أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عماد علي - هل استفادت امريكا من افتعال ازمة القوقاز؟















المزيد.....

هل استفادت امريكا من افتعال ازمة القوقاز؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2406 - 2008 / 9 / 16 - 00:38
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


من اهم الاسباب التي تجعل اي متابع لما يحدث في القوقاز ان يتاكد نقريبا من ان لامريكا يد من وراء الستار و عن طريق القنوات الخلفية المتعددة في افتعال هذه الازمة في هذا الوقت، هو الاصرار الامريكي و استعجالها في توقيع اتفاقيتها الاستراتيجية مع بولندا لنشر الدرع الصاروخية، و الذي كان من الواجب ان تتريث فيها لو ارادت استبعاد الشكوك عن دورها او اتهامها من قبل الكثيرين في اشتعال هذه الحرب و الاجدر بها محاولة احتواء تداعياتها التي توسعت، و لحد اليوم تتطور باتجاهات متعددة . الا ان ردود الافعال الكبيرة و ممارسة ضغوطات على الموالين لها و توجيههم للعمل في الاتجاه المعاكس يثبت شكوك الكثيرين من سوء نيتها، و هي تعمل وكاننا في زمن الحرب الباردة ، و هذا هو الدليل القاطع على انه مازال لامريكا عقدة الاتحاد السوفيتي السابق الذي انهار و لم تصدق هي، و لكنها تعتقد بانه سينتعش بين ليلة و ضحاها، ولذلك تخطو و كان روسيا تحل محله كامبراطورية عظمى ، و تحاول هي كسب و جلب اكبر عدد من الاصدقاء و عقد التحالفات و بالاخص مع الدول التي تكون مواقعها حساسة و استراتيجية لمصالحها في حال عودة الحرب الباردة بين الطرفين.
كل ما نحس به ان هناك آفاق بعيدة لاعادة تنظيم الخارطة السياسية العالمية الجديدة من خلال قراءة مواقف الدول من هذه الازمة ، و كل حسب وضعه السياسي و الاقتصادي و نوع او مدى و مستوى علاقاته مع امريكا، فنرى مواقف حساسة و كبيرة من الدول اللاتينية و التي تعتبر الحديقة الخلفية لامريكا، و هي بمثابة كوبا و موقعها و دورها اثناء الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي و الولايات المتحدة الامريكية ، وكذلك دور سوريا من الدول العربية و ما نُشر من الاخبار حول نشر اسطولي البلطيق و الشمال الروسيين في مياه ميناء طرطوس ذو الموقع الاستراتيجي المهم لروسيا للمستقبل و الذي يعوض عن العديد من المواقع العسكرية لها في المناطق التي رفضت نشر القوات العسكرية الروسية فيها تحت ضغوطات امريكية و منها اوكرانيا و جورجيا، و الاصرار الامريكي و محاولاتها المتكررة و المستعجلة لانضمام اوكرانيا و جورجيا الى الى حلف الناتو يؤكد مدى تخوف امريكا من ما ياتي في المستقبل القريب و محاولتها لضمان المواقع الاستراتيجية لادامة و استمرار سيطرتها على العالم ، و مع العمل الدبلوماسي العلني الذي تمارسه امريكا فيما يخص كيفية تنظيم الخارطة السياسية الجديدة فان اجهزتها الاستخباراتية و بالتعاون مع اجهزة الدول الحليفة القريبة لها في المنطقة و هم مستمرون في ممارسة العمليات الحساسة لازالة العوارض امام تطبيق الشراكة الطويلة فيما بينهم، و هم مستمرون في محاولاتهم الدؤوبة لانهاء دور المعارضين و تصفية الاجواء و احتضان المعارضين الروسيين ، و التاثير على الاقتصاد الروسي، و في المقابل لم تقف روسيا مكتوفة الايدي فقد نشطت في تحركاتها الدبلوماسية و بالاخص مع الدول المعارضة لامريكا و دخلت في مرحلة جديدة في علاقاتها السياسية الاقتصادية مع ايران و دول امريكا اللاتينية ،و تظهر في الافق بوادر تحركها الاستخباراتي في اتجاه تصعيب مهمة امريكا في العراق و افغانستان . اما داخليا تحاول روسيا ان تقلل من التاثيرات السلبية لهذه الازمة على اقتصادها و هو نقطة ضعفها من خلال محاولاتها المستميتة لبناء القدرة الذاتية و الاكتفاء الذاتي و رفع مستوى و جودة المنتوجات المحلية من اجل منافسة المنتوجات الخارجية و تقليل من تاثير انخفاض قيمة الروبل، و محاولاتها في الاعتماد الكلي على النفس بتغيير سياستها الاقتصادية و وضع استراتيجية جديدة ملائمة و اعادة النظر في اقتصادها الحر و لو جزئيا.
اما من الناحية الاخرى، اي الجهة الداخلية لامريكا ، و هي المهمة في هذا الوقت نظرا لوضع الذي يمر به الرئيس بوش و الحزب الجمهوري و الصقور على وجه الخصوص، و البلاد على ابواب الانتخابات الرئاسية ، و شوهد مستوى تدني رصيد الحزب الحاكم و شعبيته، و كان الهدف الاستراتيجي الذي يشغل بال السلطة الجمهورية هو اعادة الهيبة باي شكل للرئيس و للحزب ليس من اجل الرئيس نفسه فقط و انما من اجل الفوز في الانتخابات المقبلة، و هذا ما كان يحتاج الى خطوة كبيرة خارجية للفت الانظار نحوها و الهاء الشعب و الراي العام بها و تعليق كافة اسباب و عوامل الفشل عليها كشماعة مفتعلة و من خلال التاثير على المشاعر الوطنية و اعادة تذكير الظروف التي مرت بها امريكا اثناء الحرب الباردة و التاكيد على ان منطق القوة لازالت هو المسيطر على العلاقات الدبلوماسية و ليس قوة المنطق، و ان الشعب الامريكي بحاجة الى المحافظة على استقراره و امانه بابتعاد الشر عنه و عن باب بيته من خلال النظر الى روسيا من باب القوقاز و جل ما ارادته السياسة المتبعة في امريكا هو خلق بعبع من العدم، و بالفعل نجحت هذا التكتيك المخطط و يمكن ان يتحول الى الاستراتيجية المتبعة من قبل الجمهوريين في تحقيق اهدافهم ، ونجحو الى حد كبير و بدليل تفوق شعبية المرشح الجمهوري على الديموقراطي في منافسات الانتخابات الرئاسية الامريكية ، و كانت حرب القوقاز نقطة تحول بالاضافة الى العوامل الداخلية المساعدة الاخرى في هذا الوقت.
و بهذا الاستنتاج يمكننا ان نقول ان المستفيد الاكبر من افتعال ازمة القوقاز هو امريكا و الجمهوريين بالذات ، و بالاخص الرئيس بوش و المرشح الجمهوري ماكين، و يمكن لاي مراقب ان يعيد اسباب اشتعال الحرب لهذه المصالح الضيقة مهما بلغت التضحيات من الشعوب التي لا حول لها و لا قوة، لذلك يمكن القول ان اختيار الوقت و الموقع و نوع الازمة بشكل دقيق مخطط له و من خلال حسابات سياسية منفعية محضة بعيدة عن التفكير و العقلية الانسانية و من وجهة نظر الراسمالية الجشعة المستفيدة من هدر دماء الشعوب و المهم عندهم الغاية، و نتيجة المعادلة و مستوى الربح في اللعبة هي الهدف. و من جانب اخر لابد ان نشير الى ان امريكا بفعلتها هذه لابد ان تعلم انها خسرت الجزء الكبير من منزلتها و ثقلها كقطب مسيطر اوحد و شهد العالم عدة مواقف فريدة من روسيا و مجموعة من الدول الاخرى و بها اعيدت غربلة السياسة العالمية، و يمكن ان نستبشر بان الخطوة التي خطتها هذه الدول من ابداء المواقف الصارمة هي بداية النهاية لسيطرة القطب الراسمالي الاوحد و العالم يسير باتجاهات متعددة ، و ربما تعيدهذه السياسات و المواقف الجديدة والفكر الانساني المتسامح دوراه بعيدا عن المصالح الجشعة للامبريالية العالمية.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تسليح الجيش العراقي يعيد السلام و الامان الى الشعب؟
- دور القادة في مهزلة السياسة العراقية
- افتعال ازمة خانقين امتداد لازمة كركوك بوسيلة اخرى
- الاستناد على الاخلاق و المباديء في السياسة و التحزب
- كفاكم الحكم من طرف واحد و تفهموا الحقيقة
- كيف يُنظر الى المطلقة في الشرق الاوسط
- حول ماجرى في القوقاز،اسبابه و نتائجه
- دور التيارات اليسارية في المجتمع الدولي و مواقفها تجاه المست ...
- لماذا التمييز بين البشر على اي اساس كان؟
- طبيعة الانسان و تفكيره و اهتماماته من نتاج الواقع بشكل عام
- نعم لاجتثاث البعث و لكن كيف؟!
- استمرارتغيير الاداء السياسي و بقاء نزعة الغاء و تسقيط الاخر ...
- تاملات سطحية يسارية في الشرق الاوسط
- هل ستكون الحرب الباردة بين تعدد الاقطاب بعد حرب القوقاز؟
- الطائفية بين الواقع الاجتماعي و السياسة الحزبية الضيقة
- محمود درويش شاعر الانسانية انصف الكورد و قضيته ايضا
- ثقل الكورد في الصراع الدولي و اهميته في قضية كركوك
- التشاور و التحاور و ليس التحالف المصلحي الضيق
- الوعي يزيل روح الانتقام من عقلية الشعب بشكل عام
- الشباب و دورهم في تغيير و تطوير الوضع و الخروج عن المالوف


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عماد علي - هل استفادت امريكا من افتعال ازمة القوقاز؟