أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - غازي الجبوري - ما هي الديمقراطية المنشودة وهل يمكن تجسيدها على ارض الواقع؟















المزيد.....

ما هي الديمقراطية المنشودة وهل يمكن تجسيدها على ارض الواقع؟


غازي الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 2382 - 2008 / 8 / 23 - 04:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعرف الديمقراطية بأنها النظام السياسي الذي يكفل حكم الشعب لنفسه بنفسه وليس حكم فرد أو عائلة أو قبيلة أو طبقة أو مكون يشكل أغلبية من مكوناته الدينية أو القومية ، ويتجسد ذلك عمليا من خلال تبني قرار "الأغلبية الوطنية" للشعب بصرف النظر عن الانتماء الديني أو القومي لهذه الأغلبية في أسوء الأحوال ... وهذا يعني ما لايقل عن 50% زائدا واحد من المواطنين الذين يحق لهم التصويت من جميع المكونات ولا يجوز أن تكون تلك الأغلبية من مكون واحد بأي شكل من الأشكال وان يكفل أي تشريع تتبناه الأغلبية الوطنية عدم إلحاق أي ضرر كان بأي مواطن على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو أي أساس آخر غير شرعي ، لان البلد أي بلد يشبه إلى حد كبير شركة مساهمة ، لكل مواطن فيه حصة مساوية لحصص جميع المواطنين دون استثناء ودون تفريق

وبالتالي فان كون إحدى القوميات أو الطوائف الدينية تشكل أغلبية بسيطة أم ساحقة يجب أن لايؤدي إلى استئثارها بالقرار السياسي أو الأموال والثروات والوظائف والمنافع الأخرى وهذا الشرط واحد من أهم شروط الديمقراطية. وللأسف فإننا لانجد في أية دولة من دول العالم نظاما سياسيا يجسد هذا النموذج تجسيدا فعليا . ففي الدول الرأسمالية التي تدعي أن أنظمتها السياسية ديمقراطية نجد أنها تضرب عرض الحائط بالمضامين والشروط الديمقراطية .

فبرغم أنها تبدو من الناحية الشكلية وكأنها تمارس الديمقراطية من خلال الترشيح والانتخابات للهيئات الحكومية التشريعية والتنفيذية عبر وسائل الإعلام لتضليل الرأي العام فحسب ، إلا أنها تجسد اخطر وأخبث أنواع الأنظمة الدكتاتورية لكونها أدت في النهاية إلى وضع القرار السياسي وكل مقدرات الدولة بيد الطبقة الثرية التي تتحكم في كل شيء ولاسيما بالترشيح للهيئات الحكومية والدعاية الانتخابية وكذلك بالتصويت وفرز النتائج مما يجعل من يحتل تلك المناصب مجرد واجهات منفذه لأوامر وتعليمات وخطط هذه الطبقة بالشكل الذي يخدم مصالحها فحسب ، بينما الأنظمة التي يحكمها الإفراد والعوائل والقبائل والأحزاب الوحيدة فهي أنظمة دكتاتورية بصورة علنية . إن الخطورة والخبث في هذه الأنظمة تكمن في كونها ترتدي الزي الديمقراطي ظاهريا للحصول على الغطاء الشعبي لاستيلائها على السلطة في حين إنها لاتجسد في الواقع سوى حكم أقلية ثرية فاسدة تشكل أقلية من الشعب قد لاتتجاوز 10% منه في أفضل الأحوال لكنها تمتلك نحو 90% من أموال وثروات الشعب ونشاطه الاقتصادي ناهيك عن إمساكها بالقرار السياسي .

ويبقى التساؤل القائم هو ما إذا كان بالإمكان إقامة الديمقراطية النموذجية المثالية المنشودة من عدمه...وكيفية القيام بذلك؟ وللإجابة على هذا التساؤل يجب علينا أن نتعرف على سمات ومظاهر الديمقراطية التي نريد . فنحن بحاجة إلى نظام سياسي يقدم اكبر ما يمكن من المنفعة للشعب ويدفع عنه اكبر قدر من الأضرار ويزيل ما يمكن أيضا من كل مايشكل عقبة أمام رفاهيته وسعادته ونيل حقوقه وحرياته وعند ذاك يمكن أن نطلق على هكذا نظام ... ب"النظام السياسي الديمقراطي" .

أن أول واهم سمة من سماته هي أن يتولي أبناء الشعب الأكثر نزاهة وكفاءة وحبا للوطن والمواطن للوظائف العامة التشريعية والتنفيذية والقضائية وهذه المؤهلات لانعتقد أن هناك اثنين يختلفان عليها. إلا إننا بطبيعة الحال لانمتلك وسيلة ما نحدد بها درجة نزاهة وكفاءة ووطنية أي إنسان لكون هذه المؤهلات لايمكن ملاحظتها إلا بعد أن يتولى الإنسان موقعه الوظيفي ، وهنا تكمن الإشكالية لان معظم الدول التي تمارس الانتخابات حددت الدورة الانتخابية بما لا يقل عن أربع سنوات وهذا زمن كثير من عمر الشعب إذ من غير المعقول أن يرزح المواطن تحت سلطة شخص يتبين بعد انتخابه أو تعيينه انه غير كفوء أو غير نزيه أو غير وطني طيلة الدورة الانتخابية دون أن توجد وسيلة لإزاحته وانتخاب بديلا له. وهذا الأمر يشكل اكبر واخطر العقبات التي تواجه التطبيق الديمقراطي إذ لايمكن تغيير الهيئات المنتخبة من الناحية العملية إلا بعد انتهاء تلك الدورة الانتخابية لان المواطن يمارس سلطاته من خلال صندوق الاقتراع فقط وليس هناك وسيلة لمحاسبة أو استبدال مثل هؤلاء لأنهم غالبا ما يكونون محميين من قبل الكتلة التي تشكل أغلبية في المجالس التشريعية والتي عادة ما تقوم بتشكيل الحكومة وتستأثر بالسلطات والصلاحيات وعند ذلك لانستطيع أن نطلق على هكذا نظام تسمية"ديمقراطي"طبقا للسمة التي اشرنا إليها آنفا لمجرد وجود تعددية حزبية وانتخابات. إن الحل الوحيد لهذه الإشكالية يكمن في تمكين الشعب من محاسبة مثل هؤلاء واستبدالهم بيسر وفي الوقت المناسب وتضمينهم الأضرار التي لحقت بالشعب طيلة فترة توليهم الوظيفة من خلال إعادة منح الثقة بالمجالس التشريعية كل ( 6 ) أشهر من قبل الناخبين أنفسهم أو من قبل نخبة منهم كان تكون مشكلة من الحاصلين على شهادة لاتقل عن البكالوريوس والبالغين من العمر (40) سنة أو من قبل رؤساء النقابات والاتحادات المهنية بواقع رجل وامرأة عن كل اتحاد ونقابة ورئيسة اتحاد النساء ورئيس مجلس شيوخ العشائر.

أما الطريقة الأفضل فهي كما نعتقد تقوم على إلغاء المجالس التشريعية لتوفير الجهد والأموال التي تنفق لتشكيلها وسير أعمالها بما يكلف الخزينة أموالا طائلة دون جدوى أو مردود ملموس ، إذ بإمكاننا أن نوفر تلك الجهود والأموال من خلال تولي رؤساء الاتحادات والنقابات المهنية بواقع رجل وامرأة عن كل اتحاد إضافة إلى رئيسة اتحاد النساء ورئيس مجلس شيوخ العشائر صلاحيات وواجبات المجالس التشريعية الملغاة التي تقوم بتجديد الثقة بالسلطتين التنفيذية والقضائية بينما يقوم أعضاء الاتحادات والنقابات المهنية بإعادة الثقة برؤسائها كل ( 6 ) أشهر مما يشكل رقابة صارمة لتلك السلطة . وبذلك نضمن أن كل شيء سيسير على مايرام لان الاتحادات والنقابات المهنية تمثل جميع شرائح المجتمع دون الانتماء إلى أي حزب أو مكون أو طبقة من مكونات وطبقات الشعب وستعمل بنزاهة وحماس أكثر لأنهم يعملون بدون رواتب أو أجور وعندها يمكننا أن نستغني كذلك عن الأحزاب السياسية ومشاكلها التي غالبا ماتمثل عقبة أمام التقدم بسبب الخلافات الحزبية التي يروح ضحيتها المواطن إذ لم تعد هناك جدوى من وجودها ناهيك عن ماقد تشكله من ثغرات تمس استقلال البلد بسبب الخلفيات السياسية والدينية والقومية لتلك الأحزاب مع الدول الأخرى ولاسيما الطامعة والمعادية . إننا نعلم أن الدستور هو الذي يشكل أساس البناء الاجتماعي من خلال تنظيم آلية تداول السلطة وتحديد وسائل حماية حقوق وحريات المواطن وعلاقة المواطن بالدولة وتحديد واجباته ولذلك يجب أن يكتبه الشعب ويصوت على كل مادة من مواده بإشراف لجان شعبية دون تدخل الأحزاب أو الدولة في أي جزء من العملية كما أن تعديل أو إلغاء الدستور يجب أن يبقى من صلاحيات الشعب الحصرية .



#غازي_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يجب على الحكومة العراقية أن تفعل لكي يعود المهجرون؟
- من سيقرر مصير كركوك؟
- أي الآراء أقرب إلى الصواب في تعدد الزوجات؟
- جميع المتدينين سلفيون وان لم يشعروا
- معاناة إنسانية عراقية : ازمة الكهرباء من الألف إلى الياء
- أسبقيات إعادة الأعمار المنشودة في العراق
- هل يجوز للمرأة أن تتولى مناصب عامة في المجتمع الإسلامي؟
- كيف نخفف الأضرار التي قد تلحق بالعراق من جراء الاتفاقية الأم ...
- هل هناك من مكاسب يحققها التفاوض مع الخصم القوي؟
- إلى سادتي المعلمين والمدرسين : ياعجوز ألم تكوني كنة؟
- إيجابيات وسلبيات قانون رواتب الموظفين في العراق
- ابرز مآخذ مشروع قانون النفط والغاز العراقي
- قضية للمناقشة : بماذا يشعر المميزون ونظرائهم وكيف ينظرون إلى ...
- كيف نعالج الاضرار الناجمة عن اجازة الامومة
- كبار السن والأرامل والأيتام والمعوقين بحاجة عاجلة إلى دور رع ...
- الدعاية الانتخابية الأميركية بين الحقيقة والخيال
- نقول للمرأة في عيدها:ماحك جلدك مثل ظفرك
- كيف نكافح نشر الايدز والملوثات الأخرى في العراق؟
- مالفرق بين الفتوى والاجتهاد ومن يحق له الافتاء؟
- أليس هناك من ينتشل نسائنا من الضياع ؟


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - غازي الجبوري - ما هي الديمقراطية المنشودة وهل يمكن تجسيدها على ارض الواقع؟