أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - التجريب المسرحي بين عروض الحكي وعروض المحاكاة














المزيد.....

التجريب المسرحي بين عروض الحكي وعروض المحاكاة


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 2448 - 2008 / 10 / 28 - 00:37
المحور: الادب والفن
    


بين عروض الحكي وعروض المحاكاة في المهرجان التجريبي الأخير دارت عجلة السرد التمثيلي مشتبكا مع السرد التشكيلي في ثلاثة عروض أخرج من المسابقة العرض الأكثر تجريبا بعد المشاهدة الترشيحية ؛ لأن الصورة المسرحية فيه ـ ربما ـ لم تكن مسرحية خالصة ؛ ولم تكن سينيمائية خالصة .. فهو عرض سينمسرحي بحق. وهو محمّل بفكرة تجريبية عبقرية لاتخرج إلاّ من مبدع مفكر ؛ متملّك لأدواته ؛ يتلاعب بها تلاعب المتمكن ؛ القابض علي لجم براق الفرجة المسرحية ؛ ليحلق به عاليا في محاولة اصطياد فراشة الطرب القديم ؛ المتجدد دوما علي آهات المطربة ( حبيبة التونسية ـ اليهودية) التي عاصرت ( سيد درويش ) وأبدعت في غنائها لطقطوقته الخالدة ( زوروني كل سنة مرة) فشنفت الآذان بغنائها؛ حتي بعد اتهامها ظلما بقتل أحد الخواجات واقتراب حبل المشنقة من عنقها لولا اعتراف القاتلة الحقيقية قبل النطق بالحكم مباشرة.
خرج هذا العرض من المسابقة الرسمية وهو الذي لايعرف من شاهده هل هو بإزاء فرجة سينمائية علي فيلم من الأفلام القديمة الصامتة التي يشكل الصوت فيها مصاحبة تعليقية خارجية بالسرد الصوتي سواء بالغناء أو بالحوار المسجل كلاما علي شريط سينمائي بأسفل الصور المتحركة ؛ أم هو يشاهد عرضا مسرحيا حيا !!
لا أدرى إذا لم يكن هذا الالتباس الفرجوى المقصود تجريبا يحرك مشاعر المتفرج وينشط أفق توقعاته ؛ ويستفز إدراكه بما هو مغاير فما يكون التجريب إذن ؟!!

خرج عرض الفراشة وخرجت حبيبة التونسية بعد مشاهدة أولية ؛ لا لأنها يهودية !! ( واللجنة ضد التطبيع ) وحبيبة كذلك ليست إسرائيلية فاسرائيل لم تكن قد ولدت دولة مغتصبة لحقوق شعب فلسطين بعد !! كما أنها (حبيبة) قد شبعت موتا .. ولكن لأنها ظهرت بالتشخيص السينمسرحي ( ربما لأن مثل هذا العرض يشف عن دعوة مغلفة لثقافة التسامح التي هي شعار برنامج المرشح المصرى لإدارة اليونيسكو ) مع أننا شاهدنا عرضا سينمسرحيا سابقا بالمسرح القومي ـ أظن كان اسمه( الإسكافي)

خرجت الفراشة ( تحفة الحكي التشكيلي السينمسرحية ) إذن .. لا لأن بها بعض لقطات محدودة ذات إيقاع متباطيء؛ ولكنها خرجت بقرار لجنة المشاهدة الأولي للعروض المسرحية المصرية المتقدمة للمسابقة ؛ ( محمولا علي أسبابه !!) وتبقيّ عرضان من إنتاج مركزي الإبداع بالقاهرة وبالإسكندرية .. أحدهما يعود بنا إلي تجربة مسرحة عمل أدبي - التي افتقدها المسرح المصرى والعربي في ثلاثين السنة الفائتة - هو رواية ( خالتي صفية والدير ) للأديب الكبير حقا ( بهاء طاهر ) بإعداد مسرحي لشاب سكندري موهوب هو ( حمدي زيدان) بإخراج شاب متميز الموهبة (محمد مرسي) من خريجي قسم المسرح بجامعة الإسكندرية وبطولة شاب متميز حيل بنه ودخول قسم المسرح طالبا هذا العام ؟؟! .
نجح المخرج الشاب ( محمد مرسي ) في تضفير الصورة المسرحية تضفيرا تعبيريا مابين تجميد حركة أبطال الرواية في الخلفية من وراء شرائح شفافة ؛ تسقط عليها الإضاءة في جمالية ذات أثر درامي في توقيتات محسوبة لنري الشخصيات المسترجعة إلي حالات التشخيص الحاضر كما لو كانت دمي بشرية أو مومياوات بشرية مازالت تحتفظ بحيويتها وأحداث يستردها الراوى المعاصر ؛ ويعيد بعثها أبطالا ليعيد كل منهم تصوير الموقف الدرامي الذي شارك فيه في حياته ؛ مما يتصل بالحدث الرئيسي ؛ ثم يعود بعدها إلي عالم الشهادة خلف ستائر النسيان .
علي أن الحركة الدينامية والتحريك المسترد لدقائق معدودات تشع بالفرجة الشعبية غناء وتحطيبا ودروشة وطقسا بالصلاة عبر صور مقارنة بين صلوات المسلمين وصلوات المسيحيين ، وحلقات ذكر وصخب مدائح وتداخل تعبيرات تشخيصية بلهجات صعيدية حميمية ذات أجروميات تشف عن دموية الذروة الدرامية مع سماحة أناس قبعوا خلف أسوار الدير. . وتعنف عند من غلبته فكرة الانتقام والثأر علي نفسه ؛ فمات كمدا دون تحقق هدفه السوداوي ( صفية) . دار هذا كله دورة جماعية في منظومة متناغمة ؛ حتى مع بعض الملل المصاحب غالبا لأسلوب الحكي التمثيلي ، ومع النهاية الميلودرامية الفاجعة علي طريق ( يوسف بك وهبي وأمينة هانم) .
أما تجربة الحكي التمثيلي الحوارى الثانية التي دخلت حلبة السباق وهي ( قهوة سادة ) في مأتمنا المصرى الحضارى المعاصر !! فقد قامت أيضا علي تجربة استعادة صور مضت من واقعنا المعيش وصور مازالت حاضرة ؛ ليجرى العرض مقارنة بين ماكان وما هو كائن مّنا وعلينا ؛ ليضع المتفرج أمام موقف ما عليه أن يقفه ؛ موقف يدعوه لاحتساء فنجان قهوة سادة حزنا علي حالنا الذي أصبح !!
والعرض مسبوق بزفة إعلامية يستحقها بالطبع ؛ لأنه حالة إسقاط نقدى علي الواقع الاجتماعي المعيش . وقد أتيحت له كل الإمكانات الإعلامية .
أما من ناحية الفكرة والأسلوب فقد قامت علي الارتجال المدروس . وقد ذكرني ذلك العرض بما كان يفعله المخرج البولندى ( تادووش كانتور) حيث كان يطرح علي طلابه الممثلين فكرة ما ويترك كل منهم مع خياله وتخييلاته في ارتجال صورة حركية مسموعة أو مرئية للفكرة ؛ ثم يعمل الأستاذ المخرج علي

تنسيق مايرى صلاحيته من بين مجموعة الصور التي شخّصها ممثلوه بالارتجال الحر الخلاق ؛ دون أن يضع اسمه علي مجهودات طلابه وممثليه الإبداعية بوصفه مخرجا للعرض .

علي كل حال فإن خروج (الفراشة حبيبة) من المسابقة الرسمية مع المشاهدة الأولي بقرار لجنة المشاهدة ( المحمول علي أسبابه) لا ينفي أنه العرض التجريبي وأنه للتسامح الحضارى جنبا إلي جنب مع عرض ( صفية) كما أن فوز عرضي مركز إبداع الإسكندرية ومركز إبداع القاهرة لا يثبت أنهما التجريبيين . ومبروك ل (صفية) ومبروك لفناني ورشة الارتجال بمركز إبداع القاهرة ولصندوق التنمية الثقافية الذي حصل علي جائزتين عالميتين ودعانا مشكورا علي فنجان ( قهوة سادة) بمناسبة رفض دعوة ( حبيبة) - وليد عوني - للتسامح الحضارى .. لأنها غير منسجمة مع أفق ثقافتنا المأمول .



#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرح وفكرة المخلص المستبد العادل
- شهرزاد/ موناليزا ..في كباريه وليد عوني السياسي
- الفن والعلم بين التعليم والتعلم
- ( لير) قبل العرض ..(لير ) بعد العرض
- إشتراكية ( سوسولوف) و نظام رأسمالية الدولة
- مؤثرات الفابية في البنية المسرحية ل(جمهورية فرحات)
- مسرح.. كليب
- بيرجينت.. وفن الإهانة
- جماليات الإخراج المسرحي وتجليات الفاعل الحضارى - دراسة في تح ...
- الميتا ذات .. طفل الأنابيب المسرحى
- ذاكرة المسرح السكندرى
- جماليات الفن التشكيلي بين اللوحة المقروءة واللوحة القارئة
- تأملات فلسفية حول المسرح والمصير الإنساني
- التجريب واصطياد فراشات المعني بشبكة الصورة
- تقنيات الكتابة السينمسرحية في- تسابيح نيلية- لحجاج أدول
- المسرح في زمن الحكي
- حوارية القطع والوصل في الحديث عن المسرح الشعرى
- الفن بين ثقافة الاباحة وثقافة المنع
- أشكال الفرجة الشعبية وعناصرها في المسرح العربي (سيميولوجيا ا ...
- توازن الصورة الفنية بين المسرح والفن التشكيلى (1)


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - التجريب المسرحي بين عروض الحكي وعروض المحاكاة