أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - الكل يتحمل مسؤولية المأساة ....















المزيد.....

الكل يتحمل مسؤولية المأساة ....


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 2368 - 2008 / 8 / 9 - 05:37
المحور: القضية الفلسطينية
    


هل من الممكن ان نقف مكتوفي الأيدي اتجاه ما يحدث بالظرف الراهن على الساحة الفلسطينية ..؟؟ سؤال اعتقد انه برسم الشعب كل الشعب ... وهل من الممكن ان نقف ايضا على الحياد اتجاه الصراع الدموي ما بين فتح وحماس والذي اخذ شكل العداء ومحاولة كل طرف تصفية الأخر واجتثاثه نهائيا ..؟؟ سؤال اعتقد انه برسم النخب والقيادات التي تسمي نفسها مسؤولة عن هذا الشعب بصرف النظر عن الأطر التي تتقوقع فيها .... وما هي خارطة الطريق للخروج من هذه الأزمة ..؟؟
كثيرة هي الأسئلة التي لا شك انها باتت تقض مضاجع كل من ينتمي لهذا الشعب ولهذه الأمة على اعتبار ان ما يجري الأن على الساحة الفلسطينية، يشكل واحدة من اخطر المراحل التي مرت بها المسألة الفلسطينية برمتها، وهذا ما تؤكده جملة الوقائع والحسابات السياسية، والكل مسؤول ولا يمكن استثناء احد ... السلطة بتكويناتها واجهزتها، وحماس بفكرها ونهجها الإقصائي، واعتقادها انها تقبض على مفاتيح الجنة ... ومنظمة التحرير الهيكل الخائر والذي بات خاويا من اي محتوى فعلي وعملي ... ومن تسمي نفسها المعارضة الوطنية لنهج اتفاقات اوسلو وما اعقبها ... وقوى اليسار المتقوقعة على ذاتها والتي باتت تمارس فعل التنظير الإيدلوجي عن بعد في محاولة منها لحل معضلة الفكر ما بين التنظير والممارسة بل انها تحاول اعادة رسم قوانين كارل ماركس من جديد بعيدا عن مهاترات التدخل بالشأن السياسي الداخلي بالظرف الراهن (حسب اعتقادها) فيما تحولت قيادات القوى اليسارية والقومية تلك الى مدراء وروؤساء لممالك وإقطاعيات للمنظمات غير الحكومية لتعليم الشعب كيفية التعاطي والشأن البيئي وحقوق المرأة ومن اهمها حقها ببيتها في حالة الطلاق ... ام ان الشعب من يتحمل المسؤولية عما آلت اليه اوضاعه في ظل صراع حماس وفتح وفي ظل الحكم الطلباني الجديد على قطاع غزة وفي ظل فرض الرأي بقوة السلاح الذي صار زينة اللصوص هذه الأيام وابتعد عنه الرجال الرجال .... هو السؤال الذي يكرر نفسه الف مرة باليوم وعلى لسان الكل تقريبا ... من يتحمل المسؤولية ..؟؟
وللبحث عن المسؤولية لابد ان نفهم ما يجري ... فهل هو صراع ايدلوجي ام انه اختلاف سياسي ..؟؟ ام انه يأتي في السياق الطبيعي لخلاف الرفاق وتضارب البرامج فيما بينهم ...؟؟ ام انه صراع على السلطة وما تمثل هذه السلطة .... ؟؟ ام هي ازمة القيادات الفلسطينية المؤثرة بالشارع الوطني ..؟؟ ولعلها ازمة الشعب الذي لم يعد يمتلك زمام المبادرة وحتى التأثير على قادته ..؟؟ ام ان من يتحمل جزء من هذه المسؤولية قادة الرأي ومثقفو الجدل البيزنطي الذي ثار ولازال يثور في الصالونات النخبوية دون ان نلمس جرأة بالموقف الحاسم والقاطع .. حيث نرى وكما هي العادة من يقف على الحياد وفي احسن الأحوال يدعو الى الحوار الوطني ونراهم يجاهرون بمواقف بعيدة عن الواقع وهم يعلمون انهم بتلك المواقف الرخوة وغير العملية انما يسهمون في تأطير الصراع ومنحه الشرعية بشكل او بأخر ....ولربما يطل علينا احدهم ليباغتنا بصيغة توافقية تستند الى قانون لا غالب ولا مغلوب بين طرفي الصراع الفلسطيني وهو يعلم ان ثمة مغلوب بهذا الصراع ويتمثل بجماهير الشعب ومن أمنت بمقاومة الاحتلال حتى تحقيق اهدافها الإستراتيجية بالدولة الفلسطينية السيدة الحرة والمستقلة والقادرة على استيعاب كل أطياف اللون السياسي والفكري العقائدي دون ان تنتصب اعواد المشانق وانعقاد محاكم التفتيش لمن يختلف وقادة الفهم السلطوي ....
لا يمكن استثناء سبب من الاسباب ولا يمكن استثناء اي تيار او قوة او فصيل اوحزب رفع راية العمل الوطني السياسي على الساحة الفلسطينية، ولا يمكن ان نحمل الاحتلال مسؤولية ما يحدث لسبب بسيط جدا ان هذا الاحتلال كان الأرحم على ضحايا الصراع بالظرف الراهن (ان جاز التعبير) ومن لايعلم فليعلم ان للإحتلال اجندته التخريبية الواضحة والمعلومة والمعروفة فهل هناك من يعمل على تنفيذ هذه الأجندة بشكل مباشر اومن حيث لا يدري ..؟؟ وبالتالي فإن الاحتلال لا يتحمل الكثير من المسؤولية الا اذا ما اعتبرنا ان على هذه الاحتلال ان يرعى المصالحة الفلسطينية الفلسطينية... و لايمكن ان نقول ان لإسرائيل مصلحة بما يجري على اعتبار ان ما يجري ليست مصلحة اسرائيلية فحسب فهي مصلحة اسرائيلية إقليمية والا ما معنى عدم تدخل اطراف إقليمية مؤثرة (وهي قادرة) بهدف فرض الحلول على طرفي الصراع (فتح وحماس) ..؟؟
اعتقد ان ثمة سجال متواصل حول جدوى هذا الصراع وتحديد مسؤولياتها وابعد من ذلك لربما ضرورته على المستوى المحلي و الإقليمي وحتى الدولي في ظل استمراره وتصاعده ليأخذ هذا الشكل العبثي والفوضوي واللامنطقي وحتى اللإنساني ... فالمشهد يبدو اقسى مما نتصور ... ونتائجه كارثية على مختلف الصعد والمستويات ولعل الكارثة الكبرى الذي يخلفها هذا الصراع ستنعكس بالقريب العاجل على الجمهور الفلسطيني برمته الذي فقد وسيفقد الأمل (على الأقل لزمن غير قصير) بجدوى الفعل المقاوم النضالي الكفاحي على اعتبار ان من يرفع لواء المقاومة اليوم يفعل ما يفعل باسم المقاومة والممانعة مما يعني ان هذا الجمهور يلزمه الكثير من الوقت حتى يعاود ترتيب اوراقه الإيمانية من جديد ولربما يعيد حساباته حول خيار الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة في ظل التقاتل والتصارع على مجرد سلطة مسلوبة السيادة والقرار ....
اذا كان لابد من البحث عمن يُسأل او يتحمل مسؤولية ما يجري فلابد من القول ان الكل يتحمل هذه المسؤولية .. الشعب كل الشعب بقواه وتفصيلاته ... والقادة كل القادة ومن يتربعون على عرش إقطاعياتهم ... ومؤسسات المجتمع المدني والاباء والامهات والابناء والبنات ... والعرايا امام عدسات التلفزة ... ومن يمتشقون سلاح القنص والقتل ... ومن يعتقدون انهم وكلاء الله على الأرض ... ومن يمارسون الرذيلة بوضح النهار على اعتبار انهم من سادة القوم ... ولربما يتحمل مسؤولية ما يجري الفكر ذاته الذي اصبح كل جاهل يدعى انه يحميه ويمثل اطروحاته ... ولعل الحالم بالغد الأفضل يتحمل المسؤولية كونه يمارس الإحتلام بالليل فقط ... والهارب من حلمه يتحمل المسؤولية ... ومن لا يحاول ان يصرخ بوجه اولي الأمر فينا يتحمل اعظم المسؤوليات ...العروبة والاعراب والعجم والأصدقاء والأعداء يتحملون مسؤولية هذه العبثية ...
ونتيجة هذه المسؤولية لابد من اعادة الحسابات .. وبإعتقادي ان الخيارات المطروحة امام الكل اصبحت محدودة ولا تحتمل الحذلقات وممارسة طرف التنظير او الجلوس على طاولة الحوارات للبحث عن مبادرات تأخذ بعين الإعتبار مصالح هذا الطرف او ذاك من مغانم ما يسمى بالسلطة ... الأمر الذي يعني ان الحوار وبالتالي انجاز الإتفاق سيكون مجرد محاولة ترميم لواقع نعترف جميعا انه واقع مؤلم وماساوي وحيث ذلك فلابد من اعادة رسم خارطة القوى من جديدة بل اعادة بناء القوى الذاتية لجماهير الشعب واعادة الفعل الإصطفافي من جديد على اسس مختلفة وتغير معالم القوى المسيطرة على صناعة القرار الفلسطيني سواء أكان الموالي منها او المعارض وسواء أكان الموالي لسلطة حماس هناك او لسلطة التحالفات في المعارضات ببعض العواصم الإقليمية او لتلك الموالية لسلطة رام الله ....



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالرحيل او الهروب ... لم يعد هناك الكثير من الفرق ....
- القدس تتوحد مع غزة
- حينما يصبح التناقض الثانوي رئيسي واساسي في الحالة الفلسطينية ...
- حينما يعود الشهداء ....
- لفقراء الوطن كلمة ايضا ...
- لماذا لم ينعقد اجتماع عباس مشعل في دمشق ..؟؟
- في حضرة دلال المغربي ....
- في ظل التهدئة...اين اصبحت حماس اليوم..؟؟
- هل تقرع اسرائيل طبول الحرب على ايران ... ؟؟؟
- الدلالات الرقمية لحرب تموز على لبنان ...
- بيان حزيران الفقراء ...
- قراءة في بيان المجلس الثوري لحركة فتح في دورته ال (35) ..
- الفيصل .... الفصل في القدس ...
- قراءة بانورمية لوقائع اتفاق الدوحة .....
- في الدورة التاسعة عشر للمؤتمر القومي العربي ....
- حماس وقوانين اللعبة السياسية ....
- النقاط فوق حروف لقاء كارتر مشعل ...
- ما بين القتل في غزة والرقص برام الله
- للفقراء فقط حق دخول جهنم ...!!!!!
- ما بعد قمة دمشق ... مرحلة الحسم والمواجهة....


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - الكل يتحمل مسؤولية المأساة ....