أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إبتهال بليبل - المتنزهات العامة والعشاق














المزيد.....

المتنزهات العامة والعشاق


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2416 - 2008 / 9 / 26 - 09:22
المحور: المجتمع المدني
    


الشارع متخم بالسيارات والمركبات صباحاً ... وانا جالسة أراقب خطوات مشتته اختلطت على الرصيف ...تعقبتها جميعا بأنظاري ...لأصل الى المكان التي تؤدي اليه .... ياالهي!!!
انها متنزه الزوراء،على الناصية فتيات وفتيان يقفون في انتظار دورهم في الدخول...فكرت أن أنضم إليهم ... لكنهم حتماً سينظرون إلي بغرابة ، حيث لكل منهم محبوب ومحبوبة وانا أعتبر من العزال ... ...... اليوم، وكنا قد عرفناه من قبل على مراحل عمرية مختلفة (أطفالاً ومراهقين ورجالاً وشيوخاً أيضاً)، كان لكل مرحلة منها مكانها في هذه المتنزهات :
لهو الطفولة، خلوة الأحباب، ثرثرة الشيوخ والنساء، وغفوة الغرباء عن المدينة أو مشرّديها …لقد كانت ملتقى للباحثين عن لحظة صفاء ذهني، أو لحظة لهو ومرح، وربما لحظة حرية مطلقة… يجمعهم جميعاً على اختلاف غاياتهم إنهم من أصحاب الدخل المحدود وربما أحياناً الدخل المفقود…وعلى هذا النحو تقترب هذه المتنزهات بوصفها عامة من العامّة بحق، وتصير جنباتها مأوى لعشاق أصحاب الجيوب الفارغة بامتياز، فالدخول إليها مجاني، واختيار أي ركن فيها متاح للجميع، لا شروط ولا قيود. وفيها(يتسع المكان للجميع
وتتحدث مع من معك براحة وهدوء، دون أن يكون عليك أن تهمس بأذنه خلافاً للمطاعم التي تلتصق طاولاتها مع بعضها البعض)الاحترام هنا هو قيد تفرضه على نحو نسبي الحديقة بوصفها مكاناً عاماً، وتحدده قيم روادها وحدود العيب والحرام، وربما في أجزاء منها تطلقه بشكل مختلف قناعة خلي نتونس اليوم(البعض يختار الحديقة التي يرتادها وفقاً لدرجة القناعة تلك).
إلا إن الغريب في الأمر أن اكثر العشاق والمحبين يتذمرون من ضيق مساحة هذه القناعة، وقد تفرض عليهم (الاماكن أو المتنزهات العامة ) نوع من اليقظة المفرطة على نحو تكون الجلسات فيها (سرقة بسرقة)…؟!
ولا تخلو هذه السرقة من المصادفة التي قد تكون غير سعيدة لأحد الطرفين، والأمر هنا يتعلق بتفهم أحد الطرفين للآخر وربما (فقدانه)، ولا تخلو هذه الاماكن من تصرفات غير لائقة من هؤلاء.....وبكل الأحوال، تتفاوت درجة (الاحترام) في هذه الحدائق برمتها بين الليل والنهار، بين الحدائق ذات المساحات المكشوفة والأخرى ذات المساحات الكثيفة، وبين حارس للحديقة (متفهم)، على حد تعبيرنا
وبين حارس آخر لا يتوانى عن المراقبة والصراخ عند اللزوم: ولا يخفي هذا الامر بخلق ضيق لدينا من هذه الحالات الشاذة التي جعلت جميع العشاق من رواد الحدائق في سلة واحدة، يحيط بهم الشك والريبة وعيون تترقب أي حركة يقومون بها، على نحو يفسد عليهم راحة المكان وخلوته المنشودة ، كما أن اختيار الحديقة بوصفها مكاناً لالتقاء العشاق، هو أمر يفرضه ببساطة عدم وجود مكان آخر، أو عدمه السبب الرئيسي في اختيار الحدائق ملاذاً لمواعيدهم بعد أن ضاقت بهم الأمكنة التي تشترط جيوباً مليئة، فمعظمهم من طلبة المدارس أو الجامعات، موظفون لا تكفي رواتبهم لسهرة معقولة، وربما هم عاطلون عن العمل لا رواتب لهم أصلاً.... اليوم نجد أنفسنا أمام متنزه الزوراء فقط بعد أن كان هناك العديد منها ... أذكر منها ساحة ( الامــة ) في الباب الشرقي ، وغيرها الكثير ... ياترى هل سيأتي يوم يعود عشاق هذا البلد يلتقون مرة أخرى في متنزه ( ساحة الامة ) وغيرها



#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمة سكن حادة
- هل شوه الاعلاميون اللغة العربية؟
- اعترافات عاطل بدون عمل
- الهجومية والشراسة
- من أنتِ .... احتمال يكون القصد بها ( أنا )
- جهاز كشف الكذب
- الدهر
- شهادات للبيع
- منظمات أمريكية تُجنِّد الشباب المصري للعمل بالعراق
- من انتِ ؟؟ من تكونِ ِ ؟؟
- خلف الذاكرة
- (أبو حقي ) يمس كرامتنا ويسقط الزمن منا
- ( 2) ثقافة العنف وجذوره / الدين لا يشجع على العنف وسفك الدما ...
- الحب وسيلة البقاء والخلود
- ثقافة العنف وجذوره ( الجزء الأول )
- شبكة الإنفاق تهدد المسجد الأقصى
- حجاب الطفلة جريمة وعدواناً على طفولتها
- إلى الرجال عذراُ هذه معاناتي كأنثى
- أيها الكُتاب كفاكم عبثاً بأحلامنا
- مأساة الوطن والذات


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إبتهال بليبل - المتنزهات العامة والعشاق