أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - حول تداعيات الضعف المستجد للقطب الواحد















المزيد.....

حول تداعيات الضعف المستجد للقطب الواحد


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2438 - 2008 / 10 / 18 - 08:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عاشت واشنطن،ك(قطب واحد للعالم)إثر انتصارها على السوفييت في الحرب الباردة1947-1989، زمناً تجاوزعقداً ونصف من النجاحات المتواصلة التي لم تقطعها أية انتكاسة،وقد تصرفت الدول العالمية الكبرى باستسلامية حتى عندما امتدت واشنطن ل"حدائقها"الخلفية أوالمجاورة=روسيا،وبحثت أخرى عن مقايضة تكيفها وتمريرها للأجندات الأميركية في مناطق عديدة من العالم بمكاسب في مجالي الإقتصاد والتكنولوجيا أوفي مواضيع اقليمية تخصها مثل تايوان وميانمار=الصين،فيما اختارت أخرى سياسة التحاقية بأميركا=بريطانية،بينما البعض الآخر اختار السياسة الأخيرة مقتدياً بلندن بعد فشل "ممانعاته"ابتداءً من عام2004=فرنسة.
كان الشرق الأوسط هو ميدان التركيز الأكبر لجهد القطب الواحد خلال عقد ونصف،هو والبلقان،وقد أوحت العملية العراقية التي قامت بها واشنطن في عام2003بأنها ستكون شبيهة بمعركة أكتيوم،في عام31ق.م،لماانتصر الرومان على المصريين بقيادة أنطونيوس وكليوباترا،مكرسين بعدها تدشين واستقرار أحادية قطبية عالمية لهم،من خلال السيطرة على الشرق الأوسط،امتدت لقرون لاحقة،ولم يكن هذا انتصاراً عسكرياً محضاً،يحققه غازي"ما"،بل كان مربوطاً بثقافة ورؤية للعالم،الشيء الذي حاول تكراره(المحافظون الجدد)خلال العقد الأول من القرن الواحد والعشرين ل"بناء القرن الجديد بمايتفق والمبادىء والمصالح الأميركية".
لم توح الثلاث سنوات الأولى من مرحلة(مابعد9نيسان2003)=يوم سقوط بغدادبأن المصاعب الأميركية كبيرة،وإن كانت أعطت مؤشرات على أن الإحتلال كان مساراً أصعب من مرحلتي الغزو والإعداد له،إلاأن آليات القضم والهضم وترتيب بلاد الرافدين،ومحاولة ذلك بالترافق للإقليم المحيط،كانت جارية وفق مسارات كانت غير معيقة بشكل كافٍ لعرقلة أوقلب الطاولة على الأميركي،خلال تلك السنوات:بدأ المسار التراجعي ل(القطب الواحد للعالم)منذ صباح يوم14آب2006 لماانتهت حرب12تموزمع فشل تلك القابلة الإسرائيلية التي استدعتها واشنطن لكي تخوض تلك الحرب التي اعتبرتها وزيرة الخارجية الأميركية"آلام مخاض ضرورية من أجل ولادة شرق أوسط جديد"،الذي بدأ الحبل به في ذلك اليوم الذي سقطت فيه بغداد.
مع فشل ذلك الوكيل الإسرائيلي في مهمته الأميركية تلك،بعد تهميش من واشنطن له بدأ في حرب1991لما منعت تل أبيب أميركياً من الرد على الصواريخ العراقية وجاء الأميركي مباشرة للمنطقة لترتيبها بيديه،بدأت الولايات المتحدة في الإتجاه نحو سياسة جديدة تخلت فيها عن تهميش حلفائها وعدم مراعاة مصالحهم ،كماجرى يوم غزو العراق تجاه الرياض والقاهرة وأنقرة،مكرسة سياسة أصبحت تقوم على تلخيص المشهد الشرق الأوسطي من خلال عبارة"معتدلين ضد متطرفين" كما صرحت الوزيرة رايس أثناء زيارتها للمنطقة بعد شهرين من انتهاء الحرب،فيماكانت سياسة واشنطن تقوم عقب11أيلول على"نشر الديموقراطية"و"مكافحة الإرهاب"،الذي رأت الكثير من الأدبيات الفكرية والسياسية القريبة من الإدارة الأميركية بعد ضرب البرجين بأنه ينبع من الديكتاتورية ونوع معين من الثقافة الإسلامية له صلة بالوهابية.
بدورها،أيضاً،أدت نتائج حرب تموز إلى تنامي دور الدول الإقليمية المصادمة أوالممانعة للمشروع الأميركي،مثل طهران ودمشق،بعد أن كانت العاصمة السورية في حالة دفاعية تراجعية بين عامي2003والنصف الأول من2006،وإلى اضعاف أجندات قوى داخلية كانت صاعدة بالخريطة السياسية لبلدان عربية عديدة بين تاريخي9نيسان2003و14آب2006،ليفتح المشهد الشرق الأوسطي على وضع تراجعي للولايات المتحدة في المنطقة خلال كامل مسار عام2007،كانت أولى ترجماته في يوم14حزيران2007بغزة مع انقلاب حركة حماس هناك ضد فتح،ثم ترجم ثانية في أيار2008 بلبنان عبر(اتفاق الدوحة)،لينشأ من خلال ذلك كله وضع جديد في المنطقة ،بصيف2008،انفكت من خلاله عزلة السلطة السورية على الصعيد الدولي،وتعثرت عبره مسارات الولايات المتحدة نحو تفكيك أوضرب المشروع النووي الإيراني.
هذا الوضع الجديد في الشرق الأوسط عَكس نفسه في ميلان التوازنات لغير صالح واشنطن خلال النصف الثاني من2008،إلى درجة أنها لم تستطع تثمير تحسن الوضع الأمني- السياسي بالنسبة لها في العراق بعام2008 ،فيماكانت تستطيع استيعاب عواصفه لماكان الوضع الإقليمي لصالحها بين عامي2004و2006.بالمقابل،فإن تعثر واشنطن في المنطقة،الذي يقترب من تخوم الفشل،قد عكس نفسه على مجمل اللوحة الدولية:أصبحت حركة الدول العالمية الكبرى أكثر حرية تجاه (القطب الواحد)،وإلابدون هذا فلايمكن تفسير حرية الحركة الفرنسية باتجاه دمشق بين أياروأيلول من عام2008 مع أن تلك الحركة تحوي الكثير من التنسيق والتمثيل لواشنطن وكذلك طرح فكرة الإتحاد المتوسطي من قبل الفرنسيين بنفس الفترة،وبدون ذلك أيضاً لايمكن تفسير تشجيع الصين الخفي لكوريا الشمالية في صيف2008 على نقض أوالحيدان عن اتفاقاتها مع الولايات المتحدة لتفكيك منشآتها النووية ،ماولد رداً قوياً من الأميركان تمثل في صفقات أسلحة كبرى لتايوان وفي اتفاقية تعاون نووي ذات طابع استراتيجي بين واشنطن ونيودلهي.
كماأن هذا الوضع الأميركي التراجعي بالشرق الأوسط،بين صيفي2006و2008،هو الذي سمح بالذات لروسيا لكي تقوم بحركة غير مسبوقة في جورجيا بآب الماضي على الصعيد العسكري في حرب كان واضحاً أن تبليسي تخوضها بالوكالة عن واشنطن ضد موسكو،فيما رأينا سابقاً استسلاماً روسياً أمام" الأقدار" حتى عندما تم ضم دول البلطيق للناتو وهي التي لاتبعد إحداها=إستونياسوى عشرات الكيلومترات عن سانت بطرسبورغ=لينينغراد.أيضاً،بدون هذا لايمكن فهم أبعاد واقع أن(القرار1835)،الصادر عن مجلس الأمن بخصوص الملف النووي الإيراني في يوم27أيلول،لايحوي مكاسب أميركية جديدة بخلاف سابقيه.
هنا،حصل،وبعد شهر من الحرب الجورجية- الروسية،بداية تفجر للأزمة المالية الأميركية،ماانعكس في وضع جديد أتاح لوزير المالية الألماني لكي يقول بأيلول الماضي أمام البوندستاغ بأن"القطب الواحد الإقتصادي للعالم ربما هو على وشك الأفول"من دون أن ينبس ببنت شفة عن (القطب الواحد)في المجالين السياسي والعسكري.
إذا أردنا الوصول إلى مجمل،فيمكن القول بأن لوحة(مابعد1989)العالمية قد وصلت في عام2008إلى حالة اهتزاز وتقلقل.من الضروري في وضع مفصلي كهذا أن تطرح الأسئلة المطابقة للوقائع لكي يتم القبض المعرفي على الأخيرة،وليس التسرع في الإجابات أوتقديم تحليلات رغبوية:هل وصل (القطب الواحد للعالم)إلى حالة الأزمة،أم أن الأمر أمامه لايعدو مجرد مصاعب وتعثرات هنا أوهناك؟..........ثم:إذا كان الوضع هو وضع أزمة فعلاً عند واشنطن تجاه محاولتها قيادةأو"إعادة صياغة العالم"،فهل هذا سيؤدي إلى لوحة دولية جديدة تتسم بتعدد الأقطاب عبر دفع بعض الدول العالمية الكبرى للأوضاع نحو مسارات تجبر الأميركي على التسليم بذلك أوالإنكفاء،أم أن واشنطن ستلجأ- سواء أتى أوباما أم ماكين- من أجل منع حصول ذلك إلى تأزيمات،ربما تقود لحروب هنا أوهناك بالوكالة أوبالأصالة منها،لقلب التوازنات العالمية من جديد لصالحها،وخاصة بعد الأزمة المالية الأميركية التي من المحتمل أن تتحول إلى أزمة اقتصادية كبرى؟.....





#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل انتهى مدُ(الليبرالية الجديدة)؟....
- القوميات الثلاث المستهدفة
- لينين ويلتسين:من رأسمالية الدولة إلى اقتصاد السوق
- جورجيا وروسيا:الجيرة الصعبة
- استهداف السودان
- مابعد جورجيا:هل وصل (القطب الواحد)إلى مرحلة الأزمة؟
- تحولات أميركية جديدة
- عسكر موريتانيا:العودة من وراء الستار
- ثالوث السياسة العربية
- هل انتهت الثورة اليمينية؟
- الماركسيون العرب والإسلام
- اليساريون العرب: تصنيم-الحليف-
- ثنائيات عربية متضادة
- تمظهرات الصراع السياسي
- تركيا:تناقض العلمانية والديموقراطية
- قراءة في (اتفاق الدوحة)
- هل وصل عصر النفط إلى منعطف حاسم؟
- تنامي الدور التركي
- اقتراب شيعة العراق من الإنشقاق
- تحت الخيمة:الإصلاح المحافظ


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - حول تداعيات الضعف المستجد للقطب الواحد