أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - جاسم الحلفي - مشروع -كامل- للدولة المدنية














المزيد.....

مشروع -كامل- للدولة المدنية


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2416 - 2008 / 9 / 26 - 09:23
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


لم تكن لكامل أية علاقة مع السلاح، الا حينما استخدمه القتله ضده يوم 23/8/2008 في شارع محمد القاسم، واطلقوا عليه نيران حقدهم وهمجيتهم، كي يقضوا على واحد من الذين يقفون بحزم ضد الطغيان والتخريب والتدمير، في محاولة يائسة لإيقاف مشروع التقدم والتطور والتجديد، المشروع الواعد في مواجهة الهمجية والتخلف.

لم يستهدف كامل لكونه يتبنى المشروع الوطني للعراق الديمقراطي التعددي التداولي نظريا وحسب، بل لعمله ونشاطه من اجل ذلك، وما سر قوته التي اخافت القتلة والمجرمين إلا انغماره في عمل متفان في إحدى أهم ساحات الصراع بين التقدم والتخلف، ولم يستهدف كامل بسبب كبر المساحة التي يحتلها مشروعه في المشهد العراقي الحالي، فالمشروع الان يبدو ضعيفا، لكنهم قتلوه ليقينهم بمستقبل ومصداقية المشروع وآفاقه الواعدة التي سترسم ملامح مستقبل العراق القادم.

قتلوه لرعبهم من لمساته التي خط بها دربا نحو ترسيخ الثقافة الوطنية الديمقراطية بأفقها الإنساني، في وزارة كان الصراع فيها شديدا بين من يريد ان يبنى انسانا عراقيا يعيش في وطن حر ومجتمع متسامح، يضم العراقيين المتوحدين بتنوعهم من جهة، وبين مشروعين خطرين على العراق من جهة اخرى، احدهما ينزوي تحت الهوية التي تضيق حتى الاختناق، من شدة ظلمتها، بينما يشيع الآخر قيم الليبرالية المتوحشة التي تغذي نزعات الاستهلاك والنفعية والأنانية.


فالمشهد يكشف عن الصراع بين الآفاق المنفتحة للإنسانية وبين الانعزال والانطواء، والتشبث والانشداد للماضي او التنكر للتاريخ، دون أي محاولة لرؤية الحاضر وتفهمه وقراءته قراءة علمية رصينه متأنية، والعمل على "تحرير المستقبل من الماضي".

فاختار كامل في هذا الصراع قوة الكلمة ووضوحها، كخيار وحيد لابد منه لبناء الوعي والثقافة الديمقراطية في المجتمع، وإحداث التأثير الايجابي فيه، فالعمل عنده، فعل أنساني راقٍََََ يعيد الروح للثقافة العراقية الإنسانية، ويجعل الحياة في مؤسساتها تتدفق بحيوية وانسياب.

ومن هنا كانت علاقاته برموز ثقافتنا الديمقراطية وحرصه على إدامتها بهم، وقناعته بأنهم ثروة كبيرة، ليس لإبداعهم في صناعة الجمال وتطوير الذائقة الجمعية، ووقوفهم بشجاعة طوال هذه المدة ضد القبح والبشاعة والتخريب والفساد وحسب، بل لدورهم الكبير وطاقاتهم الهائلة وإمكانياتهم الواعدة في إعادة وجه الثقافة العراقية الصبوح، وتكريس المشروع الثقافي العراقي كمشروع يحافظ على الهوية الوطنية، وبمحتواها الديمقراطي الذي لا يمكن له إلا ان يكون تعددياَ يزدهر بالتنوع، إنساني الأبعاد، واسع الأفاق.

لكن مسعاه مع زملائه الرائعين من اجل ان تكون الثقافة في العراق، ميسرة للجميع، قد أزعج أعداء الثقافة ومشروعهم البائس في بناء مشروع دولة اللون الواحد، مشروع التخلف والانعزال وضيق الأفق، أولئك المروجين للكراهية بدلا من المحبة، والثار بدلا من التسامح، والعنصرية بدلا من الإنسانية، والطائفية بدلا من المواطنة، مستخدمين من اجل ذلك وسائلهم المخزية والمخجلة حيث التفخيخ والتفجير والخطف والقتل على الهوية، مرورا بالفساد والمحاصصة الطائفية والانطواء وبناء الخوف في نفوس الأبرياء.

لذا لم يعمل في إطار الدولة إلا لكونه يحمل مشروعاَ لإعادة بناء مؤسساتها. مشروعه كان جماعياَ، وهو "شخص دون مشروع خاص، في السياسية كما في الثقافة" مشروعه "مرتبط مع الجماعة، فلا فعل ولا حضور دون مشاركة وتضامن". وفي ذلك يكمن سر انتمائه للحزب، وهذا ليس غريبا على مفكر وباحث دؤوب كان اسمه بين أسماء هيئة تحرير مجلة الثقافة الجديدة، في وقت حسب العديد ان الالتزام قيد، لكن التزامه لم يكن قيدا على حريته الفكرية وإبداعاته الثقافية، ولم يقف حائلا أمام اندفاعه نحو التجديد والتطوير والابتكار.
فحرية الباحث والمفكر الملتزم هي مسؤوليته، وقدرته الإضافية، في اكتشاف "الهدوء، والصدق ورفعة الشأن العام"



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يحق الاقتراع لمن لم يراجع سجل الناخبين؟
- المؤسسة العسكرية والتزامها الدستوري
- الأزمة بين المركز والإقليم وآفاق الحل
- الديمقراطيون ومهمة اشراك المواطن في الانتخابات
- القوى الديمقراطية والاستحقاق الانتخابي
- اهمية تحسين الاقبال على سجل الناخبين
- سجل الناخبين: تأجيل ام تحديث آخر
- كي لا تصادر اصواتنا
- الدار قبل الجار
- الديمقراطيون و انتخابات مجالس المحافظات
- حين افتقدنا الزعيم
- قمة روما وأزمة الغذاء في العراق
- الانتخابات بين إقرار القانون وتحديد موعد إجراءها
- انصفوا اللاجئين العراقيين...واعينوهم
- الاتفاقية العراقية الامريكية ... تعجيل ام تأجيل؟
- كي تؤكد للناس ان الأمن مستتبٌ ..... تّحرك معهم!
- كنت وستبقى نزيها
- برنامج خاص لمهمات عامه
- بعد إعمار البصرة!
- انتخابات مجالس المحافظات واستحقاقاتها


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - جاسم الحلفي - مشروع -كامل- للدولة المدنية