أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - القوميات الثلاث المستهدفة















المزيد.....

القوميات الثلاث المستهدفة


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2414 - 2008 / 9 / 24 - 10:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حالفت الولايات المتحدة بعض الحلفاء المخلصين للسوفييت بعد انتصارها عليهم في الحرب الباردة عام1989،كماأنها أدارت ظهرها لبعض من كان الأكثر اخلاصاً لها في تلك الحرب،وقد كان مثل الهند وباكستان فاقعاً في الدلالة على هذا.
إلاأن هذا لم يصل إلى حدود الإستهداف وإنما إلى حدود التهميش وتقليص النفوذ وضعف الإهتمام وعدم مراعاة المصالح الخاصة بالبلد المعني،كماحصل من الأميركان حيال باكستان في فترة مابعد عام1989،وبالذات في تركيبة أفغانستان مابعد غزو2001حيث أتى ل"السلطة"كل من هو معاد تاريخياً لنفوذ اسلام آباد في كابول تحت الرعاية الأميركية.
من جهة أخرى،كان هناك من هو في مرمى الإستهداف الأميركي في عهد القطب الواحد للعالم.كان من الطبيعي أن تكون روسيا في مقدمة المستهدفين،على ضوء هزيمتها أمام واشنطن بعد صراع مرير استغرق أربعة عقود كانت المعمورة كلها مسرحاً له،وقد أُرجعت روسيا جغرافياً إلى حدود هي أقل عماكانت في زمني السوفييت والقياصرة،وتم ضم معظم أعضاء حلف وارسو السابقين إلى الناتو،وكذلك بعض الجمهوريات السوفياتية السابقة(=دول البلطيق الثلاث)،فيماتحكمت شركات النفط والغاز باقتصاديات أذربيجان وتركمانستان،بينما جرت عمليات أدت إلى تحالفات وثيقة بين القوى الحاكمة في أوكرانيا وجوجيا وبين واشنطن مع خطط لضمهما إلى الناتو،كما أجريت اتفاقات عسكرية وأقيمت قواعد أميركية في بعض الجمهوريات السوفياتية الإسلامية السابقة بوسط آسيا:كان من الواضح أن حركة الولايات المتحدة تتجه إلى تطويق روسيا لمنع موسكو من أن تأخذ وضعية المهدد من جديد لعموم الغرب،كما كانت في مرحلة مابعد أوكتوبر1917 وبالذات بعد عام1945،وللغرب الأوروبي كماكانت في أغلب زمن القياصرة،كماأن غزوها لأفغانستان والعراق،واتجاهها للسيطرة(أواحتواء)على ايران،يعني اتجاهاً لتطويق روسيا من الجنوب بعد أن استكمل ذلك في شرق أوروبا ووسطها وفي أغلب مناطق القوقاز،وهو ماكان يعني مع اتمام استكماله اتجاهاً إلى اقتحام البيت الروسي الداخلي،بدءاً من ثغرات وشقوق مثل التوابع=أوسيتيا الجنوبيةأومناطق أوقوميات متمردة على الإتحاد الروسي=الشيشان.
كان الصرب هم القومية الثانية المستهدفة من قبل الأميركان،إلاأنهم لم يكونوا في قائمة الإستهداف بسبب دورهم التاريخي بالقرنين التاسع عشر والعشرين،وإنما لكونهم قد عاشوا حالة استيقاظ قومي أخذ شكل التوسعية الهجومية على القوميات الأخرى=كرواتيا1991- البوسنة1992و1995-ألبان كوسوفو1999،ماوصل إلى حدود تذكر بألمانية الثلاثينيات،وهو شيء لم يكن مقتصراً على الهجومية على الدول أوالمناطق المجاورة،كما فعل هتلر مع النمسا وتشيكوسلوفاكيا وبولندا بين عامي 1936و1939،وإنما امتد ذلك إلى الأساليب التي وصلت لحدود التطهير العرقي المصحوب بأيديولوجية جمعت بين القومية والأرثودكسية مع بنية حديثة قدمها شيوعيو الحزب الإشتراكي الصربي بزعامة سلوبودان ميلوسيفيتش،وتوابعه من صرب البوسنة وكرواتيا وكوسوفو:كانت الحركة الأميركية،منذ(اتفاق دايتون)حول البوسنة في الشهر الأخير من عام1995،تتجه إلى منع انشاء(صربيا الكبرى)،وإلى تحجيم قوة الإمتدادات الإقليمية للزعيم الصربي،وصولاً إلى تحجيمه واسقاطه في بلغراد،وهو ماحصل في عام2000ليعقب ذلك نهاية محددة في زنزانة محكمة العدل الدولية في لاهاي بالسنوات اللاحقة التي شهدت انفصال الجبل الأسود عن صربيا ثم اقليم كوسوفو تحت رعاية واشراف أميركيين وثيقين.
لم يكن العرب،وهم القومية الثالثة المستهدفة من"روما الجديدة"،في وضعية الروس ولابتلك التي كانت للصرب مابعدعام1989،حيث كان بعضهم من أكثر الحلفاء المخلصين للولايات المتحدة في فترة الصراع ضد السوفييت(رغم السياسة الأميركية حيال اسرائيل)ومن أكثر المقدمين لخدمات لها وخاصة في ذروة الصراع الذي حصل إثر الغزو السوفياتي لأفغانستان عام1979،وربما كان الإسلاميون العرب،الذين تدفقوا بعشرات الآلاف لهناك من أجل محاربة موسكو،هم بيضة القبان التي حسمت صراعاً بين كتلتي الحرب الباردة استغرق أربعة عقود ،أوعجَلت في انهيار السوفييت،كماأن العرب لم يظهروا نزعات هجومية أواستيقاظ قومي أوبوادر قوة في الفترة اللاحقة لعام1989،وحتى عندما غزا صدام حسين الكويت في يوم2آب1990فقد وقفت الدول العربية الرئيسية الثلاث=مصر وسوريا والسعوديةضده وأمنت للأميركي غطاءاً عربياً في حرب1991ضد العراق.مع هذا،فإن"الحلوى"،التي وعد بها الأميركي العرب مقابل(حفر الباطن)ممثلة في(مؤتمر مدريد)،لم تنتج سوى السم ممثلاً في(أوسلو)،فيمااتجهت واشنطن إلى تهميش الأدوار الإقليمية لحلفائها العرب،من مصر في أزمات السودان وفي أزمة لوكربي وفي أزمات القرن الإفريقي وصولاً إلى منعها من أي دور في آسيا العربية،إلى السعودية التي صغر دورها في فترة مابعد الحرب الباردة ولم يكبر بالترافق مع اتجاه الولايات المتحدة إلى تكبير أدوار بعض الدول المجاورة لها مثل قطر أواليمن التي كان موقف الولايات المتحدة في حرب انفصال الجنوب اليمني عام1994 معاكساً لموقف الرياض التي كانت مؤيدة للإنفصاليين الذين كانوا مؤيدين لموسكو لما كانوا حكاماً لعدن.هنا،كان حديث أمين عام حلف الناتو في عام1994 عن حلول"الخطر الأخضر مكان الأحمر"لايعني بنغلادش أوماليزيا أوأنقرة بل يعني المنطقة الممتدة بين بغداد والرباط،وهو ماتجسد في الأجندات الأميركية عقب(11أيلول2001)،بعد تلك الحرب القصيرة في أفغانستان،حيث كان حديث الرئيس الأميركي إثر ذاك عن"حرب صليبية"وعن"الفاشية الإسلامية" اعلاناً عن استهداف كبير لتلك المنطقة استخدمت فيه الدبابات بالترافق مع الأيديولوجية الليبرالية الجديدة،حيث يلمس بوضوح في"مشروع الشرق الأوسط الكبير"13شباط2004،الآتي بعد عشرة أشهر من سقوط بغداد،استهداف للعروبة بذاتها مع العداء لتفسير معين للإسلام،وهو مايمكن لمسه بسهولة في توجهات(الليبرالية الجديدة) سواء في أصلها الغربي الأميركي-الأوروبي أوعند طبعتها الفرعية العربية.
كان شرق أوروبا ووسطها،والبلقان،والشرق الأوسط العربي،من أكثر مناطق العالم التي شهدت حركة ل(القطب الواحد للعالم)،ومحاولة منه لإستهدافها وإعادة تنظيمها أ وإعادة ترتيب أوضاعها الإقليمية،وحتى محاولة لإعادة صياغة بيوتها الداخلية ولوعبر تدخلات مباشرة أخذت أشكالاً عسكرية أوغير عسكرية:عانى الصرب من هزيمة مُرَة على الأصعدة العسكرية والسياسية إلاأنهم لم يُهزموا فكرياً أوكإرادة سياسية ضمن غالبية نخبهم السياسية والمفكرة والمثقفة،وأيضاً ضمن غالبية بنيتهم الإجتماعية. في موسكو،ومن خلال المثال الجورجي الأخير،من الواضح أن هناك استيقاظاً عنيفاً للقومية الروسية- يذكر بذلك الذي كان للألمان بعد هزيمة 1918 والصلح المذل في(فرساي)عام1919- يمتد من أروقة الكرملين إلى النخب السياسية والمفكرة والمثقفة،الموالية والمعارضة،وصولاً إلى الشارع. عند العرب،تولى الإسلاميون،وبعض القوميين العرب،مقاومة الهجمة الأميركية على المنطقة العربية،إلاأن أغلب الحكام قد وقفوا معها،ومن اعترض فقد كان ذلك من موقع"الممانعة"وليس"المقاومة"،فيما تحولت تيارات سياسية بغالبيتها= الماركسيونإلى مؤدلجين جدد للأميركي الغازي لبغداد عبر لبوسهم الليبرالي الجديد،مع مشاركة أغلب الأسماء اللامعة في الصحافة والثقافة والأدب في التسويغ والأدلجة لتلك الدبابة الأميركية التي كررت مافعله هولاكو في عام1258.
هل هذا يعكس صورة نهائية عن أحوال الأمم الثلاث؟..............




#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لينين ويلتسين:من رأسمالية الدولة إلى اقتصاد السوق
- جورجيا وروسيا:الجيرة الصعبة
- استهداف السودان
- مابعد جورجيا:هل وصل (القطب الواحد)إلى مرحلة الأزمة؟
- تحولات أميركية جديدة
- عسكر موريتانيا:العودة من وراء الستار
- ثالوث السياسة العربية
- هل انتهت الثورة اليمينية؟
- الماركسيون العرب والإسلام
- اليساريون العرب: تصنيم-الحليف-
- ثنائيات عربية متضادة
- تمظهرات الصراع السياسي
- تركيا:تناقض العلمانية والديموقراطية
- قراءة في (اتفاق الدوحة)
- هل وصل عصر النفط إلى منعطف حاسم؟
- تنامي الدور التركي
- اقتراب شيعة العراق من الإنشقاق
- تحت الخيمة:الإصلاح المحافظ
- الإستيقاظ الجديد للنزعة الحربجية العربية
- تطويع السودان


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - القوميات الثلاث المستهدفة