُعلن عن العالم الداخلي للممثل . ويقدم الإنجليزي دافيد جارّيك DAVID GARRIC المبحث النظري عن فن الممثل (بحث قصير في فن الممثل) A SHORT TREATISE ON ACTING عام 1744م ليُنظّر أن التمثيل أعلا خشبة المسرح يجمع النطق باللفظ والصوت الساكن ARTICULATION وحركة الجسد والمحاكاة والتقليد عبر تحريك العينين بما يستدعي لدى الجماهير أحاسيس جسدية وروحانيات أخرى.
وبين أعوام 1738 ، 1750 يكتب لويجي LUIGI ومن بعده ولده فرانسسكو ريكوبوني FRANCESCO RICCOBONI نظرية في فن التمثيل المسرحي المعنونة L ART DU THÉÂTRE A MADAME XXX تُحدد فَهْم الممثل للفعل اللاإرادي المنعكس المُرتد REFLEX وطبيعته ، ثم يُقلّد ذلك على المسرح، وفي مراقبة تامة لتعبيراته .. مركز السيطرة ساعة التمثيل. وفي عام 1749 يُصدر الفرنسي بيير دوسانت – ألبين PIERRE R. DE SAINTE-ALBINE نظرية (الممثل) LE COMÉDIEN لتحدد احتياجات الممثلين في أعمالهم محدداً الاحتياجات في التالي:
العقل المُدرك والفطنة – الإحساس – الحماسة.
ثم يبرز الفرنسي دينيس ديديرو DENIS DIDEROT بنظريته (التناقض الظاهري للممثل) LE PARADOXE SUR LE COMÉDIEN عام 1830م والتي لم تنتشر أوروبياً إلاّ بعد عام 1875م. كما تتبع عام 1867 نظرية عميد النقاد الفرنسيين فرانسيسك سارسي FRANCISQUE SARCY (جماليات المسرح) D ESTHÉTIQUE DE THÉÂTRE والتي تذكر "فن عالمي جامع GENERAL+UNIVERSAL أو مكاني محلي LOCAL ومحدود PAROCHIAL يجمع بين الأبدية واللانهائية ETERNAL والمؤقت إلى حين TEMPORARILY ، إذ بمساعدة فن المسرح تظهر حياة الإنسان على الخشبة لتقدم للجماهير خداعية الحقيقة.
بعد الكشف عن هذه النظريات التي تضيف بعداً بل وأبعادا فكرية ومهنية إلى أصول مهنة المسرح. تنتقل رسالة الباحث إلى الجزء الأخطر منها. وهو لُب الرسالة، والجديد في نتائجه. تذكر الرسالة تحديداً " أتى القرن العشرون في ثلاثينياته بعدة نظريات !! في المسرح خرجت إلى العالم. ثلاثة رجال قدموا هذه النظريات بجهودهم المعملية والعملية. ولابد أن نقول الآن إنها ليست نظريات في المسرح ، وهم : ستانسلافسكي ، برخت ، آرتو.
الأول قنسطنطين ستانسلافسكي (1863-1938) ربط تقدم المسرح بصورة جديدة لإبداع الممثل وبنظام علمي يتبعه. فكتابه "إعداد الممثل" وموضوعه ليس نظرية مسرحية ، لكنه طريق لإبداع الممثل في فن التمثيل المسرحي . يكتب ستانسلافسكي عن الطريقة – النظام METHOD ، والتي تتحقق بالمصادر الشعورية والنفسية. إحدى العناصر (لو) الساحرة لاستدعاء الخيال والذاكرة وتقوية عواطف الممثل ومشاعره . ثم تفتيت وتفكيك حياة الدور المسرحي إلى وحدات صغيرة .. هذا التفتيت والتفكيك ليس روحياً SPIRITUAL بل هو طريقة لتحرير المصدر الداخلي كما يراه ستانسلافسكي لتحقيق اكتمال الدور المسرحي ، وكما يطلق هو عليه (الأحداث الفيزيكية) . فإذا ما عثر الممثل على البواعث للأحداث المناسبة فإنه يستبدلها ليبرز الوجه الروحي – النفسي لدواخل الشخصية.
مع أن كتابات ستانسلافسكي المُحللة لهذا التفسير لا تتوافق مع (الطريقة) عنده من أنها معادلة للعقل اللاواعي عند فرويد UNCONSCIOUS . ويصعب علينا هنا – ومع الطريقة – أي نوع من الإبداع المسرحي أراد ستانسلافسكي تشكيله؟ : فاجتماعياً ، هل أراد بتفسيراته شخصية حقيقية أصيلة AUTHENTIC ؟ أم فكّر في شخصية مثالية IDEAL ؟ أم كان يريد خلط هذه بتلك لتصبح شخصية رمزية SYMBOLIC ؟
أما الثاني برتولت برخت (1898-1956) فمعروف أنه في كتاباته + تجديداته الدرامية + أعماله الإبداعية قد تعارض تماماً مع ستانسلافسكي . كما انتقد برخت ستانسلافسكي متهماً إياه بالطبيعية ، وبأنه لم يُحسن رسم شخصياته بعد أن ضيّق عليها الخناق في العلاقة بينها وبين بيئتها سواء ناحية العلاقة الأسرية أو من ناحية علاقة العمل. صحيح أن برخت قد أبرز هذه العلاقات ، لكنه لم يُكمل تماماً العلاقة بين الإنسان – الشخصية ودورها الكبير في المجتمع. لذلك تدعو الدرامات- الملحمية البريختية إلى نموذج إنسان العصر الحديث ليصحو وينهض داعياً المجتمع إلى التغيير . وبملاحظة دقيقة للدراما البريختية وكل عروضها المسرحية لنجد أنها لا تسير إلى الأحاسيس أو العواطف ، لكنها أرادت التأثير بطريقة (انتلكتوالية) نابعة من العقل ومرتكزة على الدرس والتفكير والتأمل. بمعنى ليس الهدف منه تكوين شخصية بلحمها وشحمها، ولكن لإبداع شخصية تعبر عن الخطوط القوية في المجتمع بما تنسجه هذه الخطوط من آراء وأفكار. ولم تكتف الدرامات بوضع الإيمائيات عند الشخصية البريختية في حالة ذاتية غير موضوعية SUBJECTIVE ، بل المرئي أنها نقلتها إلى حالة الموضوعية OBJECTIVITY ، بل ولم تكتف بذلك ، بل وربطتها بكل المضامين الاجتماعية ، والموضوعية كذلك .
أما ثالث اللانظريات ، فهي عند الفرنسي أنتونان آرتو (1896-1948) صاحب كتاب (المسرح وقرينه) LE THÉÂTRE ET SON DOUBLE. أقول صاحب كتاب وليس صاحب مذهب أو نظرية . تقود أفكاره إلى ما سُمي بمسرح القسوة ، وإلى أن مسرحه كان يتوق إلى إعادة تنظيم (الوجود) الإنساني كوسيلة عظمى .. بمعنى تغيير القوة النفسية شديدة الحساسية للقوى الروحية عند الإنسان PSYCHIC ، ولو بدون النظر إلى الخارجيات فيها ، فالنظر إلى الحقائق النفسية أبقى وأعظم. لذلك عندما أعلن آرتو في بدايات كتاباته عن المسرح السحري MAGIC ثم مسرح الانجذاب الصوفي ECSTATIC . وحيث لا تذهب الجماهير إلى مثل هذا النوع من المسارح بل وتغُض البصر عنها، لكنها – الجماهير – في الوقت نفسه تعتقد بامتلائها بمصطلحات الكرْب ANGUISH ، الشعور بالإثم والمعصية CONSCIOUSNESS OF GUILT ، الإحساس بالنصر TRIUMPHAL FEELING ، الرضا SATISFACTION فكلها أوضاع نفسية لا يرغب المشاهد المسرحي في الدخول إليها . إذن ، أعطى مسرح القسوة سوء فهم كبير في الحياة المسرحية. وطبيعي أن يكشف المسرح عن مرض نفسي وليس فيروسياً ، إن لم يكن وباءً أو طاعوناً بعد أن قرر أن الحالتين (النفسي والفيروسي) بقسوتيهما تتطلبان الكشف والتعرية لتراهما عيون الجماهير ، لأن كل منحرف وضال وفاسد ومضاد لرغبات الإنسان يشد إلى دائرته الفرد فالشعب كله.
ويعترف آرتو بأن المسرح قرين للحياة ، لكنه ليس بواقعية الأيام بل على الطراز البدئي والنموذج الأصلي ARCHETYPE ، ومثال الواقعية الخطرة التي تخفي خلف السطح الناصع ظلاماً أسوداً يحتضن نظرية المذهب الدينامي DYNAMISM التي تفسر الكون بلغة القوى وتفاعلها . كل هذه الجنبات رغم تواجد بذور فيها ليست نظرية في المسرح. لكنها – بالتحديد العلمي – واجبات تختص بإعادة تنظيم جديد للوجود الإنساني . إنها لا تقدم أكثر من أن تعكس نظرة إلى ما يجب فعله في هذه الحياة المعاصرة.
إن كل ما جاء بكتابات الثلاثة الكبار (ستانسلافسكي ، برخت ، آرتو) ما هي إلا أحاديث عن تعقيدات المسرح ، وعن وظائفه في الحياة ، أو عن خصائصه الجوهرية.
ثم: إن النظرية تتعامل مع الموضوع ، وتشتغل به . كما أن النظرية لا تتعامل كذلك مع كل ما يخطر على البال ، ولا مع توابع الموضوعات . وهي لا تنتمي إلى أي تأثير مستقل قد تثيره المسرحية. كما أن النظرية لا تقبل الاتجاه إلى نفس الموضوع المطروح FROM THE SAME DIRECTION ، فضلاً عن أنها ليست هي الوجه المستقل للموضوع ، كما لا تقوم على علاقة معه ، خاصة في الأعمال الزائفة المتكلّفة ARTIFICIAL ، أو حتى الأعمال التركيبية الاصطناعية SYNTHETIC ، ولا الأعمال التي تأتي إلى الوجود بالتشخُّص حينما يُطور الفرد شخصيته الخاصة . لا تأتي النظرية (بِلوْي) الذراع عُنوة لإدخال مِسْحةً جمالية اضطراراً .
إذن ، وفي النهاية .. إن النظريات الأصلية تشتغل على النموذج – الموديل MODEL لكنها تختلف مع القوانين وتشذُّ عنها.
ولا أرى ، كما لا ترى النظرية أن أعمال الثلاثة الكبار تنتمي إلى واحد أو أكثر من عناصرها.



#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس ثمة من وطن .. حيثما الدين وطن
- سفر الخروج من (طما ) مونودراما الممثل الواحد
- الماركسية في الحضور وفي الغياب
- التجريب بين حلم شكسبير وحلم كولن باول
- الوصايا السبع للمسرح التجريبي
- جواز (فاطمة) من (يوسف) باطل
- المقامة التنظيرية الأردشية والصدمات المسرحية
- التجريب المسرحي بين عروض الحكي وعروض المحاكاة
- المسرح وفكرة المخلص المستبد العادل
- شهرزاد/ موناليزا ..في كباريه وليد عوني السياسي
- الفن والعلم بين التعليم والتعلم
- ( لير) قبل العرض ..(لير ) بعد العرض
- إشتراكية ( سوسولوف) و نظام رأسمالية الدولة
- مؤثرات الفابية في البنية المسرحية ل(جمهورية فرحات)
- مسرح.. كليب
- بيرجينت.. وفن الإهانة
- جماليات الإخراج المسرحي وتجليات الفاعل الحضارى - دراسة في تح ...
- الميتا ذات .. طفل الأنابيب المسرحى
- ذاكرة المسرح السكندرى
- جماليات الفن التشكيلي بين اللوحة المقروءة واللوحة القارئة


المزيد.....




- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...
- “سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ ...
- فرانسوا بورغا للجزيرة نت: الصهيونية حاليا أيديولوجية طائفية ...
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- المؤسس عثمان الموسم الخامس الحلقة 159 على ATV التركية بعد 24 ...
- وفاة الممثل البريطاني برنارد هيل، المعروف بدور القبطان في في ...
- -زرقاء اليمامة-.. أول أوبرا سعودية والأكبر في الشرق الأوسط
- نصائح لممثلة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن بالبقاء في غرفتها با ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - نظريات المسرح