أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سمير عادل - مواجهة الروح الانهزامية في الحركة الثورية ومهامنا في دحرها














المزيد.....

مواجهة الروح الانهزامية في الحركة الثورية ومهامنا في دحرها


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 2420 - 2008 / 9 / 30 - 09:54
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يكفي ما يقارب اربعة عقود من الزمن وما اعتراها من حكم دكتاوري فاشي وثمان سنوات من حرب دامية وحربا وحصارا اقتصاديا جائرا لمدة ثلاثة عشرة عاما واحتلالا بأكبر ماكنة عسكرية في العالم وقصفا اعلاميا مدويا بواسطة الاقلام المأجورة، كي يفرض التراجع المادي والمعنوي على الحركة الثورية في العراق.

ان ادامة خلق وإنتاج روح الخنوع والانهزامية والاستسلامية في المجتمع العراقي من قبل الاحتلال وعملائه ونقل صورة مشوهة ومستكينة وعديمة الارادة واعادة انتاج هذه الصورة بشكل متواصل ودائم ومدروس ليس الغاية منها الا ضرب الروح الثورية والتقاليد الثورية في المجتمع.

ان التحدث اليوم عن الحركة الثورية في نظر الكثيرين الذين اعتراهم الاعياء ضربا من الماضي اكل عليه الدهر وشرب. وليس هناك اليوم في المجتمع العراقي كما يقول هؤلاء الثوريين المتقاعدين، الا عملاء للاحتلال والعصابات الطائفية والقومية الممولة من الاجهزة المخابراتية لدول المنطقة. فلا داعي ان تتحدث عن (التغيير) وانهاء الاحتلال وتقزيم دور الجماعات الطائفية في المجتمع.

وقد كانت احد اسباب شيوع هذه الظاهرة او سيادة هذه الاجواء بعد الاحتلال، ان من قام بالامس بمقاومة الاحتلال هم من الذين فقدوا امتيازاتهم بعد الاحتلال واليوم يعقدون صفقة مع نفس قوات الاحتلال لضرب العصابات الطائفية المنافسة لها الى جانب عشرات الاحزاب والقوى التي تدور في فلك صانعي (العراق الجديد) مما ساعد في ترسيخ صورة الحاجة الدائمة للماكنة العسكرية للاحتلال. وهكذا اصبحت عبارة فلا حول الا بقوة الاحتلال هي المنقذ من كل شيء!

فـ (التغيير الثوري) اصبح اليوم مقولة كلاسيكية لا ترد في الادبيات السياسية، والارتزاق في العمل السياسي هو الصفة الملازمة والية جميع الاحزاب السياسية التي رهنت وطبقت مصالحها مع الاحتلال ومخابرات دول المنطقة للحصول على كوادر واعضاء ومؤيدين وجمهور طالما تستطيع ان تدفع ثمن بقاء هؤلاء على قيد الحياة، في ظل الفقر والعوز الذي بدء يكبر ويتحول الى عملاق يسحق كل يوم جميع اركان المجتمع.

لن يستطيع البشر في العراق ان يرفعوا قاماتهم من جديد وتعاد الكرامة الانسانية اليهم دون اقتدار اليسار. وعندما نقول اليسار، نقصد به نهوض الحركات العمالية والطلابية والنسوية والشباب والمثقفين التحررين. ان اي حزب او قوة تحررية في المجتمع العراقي لا يمكن له ان يكون جزء من المعادلة السياسية في العراق دون ان يطابق اجندته مع اجندة هذه الحركات ويكون متدخلا فيها وفي طليعة نضالاتها وقبل كل شيء استنهاض القوة الثورية الكامنة في هذه الحركات.

بيد ان هذا الحزب او القوة السياسية التي نتحدث عنها بحاجة قبل كل شيء الى فصيل من الناس الثوريين تتطابق مصالحهم وافاقهم وحياتهم وبرامجهم الشخصية مع مصالح وافاق وبرامج ذلك الحزب او القوة اليسارية التي نتحدث عنها. ان التدمير الهائل الذي الحقتها العوامل الانفة الذكر خلقت روح انهزامية داخل المجتمع والقت بضلالها بعد اكثر من خمس سنوات من الاحتلال والتدمير حتى على الناس الذين اعلنوا في يوم من الايام انهم هم الطليعة اليسارية والثورية.

وما يزيد الوضع اكثر سلبية، فان الاحزاب والقوى السياسية بعد الاحتلال طرحت نماذج وشخصيات تحترف الكذب الذي اصبح مهنة في (العراق الجديد) والنفاق السياسي على شاشات الفضائيات والغرق في الفساد الاداري الى جانب الضحالة في التفكير والطرح وفوق كل هذا وذاك تمتلك مقدرات المجتمع، ان هذه الشخصيات هي التي اصبحت الموديل المطروح في المجتمع والتي رسخت السلبية في تصور الجماهير وساعدت على ترسيخ حالة اليأس من ظهور شخصية الرمز الثورية التي تحتاجها في كل زمان ومكان للتغيير الثوري.

لا شك اننا لسنا سوبرمانات وليس المطلوب مننا خلق سوبرمانات، وفي نفس الوقت ندرك جيدا ان الاوضاع برمتها في العراق معقدة وكارثية. وكما قلنا في احدى المناسبات ان تيارات سياسية مدعومة من دول وحكومات لم تستطع ان تحسم المعادلة السياسية في العراق لصالحها وتعاني ما تعانيها، فكيف باليسار الذي وقفت كل العوامل المذكورة دون نهوضه ولم تدعه يترك اثرا على التوازنات السياسية. لكن هناك شيئ واضح بالنسبة لنا بأن تغيير هذه الاوضاع كما قلتها من قبل ليست مستحيلة اذا وجدت الارادة والتصميم الثوريان.

ان ما اريد ان ابينه في هذا المقال هو مهامنا في مواجهة الروح الانهزامية التي بدأت تتسرب وتجد مكاننا في صفوف حركتنا الثورية، و من جهة اخرى احياء الروح الثورية والتقاليد الثورية او اعادتها الى المجتمع العراقي. وهنا اريد ان اذكر عبارة لينين ( لا تقل لا استطيع بل قل لا اريد).

ان المجتمع العراقي بحاجة اليوم الى اكثر من اي وقت مضى الى التقليد الثوري والروح الثورية. فدون استنهاض هذه الروح وترسيخ التقليد الثوري على الاقل في المرحلة الاولى بالنسبة لنا وهو ايجاد هذا الطيف من الناس الذين يمتلكون هذه الروح والتقاليد الثورية لا يمكن لنا ان نرسخ تقاليدنا وعاداتنا وتصوراتنا في المجتمع مقابل تلك التيارات والقوى القومية والطائفية المدعومة بميزانيات مفتوحة. ان الحركة الثورية تحتاج الى اناس ثوريين. فلا حركة ثورية دون قادة ثورييين. اي بعبارة اخرى ليس لاناس مهزوميين مكان في الحركة الثورية.
ان العراق ماض نحو عدم الاستقرار وعدم الامان، وان التجربة الصومالية او في احسن الاحوال اللبنانية تنتظرنا، وان تغير هذا المسار المظلم لا يمكن دون تصميم هذا النوع من البشر الذي اشرت اليه.


رئيس مؤتمر حرية العراق



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابراهيم الجعفري وتياره الاصلاح الوطني
- رسالة الى القوى المناهضة للحرب والاحتلال في العالم بمناسبة ا ...
- رسالة حول الاستعداد الكامل لمؤتمر حرية العراق للعمل المشترك ...
- التهديدات التركية وتأثيرها على الخارطة السياسية والدور الذي ...
- لا لفدراليات الاحتلال التي تسلب البشر هويته الانسانية
- لترتفع الأصوات في 24 أيلول ضد احتلال العراق ومشاريعه الجهنمي ...
- يجب إيقاف الشهرستاني عند حدوده
- مرحلة جديدة..وفرصة تأريخية لليسار
- رسالة تقدير وشكر الى الذين بعثوا برسائل التعازي والبرقيات ال ...
- ما الذي على اليسار أن يفعله؟
- لن تثني ممارسات واعمال القوات الامريكية المجرمة من عزيمة ومو ...
- لنتصدى لقانون النفط والغاز ولنعمل من اجل إحباط تمريره على جم ...
- مقابلة مع سمير عادل رئيس مؤتمر حرية العراق حول وثيقة كركوك ا ...
- المؤتمر الفاشل في بغداد
- طرد الاحتلال وإنهاء خطر العصابات الطائفية مهمتنا نحن
- المافيا تنفذ حكم الإعدام على صدام حسين
- ساندوا إضراب عمال النفط من اجل امن ورفاه الجماهير وحرية العر ...
- اطلاق حملة مليون دولار من اجل مؤتمر حرية العراق
- جلال الطالباني يتشدق بالديمقراطية في العراق ونوشيروان مصطفى ...
- رسالة إلى قادة نقابات عمال نفط الجنوب بمناسبة انضمامهم إلى م ...


المزيد.....




- طيور وأزهار وأغصان.. إليكم أجمل الأزياء في حفل -ميت غالا 202 ...
- حماس تصدر بيانًا بعد عملية الجيش الإسرائيلي في رفح وسيطرته ع ...
- التعليم حق ممنوع.. تحقيق استقصائي لـCNN عن أطفال ضحايا العبو ...
- القاضي شميدت يتحدث عن خطر جر بولندا إلى الصراع في أوكرانيا
- فيتنام تحتفل بمرور 70 عاماً على نهاية الاستعمار الفرنسي
- نشطاء مؤيدون للفلسطينيين يحتلون باحة في جامعة برلين الحرة
- الأردن: إسرائيل احتلت معبر رفح بدلا من إعطاء فرصة للمفاوضات ...
- باتروشيف: ماكرون رئيس فاشل
- روسيا.. الكشف عن موعد بدء الاختبارات على سفينة صاروخية كاسحة ...
- الإعلام العبري يتساءل: لماذا تسلح مصر نفسها عسكريا بهذا الكم ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سمير عادل - مواجهة الروح الانهزامية في الحركة الثورية ومهامنا في دحرها