أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - الميتا ذات .. طفل الأنابيب المسرحى















المزيد.....

الميتا ذات .. طفل الأنابيب المسرحى


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 2411 - 2008 / 9 / 21 - 00:54
المحور: الادب والفن
    


م
يقول سارتر " ظهور الثالث قضاء على الحب
فالثالث إذن دخيل على العلاقة بين الأول والثاني ، لكن من الأول ومن الثاني اللذين وقعا أو ضبطهما الثالث في حالة حب؟!
الأول المحب هو الباحث محمد حامد السلاموني ، أما الثاني المحبوب فهو بحثه.
أما الدخيل أو الثالث الغيور المقتحم لخلوة العشق البحثية فهو المعقّب (الناقد) ، وهذا اعتراف منّي مع سبق الإصرار والترصد باقتحام الخلوة التنظيرية لمُكنة حامد السلاموني الميتاذاتية .
ولعل السلاموني من حقه أن يصفني بهادم اللذات ومفرّق طرفي الميتاذات.
على أن هناك مقولة لفاوست (فاليري) تعطيني ، كما تعطي كل من تمتع بشميم عرار بحث تفوح منه رائحة الجدة والرصانة حيث يقول (من تعطر يعرض نفسه). ولأن السلاموني قد تعطر ببحثه هذا ، لذلك وصلتني كما هو حادث لغيري رائحة عطرة ، فمشيت وراءه معجباً ومغازلاً لا يخلو غزله من تحرش نقدي.
هذا البحث واقع تحت عربة سارتر، ناهل من فيض مائدته الفكرية ، فالسلاموني على مائدة تقدم الطعوم الشيطانية التي يتقدم فيها طبق الذات على طبق الآخر ، (ومن يأكل مع الشيطان عليه أن يمسك بملعقة طويلة) بتعبير الشاعر الفرنسي (بول فاليري) .
ولذلك تسلّح السلاموني بملعقة طويلة وهو يؤاكل مفكر الوجودية المادية.
على أصناف الطعوم المفاهيمية وقد تزاحمت على مائدة الميتاذات ، التي أممها السلاموني ، ودعاني إلى مشاركته على مائدة بحثه هذا. ولأني أوآكل السلاموني فقد استعرت من الشاعر د.نسيم ملعقته الطويلة. وقبل أن أطعم خبز السلاموني نظرت إلى الأطباق متشككاً ، ومتطلعاً ، لأن كل ما هو غريب يدعو إلى الدهشة فماذا وجدت على مائدة مبحثه ؟! هذا طبق التشظي ، وهذا طبق الفجوة وذاك طبق الراوي بذاته لذاته ، أمام ذاته ، وهذا هو الجمهور المرآة والمرآة الذات ، وهذا طبق التلاشي ، وذاك صنف الذاكرة الفردية ، وهذا طبق سد الفجوة ، وذلك هو طبق القطيعة . وذاك طبق فجوة الذات والقطيعة الأيديولوجية ، وهذا شكل للارتداد الجماعي دفاعاً عن الهوية ، وهذا أصولية إعادة بناء الذات أو إعادة بناء الذات بوصفها أصولية ، وهذا مذاق يذيل آثار ما بعد الحداثة. أما هذا الصنف فهو مسبوك على طريقة قصيدة النثر – وهذا الذي هناك طبق الملاذ البديل لطبق الهوية القومية ولطبق الهوية الدينية – أما ذاك الذي أمام صاحب الدعوة فهو صنف امتطاء التعبير المسرحي للذات الفردية ، من يتذوقه يهب باحثاً عن هوية بديلة هي تمثيل للعالم الخارجي . على أن الأهم من طعوم السلاموني المفاهيمية التي عجت بها مائدة بحثه ، هو حديث المضيف نفسه في الترويج لتلك الطعوم حيث يتردد صدى صوته في أذني (لم يعد الانتماء القومي أو الديني موضوعاً ، بل الذات هي الموضوع المطلوب الوقوف عنده وبحثه).
لاحظت من جملة استطراداته المفاهيمية على مائدة طعومه البحثية أنه يدعو لمسرح جديد لجيل جديد أدرك فيه اللاعبون على فضائه اللاشكلي قراءة الخرائط الإدراكية فأحلوها محل الواقع المعيش سداً لفجوة علاقة الذات الجمعية والندوب التي أصابتها من جراء جلوسها الطويل حول مائدة الأيديولوجية . كما أدرك السلاموني أن أولئك اللاعبين بساحة المسرح لا تطابق عندهم بين الدال والمدلول. وأن انفصال وعيهم عن الواقع قد خلق فجوة أخرى عندهم . وهذه الفجوة – بنص قوله – (هي المسافة الفاصلة بين الدال والمدلول في العلامة اللغوية - عدم التطابق بينهما) .
وتناسى قاصداً أن هذه الفجوة بين الدال والمدلول أو بين الفعل أو الشيء أو الأداة وما تدل عليه هي نفسها التي تأسس عليها مسرح العبث (فلاديمير يقول لستراجون في نهاية الفصل الأول من مسرحية "في انتظار جودو" : "هيا بنا نذهب" فيرد الآخر "هيا بنا نذهب" وإذا بهما يجلسان) الفعل هنا منفصل عن القول فهناك فجوة بين لغة القول ولغة الفعل. ويقترب بنا حديث السلاموني عن مسرح الميتاذات من تقنية السرد الانعكاسي المتشح بما اتشحت به قصيدة النثر وما ترامى من عالم الانترنت وما انعكس من أشكال الرواية الجديدة ، فكلها تشكل شظيات النسق المسرحي الذي هو بمثابة طفل الأنابيب المسرحي .
أسس الأستاذ حامد السلاموني بحثه على عدد من المحاور :
تعريف المصطلح الذي نحته تحت عنوان (مسرح الميتاذات) عرف فيه مصطلحه بتعريفات عدة منها:
ميتاذات : " تجربة فردية على هيئة لعبة تشتت واختلافات في داخل شخصية نمطية تعادل تراكم لحظات خاطفة في حياة تلك الشخصية أي أنها شخصية متشظية ، خطا بها مفكك الأنساق محمّلاً بتناقضاتها فهي شخصية لا قوام لها".
تعليق: هي شخصية مابعدحداثية إذن .
* "حالة تأويل مسرحانية يعمل فيها الممثل على تأويل الشخصية التي يمثلها".
تعليق: هل هذا معناه أن لا دور للمخرج في عمل الممثل طالما أن الممثل قائم بأمر تأويل الشخصية ، وهل هناك تأويل على نص أم هو تفسير ، فالفرق بينهما كبير؛ الأول ناقض أو كاشف لعورات الخطاب وهادم لأنساقه ، والتفسير توسيع وتعميق للخطاب وتعليل لأنساقه في اتساقها مع خطاب النص أو العرض.
الميتاذات: "وجود بلا هوية . وهي على نقيض الشخصية المسرحية التقليدية – كما يرى السلاموني – التي تسبق ماهيتها وجودها".
تعليق: من قال إن الشخصية المسرحية التقليدية هي على إطلاقها وجود مسبوق بالماهية – أي أن جوهر وجودها قدّر في الغيب؟ هل كانت (نورا في بيت دمية) ماهية معطاه؟ هل (بيرجينت أو سالومي أو سليمان الحلبي أ الزير سالم أو هاملت أو لير أو جوليا) سبقت ماهية كل منهم وجودها ، هل كانت (براكساجوره أريستوفانيس أو ميديا يوربيديس أو قرد أونيل كثيف الشعر) كذلك ، هل كان (أورستس ذباب سارتر أو ليزي مومسه الفاضلة) كذلك؟ بالقطع لا . فلم الأحكام المطلقة إذن ؟!
"الشخصية في مسرح الميتاذات حاملة لوجهة نظر محددة .. "
تعليق : هنا يناقض السلاموني نفسه حيث صرّح بأنها وجود بلا هوية وجود لا قوام له . معنى أن تكون لها وجة نظر محددة هو أن لها ماهية . فلا وجهة نظر محددة لغير حامل لماهية أو لمن فقد التحكم في جوهر وجوده.
* "ممثل الميتاذات يختلف أداؤه من عرض لآخر" .
تعليق: كيف تكون لها وجهة نظر محددة وتعبيرها عن وجهة النظر المحددة تلك مختلفاً من عرض إلى آخر . هذا في رأيي ليس شرطاً يقرن بكون الشخصية معادلاً لوجهة نظر محددة.
* " في مسرح الميتاذات يرى الجمهور نفسه في الممثل والممثل يرى نفسه في الجمهور".
تعليق: إذن نحن بصدد حالة توحد أو اندماج بين الممثل والشخصية ، والممثل والجمهور ، والجمهور والممثل وهذا يشكل الركيزة الأولى من ركائز المسرح التقليدي الذي هو نقيض لفكرة المسرح الجديد الذي يبشر به السلاموني . فالاندماج حالة انقطاع الممثل عن كل ما حوله عندما يتصل بدوره وهي حالة عدوى تنتقل إلى جمهور مسرح العلبة ويشكل مع الإيهام الذي هو تصديق كل معطيات العرض ، مع علمنا بأنه خادع. جناحي نظرية المحاكاة الأرسطية.
* " المسرح الجديد – ميتاذات – " يرى في الآخر تيهاً أو فراغاً "
تعليق: هنا يقع الباحث تحت عربة سارتر بوضوح فسارتر يرى أن الأنا تنظر إلى الآخر بوصفه مجرد شيء) إلى أن يتحقق التعامل بينها والآخر عندها لا يصبح الآخر مجرد شيء أو (نفر) وإنما ينظر إليه بوصفه ذاتاً أخرى.
* " المسرح التقليدي" في رأي السلاموني " يرى في الآخر مسافة ضرورية على الأنا أن تقطعها وصولاً إلى الذات ".
تعليق: ربما كان هذا متصلاً بالمسرحية الوجودية فكذا كان حال (ليزي مع سام) في (مومس سارتر الفاضلة) . والمسرحية الملحمية تتباعد فيها أداءات الممثل عن الشخصية والجمهور عن العرض فيما يعرف بالتغريب أو التبعيد أو المسافية : وليست المسرحية العبثية ولا الملحمية ولا التسجيلية ولا الوجودية مسرحيات تقليدية.
* " المسرح الجديد يحيل المتفرج إلى ذاته كي يموضعها هو الآخر ، فعليه أن يقطع الآخر ويسعى بنفسه للإجابة عن سؤال الذات ".
تعليق: الإحالة إلى الذات تحتاج إلى موقف متأمل ، والتأمل في عملية التلقي ينفي حالة الحضور التي هي جوهر العملية المسرحية برمتها على اختلاف أنواعها وأشكالها ومناهجها وأساليبها ، وهذا ما سجن المسرح الذهني والكثير من صور المسرح الشعري وتعبيراته في سجن التأمل حيث يحتاج المتلقي أن يفك شفرات الصورة الذهنية المركبة فيحولها إلى صورة معنوية أولاً ، حتى يمكن فهم دلالتها فيما بعد. وبذلك يفوته حوار تال لا ينقطع بأداء ممثل وآخر.
* " شخصية الميتاذات معلقة ولا قوام لها "
تعليق: ومع ذلك فهي تنبري في ملء حالة الفراغ التي تعيشها وهنا ليس أمامها سوى البوح بكل أسرارها الماضية دون أدنى حرج كما في المسرحيات التي اتخذها الباحث شواهد على ما أطلق عليه مسرح (الميتاذات) مثل: (كلام في سري) (النافذة) (الكونشرتو الأخير) فالشخصية فيها تعيد صياغة هويتها حيث تتخلص أمامنا من ماهيتها المعطاة السابقة على وجودها مع أن السلاموني يراها وجوداً بلا ماهية على نقيض الشخصية التقليدية – التي هي في نظره - وجود وماهية ، دون أن يحدد أيهما تسبق الأخرى.
* " الميتاذات هو المسرح السيري : مسرح السيرة الذاتية .. يلعب دور الحافز الذي يثير في المتفرج استجابة ما ".
تعليق: هو لون من مسرح السيكودراما إذن
كان هذا هو تعقيبي النقدي على بحث (الميتاذات) الذي نشره الأستاذ محمد حامد السلاموني على حلقات في جريدة مسرحنا المصرية ، وأعاد إلقاءه ضمن فعاليات المؤتمر العلمي للمسرح الإقليمي الذي أقامته هيئة قصور الثقافة بمدينة المنيا في الفترة 12 إلى 16 ديسمبر 2007.)




#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذاكرة المسرح السكندرى
- جماليات الفن التشكيلي بين اللوحة المقروءة واللوحة القارئة
- تأملات فلسفية حول المسرح والمصير الإنساني
- التجريب واصطياد فراشات المعني بشبكة الصورة
- تقنيات الكتابة السينمسرحية في- تسابيح نيلية- لحجاج أدول
- المسرح في زمن الحكي
- حوارية القطع والوصل في الحديث عن المسرح الشعرى
- الفن بين ثقافة الاباحة وثقافة المنع
- أشكال الفرجة الشعبية وعناصرها في المسرح العربي (سيميولوجيا ا ...
- توازن الصورة الفنية بين المسرح والفن التشكيلى (1)
- مسرح إبسن بين المتخلفات والمتغيرات المعرفية المتلازمة
- محمد صلاح الدين عبد الصبور يوسف الحواتكي
- التعبير المسرحي الشعري بين التأمل الذاتي والانفتاح على المعن ...
- بيرجنت وفن الإهانة
- تعليقا ً على دراسة ازدواجية اللغة لمهدى بندق


المزيد.....




- -انطفى ضي الحروف-.. رحل بدر بن عبدالمحسن
- فنانون ينعون الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- قبل فيلم -كشف القناع عن سبيسي-.. النجم الأميركي ينفي أي اعتد ...
- بعد ضجة واسعة على خلفية واقعة -الطلاق 11 مرة-.. عالم أزهري ي ...
- الفيلم الكويتي -شهر زي العسل- يتصدر مشاهدات 41 دولة
- الفنانة شيرين عبد الوهاب تنهار باكية خلال حفل بالكويت (فيديو ...
- تفاعل كبير مع آخر تغريدة نشرها الشاعر السعودي الراحل الأمير ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 158 مترجمة على قناة الفجر الجزائري ...
- وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبدالمحسن عن عمر يناهز 75 عاماً ب ...
- “أفلام تحبس الأنفاس” الرعب والاكشن مع تردد قناة أم بي سي 2 m ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - الميتا ذات .. طفل الأنابيب المسرحى