أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم الخياط - .. وهذي الشهادةُ على أنّك -كاملُ-














المزيد.....

.. وهذي الشهادةُ على أنّك -كاملُ-


ابراهيم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 2408 - 2008 / 9 / 18 - 05:00
المحور: الادب والفن
    


رسول حمزاتوف، في "داغستان بلدي"، يذكر أنه كان يذهب في فتوته إلى قرية مجاورة، وذات مرة، وهو يمرق بين الحقول والمرابع، إذا به يرى كلابا سودا كبارا وهي آتية نحوه من خلل الإعشاب، وكأنها طوربيدات تمزق البحر صوب السفينة / الهدف.
رسول وقبل أن يبكي، أتاه صوت، لا يدري أمن السماء أم الأرض، مفاده أن إنبطح.. ثم عاد الصوت ليضيف: إقطع النفس.
فرأى رسول نفسه وكأنه ميت، وظنته الكلاب كذلك وهي تشمّه ثم تتركه.
لكزته يد، فانتبه، وإذا بالآتي هو نفسه صاحب الصوت، مخبرا رسول بأنه راع، ثم راح يستفهم منه مقصده، فأجابه رسول بأنه محبّ للشعر، وحقيبته ملأى بالجذاذات والقصاصات، وانه يقصد شاعرا معروفا في القرية المجاورة.
فقال له الراعي:
(أتريد أن تكون شاعراً؟ إذن فلماذا تخاف من الكلاب؟ وستلقى في طريق الشعر في المستقبل، كلاباً اشد سعاراً، ولا يتركونك إذا شمّوا رائحة القصائد كما تركتك كلابي هذه،،،، ولكن لا تخف شيئاً على الإطلاق، إن الأرض التي أنجبتك تهبّ إلى نجدتك).
أولاء هم أعداء كامل. أما هو، هذا الثأر الثقيف، فيا تـُرى، هل أخذ صفّ حروفه من كمال جنبلاط؟ أم أنا الذي تقمصني شوقي بزيع فما عاد فكاك لي منه

أيّ القصائد هذا اليوم أدَّخِرٌ **** أمُتَّ حقاً؟ إذن فالقلبُ ينحسِرُ
ويجيء بقامته المختالة – كدت أقول المغتالة – ليمرق بين النبض والرنين، يقرب أو يقترب من الكلّ حتى يظننّ واحدنا بأنه الصديق امتيازاً، لكنه كان – ولما يزل – موزعا بين أحبائه الكثر ومحبيه الكثار...

وأي شعر أقول، الشعر يسبقني *** إليكَ، والكلماتُ السودُ تنتحرُ

لغده، الذي يبنيه معنا، حمل كومة الكتب من "المتنبي"، فـ "الثقافة الجديدة" تنتظر، و"أوراق فكرية" كتلك، ولا بدّ من زوادة، وإذا بالحروف البسيطة والكبيسة لا تكفي، والدموع الكثيرة لا تكفي، والأعمار الكسيرة لا تكفي، إذ لابد من دمه، دمه اليجري فينا

والدَّمُ ليسَ دَماً، بَلْ تِلْكَ نَجمتهم **** ستملأُ الأرضَ بالخيْرِ الذي انتظروا

لم يرضوا إلا بالكبد منا، حتى نكابد، ولم يرضوا إلا بالوريد، حتى ننزف، فنزفنا رافسين... ولم يرضوا إلا به، ولم نرض إلا به، مثقفاً راقيا، نزيهاً، هادئاً، مرحاً، شفيفاً، حتى من الرقة كدنا أو بتنا نرى روحه الكبيرة

أَظـُنـُّها طلقاتُ الغـَـدْرِ حينَ هـَـوَتْ *** تكادُ لو أبصرَتْ عـيـْنـَيـْـكَ تـَعـْـتـَذِرُ

وبقي معنا، وبقيت روحه كما هي كبيرة ومعنا، وما صدّقنا، بل جزمنا أنه لم يقتل بل قاتله المقتول

قـُتـِلْتَ؟ لا لم تـَمُتْ لكنهم كـَـذِباً *** تـَـوَهـَّـموا، أو أماتَ الغدرُ مَنْ غـَدَروا
قُتِلْتَ؟! وَما كانَ ظَنّي أن تموتَ *** وفي يَدَيْكَ وإليكَ الأعمارُ تُبْتَكَرُ

وما بكيناه، ولكن أنفسنا كنا نبكي، وما كان منا نواح عليه، ولكن على عراقنا علا النواح، فما خسر "كاملُ" ولكنهما الرافدين خاسران

أرضَ الخسارةِ يا "بغداد" هَلْ رجل *** يُعيدُ للناسِ بعدَ اليومَ ما خَسِروا

وانتظرناه، وما أن عاد حتى آبَ.. وعرفناه، وما أن تغلغل حتى ذابَ.. وأحببناه، وما أن نامَ حتى نام ونام ونام، وتركنا – كاللدغ – نئن ونسهر والعمر طويل

على المناديلِ مِنْ أوْجاعِهِ عَبَقٌ *** وفي المواويلِ مِنْ أحلامِهِ قَمَرُ

لطالما همسنا له بالحذر، ورفرفت عليه الجنحان منا كي نحفظه، وقلنا له – يا ما قلنا – أولاء أعداؤك يا عراق،أولاء أعداؤك يا كامل

وقالَ: هذا فَلْيَكُنْ جَسَدي *** منارةً، وَلأكُنْ جِسْراً لِمَنْ عَبَروا

وفي حومة الرثاء، أبث إليه النجوى النجيبة، وأظنـّه لم يدر كيف اضطربت المدائن لخبره.. وكيف أذهل الأهلين النبأ المرير

أأنت تسقطُ، يا الله، كيف بها ****"أندلسُ الروح" لما هـزَّها الخبرُ

ثم، أشوقا أبا الياس، ولم تمض سوى أيام، فكيف اذا خفّ العمر بنا دهرا، وثم أحسدا أبا الياس، اذا ما اغتبطتك لأنك قطفت الرثاء، فمن لنا في غد لو لفتنا لفافة الرحيل الكاتم.. أتسمعني يا أبا "الياس"

طالَ ارتحالكَ، ما عَوَّدْتنا سَفَرا *** أبا "الرياحينِ" فارْجَعْ نَحْنُ ننتَظِرُ

وبه نتباهى، وإن تصامت "بعض" من الوجلين، أو حاول "بعض" جميل أن يستحوذ عليه، أو حاول "بعض" خائب أثيم أن يشمت، أو يشتم، فإمتيازه عليهم، أنه منا، نحن آل البيان العتيق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد ألفين !!
- التنقيط عند الفنان الراحل عزيز حسك البعقوبي.. كومونة البنفسج
- العلاقات العامة عند الجواهري
- آثمون.. من قصائد مهرجان المربد الخامس البصرة 9 11 أيار 200 ...
- بعقوبة والشيوعيون وموسم الهجرة إلى الأفراح
- وقفة عند محاججة الأرباب
- فبأيّ أعين بعضكما تنظران
- بئس هذه الحرية ، نِعم هذا الزعاف!
- على حائط حنا السكران
- أفلاطونيا
- انا واحد ...وانت تتكرر للشاعر مهدي القريشي
- النبي الصامت
- بعقوبة
- هناءة المحابس
- كاسب كار
- الضجة الصديقة
- يا امرأة الوجع الحلو
- من بعقوبة البرتقال والنضال
- في فئ السنديانة الحمراء البتول
- جمهورية البرتقال


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم الخياط - .. وهذي الشهادةُ على أنّك -كاملُ-