أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فلورنس غزلان - استبداد الديني والسلطوي















المزيد.....

استبداد الديني والسلطوي


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2417 - 2008 / 9 / 27 - 08:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هل هو تدني الثقافة؟ أم انحطاط العقل والفكر؟ هل هو انعدام الحرية وطغيان الاستبداد ؟
هل نعتبر دور الدين وعلمائه على اختلاف مستوياتهم وأدوارهم المرسومة، أو التي يرسمونها لأنفسهم هي العامل الأهم من عوامل هذا التردي وهذا التطرف ؟
أعتقد أن كل هذه العوامل مجتمعة هي ما يجعل من عالمنا عالما بعيدا عن الإنسانية، بل إن إنساننا يزداد يوما بعد يوم استلابا لإنسانيته ويقترب أكثر من صفات البهيمية والعودة إلى الحيوانية والتوحش، ويبتعد أكثر فأكثر عن التحضر والتطور والحداثة ، لأن نصف القرن الماضي سياسياً حمل إقصاء الإنسان وصعوبة الحصول على الكتاب أصبحت نوعاً من أنواع الترف ضمن التردي الاقتصادي واللهث المتواصل وراء الخبز ولقمة العيش،التي تستهلك وقت المواطن وروحه الباحثة عن المعرفة وعن دور فاعل في محيطه، فانطوى في زاوية النسيان وطوى نفسه راضياً في السلبية، مما أدى ويؤدي لظهور التطرف بكل ألوانه وأشكاله " الدينية منها، القومية ، التعصب الأعمى لكل فكر، فقد أصبح المواطن أصوليا في علمانيته، وأصوليا سلفيا في فكره الديني وأصوليا في قوميته، أو عشيرته ومن ثم طائفته، فانعدم الانتماء الوطني وتضاءل وانحسر الفكر والعقلانية والحكمة والتحليل ، وتُرك الحبل لمن أرادت لهم سلطات الطغيان والاستبداد أن ينموا ويتكاثروا، ليشرعوا ويفتوا بكل ما يعيدنا للماضي ويميت بنا أمل الغد وبناء مستقبل أكثر نورا وإشراقا ــ على الأقل لأطفالنا أو أحفادناــ ، فلم يعد لنا أملا بتغيير أو تبديل أو تطوير ضمن الأفق المنظور، لكنا نحلم أن نُبَيت خميرة صغيرة ولبنة في بناء لن يصل للخصر قبل عقود، لكن هل يعني أن نقف مكتوفي الأيدي، ونترك لهؤلاء الذين يعبثون خراباً وإفساداً في عقول العامة والبسطاء يسيرونهم بخطبة في مسجد، أو فتوى عبر إذاعة أو برنامج تلفزيوني فيخرجون أسرابا تهدر وتقتلع وتقتل كل بذرة حب وخير في قلوب تلهج بالوطن والإنسان؟!.
لا نستطيع أن نعد ونحصي ما يخرج علينا من فتاوى وترهات كل يوم تجعل من العاقل والإنسان الآمل الواعي يصاب بجنون آني، يبلغ حد اليأس والقنوط أحياناً ويحس أن صيحاته تذهب في وادٍ سحيق، لأن هذه الجموع التي تُسَيَّر وتُجند بأفواج عجيبة العدد، تجعلك تصاب رغماً عنك بالإحباط، لكن مع هذا لا بد من أن تستعيد وعيك وتنهض وتقول لا بد هناك آخرين هناك كثيرين...وهناك أبرياء لا يجوز أن نتركهم لعبة في أيدي طغاة فكر، وعصابات تخلف وتردي وتعصب وعودة نحو حفرة الموت الفكري ونضوب الفعل.
ــ رئيس المجلس الأعلى للقضاء في السعودية( صالح اللحيدان) يفتي بقتل المسئولين عن الفضائيات ، التي" تبث الخلاعة وتنشر الإفساد في الأرض وإفساد الأخلاق وتروج للشعوذة والخلاعة والمجون والمضحكات "...
كل ما قيل يمكن أن نحلله وقابل للنقاش، أما كلمة" المضحكات" بالذات، فلا بد أن نتوقف عندها طويلا ، هذا يعني أن على المسلم أن يظل عابسا مكشرا بائسا حزينا! قطعة من ثلج، من حجر، جلده جلد تمساح، يحمل سيف الكلمة وسوط القتل والضرب طيلة يومه ، لا يحق له أن يبتسم، لا يجوز له أن يضحك ، محرم عليه أن يرى مسرحية لعادل إمام ، أو لدريد لحام ، محرم عليه أن يُرَوح عن نفسه بعد جريه طيلة النهار ..محرم عليه السعادة والفرح ، السعادة في الصلاة والصوم والعبوس وأن يظل شؤما ومتشائما وأن يبحث عن المنغصات لا عن المضحكات!!!
يريد أن يقتل أصحاب فضائيات كل مسئوليها من أهل بلده ورؤوس أموالها نفطية والله وابنة آبار السعودية وغيرها، ولم يتراجع قيد أنملة!، .وهل اكتفينا أو توقف نهج الفتاوي؟!، .ناهيك عما قيل وقالت فيه الصحف بمسلسل" نور ومهند" وما لحقه من طلاقات وخراب بيوت، فأكملها بعده أحدهم ليفتي بقطع رأس ( ميكي ماوس وجيري )!، هل يعقل وهل نفرق بين صورة وحقيقة؟!، هل الفأر الذي يدخل البيت وتصطاده القطط هو جيري، أوميكي؟، حتى اللعبة، حتى المتعة لأطفالنا حتى لحظة الفرح لأولادنا ممنوعة علينا وعليهم!، إذن لم يبق لنا ولكم إلا الموت...موتوا تصحوا...
ثم تكمل العدة بفتاوي وتصريحات القرضاوي!...
ماذا في الأمر؟ ...ما الذي يهمني من إنسان يريد تغيير دينه أو مذهبه؟ ...هذا يعني أن ألغي حقه في الاختيار، هذا يعني أنه أيضا من النوع الهش والضعيف في إيمانه حتى يمكن شراءه، فبئس له إذن هذا من حيث المنطق، .وهل الأمر فعلا مذاهب ؟ وهل الأمر فعلا شيع وسنن؟ حين يرد عليه رجالات الدين في إيران ومن خلال وكالة " مهر" ويلهبون الحناجر لعنا وقصفا وشتيمة متهمين القرضاوي بالدفاع عن الماسونية واليهود!...ألا نعمل العقل والمنطق، أن الأمر مجرد سياسة...نعم سياسة وتضارب سياسة وفكر وليس مذهب ودين...فماهي غاية إيران ؟ وهل يختلف المذهب الشيعي في التحريم والتحليل عن السني؟..وهل تحرص إيران على فلسطين ومصالح العرب أكثر من أصحاب الأرض، وهي تحتل جزر الإمارات الثلاث، وتهدد باجتياح وضرب دول الخليج وتجند آلاف الخلايا النائمة لساعة الضرورة، ولا نريد أن نتحدث عن دورها وما كسبته من مواقع في العراق وحربه الطائفية، ولا عن تسليح حزب الله أيضا لساعة الضرورة وليس للتحرير؟!
للتذكير فقط: دولة قطر التي تضع كل الجزيرة وأقنيتها تحت تصرف القرضاوي، وتمنحه جنسيتها، هي الصديق الصدوق لإيران أكثر من أي دولة خليجية أخرى وهي الصديق الصدوق لسورية المتحالفة مع إيران وحزب الله، وهي راعية اتفاقية المصالحة في الدوحة بين أطراف الصراع اللبناني ، والمتصالحة مع إسرائيل!، فكيف إذن لا نرى أن الأمر مجرد صراع مواقع ومواقف سياسية، تلعب بنار الطائفية والمذهبية لتفرق ولا تجمع، وكيف لا نربط بين من يحمي هذه الفتاوى ومخترعيها، وبين سلطات تستمد شرعيتها من هؤلاء وتحتويهم وتحمي سلطاتهم الدينية مع أنهم يطمعون بالأكثر، لأن سلطاتهم شرعية سماوية تريد أن تحكم وتملك سلطة الدين والسياسة، لكنها حتى اللحظة تتحالف مع السياسة وتخدمها وتطلق السياسة ممثلة بالطغيان والاستبداد العنان لهؤلاء كي يسرحوا ويمرحوا ويجندوا البسطاء والأبرياء لخدمة مصالح سياسية تمرر سلطة الطغيان وتوسع رقعته، وكي نثبت صحة ما نقول نورد هنا وعلى لسان الدكتور" محمد حسن البغا" عميد كلية الشريعة الإسلامية في جامعة دمشق أن على المطالبين بإلغاء المادة ( 548 و 192 ) من قانون العقوبات السوري والمتعلق بجرائم الشرف ، والتي تناضل نساء سورية بإلغائها أو تعديلها بشكل يتساوى فيه الموت والقتل بين الرجل والمرأة أو يعتبر من يقتل المرأة مجرما يحاسب عليه القانون، قانون العقوبات السوري مازال يعيش عصر العثملية وزمنه، ويرى في مقتل المرأة باسم الشرف حلالا زلالا على الرجل ولا يعاقب عليه، بل يخفف الحكم عليه ويعيده لبيته سالما معافى!! فما كان من هذا الدكتور الذي يتخرج على يديه أئمة ورجالات شريعة أن يقول:" على المطالبين بإلغاء القانون أن ينظروا في علاجها خارج سورية"!!.
وبالطبع مازال القانون وسيبقى ساري المفعول وتحميه حكومة حزب البعث الحاكم الذي يدعي أنه علماني !، هل وصلت لديكم القناعة كيف يخدم هؤلاء مصلحة سلطة الاستبداد ونظامه؟
يجري هذا في منطقتنا، في الوقت الذي يسعى عدونا الإسرائيلي لتفادي أخطاءه والخروج من فساد حكامه ، فلا يجد أفضل من إمرأة مشهود لها بنزاهتها وسيرتها في خدمة إسرائيل ، وكيف نفسر ــ رغم أننا نقول عنها أنها دولة يهودية عنصرية متعصبة ــ أن تقف على رأس السلطة فيها وخلال ستين عاما منذ نشأتها إمرأة للمرة الثانية بعد غولدا مائير ثم تسيبي ليفني؟!.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على نفس الخط يقف معارضو المعارضة وأصحاب الفتاوى
- جهات مختصة!
- أنين الحرية
- خطيئة أن تكوني أنثى
- المرض البسيكولوجي السوري
- صقيع في علاقات الكبار، ينذر بجحيم في الشرق الأوسط
- لماذا تلاحقنا اللعنة؟ ( هذيان مع الذات)
- هل من واجب الفقراء والجياع الصيام في شهر رمضان؟
- من منفية غجرية إلى محمود العربي - محمود درويش-
- هل لديكم وصفة تناسب مقام النظام السوري؟
- رسالة مفتوحة إلى رئيس محكمة الجنايات الأولى القاضي - محي الد ...
- لمعتقلي إعلان دمشق
- مولود لا هو من الجن ولا من الإنس سيخرج من كم الحاوي اللبناني
- المحاكم الوطنية للشعب والدولية للزعماء
- بين مشاهد الفقر وفستان السيدة أسماء وحقوق الإنسان مسافات كيف ...
- كيف أصيبت باريس الساركوزية بجذام الأسدية بعيد الثورة الفرنسي ...
- ميزان اللقاء السوري الفرنسي
- مجزرة صيدنايا عربون سورية للعضوية في - الاتحاد من أجل المتوس ...
- الفرق بين إنغريد بيتانكور وفداء حوراني
- حجز حرية وزيارة ...أولها غارة وآخرها خسارة!


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فلورنس غزلان - استبداد الديني والسلطوي