أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد زكارنه - إعدام فرعون على يد إمام الدم














المزيد.....

إعدام فرعون على يد إمام الدم


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 2362 - 2008 / 8 / 3 - 10:20
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


من الطبيعي أن تدخل السياسة إلى عالم الفن السابع من أوسع أبوابه.. ولكن الجديد أن يصبح الفن السابع احد أدوات العمل السياسي.. فما أثاره عرض الفيلم الإيراني " إعدام فرعون " من توتر في العلاقات الإيرانية المصرية، وإعلان احد الأعضاء البارزين في لجنة إعلام الحزب الحاكم في مصر بدأه في إعداد فيلم " الخميني إمام الدم " إنما يخل بالتقاليد والأعراف السياسية، كما ويصب في اتجاه تشويه منظومة القيم والمفاهيم الدينية السمحة على نحو غير مسبوق، إذ تعرض مخرج فيلم " إعدام فرعون " بالتجريح والتشفي من إغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات على يد مجموعة راديكالية إسلامية مسلحة، ليسجل السابقة الثانية التي تمجد عملية الاغتيال بعد إطلاق اسم قاتل السادات " خالد الإسلامبولي " على أحد شوارع طهران الرئيسة، وهنا يطل التساؤل الأبرز لماذا تصر إيران على استفزاز مصر؟؟ ومن المستفيد؟ خاصة وان إيران تواجه عاصفة دولية بسبب برنامجها النووي.
إن اختلاف بعضنا مع سياسة ونهج الرئيس الراحل أنور السادات، لا يقلل بأي حال من الأحوال من شأن الرجل الذي وصف بانه شديد الذكاء إلى حد تناقض تقييمه من قبل الآخرين، فهناك من يعتبره بطل العبور وشهيد السلام، وهناك من يتهمه بأنه كان ديكتاتوراً خائناً بحسب ما جاء في نص الفيلم الوثائقي ذاته.
شئنا أم ابينا لابد من الاعتراف أن الرئيس المصري الراحل أنور السادات، كان صاحب فكر استطاع أن يقرأ الواقع السياسي بتمعن شديد فاغتنم فرصة المناخ السياسي العام في العالم والأمم المتحدة المهيئة لتبني مشروع السلام مع الدولة العبرية، مطالبا باستعادة سيناء كاملة للسيادة المصرية، فكان له ما أراد.
اختلف معه كثيرون من المصريين حينذاك، كما اختلف معه ايضا اغلبية العرب، واتفق منتقدوه في داخل البلاد وخارجها على أنه إنزلق نحو الإرادة الصهيوأميركية، إلا أن أغلب العرب المنتقدين أنفسهم جنحوا إلى السلام مع اسرائيل، لتبدأ مسيرة السلام ب " القطاعي " وتجري المفاوضات التي مللنا ومل العالم منها وهي تراوح مكانها.
أعلم أن البعض قد لا يعجبه هذا التحليل، كما أعلم تمام العلم أن الحالة الفلسطينية شديدة الخصوصية، ولكن جدير بنا أن نفكر بصوت عالٍِ ومسموع، حتى نستطيع سد الفراغات التي تحاول إيران جاهدة سدها، وإلا ليجبنا أحد ما فائدة أن تنتج إيران مثل هذا الفيلم؟؟ هل ذلك سيرجع أمجاد إيران الفارسية؟ ام سيؤثر على تاريخ مصر الفرعونية؟ أعتقد جازما أنه لا هذا ولا ذاك، ببساطة شديدة لان الخميني بقيادته الثورة الإيرانية لم يكن معصوما من الأخطاء، وكذلك الرئيس الراحل أنور السادات.
إن قراءة واعية وهادئة للوقائع ستفضي إلى أن المنطقة العربية واقعة بين مشروعين اولهما صهيوأميركي والآخر إيراني والاثنان لهما اهدافهما وتطلعاتهما، فيما يقف العرب موقف المتفرج الذي لا حول له ولا قوة.. أما المشروع الصهيوأميركي فانه مدعوم غربيا ويملك العلم والسلاح والحنكة السياسية، بينما يملك المشروع الإيراني عزيمة التحدي وقدرة التغلغل في النسيج الاجتماعي العربي تحت العباءة الدينية.
وهنا تشير الوقائع إلى ان إيران تحاول جاهدة فرض هيمنتها على المنطقة العربية عبر تدخلها غير المباشر في الشؤون الداخلية لدول الإقليم، كورقة ضغط فاعلة في وجه الضغط الغربي عليها، كما انها تحذر في الوقت ذاته الرئيس السوري في حال إقدامه على التوصل إلى صياغة ما لاستئناف العملية السلمية المتوقفة منذ حين مع الدولة العبرية، خاصة وأن سوريا تدخل في هذه الايام بشكل غير رسمي في مفاوضات مباشرة مع الاسرائيليين برعاية تركيا، وهو تحذير يشير إلى مصير من يقدم على السلام مع الاسرائيليين دون التواجد الايراني، خاصة وأن فكر الخميني القائم على تصدير الثورة كان له دور فاعل في عملية اغتيال السادات.
المثير للدهشة أن العالم العربي وبعد أحداث العراق بدأ يفكر جديا في تغيير منهجية تعامله مع الجمهورية الإيرانية الإسلامية على قاعدة التبادلية الامنية التي لا تسمح للغرب مهاجمة إيران من أراض عربية، إلا أن تجليات السياسة الإيرانية في تعاطيها مع العرب تؤكد أن إيران تسعى لفرض اجندتها بحسب مصالحها وحسب، الشيء الذي لا يصب إلا في مصلحة اعداء الامتين العربية والإسلامية.
نعم اخطأ الجانب الإيراني في إنتاج فيلم " إعدام فرعون " المستفز للسياسة المصرية، ولكن اتمنى الا تعالج مصر الخطأ بآخر مضاد عبر تبني فكرة إنتاج فيلم " إمام الدم " حتى لا يصبح إعدام فرعون على يد إمام الدم سيناريو سجال سياسي لا طائل من ورائه، فإن أهرام مصر الفرعونية لا تهزها عواصف صحراء إيران الفارسية.

بقلم: أحمد زكارنة





#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعد الرابع بين ضرورة التغيير وحتميته
- نحو سلطة رابعة
- المشهد النقابي ومدعو المسؤولية
- صفعة على وجه المحتل
- بين الواقع المرير وعقدة البديل.. نحن في خطر
- الإسلام السياسي والأيات الشيطانية للإدارة الأمريكية
- هنية والتورية في اللغة السياسية
- المسيرة التعليمية سفينة في مهب الريح
- إلى إمرأة عابرة
- الأعراس الفلسطينية في الإمارة الإسلامية
- رسالة عتاب من مواطن فلسطيني إلى الشيخ يوسف القرضاوي
- العالقون بين الحرية الفكرية والفبركات الإعلامية
- بين حوار القوة وقوة الحوار
- كنز الوثائق وكَشف المستور
- جدلية الحيادية بين الحزبية والوطنية
- الموظف بين الأسئلة المبصرة والإجابات العمياء
- الخوارج بين المشروع الأمريكي والراية الإسلامية
- نداء .. لماذا لا يرحل هؤلاء فيرتاحوا ويريحوا ؟
- جنة الشيطان
- أمراء الكلام في المشهد الفوضوي


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد زكارنه - إعدام فرعون على يد إمام الدم